متاهة العراق في صراع المالكي.. وعلاوي..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
العراق بين عطشٍ غير مسبوق عندما تحتكر تركيا وإيران مصادر المياه بما يهدد مستقبله الزراعي وموارده المختلفة القائمة على الزراعة، وبين صراعٍ طائفي يذهب بولائه لإيران، وآخر إلى أكثر من جهة، ولعل انفجار الصراع بين كتلتيْ المالكي وعلاوي، واتهام كل واحد منهما للآخر بالعمالة لدول أجنبية يطرحان الشكوك في وطنيتهما، وهي مسألة خطيرة في وضع نفسيهما في ورطة الخلاف..
فالمالكي، كما يقول علاوي، يحتكر السلطة، ويقود البلاد إلى دكتاتورية طائفية، والآخر يراه لعبة بيد الأمريكان وبعض الدول الأوروبية والعربية، والشعب يفتقد أبسط الحقوق الأمنية والمعيشية عندما يحترق في شمس وسموم الصيف، وزمهرير الشتاء بسبب تعطيل كل المشاريع في بلد تتنامى مداخيله من النفط إلى أرقام فلكية، ولا أحد يدري أين تذهب، لكن من يسرّبون الحقائق هم من يدركون البلد المنهوب ومن سرقه..
فخروقات الدستور كبيرة، والدليل عدم الاتفاق على تشكيل وزارات سيادية، وجدل على رفض أو المطالبة ببقاء أو جلاء القوات الأمريكية، وديمقراطية غير واضحة المعالم أي أنها ولدت في حضن الاحتلال، وبقيت شكلاً بلا مضمون طالما الشعب، بأكثريته خارج موقع التأثير بين القوى المتصارعة، أو المشاركة الفعلية في الحكم..
الأزمة الداخلية انعكست آثارها على الصراع الإقليمي، المعلن والخفي، المحيط بالعراق، وعلى الأخص ما يجري من تنافس إيراني - تركي عندما تريد الأولى التفرد به من خلال القوى العراقية التابعة لها، والأخرى التي لا تقبل بالمعادلة، فهي شريك في أزمة الأكراد، ولديها طائفة سنّية لا تريد إظهار الولاء لها بشكل علني، ولكنها رصيد قائم في تحريك مصادر القوة، وعينها منصبة على دخول شركاتها في مشاريع إعادة إعمار البنية الأساسية، لأن توجهها للمنطقة العربية بدأ يضع لها وزناً غير عادي مع الأوروبيين الرافضين عضويتها في اتحادهم.
لكن ماذا عن الفجوة الهائلة بين الشعب وسلطته، وكيف أصبح الفساد مبدأً يتقاتل عليه المحاسيب وأصحاب الولاءات، وكيف صار، في ظل الديمقراطية، السجن لكل من يفتح باب النقد أو يعارض السلطة، ولماذا لم يعد هناك اهتمام بالملايين من المهجّرين العراقيين؟
الإجابات يعرفها العراقيون، ويدركون أنهم استبدلوا سلطة البعث ودكتاتورية صدام، بسلطة المليشيات الطائفية وزعاماتها، وبسبب فقدان القاعدة الشعبية القادرة على تمييز نفسها بوطنية مستقلة عن نزاعات الخصوم، أصبح الفراغ يستغله من يملك الحس الطائفي فقط، ولعل عبور العراقي من متاهة زعماء الظل إلى المواجهة، وكشف عُري الأنظمة وانعزالها بسبب الأطواق التي أحاطت بها السلطة نفسها، والاتكاء على إيران والتسليم لها ما يؤذن بتصحيح المسار..
هناك خشية من الثورات العربية التي ترشح العراق أنْ تدخل إليه رغبة التغيير، لكن المخاوف تبقى أنه بلا جيش أو أجهزة أمن فاعلة تصون وحدته، لكن مع عجز السلطة عن تلبية الاحتياجات الضرورية، فكل الأمور معلّقة على احتمالات قد تكون مفاجئة..
التعليقات
العراقيون رخيصون
Narina -غير صالح
Baghdad
Hawler -الجماعات السياسية العاملة في العراق كلها تعمل على طريقة الدكاكين او المتاجر او الاسواق، فحتى الحكومة العراقية هي مجرد شركة بين مجموعة من هذه الدكاكين، والبرهان على ذلك تتجلى في الاعلانات التجارية المدفوعة الثمن في الفضائيات والصحف التي تنشرها الحكومة على طريقة الاعلان للبضائع الكاسدة، الشعوب تدافع وتساند حكوماتها بسبب ما تقدمها حكوماتها لهم من حماية لحقوقهم والحرص على رفاهيتهم وامنهم وليس بسبب الاعلانات السخيفة المليئة بالاخطاء اللغوية والنحوية، والتي تدفع اثمانها من ارزاقهم، لكن الساسة العراقيين يعملون على طريقة اختصاصاتهم السابقة
Iraq
الشعب الكردي -يدعي بعض الشوفينيين العرب ان الاستفتاء على مصير الشعب الكردي يقتضي اجراء الاستفتاء بين كل العراقيين، وكأن الشعب الكردي يريد ان يفرض الفيدرالية اوالانفصال على كل هؤلاء! الشعب الكردي غيرمعني ابدا بما يختاره الاخرون لانفسهم، بل ارادته ان يقرر مصير نفسه بنفسه، لذا سوف لا و لن يسمح لكائن من كان ان يكون قَيّما عليه ويقرر مصيره، وبالاخص الشعوب المحتلة لارضه وشعبه لمدة قرون عديدة من ترك وفرس وعرب وغيرهم، وهذا ما ينص عليه الميثاق الاممي