جريدة الجرائد

كيف تراجعت الهجمة السورية على السعودية؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فـارس بن حـزام

يمكن وصف ما جرى للإعلام السوري تجاه السعودية بالهجوم اللافت في البداية، والتراجع اللافت أيضاً في الأسابيع الأخيرة. فقد كان سلوكاً غريباً منذ بداية الأحداث في سورية قبل 3 أشهر.

وخلال الحملات الإعلامية سيئة التنظيم، كان التركيز على اسم سعوديّ محدد بالوقوف خلف الحراك في محافظة درعا، وما تبعها من محافظات. تحدثوا كثيراً عن المسؤول السعودي، رغم أن الجاهل بالسياسة السعودية يعرف طبيعة وحدود عمله.

ربما يكون مفهوماً أن يرمي نظام مأزوم بالتهمة على العامل الخارجي، ويترك لإعلامه تمرير اسم دولة وشخصية سياسية، ووضعهما في خانة التحريض على أمن واستقرار البلد. فتلك حوادث مكررة في التاريخ المعاصر.

أما الأكثر لفتاً، فكان الانسحاب التدريجي من ساحة المعركة الإعلامية، التي وضع الإعلام السوري نفسه فيها، وفتح جبهات عبثية مع الجميع، فلم يجعل له صديقاً واحداً، سوى الإعلام الإيراني ومن ينحاز إليه، وهو لا يمثل قيمة معتبرة في المشهد العربي، بحصوله على نسبة محددة من الجمهور، وللأسف طائفية، لا تخرج عن دائرة واحدة، ولا تحقق أي حضور خارج محيطها التقليدي. وهو إعلام لا يخدم النظام في معركة الدفاع عن نفسه وستر سلوكه، لأن الهدف هو إيصال الصوت للدفاع عند الطرف الآخر، وليس حصره في الجماعة المؤمنة به في الأحوال كلها.

ونظرة واحدة إلى خارطة سورية، تبرز حالة الحصار السياسي للنظام مع جميع جيرانه. خمس دول تحيط بسورية، وجميعها في خصام مع النظام الحاكم، ومنها خصام كلي ومنها خصام نصفي، وهو الذي فتح النار على السعودية عبر إعلامه منذ الدقيقة الأولى، لكنه يبدو أنه وصل إلى القناعة المتأخرة أن الخصومة الشاملة مع القريب والبعيد، ستعجل برحيله، ولا تبقي له نصيراً في المعركة. لذا، وربما، كان اختار تهدئة اللعب مع السعودية، التي التزمت الصمت كلياً، كحال بقية الدول العربية.

فالذي أعرفه، أن السعودية لم تتحرك سياسياً للرد أو للتوضيح، حتى عبر الاتصالات الدبلوماسية الخاصة، لوقف الهجمة الإعلامية عليها. تركت الأمر لعامل الزمن ليعالج نفسه بنفسه. ويبدو ذلك من حالة واصلت تكرارها عند كل أزمة يمر بها نظام ليست على وفاق سياسي معه.

فمن يتابع الإعلام السوري، ومن يتبعه في إيران ولبنان، سيلحظ أن انسحاب اسم السعودية التدريجي قبل أن يبلغ حد الاختفاء نسبياً، إلا من حالات قليلة جداً هو أمر مفهوم، لأن الالتزام الكلي بالتعليمات لا يتحقق دائماً، لوجود هامش الأخطاء الفردية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما هذا الصمت
محمد السوري -

لا يجب على المملكة الصمت على القتل والتعذيب الذي تمارسه العصابات الاسدية بحق الشعب السوري الاعزل , كيف تصمت المملكة وهي على مدى عقود طويلة تسوق نفسها على أنها الحاضنة الشرعية للإسلام والمسلمين ناهيك عن العروبة , فالشعب السوري بغالبيته هو من القبائل العربية التي هاجرت من الجزيرة العربية إلى الشام قبل الإسلام ومع الفتوحات الإسلامية , أليس بنو أمية مكيون ودمشق عاصمتهم الكبرى , لماذا تتخلى الدول عن واجباتها التاريخية مقابل حسابات ضيقة ووقتية وربط الموضوع السوري بالبحريني واليمني , ألا تشاهدون تركيا كيف تعود بقوة إلى المشهد السوري والعربي وتعيد بناء الاواصر التاريخية مع الشعوب , لماذا تترك الشام أسيرة بيد العصابات الاسدية المارقة الخارجة من سلالة قطاع الطرق .إن الشعب السوري بغالبيته الساحقة يستنكر ويدين الصمت المطبق للدول العربية عامة والسعودية خاصة وهذا يستدعي استدراك الموقف ودعم الشعب السوري بشكل واضح لأن الخطر لا يحيق بالشام وحدها بل في المشرق كله , أفيقوا يا قوم نحن شعب واحد وتاريخ واحد ومصير واحد , سوف يسأل الجميع عن مواقفهم , في الدنيا والاخرة , أم أنكم تدعون الإسلام قولا وتنكرونه فعلا ؟ أليس الحديث الصحيح المسلم أخو المسلم ......إن عدم الإستجابة لحديث النبي الكريم هو خروج عن نهجه , حسبنا الله ونعم الوكيل , فلا نامت أعين الجبناء

ما هذا الصمت
محمد السوري -

لا يجب على المملكة الصمت على القتل والتعذيب الذي تمارسه العصابات الاسدية بحق الشعب السوري الاعزل , كيف تصمت المملكة وهي على مدى عقود طويلة تسوق نفسها على أنها الحاضنة الشرعية للإسلام والمسلمين ناهيك عن العروبة , فالشعب السوري بغالبيته هو من القبائل العربية التي هاجرت من الجزيرة العربية إلى الشام قبل الإسلام ومع الفتوحات الإسلامية , أليس بنو أمية مكيون ودمشق عاصمتهم الكبرى , لماذا تتخلى الدول عن واجباتها التاريخية مقابل حسابات ضيقة ووقتية وربط الموضوع السوري بالبحريني واليمني , ألا تشاهدون تركيا كيف تعود بقوة إلى المشهد السوري والعربي وتعيد بناء الاواصر التاريخية مع الشعوب , لماذا تترك الشام أسيرة بيد العصابات الاسدية المارقة الخارجة من سلالة قطاع الطرق .إن الشعب السوري بغالبيته الساحقة يستنكر ويدين الصمت المطبق للدول العربية عامة والسعودية خاصة وهذا يستدعي استدراك الموقف ودعم الشعب السوري بشكل واضح لأن الخطر لا يحيق بالشام وحدها بل في المشرق كله , أفيقوا يا قوم نحن شعب واحد وتاريخ واحد ومصير واحد , سوف يسأل الجميع عن مواقفهم , في الدنيا والاخرة , أم أنكم تدعون الإسلام قولا وتنكرونه فعلا ؟ أليس الحديث الصحيح المسلم أخو المسلم ......إن عدم الإستجابة لحديث النبي الكريم هو خروج عن نهجه , حسبنا الله ونعم الوكيل , فلا نامت أعين الجبناء