جريدة الجرائد

"مطر أسود" تركي على إيران؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

راجح الخوري

عندما اعطى رجب طيب اردوغان بعداً اقليمياً واسعاً لانتصار حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، نزلت كلماته مثل "مطر اسود" على آذان الساهرين في طهران على توسيع آفاق النفوذ الفارسي في المنطقة. عملياً لم يكن الانتصار الشعبي الذي حققه الحزب، انتصاراً لفلسطين ولبنان ومصر وليبيا وسوريا والعرب، كما قال اردوغان، بل كان انتصاراً للنفوذ التركي المتزايد في المنطقة في اتجاه الجنوب. وهو ما يعيد التاريخ مئة عام الى الوراء. فها هي "السلطنة" تعود ولكن بصورة عصرية جذابة : مزيج من الاسلام السياسي المنفتح حليق الذقن وبرباط العنق، ومن الارث العلماني الاتاتوركي المتبقي في الثقافة العامة التركية.
واذا صح ان كلمات اردوغان هطلت مثل "مطر اسود" على ايران، فإنها قرعت بقوة الابواب الاوروبية المغلقة في وجه انقرة. ان كل هذا، على اهميته، مجرد تفصيل قياساً بقول اردوغان للعرب، وهم الآن في الثورات وعلى مفترقات التغيير: "ان تركيا ستكون نموذجاً يحتذى"، أي انه جعل الاسلام السياسي الذي يطبقه حزب العدالة والتنمية، والذي يتوافق مع شروط الدولة المدنية واتساع اطرها الى حدود العلمانية والتعدد، نموذجاً يحرج نظام "ولاية الفقيه" في ايران، كما يحرج "الاخوان المسلمين"،الذين دعوا في مصر الى إطلاق مليون لحية، في وقت يكمن التحدي في ايجاد ملايين الجنيهات لاطعام الناس لا في اطلاق ملايين اللحى!
واضح ان الاتراك طبقوا سياسة بارعة في اقتحامهم المسرح الاقليمي، الذي تحاول ايران منذ اعوام التحكم به. فقد اتخذوا مع البرازيل موقفاً يرضي طهران في المسألة النووية، وهو ما ساعدهم في لعب دور الوسيط الخلفي بين طهران والشركات الغربية الباحثة عن خزائن الدولارات في زمن العقوبات الدولية، وجاءت النتائج فوق التوقعات، عندما صعد الاقتصاد التركي الى المرتبة 16 عالمياً.
وفي حين تمادت ايران في صنع العداءات مع عدد من دول المنطقة، عقدت تركيا سلسلة من المصالحات البارعة مع ارمينيا وقبرص واكراد العراق و سوريا... ثم حصل ما هو اهم بكثير، أي الاقتحام السياسي المدوي، الذي بدأ في منتدى دافوس عام 2009، عندما اهان اردوغان شمعون بيريس امام العالم، بسبب المجازر الاسرائيلية في غزة. ثم جاءت قصة "اسطول الحرية" لتفتح العالم العربي على مصراعيه امام انقرة، وليبدأ التقاطع العكسي الحاد مع النفوذ الايراني فلسطينياً. حتى عندما ذهب اردوغان الى شمال لبنان، بدا وكأنه عكس السير مع محمود احمدي نجاد الذي ذهب جنوباً!
ان التقاطع العكسي المتصاعد بين ايران وتركيا يتركز الآن في سوريا، حيث تدعم طهران النظام والرئيس بشار الاسد، بينما تدعم انقرة المتظاهرين، ولا يتوانى اردوغان في ادانة ما سماه "القمع الوحشي للشعب" وتفشل زيارة مبعوث الاسد اللواء حسن توركماني الى انقرة في إبعاد علاقة البلدين عن حافة الهاوية... و المواجهة الايرانية - التركية تتجاوز سوريا لتشمل الاقليم العربي كله... لأنه مجرد ساحة مفتوحة!


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
to the writer
samy al shamy -

correction the turks didn''t make any peace with cyprus nor the aremnians nor the kurds and the syrien approchment as a partners in the reigon is in jeopardy the turks are very shrood in the politics but today with education and technology and knowledge by the people in the reigon it is going to be very difficult for them to have a free ride since they had no visa issue with syria all the turkish products are on the syrien market which had a great negative impact on all syrien manufactors wich something has to be done before it ''s too late

to the writer
samy al shamy -

correction the turks didn''t make any peace with cyprus nor the aremnians nor the kurds and the syrien approchment as a partners in the reigon is in jeopardy the turks are very shrood in the politics but today with education and technology and knowledge by the people in the reigon it is going to be very difficult for them to have a free ride since they had no visa issue with syria all the turkish products are on the syrien market which had a great negative impact on all syrien manufactors wich something has to be done before it ''s too late

حبيبت قلوب الشعوب
abuAli Shokor -

ايران حبيبت قلوب الشعوب و عدوة الحكام والملوك وبائعي الاقلام

حبيبت قلوب الشعوب
abuAli Shokor -

ايران حبيبت قلوب الشعوب و عدوة الحكام والملوك وبائعي الاقلام

للعلم
محمد السوري -

لعلم الكاتب , فإن ثلاثة أرباع الشعب السوري تنظر إلى تركيا نظرة الشقيق الجار , وتنظر إلى إيران كعدو وخاصة بعدما ثبت وجود عناصرإيرانية تشارك بقتل السوريين .وفي لبنان ستكون لسورية المستقبل كلمة دعم الدولة اللبنانية وبناء علاقات ودية ندية حقيقية , كبلد شقيق وجار يجب الحفاظ على ديموقراطيته التوافقية دون فرض عليه كما تفعل سلطة عصابات الاسد الإيرانية اليوم

للعلم
محمد السوري -

لعلم الكاتب , فإن ثلاثة أرباع الشعب السوري تنظر إلى تركيا نظرة الشقيق الجار , وتنظر إلى إيران كعدو وخاصة بعدما ثبت وجود عناصرإيرانية تشارك بقتل السوريين .وفي لبنان ستكون لسورية المستقبل كلمة دعم الدولة اللبنانية وبناء علاقات ودية ندية حقيقية , كبلد شقيق وجار يجب الحفاظ على ديموقراطيته التوافقية دون فرض عليه كما تفعل سلطة عصابات الاسد الإيرانية اليوم

رجع العثمانيون
مؤمن ابن ام المؤمنين -

ابشر المؤمنين الصابرين ان العثمانيين نهضوا من سباتهم فبشراكم يا أهل ايران المسلمون ياأهل العراق واهل لبنان وأهل سوريا صبرا فإن غدا لناظره قريب

رجع العثمانيون
مؤمن ابن ام المؤمنين -

ابشر المؤمنين الصابرين ان العثمانيين نهضوا من سباتهم فبشراكم يا أهل ايران المسلمون ياأهل العراق واهل لبنان وأهل سوريا صبرا فإن غدا لناظره قريب