جريدة الجرائد

حسين سالم... الملياردير الغامض : نهاية أسطورة صديق مبارك

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القصة الكاملة لـ "الملياردير الغامض"


القاهرة - أغاريد مصطفى

بإعلان الشرطة الإسبانية والإنتربول المصري، قبل أيام قليلة، خبر القبض على الصديق المقرب للرئيس السابق رجل الأعمال حسين سالم في إسبانيا، قبل اطلاقه بكفالة، تنتهي أسطورة "الرجل الغامض"، الذي لا يعرف عنه المصريون سوى أنه رجل أعمال يمتلك المليارات وظل لسنوات طويلة أقرب الأصدقاء إلى حسني مبارك.
سالم، الذي ولد في العام 1928، عمل في جهاز المخابرات العامة قبل حرب العام 1967، وهو التوقيت ذاته الذي تعرف فيه على مبارك، ثم توطدت الصلة بينهما.
وربما كانت المرة الأولى التي سمع فيها المصريون، اسم حسين سالم، حين بثت وسائل الإعلام خبرا في بداية الثمانينات، يفيد بعودة جمال السادات من الولايات المتحدة عقب اغتيال والده الرئيس السابق أنور السادات على متن طائرة حسين سالم الخاصة، ما يشير إلى علاقة الأخير بالسادات وموقعه المتنفذ من رأس النظام في ذلك الوقت.
عمل سالم في بداية علاقته بالمال والأعمال في شركة النصر للتصدير والاستيراد - وهي مؤسسة حكومية كانت مكلفة توطيد أواصر العلاقات التجارية والسياسية مع أفريقيا- رغم عدم معرفة تاريخ توجهه إلى العمل في "البيزنس" بالضبط، إلا أن العام 1986 شهد بداية تردد اسمه في الحياة العامة، عندما قام البرلماني السابق علوي حافظ بتقديم طلب إحاطة عن الفساد في مصر - عندما كان رفعت المحجوب رئيسا لمجلس الشعب - مستندا في جزء منه إلى اتهامات خاصة، وردت في كتاب "الحجاب"، للكاتب الصحافي الأميركي بوب ودوورد مفجر "فضيحة ووترغيت" الشهيرة، التي أطاحت الرئيس الاميركي السابق ريشارد نيكسون في بداية السبعينات.
وأفادت المعلومات بأن شركة "الأجنحة البيضاء" التي تم تسجيلها في فرنسا، هي المورد الرئيس لتجارة السلاح في مصر، وتتضمن 4 مؤسسين، هم: منير ثابت شقيق سوزان مبارك، حسين سالم، وزير الدفاع آنذاك عبدالحليم أبوغزالة، والرئيس المصري وقتذاك، وهو ما نفاه في شدة أبوغزالة ردا على أسئلة الصحافيين حول ما ورد في الكتاب.
وبعد هذه الواقعة، بدأت التساؤلات حول حجم ثروة حسين سالم التي تتجاوز ميزانية الدولة في عام، كما ورد اسمه في بعض قضايا التهرب من قروض البنوك، ومنها قضية أسهمه في إحدى شركات البترول العالمية، التي أخذ بضمانها قرضا من أحد البنوك ورفض سداده، وانتهت القضية بحلول البنك الأهلي محله في الشركة، لتنتهي القضية في هدوء.
ويوصَف سالم بأنه "الأب الروحي" لمنتجع شرم الشيخ في جنوب سيناء، لأنه يُعد أول المستثمرين في المنطقة منذ 1982 - وعرف عنه أنه من أصول تعود لهذه المنطقة، وبالتالي لم يكن مستغربا أن يملك الرجل "خليج نعمة" بالكامل تقريبا من فنادق وكافيتريات وبازارات. ومعروف أن خليج نعمة كان أهم أهداف تفجيرات شرم الشيخ الأخيرة، كما يعد "مو?نبك جولي ?يل"، من أكبر المنتجعات السياحية في المنطقة.
وقد أوصى صاحبه حسين سالم عند بنائه بإقامة قصر على أطرافه، تم تصميمه وتجهيزه على أحدث الطرز العالمية، ليفاجأ الجميع بإهدائه إلى مبارك، ليصبح المصيف البديل لقصر المنتزه في الإسكندرية المملوك لرئاسة الجمهورية.
كما أقام مسجد السلام في شرم الشيخ على نفقته الخاصة، التي بلغت تكلفته مليوني جنيه، خلال أقل من شهرين، عندما علم أن الرئيس السابق سيقضي إجازة العيد في المنتجع الشهير. ويُعد سالم صاحب وراعي فكرة مسابقات الغولف العالمية، التي تقام سنويا في شرم الشيخ.
أما شركة خط أنابيب شرق المتوسط للغاز "EMG"، التي قامت بتوقيع الشراكة مع إسرائيل، فتشارك فيها الحكومة المصرية بـ 10 في المئة فقط، في حين يمتلك الجانب الإسرائيلي، المتمثل في رجل الأعمال يوسف ميمان، 25 في المئة، ويملك سالم بقية الأسهم.
وتنص بنود الاتفاقية على أن تقوم الشركة بتصدير 120 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى إسرائيل مقابل 28 مليار دولار فقط، وفقا لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وكانت "يديعوت أحرونوت"، ذكرت أن شركة شرق المتوسط للغاز المصرية أبرمت عقدا بقيمة ملياري دولار لتزويد شركة "دوراد إينرجي" الإسرائيلية بالغاز الطبيعي لمدة 15 عاما نظير 100 مليون دولار عن كل سنة إضافية، موضحة أن هذا العقد يدشن إمدادات الغاز الطبيعي لإسرائيل.
وأشارت إلى أن الشركة مملوكة لـ 3 مساهمين رئيسيين هم، حسين سالم بنسبة 65 في المئة، ورجل الأعمال الإسرائيلي يوسف ميمان بنسبة 25 في المئة وشركة الغاز المصرية بنسبة 10 في المئة.
وردا على الجدل الذي أثير أخيرا في مصر حول قضية إعادة تسعير الغاز المصدر إلى إسرائيل، خرج حسين سالم لينفي علمه بالمفاوضات حول إعادة التسعير بين "القابضة للغاز"، وشركة "شرق المتوسط"، المنوطة بتصدير الغاز لإسرائيل، قائلا: "أنا رجل مسن حاليا، وقطعت علاقتي بالبيزنس والأعمال بعدما تجاوزت سن السبعين".
وأكد في تصريحات نشرتها صحيفة "المصري اليوم"، أنه خرج من شركة شرق المتوسط "إي إم جي"، أوائل العام الماضي، بعد أن باع أسهمه فيها لشركة عالمية أميركية وأخرى من تايلند ـ تعادل "الهيئة العامة للبترول"، في مصر، لافتا إلى أنه كان حريصا على أن يحول الأرض المقام عليها المشروع قبل بيع أسهمه إلى حق انتفاع، حيث كانت ملكا للشركة قبل ذلك.
وشدد على أن مصادر ثروته الحالية معروفة ومعلنة، وهي تتلخص في فندقين في شرم الشيخ والأقصر، وشركة مياه جنوب سيناء، وقد تنازل عن أغلبها لأولاده وأحفاده في مارس الماضي.
وتكتنف علاقة سالم بإسرائيل الكثير من الغموض والإثارة، غير أن المؤكد أنها كانت قوية بما يكفي لأن يرسل مبارك صديقه الملياردير إلى تل أبيب في العام 2006 في زيارة دارت التكهنات حول أهدافها ومدى علاقتها بالمساعي المصرية الرامية لتهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقة.
فقد ربطت مصادر مطلعة بين الزيارة ومحاولات مبارك الحثيثة لوضع حد للتدهورات الأمنية في المنطقة ولوقف حالة التصعيد التدميرية التي تمارسها حكومة إيهود أولمرت ضد لبنان.
وأشارت تقارير صحافية - وقتها - إلى أن سالم سيقوم بدور الوسيط بين "حزب الله" وحكومة أولمرت، مدعوما من جهات سيادية في النظام المصري، حيث سينقل الاقتراح الداعي لوقف إطلاق النار على لبنان في مقابل إطلاق الجنديين الإسرائيليين الأسيرين.
ولا تنتهي الإثارة والغموض في حياة حسين سالم عند حد، ففي 31 يناير الماضي وبعد أيام من انطلاق الثورة المصرية ألقي القبض عليه في دبي وبحوزته 500 مليون دولار، قيل إنه حملها في حقيبة خاصة على متن طائرته الخاصة، في محاولة وصفت بأنها "هروب".
وكان سالم غادر مصر هو وعائلته بعد الثورة.
ويعتقد الكثيرون أن سالم يمتلك العديد من الأسرار حول ثروة آل مبارك، كما أنه يعرف الكثير والكثير من الأسرار السياسية الحساسة.
يشار إلى أن خالد حسين سالم - نجل "المياردير الغامض"، الذي يدير مؤسسة "سالم التجارية" - كان تعرض لمحاولة اغتيال وفقا لما أوردته مواقع إلكترونية، وجرى نقله وقتها في شكل عاجل إلى باريس للعلاج.
غير أن عائلة سالم أصدرت بيانا نفت فيه تعرض خالد لأي عملية اغتيال، موضحة أنه أصيب في حادث سير عادي في إسبانيا وأن حالته مستقرة والإصابة لم تتعد الكسر في القدم.





التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حسين سالم
مصري -

الا ذهب الحمار بام عمرو. فلا رجعت ولا رجع الحمار