جريدة الجرائد

صحف عبرية : الاسد والقذافي وعلي صالح و.. غيرهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس


مر نحو نصف سنة منذ بدأت الهزة في الدول العربية المختلفة، ولكننا أغلب الظن لا نزال في بدايتها فقط. لم يتوقع أحد اندلاع هذه المواجهات الواسعة، ومن المعقول الافتراض بان المفاجآت ستكون من نصيبنا في المستقبل ايضا. فما هي الصورة العامة التي ترتسم حاليا للهزة وآثارها؟
على المستوى السلطوي انتهى عصر استقرار الانظمة ذات الحكم المطلق. الانظمة الثلاثة التي كانت العامود الفقري لاستقرار الشرق الاوسط العربي منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين كانت مصر السادات ومبارك سورية وعائلة الاسد وبمساعدة حزب البعث في سورية وعراق صدام حسين، الذي سقط بعد الاجتياح الامريكي في 2003.
في هوامش المنطقة ساهم في الاستقرار ايضا نظام القذافي، الذي تمكن من توحيد شطري ليبيا المختلفين، وكذا نظام علي صالح في اليمن. حاليا في مصر فقط الحكم سقط حقا بعد أن خسر قاعدة القوة لديه العسكرية ـ الامنية في صالح ما كنت سأسميه 'تحريروقراطية': مظاهرات ملايين الشباب في ميدان التحرير. في سورية الحكم لم يسقط بعد لانه يبقي في يديه قاعدة قوته العسكرية ـ الامنية، ولكن يبدو أنه فقد قاعدة قوته الشعبية في ارجاء المحيط السوري. ينبغي الامل في أن يصمد النظام الهاشمي في الاردن، الذي تميز هو ايضا بالاستقرار منذ بداية السبعينيات والا تعميه الهزة هو ايضا.
ما يثير الاهتمام هو أن النظام السعودي، الاكثر رجعية في المنطقة، يجتاز بسلام الموجة الثورية حاليا. وثمة بالطبع النظام الايراني. في ربيع 2010، تنبأ 'الخبراء' بان نهايته قريبة بيقين. وهذا ليس فقط لم يحصل، بل يخيل أن قوى المعارضة الشابة والمثقفة اختفت تماما من ساحة المظاهرات، والنظام الايراني يحتفظ في يديه ليس فقط تأييد قوات الامن، بل وايضا تأييد الجماهير.
على المستويات الاجتماعية والايديولوجية الصورة غامضة. فأي قوى اندلعت فوق سطح الارض الى مقدمة المسرح في كل دولة ودولة؟ هل يدور الحديث، كما يقول المستشرق البروفيسور حجاي ايرلخ، في 'جيل تاريخي'، جيل شاب، جيل الانترنت، الذي مل الفساد الرهيب للسلطة، بطغيانها، بالبطالة المستشرية، وتطلعه هو الى الارتباط بالعالم الواسع والتمتع بمعايير الحرية الشخصية والرفاه الاقتصادي؟ أم ربما بالتوازي تتحرر قوى تقليدية قمعتها الانظمة ذات الحكم المطلق، مثل القبيلة، الطائفة والدين.
في ليبيا وفي اليمن مثلا، نشهد بقدر أكبر عودة الى القبائلية منها الى ثورة الشباب. في كل الاحوال، من الصعب أن نرى، حاليا، أي مؤشر حقيقي على التوجه نحو الديمقراطية مثلما يميل أو يأمل الكثيرون في الغرب أن يروا. وبشكل عام، اذا كان العالم العربي شهد في القرن العشرين هزات ايديولوجية لليبرالية، الاشتراكية، الشيوعية، الوحدة العربية والاسلام المتطرف، فان الصورة الان غامضة. فهل التيارات الاسلامية المختلفة هي تلك التي ستتنافس بينها على النظام الجديد؟
شيء واحد واضح وهو ينقلنا الى المستوى الثالث، العالمي. فاذا كان 'النظام العالمي' في الماضي الذي كانت فيه للولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على حد سواء مناطق نفوذ ومسؤولية، وبالتالي كان بوسعهما ان يتصديا للهزات المحلية والاقليمية، فالان لا يوجد مثل هذا النظام العالمي، لا توجد مسؤولية لاي قوة عظمى، لا يوجد رب بيت. توجد الولايات المتحدة بقيادة اوباما، الذي مسبقا وفي ظل وضع من الضعف الاقتصادي، تنازلت عن دورها كقوة عظمى واعلنت ان كل مبادراتها ستكون في اطار ال
امم المتحدة. كما أنها تنازلت ايضا عن صوتها العالمي الاخلاقي. فما الغرو انه في هذا الوضع نجد أن المحافل المؤثرة المركزية في المنطقة هي القوتان الاقليميتان الاسلاميتان الصاعدتان: تركيا السنية وايران الشيعية.

معاريف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف