عواصف الغضب العربية تجاوزت السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جهاد الخازن
أرجو أن يلاحظ القارئ أنني في السطور التالية لا أمتدح المملكة العربية السعودية ولا أؤيدها. وإنما أنتقد الطرف الآخر وأحاول أن أكشف زيفه.
عندي مصادر للأخبار كصحافي عامل تجمع بين الاتصال المباشر بالمسؤولين، وصحف غربية ودور بحث ومواقع حكومية غربية موجودة على الإنترنت، وأكثرها بالإنكليزية بحكم إقامتي في لندن، وأحد أكبر الملفات في مكتبي هو عن المملكة العربية السعودية لأنها بلد الحرمين الشريفين وتجمع أيضاً بين السياسة والنفط.
في الأسابيع الأخيرة لاحظت أن الأخبار عن السعودية بدأت تنحو منحى غريباً، وراجعت في نهاية الأسبوع ما تجمع لي من أخبار على امتداد شهر أو نحوه، ورأيت أن أعرض ما وجدت على القراء.
مصادري الغربية نشرت أخباراً عادية من نوع رفع السعودية الحظر على استيراد المنتجات الزراعية الأردنية، وأن السعودية ستبني 16 مفاعلاً نووياً، وجدل حول تعديل قوانين الزواج السعودية، وتحذير من أن القيود المقترحة على العمالة الوافدة ستضر بالاقتصاد السعودي، والسياحة السعودية ستركز على المواطنين لتنشيط هذا القطاع.
ثمة أخبار كثيرة من نوع ما سبق، وهي أخبار عادية لا تثير تساؤلاً، غير أن ما وجدت غريباً جداً بعد ذلك أن الأخبار عن قيادة النساء السيارات في السعودية كانت ضعفي الأخبار عن النفط مع أن الفترة التي درستها شملت اجتماعاً لأوبك في فيينا اختلف فيه الأعضاء، وقررت السعودية زيادة إنتاجها لوقف صعود أسعار النفط وتأثير ذلك في الاقتصاد العالمي.
قرأت أن إنتاج السعودية سيكون في حدود 10 ملايين برميل في اليوم هذا الشهر، والأسعار هبطت 2.5 في المئة منذ الزيادة، غير أن الأخبار عن سواقة النساء ظلت أكثر. بل إن أخبار سواقة النسوان زادت على أخبار سياسية تدور حول الموقف السعودي الرسمي من ثورات الغضب العربية.
لا أحتاج إلى أن أعود بالقارئ العربي إلى قصة تحدي الشابة السعودية منال الشريف الحظر على قيادة النساء السيارات، وتوقيفها ثم الإفراج عنها بعد أيام، فالكل يعرف ما حدث.
شخصياً، أؤيد قيادة النساء السيارات ولم أقتنع إطلاقاً بحجج المعارضين، وقيادتهن السيارات لا يمكن أن تكون أسوأ من قيادة الرجال السعوديين، ثم أذكّر القارئ بأن مجموعة من النساء السعوديات بقيادة الأخت عائشة المانع قدن سيارات في وسط الرياض خلال حرب تحرير الكويت، وأوقفن وأفرج عنهن بكفالة الأهل، وأذكر أن الأخت عائشة، وهي مناضلة عربية، منعت من السفر ثم رفع المنع.
لماذا لم يكتب ألف خبر وتحليل وتحقيق عن حركة 1990-1991، وأصبحت قيادة شابة واحدة سيارتها الآن موضع اهتمام صحف غربية ودور بحث وحكومات (كل جريدة لندنية نشرت في نهاية الأسبوع أخباراً وصوراً عن الموضوع، وكأنه بحجم تهديد نقابات العمال البريطانية بالإضراب احتجاجاً على تردّي الاقتصاد).
أربط ما سبق كله بالوضع السياسي، فالسعودية نجت من ثورة غضب، فكانت الاحتجاجات محدودة جداً، وهذا لا يناسب إسرائيل والإعلام الليكودي الأميركي واللوبي، لأن للسعودية نفوذاً كبيراً حول العالم، فهي بلد الحرمين الشريفين، وهي أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، وكلمتها نافذة ومسموعة، فمن الأفضل أن يصبح الحكم مهدداً كما هو في بلدان عربية كثيرة ليتراجع النفوذ الديني والسياسي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية.
وهكذا تصبح الثورة في السعودية شابة وراء مقود سيارة، أو هي ثورة مضادة، وأنا أقرأ مقالات من نوع "المنافسة الأميركية-السعودية تشتد" و"هل يقتل السعوديون ربيع العرب" أو "ربيع العرب يمتحن العلاقة الأميركية-السعودية"، وأيضاً "السعودية تحت الحصار"، ولم أفهم من يحاصرها. وقرأت مقالاً يصف الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه ديكتاتور، وإذا كان الملك عبدالله ديكتاتوراً فأنا هولاكو. والكاتب اسمه جوشوا نورمان من شبكة "سي بي أس"، ما يجعلني أرجح أن صاحبه ليكودي.
والليكودي المعروف ماكس بوت كتب في مجلة "كومنتري" الليكودية طالباً أن توجه إدارة أوباما السعودية نحو الإصلاح لمنع انفجار، كأن أميركا ولية أمر العرب. وقرأت "سنة سيئة جداً للسعودية"، وأقول إنها سنة سيئة جداً لدار البحث المؤيدة لإسرائيل التي صدر عنها المقال هذا لأن عواصف الغضب العربية تجاوزت السعودية.
التعليقات
Agree
Ayoob -I agree with you 100%
Agree
Ayoob -I agree with you 100%
ماعلينا منهم
fyd -الكثير عمل ضد هذه الدولة القائدة,حاول عبدالناصر واتباعه وزلامته وذهبوا مع الريح,حاول شاه ايران وانتهى بقبر خارج بلده,حاول الخميني وانتهى بتجرع سم الأستسلام, حاول صدام,وانتهى بحفرة كالجرذ, القذافي وهاهو يأكل بقايا البرسيم,حاول البعثيون والقوميون والقاعدة الخ الخ الخ,ولكن الله متمم لأمره ببقاء هذه الدولة العظيمة تحت راية لااله الا الله محمد رسول الله,وبقيادة اسرة ال سعود وبوجود القائد ابو متعب واخوته الكرام,دعاء المصلين بالحرمين بالستر وحماية هذه البلاد اقوى من اي سلاح, ادام الله عز هذا الوطن.
ماعلينا منهم
fyd -الكثير عمل ضد هذه الدولة القائدة,حاول عبدالناصر واتباعه وزلامته وذهبوا مع الريح,حاول شاه ايران وانتهى بقبر خارج بلده,حاول الخميني وانتهى بتجرع سم الأستسلام, حاول صدام,وانتهى بحفرة كالجرذ, القذافي وهاهو يأكل بقايا البرسيم,حاول البعثيون والقوميون والقاعدة الخ الخ الخ,ولكن الله متمم لأمره ببقاء هذه الدولة العظيمة تحت راية لااله الا الله محمد رسول الله,وبقيادة اسرة ال سعود وبوجود القائد ابو متعب واخوته الكرام,دعاء المصلين بالحرمين بالستر وحماية هذه البلاد اقوى من اي سلاح, ادام الله عز هذا الوطن.
حفظ الله الحرم
محمد العتيبي -شكرا على المقال يكفي المرور على جريدة عبد الباري لترىاختلاق المواضيع عن السعوديه فإن دعمت الثوره قالو تنفذ اجنده امريكيه وإن صمتت قالو مالها صامته لا تدعم العرب او ترتب بيتها الداخلي خوفنا من الثوره
حفظ الله الحرم
محمد العتيبي -شكرا على المقال يكفي المرور على جريدة عبد الباري لترىاختلاق المواضيع عن السعوديه فإن دعمت الثوره قالو تنفذ اجنده امريكيه وإن صمتت قالو مالها صامته لا تدعم العرب او ترتب بيتها الداخلي خوفنا من الثوره
لا تسنعجل!
Abu Yemen -أعتقد أن الكاتب نعجل في الوصول إلى استنتاجاته! لا تستعجل يا أستاذ جهاد. ربما قد يكون من المفيد تذكّر عبارها وردت في فيلم مصري قديم، كانت تقول: "مسكين عرب، ما يفهم سياسة رومان!"
لا تسنعجل!
Abu Yemen -أعتقد أن الكاتب نعجل في الوصول إلى استنتاجاته! لا تستعجل يا أستاذ جهاد. ربما قد يكون من المفيد تذكّر عبارها وردت في فيلم مصري قديم، كانت تقول: "مسكين عرب، ما يفهم سياسة رومان!"
مع بالغ الاحترام
الامنتمي -للاستاذ جهاد الخازن بالغ الاحترام والتقدير لخبرته المهنية. كنت أتمنى ان يتحاشى الاستاذ جهادالكتابة عن هكذا موضوع لأنه يهز ثقة القارئ به. ان المسألة يا سيدي العزيز اكبر وأعمق بكثير من تناول وسائل إعلام أو تسليط الضوء على موضوع معين قد يكن غير ذي بال مقارنة مع ما ذكرت من تفاصيل مهمة. ولكني أقول، هل سيكست المواطنون على رداءة الخدمات العامة (موضوع السيول بمدينة جدة مثالا) بينما يصدر بلدهم (حسبما ورد بالمقال) عشرة ملايين برميل نفط يوميا؟ أين تذهب المليارات؟ وأين هي المملكة العربية السعودية من الحداثة؟ هنالك أسئلة كثيرة يا سيدي الكاتب. ليتك لم تفتح الموضوع. شكرا كثيرا ودائما للإيلاف الجميلة..
مع بالغ الاحترام
الامنتمي -للاستاذ جهاد الخازن بالغ الاحترام والتقدير لخبرته المهنية. كنت أتمنى ان يتحاشى الاستاذ جهادالكتابة عن هكذا موضوع لأنه يهز ثقة القارئ به. ان المسألة يا سيدي العزيز اكبر وأعمق بكثير من تناول وسائل إعلام أو تسليط الضوء على موضوع معين قد يكن غير ذي بال مقارنة مع ما ذكرت من تفاصيل مهمة. ولكني أقول، هل سيكست المواطنون على رداءة الخدمات العامة (موضوع السيول بمدينة جدة مثالا) بينما يصدر بلدهم (حسبما ورد بالمقال) عشرة ملايين برميل نفط يوميا؟ أين تذهب المليارات؟ وأين هي المملكة العربية السعودية من الحداثة؟ هنالك أسئلة كثيرة يا سيدي الكاتب. ليتك لم تفتح الموضوع. شكرا كثيرا ودائما للإيلاف الجميلة..