جريدة الجرائد

إيطاليا توجه ضربة قوية لحملة الأطلسي لإسقاط القذافي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجامعة تنضم إلى جبهة المطالبين بوقف النار


لندن - الياس نصرالله

سارع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، للدفاع عن الحملة العسكرية التي تشنها قوات الحلف الأطلسي على ليبيا والتي تضطلع بريطانيا بدور فاعل فيها، لحماية الجبهة الدولية المتحالفة لإسقاط نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من الانهيار، على أثر الضربة القوية التي تلقتها صباح أمس من الحكومة الإيطالية التي فاجأت العالم بالمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.
فرداً على موقف روما الذي عبّر عنه وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، أكد كاميرون أن الحملة العسكرية ضد القذافي ستستمر. وقال أنه ليس صحيحاً أن الثوار لم يحققوا تقدما، بدليل أن جيوب الثوار تنتشر في المناطق الغربية لليبيا.
وأعرب كاميرون عن ثقته باستمرار الضغط على القذافي، رغم من التحذير الذي أطلقه كبير مارشلات الجو السير سايمون برايانت، قائد سلاح الجو الملكي، أول من أمس، من أن استمرار مشاركة بريطانيا في الحملة العسكرية سيجعلها غير قادرة على الاستجابة لحالات طوارئ جديدة على الساحة الدولية.
ففي تطور محبط بالنسبة لقوات حلف شمال الأطلسي، دعا فراتيني إلى وقف فوري للنار وفتح طريق آمن لتوصيل مواد الإغاثة الإنسانية للشعب الليبي.
وأطلق فراتيني دعوته خلال اجتماع للجنة الخارجية في البرلمان الإيطالي، تمهيداً للقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر عقده اليوم في بروكسيل.
وقال، "بالنسبة للحلف الأطلسي، من المنصف أن نطلب منه المزيد من التفاصيل والمعلومات عن النتائج والتوجيهات في ما يتعلق بالأخطاء المأسوية بحق المدنيين"، في إشارة إلى مقتل أعداد من المدنيين في طرابلس من ضمنهم أطفال في أكثر من غارة فوق العاصمة الليبية.
ورداً على اتهام إيطاليا بأنها تقوم بمساعدة القذافي خفية، أوضح فراتيني أن إيطاليا سمحت لقوات الأطلسي باستخدام سبع قواعد عسكرية، اضافة إلى أن طائرات "تورنادو" إيطالية شاركت في العمليات ضد قوات القذافي.
ومن المرتقب ان يعقد "المجلس الاعلى للدفاع" اجتماعا في 6 يوليو في روما لبحث التدخل العسكري في الخارج ولا سيما في ليبيا وافغانستان.
من جهة اخرى، اعلن فراتيني عن عقد "جمعية كبرى" قريبا في ايطاليا لكل القبائل وممثلي المجتمع المدني في ليبيا. وهذا اللقاء الذي كان مرتقبا اساسا في نهاية هذا الاسبوع، ارجىء الى موعد غير محدد.
في المقابل، اعلنت باريس انها تعارض "اي توقف في عمليات" التحالف، معتبرة ان ذلك "يمكن ان يسمح لمعمر القذافي بكسب الوقت واعادة تنظيم صفوفه".
وعزا المحللون التحول المفاجئ في الموقف الإيطالي، إلى إهتزاز مشاعر الشعب نتيجة للصور التي عرضتها وسائل الإعلام الإيطالية ومشاهد القتل في صفوف المدنيين والدمار الذي أحدثته الغارات. غير أن محللون أخرون اعتبروا مطالبة روما، تنسجم مع الموقف العام لرئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني، الذي ومنذ بداية الأزمة لم يبد حماسه للمشاركة في عمل عسكري لإسقاط نظام حكم "صديقه" القذافي.
وجاءت مطالب إيطاليا، ايضا، غداة مطالب شبيهة أطلقها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أول من أمس، خلال لقائه في بروكسيل، رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروسو، مما يُعتقد أن إعلان موسى شجع حكومة برلوسكوني على اتخاذ موقفها الجديد، رغم أن الحملة العسكرية لمساعدة الثوار ما زالت لم تحقق هدفها الأساسي.
في الواقع، شكل تراجع موسى عن موقفه، ضربة لكاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي مثله مثل كاميرون رمى بثقله خلف الحملة لإسقاط حكم القذافي.
وكان موسى لعب في الماضي دوراً أساسياً من أجل ضمان تأييد عربي لحملة الأطلسي العسكرية. لكنه أبلغ الصحافيين الذين سألوه عن سبب تراجعه عن موقفه، أن الضربات لم تأت بنتيجة ومن غير الممكن الوقوف موقف المتفرج في الوقت الذي يُقتل فيه المدنيون والأطفال، ودعا إلى "البدء بمحادثات سياسية مع القذافي حتى وهو باق في السلطة".
وأضاف: "دعونا نفعل ما نقدر عليه من أجل الوصول إلى حل سياسي". وأوضح أن هذا المسعى يجب أن يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار تحت إشراف دولي. وقال "بإمكان القذافي أن يبقى في السلطة حتى بدء وقف إطلاق النار... بعدها يجب أن تأتي خطوة من أجل فترة انتقالية من أجل التوصل إلى تفاهم حول مستقبل ليبيا".
واعرب موسى في مقابلة نشرتها صحيفة "الغارديان"، امس: "عندما ارى اطفالا يقتلون، ينبغي ان تنتابني هواجس. لذلك حذرت من خطر وقوع ضحايا مدنيين"، بعيد اتهام النظام الليبي الحلف بالتسبب في مقتل 24 مدنيا في 48 ساعة من بينهم اطفال.
وافاد عن اجراء اتصالات مع عدد من الدول في افريقيا والشرق الاوسط لبحث امكانية استقبال اي منها القذافي.
وفي تصريح له مغزى، نقلت "الغارديان"، عن مصدر ديبلوماسي أوروبي لم تسمه أن "الجامعة العربية أبلغت الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد بدأ يفقد الدعم الذي حصل عليه من العالم العربي في الحملة على ليبيا، وأن العالم العربي بدأ ينقلب على الأوروبيين".
ويبدو واضحاً أن الأميركيين بقدرة قادر غائبون عن ساحة الجدل حول ليبيا التي تقتصر على الأوروبيين والدول العربية، بعد أن تلكؤوا في المساهمة بحملة الأطلسي، ورفضوا مطالبة كاميرون لهم وإصراره على زيادة حجم مشاركتهم العسكرية، مما جعل الحملة معتمدة على مشاركة محدودة نسبياً للقوات البريطانية والفرنسية بالأساس.
ولا عجب في انقلاب الجامعة وإيطاليا على الحملة العسكرية لإسقاط القذافي. فاضافة إلى تعثر الحملة والأخطاء المرتكبة ضد المدنيين، يواجه كاميرون وساركوزي معارضة داخلية في لندن وباريس في شأن زيادة حجم مشاركة بلديهما في الحملة على ليبيا، والأميركيون مترددون أصلاً، ويجد الرئيس باراك أوباما نفسه عاجزاً أمام معارضة الكونغرس للتورط في نزاع دولي جديد.
ويتوقع المحللون السياسيون أن يؤدي التحول في الموقف العربي والإيطالي إلى التأثير على موقف الاتحاد الأوروبي عامة، وينتظرون بفارغ الصبر رؤية نتائج اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين اليوم.
ووفقاً لمصادر أوروبية تنظر بعض الأوساط الأوروبية بجدية إلى الطرح الذي حمله موسى معه إلى الأوروبيين هذا الأسبوع. وكشف مصدر أوروبي مسؤول لـ"الغارديان" أن هناك "قنوات سياسية مختلفة مفتوحة مع القذافي لإقناعه بالتنحي"، موضحاً أن مبعوثي الأمم المتحدة وروسيا وجنوب أفريقيا يشاركون في محادثات هادئة مباشرة مع العقيد ومساعديه، رغم أن التقارير التي يبعث بها هؤلاء المبعوثون تشير إلى أن موقف القذافي لم يتحرك قيد أنملة.
وفي جدة (وكالات)، اعلنت منظمة المؤتمر الاسلامي امس، انها ستطرح خلال "اليومين المقبلين" مبادرة وساطة للازمة الليبية واوفدت لهذا الغرض بعثة لاجراء مباحثات في طرابلس وبنغازي.
واعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، امس، ان المجلس الوطني الانتقالي ومنذ تأسيسه "زادت طبيعته التمثيلية يوميا واصبح تدريجيا قوة سياسية محلية مهمة".
واضاف بعد محادثاته مع محمود جبريل المكلف الشؤون الخارجية في المجلس، ان "الصين تعتبر المجلس شريكا مهما في الحوار".
ميدانيا، ذكر التلفزيون الليبي و"وكالة الانباء الليبية"، ان الاطلسي شن الثلاثاء غارات جوية على مدينتي الخمس ونالوت في غرب ليبيا. واشار الى ان الحلف استهدف نقطتي تفتيش في منطقة الخمس على بعد 120 كلم الى شرق طرابلس، مؤكدا ان هاتين النقطتين كانتا "مدنيتين" والهدف منهما هو "تنظيم عملية المرور". وفي حال تأكدت هذه الضربات، فيكون الاطلسي دخل في مرحلة جديدة من عملياته في الغرب، مستهدفا نقاط التفتيش على الطرقات المؤدية الى طرابلس.
وفي القاهرة (الراي)، قالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية المصرية السفيرة منحة باخوم، إن اللجنة التي شكلها وزير الخارجية نبيل العربي، والمكلفة متابعة تطورات الأوضاع في ليبيا وأحوال الجالية المصرية، أوصت عقب اجتماعها أمس، بضرورة استمرار التواجد المصري متمثلا في السفارة المصرية والقسم القنصلي في طرابلس، رغم الظروف المعيشية القاسية والأخطار الأمنية.




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النار
عبد اللة -

بسم اللة الرحمن الرحيم.اسحب جيشك ايها القائد ودعهم يصلحون انفسهم بينهم كتاب اللة لما تحمل رجالك القتل واموت وترك الأحباء من النساء والأبناء لما اللة يصلحهم قدم لهم حلول مساعدات الخ او اجتنبهم لأ تنساء ايها القائد ان الحرب دمار اصلحنا اللة جميعا