جريدة الجرائد

وصفة موسى لتقسيم ليبيا!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

راجح الخوري

في حديث الى صحيفة "الغارديان" قبل يومين، قدم عمرو موسى افكاراً مستغربة يمكن ان تشكل وصفة لتقسيم ليبيا، في وقت يبدو هذا التقسيم، بعد انفصال جنوب السودان، وكأنه الخطوة الثانية في دومينو تقسيم دول المنطقة!
صحيح ان موسى فاقد الصلاحية كأمين عام للجامعة العربية انتهت ولايته، ولكنه بدا في حديثه فاقد المنطق، عندما قال انه راجع نفسه بشأن مهمة حلف شمال الاطلسي في ليبيا، وهو يرى الآن ان بأمكان العقيد معمر القذافي البقاء زعيماً لليبيا بشكل موقت!
ولكن ماذا تعني كلمات "يبقى بشكل موقت" غير التقسيم؟ فالثوار في بنغازي والمناطق التي سيطروا عليها في الشرق، والقذافي في طرابلس والمناطق الباقية تحت سلطته المهشمة في الغرب؟
صحيح ان الحملة العسكرية التي ينفذها حلف شمال الاطلسي لدعم الثوار اصطدمت اخيراً بحادث القصف، الذي اخطأ واصاب مدنيين في طرابلس بينهم اطفال، وهو ما سبب "انقساماً" في صفوفه، ولكن الدعوة الى وقف القتال من دون ايجاد صيغة تنهي على الاقل حكم القذافي وابنائه، تشكل كما قلنا وصفة عملية لتقسيم ليبيا، وهو امر لا نظن ان عمرو موسى يريده لمستقبل هذا البلد واستطراداً لمستقبل المنطقة!
وفي الواقع لقد غلبت على مواقف موسى صفة التردد والتناقض منذ بداية الثورة الليبية، وهو امر مخجل ينطبق على الجامعة العربية قبل ان ينطبق عليه. وفي هذا السياق لا ننسى ان موسى انتقد عمليات الاوروبيين لحماية المدنيين من غارات الطيران الليبي بعد ايام قليلة من بدء هذه العمليات، التي لم تكن لتحصل لولا موافقة الجامعة العربية، التي فتحت الطريق امام مجلس الامن لاصدار قراره، الذي دعا الى حماية المدنيين وقد وصفهم القذافي بالجرذان واطلق في اثرهم آلته العسكرية من "زنقة الى زنقة" كما هو معروف، فهل ندم موسى على موقف الجامعة العربية؟
ويعرف موسى كما يعرف كل الناس ان الحروب متوحشة وقاتلة اياً تكن الضحايا، وان الاخطاء تقع وتصيب الابرياء، ولكن المنطق البسيط للواقع الميداني الراهن في ليبيا، يمكن ان يرسم صورة مرعبة للابرياء يسقطون امام مدرعات القذافي اذا انتهت او توقفت مهمة القوات الاطلسية من دون التوصل الى انهاء حكم القذافي وابنائه.
ومن الواضح تماماً ان القذافي،الذي يكرر القول انه سيقاتل حتى آخر نقطة من دمه، لن يقبل الآن بعد تردد الاطلسيين وبدء انقسامهم وبعد كلام عمرو موسى، بأي حل يوقف النار وينهي حكمه. ولهذا فإن دعوة موسى الى وقف مهمة قوات الاطلسي وبقاء القذافي في انتظار ايجاد حل لمستقبل ليبيا، ليست اكثر من اعلان تأسيسي لقيام ليبيا المقسمة!


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
amre mussa
Maria al -

Mussa is looking to be president for Egypt,,,,,he will say every thing and do anything to please America,,,,he still surching his soul where to go best,,,,

amre mussa
Maria al -

Mussa is looking to be president for Egypt,,,,,he will say every thing and do anything to please America,,,,he still surching his soul where to go best,,,,