جريدة الجرائد

الإصلاح في سوريا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طيب تيزيني

تتعاظم الأزمة النوعية الآن في سوريا إلى حدٍ قد نقول فيه، إن حلّها عبر إصلاح حقيقي يتم بدءاً من الآن، وليس غداً، وإن إنجاز ذلك يعادل وجود الوطن السوري نفسه.

وثمة عقبة ضخمة تقف الآن في وجه أي مشروع إصلاحي، هي اندلاع أعمال عنف عسكرية أمنية. ينطلق العمل على مفهوم "الإصلاح الوطني الديمقراطي" المعنِي هنا من الإقرار بأن هنالك حاجة تاريخية موضوعية قصوى للقيام بإعادة بناء سوريا، وفق مناهج البحث العلمي واحتمالاته المفتوحة. ليس في الأحداث الجارية الآن في سوريا وغيرها تعبير عن أحداث واضطرابات ومؤامرات خارجية، وإنما هي تعبّر عن الداخل أولاً وأساساً، بالاعتبار السياسي المنهجي.


ونذكر الآن ما نراه رئيساً في طريق الإصلاح على النحو التالي: 1- إن الدعوة للقيام بإنجاز هذه العملية تستدعي تشكيل لجنة عليا ذات خصوصية في إطار الحامل الاجتماعي لمشروع الإصلاح المعني. 2- هؤلاء جميعاً هم الذين يضبطون محاور الحوار وينسقون قضاياه وحيثياته. 3- يدير الحوارات أفراد يمثلون كل أطياف المشروع الحواري المعني. وهم في هذا، يستخدمون ما يلزم لذلك، مثل فتح مكتب إعلامي مركزي ينظم ذلك على سبيل التداول الديمقراطي، ومثل توصيل وتنشيط وتعميم الحوارات عن طريق كل وسائل الإعلام، وكذلك بتأسيس صحيفة يومية تكون في خدمة العمل الحواري الشامل، كما تُخصَّص أوقات لبث ما يتم من حوارات، ولتفعيل ذلك إعلامياً، بحيث تنشأ شبكة بين أطراف الحوار وبين أجهزة الإعلام، بإشراف مجموعة من الإعلاميين المحايدين.

أما المطالب الحاسمة، التي يمكن أن تمثل المطالب التي يطرحها السياسيون والمثقفون والناشطون في حقل التغيير الإصلاحي المطلوب، فيمكن أن تتجلى في أمرين اثنين، يتمثل أولهما في "مدخل إلى المشروع الحواري"، في حين يظهر الثاني في تحديد ما يعتبر "أسس المشروع الحواري في الإصلاح الوطني الديمقراطي". أما هذه الأسس فتنقسم إلى مبادئ وحيثيات. والآن، نحدد المدخل إلى المشروع الحواري، ويتجلى في النقاط التالية: 1- تأكيد مطلق على العيش المشترك بين كل مكوِّنات الشعب السوري، دون أي استثناء.

2- النظر إلى الحل السياسي السلمي على أنه الإطار الوحيد الممكن لإنجاز المشروع الحواري المذكور.

3- إفراج غير مشروط عن كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والضمير.

4- تشكيل لجنة وطنية تحدد أسماء كل من تورط في قتل أو عطب أو جرح أي سوري في سياق الأحداث: مَن أمر بذلك، ومن خطط له، ومن نفذه.

لكن المبادئ الخاصة بهذا المشروع تظهر على النحو التالي:

1- إلغاء العمل بقانون الطوارئ والأحكام العرفية. 2- إصدار قانون أحزاب يتّسم بالوطنية الديمقراطية والعصرية الحديثة. 3- إطلاق حرية الإعلام بكل أنماطها المقروء والمكتوب والمسموع، وكل ما ظهر في سياق ثورتي المواصلات والاتصالات. 4- البدء بتفكيك "الدولة الأمنية" على قاعدة الانتقال منها إلى حالة "أمن الدولة". 5- إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تتحدث عن حزب "البعث" بمثابته قائد الدولة والمجتمع. 6- فصل السلطات الثلاث، والبدء بالتهيئة لانتخابات تشريعية جديدة. 7- العمل كلياً بمقتضى "بيان حقوق الإنسان" التاريخي، ومعاقبة من يتجاوزه.

أما على صعيد حيثيات المشروع المعني فيمكن التنويه ببعض المسائل، من مثل: التأسيس لمركز بحوث استراتيجي تشرف عليه نخب من الباحثين والمفكرين والمثقفين، تكون مهمته الأولى قائمة على البحث في كيفية مواجهة مشكلات ومعضلات الواقع الكبرى والوسطى والصغرى، وذلك عبر النظر إلى هذه جميعاً بصيغة التضايف، أي على نحو جدلي مركّب. أما البدء بذلك فيكون ماثلاً في الملف السياسي، ملف الحرية والديمقراطية، الذي يؤسس أو يكون منطلقاً للملفات الأخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحوار الوطني
حوار طرشان -

ما يسمى الحوار الوطني الذي طرحه نظام دمشق غايته كسب الوقت وتشتيت مطالب المعارضين ... تعريف الحوار هو اجتماع مجموعة من الأشخاص متفقين على هدف معين غير انهم لا يملكون خارطة طريق عن كيفية الوصول اليه , أما أن تجتمع أطياف من الناس بايديولوجيات ومبادىء ومصالح متناقضة ومتنافرة فان الحوار سيتحول الى حوار طرشان وتكون فرصة للنظام أن يلغي الحوار متعللا بعدم اتفاق المتحاورين , وهذا ما يسعى اليه في الأساس ...

الاصلاح ثم الاصلاح
ياسر محمود -

نعم إن عملية الاصلاح يجب أن تبدأ اليوم وليس غدا أو بعده، لقد شرح الكاتب بالتفصيل ما يجب على النظام في سورية أن يقوم به سريعا لعودة الحياةالطبيعية إلى البلاد تحت ظل القانون والديمقراطية، وأعتقد أن النظام السوري يقوم بتنفيذ الخطوات التنفيذية والعاجلة لبناء الثقة بين الشعب والنظام وهذا ما أوضحه الرئيس السوري في خطابه الأخير وتقوم الحكومة الآن بتنفيذه.

الاصلاح
حسن البندر -

سبق السيف العذل! الاصلاح الحقيقي في سورية يبدأ باسقاط سلطة بني اسد ورموزها واعوانها ومحاكمة كل من اساء الى شعب سورية العظيم .

عما يتكلم؟
د. بسام -

كلام فارغ يأتي من بعثي سابق! ألم تكن مطبلاً للنظام في السابق يا د. تزيني؟ كلامك كلام فارغ، فأية قوانين أو دستور ستحترمها هذه العصابة التي تحكم سوريا؟ هذه العصابة يجب رفع الغطاء عنها كاملا، هل نسيتم حيل النظام في السابق؟ لقد فعلها الأب البائد، والإبن الوريث مرات عديدة، ووقع السذج في حفرهم في كل مرة. هذا نظام عصاباتي سيستمر في المناورة والكذب حتى يستعيد قوته، وبعدها سترون كيف سيقتل حتى من أيده وطلب الحوار، وقد فعل ذلك في الماضي وسيفعله مجدداً! أما أن من يدعي الثقافة وييطلقون على أنفسهم صفة مثقفين --سذج، أو أنهم مجانين!

الرحيل ثم الرحيل
محمد السوري -

الحيل ثم الرحيل , زمن الإصلاح انقضى منذ عشر سنوات ولت ولن تعود, اليوم هو زمن التغيير أي الرحيل يعني إسقاط عائلة الأسد , وما يجري من حوارات تكسب على دماء الشعب السوري وعذاباته ستسقط أي صوت يتخلف عن مطالب الشارع السوري بصرف النظر عن تاريخ البعض في المعارضة , ليس للمعارضة التقليدية أي دور في حركة الشارع السوري . مطالب الشعب السوري واضحة في بيان تنسقياته المنشورة سابقا وتتلخص بإسقاط النظام , وأي لعب على دماء الشعب وعذاباته سيسقط أصحابه , الإجتماع في سميرة ميس برعاية شعبان ضمن حملة تجميا عصابة القتل الأسدية ومد حبل لفك الحصار الدولي عنه , لعبة مكشوفة , مامعنى وجود عباس النوري في اللقاء وهو وصف أهل درعا بالحثالة والمخربين ,مع التنويه بالرموز الشريفة التي رفضت الحضور مثل عارف دليلة وهيثم المالح وياسين حاج صالح وحسن عبد العظيم وسهير أتاسي ورزان زيتونة وغيرهم .

تعليق (2)
د. نبيل -

السيد ياسر محمود يقول أن (أعتقد أن النظام السوري يقوم بتنفيذ الخطوات التنفيذية والعاجلة لبناء الثقة بين الشعب والنظام وهذا ما أوضحه الرئيس السوري في خطابه الأخير وتقوم الحكومة الآن بتنفيذه)... كيف تقول ذلك والدنظام مازال يُعمل آلة القتل والتنكيل بالمتظاهرين الشرفاء ومازال في سجونه الآلاف من أصحاب الرأي والضمير؟؟؟؟ إن حل هاتين النقطتين هو المنطلق الفعلي للحوار، وليس تخفيض سعر المازوت أو إلقاء خطاب إو الإبتسام أمام كاميرات التلفزيون

نظام ساقط لا محالة
خالد حرية -

الذين يرفعون أصواتهم مطالبين بالحرية وبحقوقهم المشروعة، ويواجهون الحاضر بعيون لا تخاف والمستقبل بقلوب واثقة، هؤلاء الذين يعول عليهم لبناء سوريا الدولة الجديدة الحرة إلى الأبد.

رقم 2 ما حزرت
محمد العينبي -

يا رقم 2 تحاول أن تكون قريبا من نبض الشارع وأنت من النظام المجرم..لا والله ما حزرتو لا انت ولا الطيب تيزيني..الحل هو ما يردده الشباب المندفع للشهادة في الشارع..الشعب يريد اسقاط النظام

من يحاسب من
مهيار الدمشقي -

السؤال من يحاسب من ؟اذا كانت المعارضة تطالب بمحاسبة ومحاكمة كل من ثبت بأنه قتل او جرح او عطب اي شخص سوري ، هي تقصد النظام وقواه الامنية والجيش ، طيب من يحاسب من حرض ( عدنان عرعورـ رياض الشقفة ـ البيانوني ـ غسان عبود ـ فداء السيد ـ عمار قربي ـ ثائر درويش ـ واخرون كثر ) ومن قتل ( معظم الموقوفون اشتركوا باعمال تخريب وقتل )ومن عطب ( الاف الجرحى من الجيش والشعب باعمال الشغب التي قام فيها بعض المتظاهرين )من يحاسب هؤلاء ، واذا استخدمت السلطة قوتها القانونية ضدهم ترى المعارضة تعارض اي حكم او سجن لهؤلاء عندها ماذا نفعل ، هل ندع القاتل يختال بينا ، وهل نترك المخرب ينجو بفعلته .

0000
كامل -

حل وحيد فقط لا غير هو ذهاب بشار الى دولة اخرى او اذا انتظر فهو يعرض نفسه للمحكمة والعقوبة العادلة على يد الشعب