جريدة الجرائد

راسموسن: اعتقال القذافي ليس مهمة الحلف ووقف النار غير قابل للتفتيش

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

راسموسن : اعتقال القذافي ليس جزءاً من مهمة الحلف ووقف النار يجب أن يكون قابلاً للتفتيش


بروكسيل - نورالدين الفريضي



أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن أن اعتقال العقيد معمر القذافي ونقله إلى لاهاي ليس جزءاً من مهمة الحلف. وقال في حديث خاص إلى "الحياة" أجري معه في مقر إقامته، إن عمليات الحلف ستتواصل إلى حين تحقيق أهداف وقف اعتداء قوات القذافي على المدنيين وانسحابها إلى خارج المدن وتمكين هيئات الإغاثة من تقدم المساعدات الإنسانية. وفنّد راسموسن اتهامات محاولة قتل العقيد القذافي. وشدد على أن وقف إطلاق النار لن يتم قبل تحقيق الأهداف المعلنة ويجب أن يكون الاتفاق قابلاً للتفتيش والمراجعة.

وهنا نص الحوار:

gt; المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال في حق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام وقائد الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي. فهل سيقوم الحلف باعتقالهم مثلما فعل مع المتهمين في حرب البلقان؟

- مهمة الحلف في ليبيا محددة بالقرار الدولي الرقم 1973 ويقتضي حماية السكان المدنيين من الاعتداءات التي تنفذها قوات القذافي. وتقوم طائرات الحلفاء بهذه الحماية من خلال استهداف القدرات العسكرية التابعة لنظام القذافي. واعتقال القذافي والمتهمين الآخرين ليس جزءاً من مهمة الحلف حيث لا نمتلك قوات في الميدان.

gt; الحلف لا يمتلك تكليفاً باعتقال القذافي لكنه، وفق تصريح رئيس جنوب أفريقيا، تجاوز القرار 1973 وأصبح يعمل على اغتيال القذافي؟

- يتولى الحلف الأطلسي تنفيذ مهمته وفق مقتضيات القرار الدولي ويبذل جهوداً مكثفة من أجل انتقاء الأهداف العسكرية وتفادي سقوط خسائر بشرية في صفوف المدنيين الأبرياء.

gt; لكن سجلت الكثير من حالات سقوط المدنيين جراء عمليات القصف وآخرها في طرابلس؟

- التحقيقات جارية والمسألة غير واضحة ولا يمكن تحديد الجهة المسؤولة عن سقوط المدنيين. وسبق أن رأينا العديد من أمثلة الدعاية التي يقوم بها نظام القذافي وأحياناً في وقت لا نقوم فيه بعمليات القصف.

gt; لكن مسؤولين رسميين في الحلف اعترفوا ببعض حالات سقوط المدنيين وقد تكررت في الفترة الأخيرة. ماذا حدث؟ هل دمرتم الأهداف العسكرية الكبيرة وأصبحتم غير قادرين على تحديد الأهداف التي يتم إخفاؤها؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟

- ما جرى في طرابلس ليس واضحاً. ولا نستبعد احتمال تعطل واحد من أنظمة الأسلحة. لكن التحقيقات لا تزال متواصلة. ويجب عدم إغفال حجم العمليات الجوية حيث نفذت مقاتلات الحلف إلى حد يوم الاثنين أكثر من 12000 طلعة منها أكثر 5000 عملية قصف ضد أهداف عسكرية. لذلك فإن حالات الخطأ تظل محدودة للغاية ونحن حذرون ونبذل ما في وسعنا لتفادي الخسائر البشرية والخسائر الجانبية.

gt; يبدو أن التحالف كأنه بدأ يفقد انسجامه السياسي. ألا تخشى انخرام التحالف مع طول النزاع؟

- الحلفاء قرروا بالإجماع في الفترة الأخيرة تمديد مهمة الحلف تسعين يوماً أي إلى نهاية أيلول (سبتمبر) وإلى حين تحقيق الأهداف الثلاثة وهي وقف الهجمات على المدنيين وسحب قوات القذافي ووصول المساعدات الإنسانية. وسنواصل عملنا إلى حين اكتمال المهمة. كذلك فإن الحلفاء قرروا زيادة العتاد من المقاتلات والمروحيات لتنفيذ المهمة. كما يقوم الحلف بتسهيل عبور مواد الإغاثة إلى المدنيين ومكن إلى حد الآن من عبور 500 مهمة إنسانية. واعتقد بخاصة بأن الوقفة الإنسانية أو وقف القتال بصفة موقتة إذا حدثت فإنها ستمكن القذافي من تجميع قواته والانقضاض مرة أخرى على المدنيين.

gt; اجتماع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في منتصف الشهر في القاهرة بحث أيضاً وجوب الوقفة الإنسانية والتقدم نحو اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق مسار سياسي. ما هي مقاربة الحلف لإنهاء النزاع؟

- يقوم الحلف بتنفيذ مهمة بمقتضى تكليف دولي. وإذا كان هناك من اتفاق لوقف القتال فيجب أن يكون قابلاً للمراقبة والتفتيش. ولن يتم قبل وقف قوات القذافي الاعتداء على المدنيين وانسحابها إلى المواقع التي يتم تحديدها وأن تتمكن المنظمات الإنسانية من حرية العمل وتقديم المساعدات لفائدة السكان المدنيين.

gt; الحلف يواجه أيضاً مشكلة في العتاد. قائد القوات الجوية البريطانية حذّر أخيراً من عواقب استمرار عمليات القصف في ليبيا على قدرات سلاح الجو البريطاني. ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس تحدث أخيراً عن نقص الذخيرة لدى بعض الحلفاء. إلى أي مدى مدى يقدر الحلف على مواصلة مهماته؟

- الحلفاء قرروا بالإجماع تمديد المهمة وتوفير الإمكانات والعتاد الإضافي اللازم. وما تقدمه الولايات المتحدة ليس دليل ضعف القدرات ولكن مغزى التضامن. الكل يعترف بأن الولايات المتحدة تعد الحليف الأكبر. لكن عملية ليبيا كشفت بأن الحلف قادر على تنفيذ مهمته من دون أن تكون الولايات المتحدة في ريادة العمليات. وتوفر الدول الدول الأوروبية وكندا والأطراف الإقليمية الجزء الأكبر من العتاد ووسائل تنفيذ القرار الدولي 1973. ولا أفاجأ بامتلاك القذافي قدرات عسكرية هائلة. لكن اعتقد أن الضغط العسكري والسياسي سيقود إلى انهيار النظام وقد دمرنا جزءاً كبيراً من قدراته. ونقل أعوانه بأنه فقد الكثير من عتاده. وهو يواجه تخلي العسكريين والسياسيين وحتى الرياضيين عن نظامه.

gt; الصيف حار جداً في ليبيا وشهر رمضان سيحل بعد شهر. هل سيتواصل النزاع حتى شهر الصيام؟

- يتولى الحلف مهمة حماية السكان المدنيين استناداً إلى قرار دولي ونأمل بأن يتوقف القذافي عن مهاجمتهم.

gt; المعارضة الليبية ليست جاهزة في الميدان والأمم المتحدة ليست جاهزة أيضاً. هل تحضونهم على الإسراع في إعداد المرحلة الانتقالية لتفادي الفراغ السياسي والأمني؟

- نشدد على أن تسرع الأمم المتحدة في إعداد خطط المرحلة الانتقالية. فالأمر لا يتعلق اليوم إن كان القذافي سيسقط بل متى سيتم ذلك. وأتوقع أن تتولى الأمم المتحدة الدور الريادي في المرحلة الانتقالية. والحلف مستعد لتقديم المساعدة إذا طُلب منه. وأشدد على اعتبار إنجاز خطط المرحلة المقبلة أمراً عاجلاً. وقد رحبنا بخريطة الطريق التي عرضها المجلس الوطني الانتقالي.

gt; الولايات المتحدة لجأت إلى مؤسسة بريطانية وأخرى سويدية للبحث عن مخازن الصواريخ المحمولة في ليبيا حتى لا تقع بين أيدي المهربين والقاعدة. والاتحاد الأوروبي قلق من انتشار الأسلحة، والجزائر تحذّر من نقل الأسلحة إلى منطقة الساحل الأفريقي. إلى أي مدى أنتم قلقون من انتشار الأسلحة بين المدنيين في ليبيا؟

- انتشار الأسلحة في مجتمع مثل المجتمع الليبي يمثل مصدر قلق كبير. لذلك يجب تفادي الفراغ السياسي حيث تقع على كاهل المجموعة الدولية مسؤولية مساعدة الشعب الليبي في الحفاظ عن الأمن. وتلك واحدة من مهمات المجلس الوطني الانتقالي ويمكنه أن يعول على الأمم المتحدة. والناتو سيقدم المساعدة إذا طلب منه ذلك على أساس قانوني وبصفة موثقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أسطول الحرية
رامي -

إذا كان اعتقال العقيد معمر القذافي ونقله إلى لاهاي ليس جزءاً من مهمة الحلف، فإن تقديم المساعدات الانسانية ليس أيضا من مهمة الحلف إلا أذا اراد التحول من مؤسسة عسكرية إلى هيئة إغاثة مدنية بعد الاعتراف بفشله كعسكري