الخرق لـ «حزب الله» اكتشافإيراني وأخطاء أوقعت أبو تراب في الفخ

مواقع إلكترونية في بيروت عرضت معلومات عن الشبكة الأميركية - الإسرائيلية

الخرق المعادي لـ "حزب الله" اكتشاف... إيراني وثلاثة "أخطاء" أوقعت "أبو تراب" في الفخ

بيروت

يستمر الخرق الاميركي ـ الاسرائيلي لـ "حزب الله" تحت المجهر في بيروت، وسط تقارير صحافية تتقاطع في بعض جوانبها مع ما كانت نشرته "الراي" سابقاً عن ملابساته و"قطبه المخفية" والاسماء التي صارت اكثر تداولاً في نطاقه و"الخدع" التي استخدمها جهاز مكافحة التجسس في الحزب لكشف هذا الخرق و"إلقاء القبض" عليه.
وفي سياق متابعة هذا الملف البالغ الحساسية والخطورة، نشر موقع "جنوبية" الإلكتروني بعض "الخفايا" المتصلة بالخرق الاميركي ـ الاسرائيلي لـ "حزب الله"، فأشار الى ان مطلعين على جوانب من هذه القضية اكدوا ان "كشف هذا الخرق تم من أجهزة ايرانية، عبر نشاطها في داخل ايران وليس من خلال الاراضي اللبنانية. وان العملية الاستخبارية الاميركية مع كوادر في حزب الله تمت من خارج لبنان، وليس عبر السفارة الاميركية في بيروت. وان هناك 11 متورطاً في هذه الشبكات من كوادر "حزب الله".
ولفتت المصادر لـ "جنوبية" الى أن "سلسلة تحقيقات امنية وعلى مستوى عال من الدقة تمت مع قيادات من الصف الاول، كشفت ايضا ليس تورطهم في عمالة لجهة خارجية او للعدو، بل اظهرت ان ثلاث قيادات على مستوى عال كانت اجرت اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع جهات اميركية، يعتقد "حزب الله"، بحسب هذه الاوساط، انها تابعة لجهاز المخابرات الاميركية (c.i.a.) وانها اتصالات تمت بشكل مباشر او بالواسطة عبر شخصيات غربية او اميركية او عربية.وقد ادرجها هؤلاء في سياق الحركة السياسية التي يقومون بها، نافين أيّ تورط، بل اعتبروا انه يأتي ضمن المساحة المتاحة لهم للتحرك السياسي".
اضاف الموقع: "ان السيد نصرالله جلس الى بعض المتورطين، وفي الحد الادنى كبير المتورطين (محمد الحاج المعروف بأبو تراب)، الذي كان في حال من الانهيار النفسي الشديد، وأجهش في البكاء حين أحضر الى السيد نصرالله. وتؤكد الاوساط نفسها ان السيد نصرالله سأله ماذا فعل بك (عماد مغنية) لكي تشارك في قتله؟ وهو ما تؤكده هذه الاوساط في سياق جزمها بأن هذه الشبكة متورطة في تقديم معلومات أدّت إلى اغتيالات داخل الحزب.
الكشف عن هذه الشبكة، او الشبكات المنفصلة، تمّ بجهد ايراني، وهي مجددا لا تتضمن القيادات الثلاث الآنفة، والتي يمكن إدراج اتصالاتها في سياق الاجتهاد السياسي ليس اكثر، كما تؤكد الاوساط نفسها. وفتح هذا الكشف، بحرفة ايرانية، الجدل الذي كان خُبّىْ سنوات طويلة، حول ما كان قاده الشهيد عماد مغنية في عملية تصفية الجيوب الأمنية الإيرانية، واحتكار العلاقة الأمنية مع ايران به وبفريقه. وهي عملية كان قادها مغنية في عقد التسعينيات وترسخت نتائجها بعد العام 2000".
ويعتقد بعض المتابعين لمسار "حزب الله" منذ تأسيسه ـ بحسب موقع "جنوبية" ـ أنّ مغنية نجح في تفكيك المجموعات الامنية وأقصاها لصالح سلطته في حينه، بسبب الانجازات الامنية التي حققها، واتاحت له اقناع القيادة الايرانية برؤيته. اليوم يشار الى ان بعض هذه المجموعات، التي كان يشرف عليها المسؤول السابق لجهاز الامن الخارجي في ايران احمد الموسوي، هي صاحبة دور في كشف هذا الخرق، وهي تدرك ان الفريق الذي قاده الشهيد مغنية لاقصائها هو من اخترق اليوم، وهو من أخفق. وتالياً، وإزاء المخاطر التي تحيط بحزب الله اليوم، يرجح ان تتدخل ايران من اجل الحماية وتعزيز الحصانة، خصوصا ان هناك من يتحدث عن مراكز قوى داخل الحزب وحالات من الفساد التي يصعب على الامين العام وحده ان يعالجه بغير التسويات بين هذه المراكز...
اما موقع "راصد الشرق الاوسط" فنسب الى مصدر لصيق بـ "أمن حزب الله" أن ثلاثة أخطاء متتالية أدّت لكشف أكبر عميل زرع في صفوفه حتى الأن "محمد الحاج"، وهو وان لم يكن من الصف الأول كما صرّح السيد نصرالله، فانه دون شك من الصف الثاني "الممتاز" لحيازته على منصب عسكري فائق الحساسيه وهو "قائد وحدة التدريب"،اضافة لمسؤولية الاشراف على سبعة محاور قتالية أساسية في جنوب لبنان.
وقال الموقع: "الخطأ الأول ارتكبه المشغّل الاسرائيلي عندما سمحت مخابراته لوزارة الدفاع لديه بنشر خريطتي مخازن اسلحة حزب الله، الاولى في بلدة الخيام ونشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلية منذ نحو سنة، وتبعتها الخريطة الثانية ونشرت منذ ثلاثة أشهر،وادعت وزارة دفاع العدو أنها بنك الأهداف المقبل لمخازن أسلحة حزب الله الموجوده على كامل أراضي جنوب لبنان.
أما الخطأ الثاني فهو أنه بعد حصر مجموعة قليلة من المشتبه بهم، بث جهاز الأمن معلومة وهمية في صفوفهم (كانت "الراي" اشارات الى ذلك سابقاً) وهي أنه وفي تاريخ معين ستقوم المقاومة بعملية عسكرية تستهدف الجيش الاسرائيلي انطلاقا من محور معيّن في جنوب لبنان، وكان حدس الأمنيين في "حزب الله" صائباً عندما لاحظ المقاومون انه في التاريخ عينه والمكان نفسه جرى استنفار تحركت معه أليات ومروحيات بما لا يدع مجالا للشك بتسرب المعلومة الوهمية عبر من أعلنوها أمامهم من كوادر الحزب.
أما الخطأ الثالث والأخير فتمثّل بالغرور وقلّة الاحتراس من "أبو تراب" (الاسم الجهادي للعميل الحاج) ذلك أنه بعد أن أصبح تحت المراقبة الأمنية اللصيقة هو وقلّة من رفاقه بسبب ما بيّناه سابقاً حول المعلومة الوهميّة، اذ لم يتورّع عن ارتكاب خطأ قاتل مكّن جهاز الأمن من الاطباق عليه فوراً وذلك عندما أمر عناصر تحت امرته لا يدرون بعمالته، بمراقبة ورصد مواقع أمنية وعسكرية حساسة للحزب، متّكلاً على مركزه وثقة رؤسائه ومرؤوسيه به والذي يضعه فوق الشبهات مهما كانت نوع الأوامر التي يصدرها".