جريدة الجرائد

دكتاتورية المعارضة السورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عدنان حسين


لا غرابة في أن تكون هناك معارضة في حال من السوء تماثل ما هو عليه النظام الذي تعارضه، أو أسوأ منه، حتى لو كان هذا النظام دكتاتورياً منبوذاً من شعبه ومن المجتمع الدولي على السواء.

لا غرابة، فنحن في العراق نعيش الآن حالاً كهذه، ذلك أن معظم معارضي نظام صدام تبيّن - بعدما أمسكوا بالسلطة واستحوذوا على النفوذ والمال - أنهم يناظرون ذلك النظام في سوئه، بل يبزّونه في السوء أحياناً. وإذا ما أردنا عقد مقارنة بين ما كانت عليه حال الشعب العراقي قبل 2003 وما باتت عليه هذه الحال بعد إطاحة صدام ونظامه منذ ثماني سنوات لن نجد الكثير من الفروق، فلم يزل العراق وشعبه في حال من البؤس والفاقة والذل وهدر الكرامة وانتهاك الحقوق على النحو الذي تسبب فيه صدام ونظام البعث على مدى ربع قرن. وبمرارة يتساءل الآن الكثير من الناس هنا: لماذا أسقطنا صدام إذاً؟
هذا المرض العراقي بانت أعراض له على جيراننا الغربيين، السوريين، فهناك أيضاً مدّت رأسها من الخارج معارضة تبدو في صورة النظام الذي تعارضه كما لو أنها مُستنسخة عنه.
في تركيا وسواها اجتمع مئات من المعارضين السوريين المنفيين في الخارج وأعلنوا مؤازرتهم لشعبهم المنتفض من أجل الحرية والديمقراطية، وهم عملوا خيراً بهذا. كما أنهم اتخذوا مواقف معينة ووضعوا شروطاً وطرحوا مطالب، وهذا حق لهم لا ينازعهم فيه أحد.
وفي داخل سوريا أجتمع في فندق دمشقي بضع مئات من المعارضين الذين خرج الكثير منهم للتو من المعتقلات والسجون التي أمضى فيها بعضهم سنوات عديدة، وهم أيضاً محضوا انتفاضة شعبهم كل التأييد والتقدير، وحددوا من جانبهم مواقف وأعلنوا شروطهم ومطالبهم ومنها وقف القمع الدموي في الحال من جانب السلطة وإطلاق سراح جميع المعتقلين وإقامة نظام ديمقراطي مدني.
في الواقع لم يكن هناك أي اختلاف في الوجوه، في مواقف وشروط ومطالب معارضي الخارج ومعارضي الداخل، لكن بعض معارضي الخارج سارع، على الطريقة العربية المعتادة، إلى تخوين معارضي الداخل واعتبارهم ذيولاً وتوابع لنظام بشار الأسد، فقط لأنهم عقدوا اجتماعهم داخل بلادهم، سوريا!
اجتماع الفندق الدمشقي ما كان يمكن لأحد قبل ثلاثة أشهر أن يفكر، مجرد التفكير، بعقده، لكن انتفاضة الشعب السوري هي التي أرغمت النظام على القبول بهذا على مضض، مثلما قبل بالإعلان عن عزمه على إجراء إصلاحات كان يرفض في السابق حتى مجرد ذكرها والإشارة إليها.
معارضو الخارج السوريون الذين افتروا على أكثر من مئتين من المثقفين والناشطين السياسيين والحقوقيين البارزين الذين اجتمعوا في فندق سميرامس الدمشقي الاثنين الماضي، أظهروا أنهم يحملون العقلية ذاتها التي في رأس النظام الذي يعارضون.. عقلية الاحتكار والاستئثار، مع إنهم ليسوا منتخبين من الشعب المنتفض ولا مفوضين عنه لاحتكار الهوية الوطنية وتوزيعها على من يشاؤون وحجبها عمن يشاؤون.
ولأننا نحن العراقيين أصحاب تجربة سابقة مماثلة في هذا الميدان بلغت من العمر الآن ثماني سنوات، وجب علينا أن ننبه إخوتنا السوريين إلى الحذر من تفشي بلوانا في صفوفهم.. بلوى انتقال السلطة من حزب شمولي واحد (البعث) إلى عدة أحزاب وجماعات شمولية هي الأخرى، إسلامية في الغالب.. من حرامية وفسدة كانوا يتغنون بالقومية العربية إلى حرامية وفسدة مثلهم تماماً، لكنهم هذه المرة يتغنون باسم الإسلام والوطنية.. والقومية أيضاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سم بالدسم
محمد السوري -

شكرا لنصيحة الكاتب , والتي نرفض مرجعيتها ,لأن الكاتب المحترم خلط الأمور ببعضها عن قصد أو لعدم الإلمام التام بالمعارضة السورية بشكل جيد , والصراع الشرس الذي يخوضه الشعب الأعزل مع عصابات الأسد ,وكان عليه أن ينوه بالمعارضة العراقية الطائفية والتي أتت على ظهر الدبابة الأمريكية ,في حين ترفض جميع أطياف المعارضة الفاعلة أي تدخل عسكري أجنبي ,ثم أن معارضة الخارج لم تخون الجتمعين بالداخل الين ليسوا جميعهم معارضة مثل الشبيح عباس النوري , ووجه النقد الموجه لبعض رموز المعارضة مثل منذر خدام وميشيل كيلو وفايز سارة بسبب تنسقهم مع بثينة شعبان لعقد الإجتماع في هذا التوقيت بالضبط لخدمة السلطة عبر استثماره خارجيا لفك الحصار عن عصابة القتل الأسدية ,مع العلم أن جميع المجتمعين استثمروا دماء السوريين لعقد اجتماعهم وإذا عقد بدون رعاية السلطة فليخرجوا إلى الشارع مع الشعب وليقولوا رأيهم وإلا فإن المجتمعين سقطوا في فخ السلطة وفقدوا كل رصيد لهم (لمن كان له رصيد)واليوم سيتجاوز الشارع هذه الهفوة ويمضي بحركته حتى يحقق برنامجه المنشور ببيان تنسيقياته المعروف , ولننظر إلى الشخصيات المرموقة التي رفضت السقوط في شرك السلطة ,مثل هيثم المالح وعارف دليلة وسهير أتاسي ورياض سيف وياسين حاج صالح وحسن عبد العطيم وغيرهم الكثير , لذلك فقافلة الحرية السورية تسير وبشار الأسد يموء ووليد المعلم يهمر !

سم بالدسم
محمد السوري -

شكرا لنصيحة الكاتب , والتي نرفض مرجعيتها ,لأن الكاتب المحترم خلط الأمور ببعضها عن قصد أو لعدم الإلمام التام بالمعارضة السورية بشكل جيد , والصراع الشرس الذي يخوضه الشعب الأعزل مع عصابات الأسد ,وكان عليه أن ينوه بالمعارضة العراقية الطائفية والتي أتت على ظهر الدبابة الأمريكية ,في حين ترفض جميع أطياف المعارضة الفاعلة أي تدخل عسكري أجنبي ,ثم أن معارضة الخارج لم تخون الجتمعين بالداخل الين ليسوا جميعهم معارضة مثل الشبيح عباس النوري , ووجه النقد الموجه لبعض رموز المعارضة مثل منذر خدام وميشيل كيلو وفايز سارة بسبب تنسقهم مع بثينة شعبان لعقد الإجتماع في هذا التوقيت بالضبط لخدمة السلطة عبر استثماره خارجيا لفك الحصار عن عصابة القتل الأسدية ,مع العلم أن جميع المجتمعين استثمروا دماء السوريين لعقد اجتماعهم وإذا عقد بدون رعاية السلطة فليخرجوا إلى الشارع مع الشعب وليقولوا رأيهم وإلا فإن المجتمعين سقطوا في فخ السلطة وفقدوا كل رصيد لهم (لمن كان له رصيد)واليوم سيتجاوز الشارع هذه الهفوة ويمضي بحركته حتى يحقق برنامجه المنشور ببيان تنسيقياته المعروف , ولننظر إلى الشخصيات المرموقة التي رفضت السقوط في شرك السلطة ,مثل هيثم المالح وعارف دليلة وسهير أتاسي ورياض سيف وياسين حاج صالح وحسن عبد العطيم وغيرهم الكثير , لذلك فقافلة الحرية السورية تسير وبشار الأسد يموء ووليد المعلم يهمر !

هل يتدارك اوباما
معاوية -

الخطأ الشنيع الذي ارتكبه الرئيس الامريكي الابن بوش، هو أنه بدأ بالعراق وليس في سوريا، لأن رأس أفعى البعث في سوريا وذنبها في العراق، ولو قطع الرأس لوفّر على نفسه وعلينا الكثير ، وحقن دماء الشهداء ، وردع صدام حسين لأنه جبان، وحوّل القذافي الى مستشفى الامراض العقلية، وأحال أوراق بشار أسد الى مفتي المحكمة الدولية، ولجم ايران وشلّ ذراعها في سوريا، وبتر حزب حسنها في لبنان، وخنق بن لادن وقاعدته، وفضح اسرائيل ودعمها للإرهاب الدولي، كل ذلك بأقل التكاليف إذ أنه يكفي بضعة صواريخ على الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ليَنقَضْ الشعب على المراكز الأمنية ويعزز الثقة بالجيش السوري لينقض على هذه العصابة ويستلم زمام الامور ويقود التحول الديمقراطي في العالم العربي لأن سوريا كانت ولا زالت وستبقى مهد الحضارات لتميزها وروعة فسيفساءها.

هل يتدارك اوباما
معاوية -

الخطأ الشنيع الذي ارتكبه الرئيس الامريكي الابن بوش، هو أنه بدأ بالعراق وليس في سوريا، لأن رأس أفعى البعث في سوريا وذنبها في العراق، ولو قطع الرأس لوفّر على نفسه وعلينا الكثير ، وحقن دماء الشهداء ، وردع صدام حسين لأنه جبان، وحوّل القذافي الى مستشفى الامراض العقلية، وأحال أوراق بشار أسد الى مفتي المحكمة الدولية، ولجم ايران وشلّ ذراعها في سوريا، وبتر حزب حسنها في لبنان، وخنق بن لادن وقاعدته، وفضح اسرائيل ودعمها للإرهاب الدولي، كل ذلك بأقل التكاليف إذ أنه يكفي بضعة صواريخ على الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ليَنقَضْ الشعب على المراكز الأمنية ويعزز الثقة بالجيش السوري لينقض على هذه العصابة ويستلم زمام الامور ويقود التحول الديمقراطي في العالم العربي لأن سوريا كانت ولا زالت وستبقى مهد الحضارات لتميزها وروعة فسيفساءها.