جريدة الجرائد

خطورة الطائفية على أبناء الوطن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

إيران كما ينص دستورها دولة (طائفية)؛ الإسلام لديها مُنحصر في الطائفة الجعفرية الإثني عشرية دون سواها؛ ومن فقه هذه الطائفة يُستمد التّشريع وتقوم شرعية الدولة. جاء في المادة الثانية عشرة من الدستور الإيراني: (الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشري، وهذه المادة تبقي إلى الأبد غير قابلة للتغيير). كما جاء في المادة الخامسة أيضاً: (في زمن غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل، المتقي،zwnj; البصير بأمور العصر،zwnj; الشجاع القادر على الإدارة والتدبير). أي أن الذي يتربع على رأس الهرم الحاكم فقيهٌ شيعي، ويبقى بعد اختياره في منصبه إلى أن يموت. غير أن الفكرة الطائفية ليست في الواقع إلا مجرد وسيلة (للملالي) للوصول إلى السلطة، أما في الخارج فتتراجع الفكرة الطائفية، وتصبح ثانوية، أمام المصلحة العليا لإيران؛ أي أنها في المحصلة مجرد ذريعة (سياسية) في الداخل والخارج لا أكثر.

انتصار الثورة الخمينية في إيران كان بمثابة الجذوة التي أوقدت الطائفية في العقود الأخيرة في أرجاء العالم الإسلامي، فأحدثت شرخاً بين أبناء الوطن الواحد، وفرزاً طائفياً، سيكون له في تقديري كثير من التبعات على كافة المستويات إذا لم نتداركه. ومثلما أن لإيران (مصلحة) في إثارة النعرة الطائفية في منطقتنا، لتتسلل من خلالها إلى النسيج الوطني، فإن هناك أيضاً من أبناء السنة من (يُتاجرون) بالتعصب الطائفي السني في مواجهة الطائفية الشيعية، ويستمدون من مثل هذه الممارسات قيمتهم (الجماهيرية)؛ يكفيك أن تعود إلى الفضائيات الطائفية التي يمتلئ بها الفضاء لترى من السب والشتم والفجور في الخصومة بين الطرفين ما يُثير المخاوف فعلاً.

إيران من خلال إثارة الطائفية تحقق هدفين؛ الأول: تشكيل طابور خامس داخل النسيج الوطني الخليجي يدين لها بالولاء. الثاني: أن تكون الطائفة الشيعية في أية دولة من دول الخليج بمثابة ورقة ضغط ومساومة لتحقيق مصالحها السياسية، وإذا تحققت الأهداف فقدت الوسيلة قيمتها؛ فالسياسة لا تعترف بالمبادئ، ولا بالوفاء، ولا بالأخوة الطائفية، لكنها تعترف فقط بالمصالح، حتى وإن اضطر السياسي للتحالف مع الشيطان -كما يقول تشرشل- لتحقيق مصالحه؛ وليست إيران استثناءً من هذه القاعدة.. أما بالنسبة للطائفيين السنة، فإن التعصب الطائفي تجاه الشيعة هو غاية المنى بالنسبة لإيران؛ هذا التعصب سيعطي عملاءَ إيران دليلاً ملموساً على أن الشيعة في منطقتنا مُضطهدون، ويُعاملون على اعتبار أنهم مواطنون من الدرجة الثانية؛ عندها سيكون موقف كل شيعي (وطني)، يقف من مخططات إيران التوسعية موقفاً مناهضاً، في منتهى الضعف؛ وهذا ما يُحقق مآرب إيران في المحصلة؛ فمن الظلم أن تطلب من مواطن شيعي، سواء كان سعودياً أو بحرينياً أو كويتياً أو قطرياً أو إماراتياً أو عمانياً ولاء كاملاً لوطنه، في حين أنك تعامله على أنه (ناقص) المواطنة لأسباب محض طائفية.

أعرف أن تاريخ الطائفتين مليء بالصراعات والخلافات والمماحكات والدماء أيضاً. غير أن (الانتماء) كفكرة تغيّرت، وأصبح الانتماء إلى (الوطن) هو المفهوم الجديد الذي تترتب عليه الحقوق والواجبات بالنسبة للإنسان المعاصر، أياً كانت طائفته أو عرقه. تَغيُر ثقافة الانتماء يُحتم علينا أن نوجد صيغة (تصالحية) تقوم على فكرة التسامح، والتعايش بين الطوائف تحت سقف الوطن الواحد، واعتبار أن إثارة النعرات الطائفية هي من مُسببات الفتن، وأن تتم معاقبة من يقوم بإثارتها عقاباً رادعاً.. صحيح أن هناك (متطرفين) شيعة سيظلون يُقدمون ولاءهم العَقدي لإيران على ولائهم لأوطانهم، غير أن هؤلاء لا يختلفون أبداً عمّن يدينون بالولاء (للقاعدة) من المتطرفين السنة مثلاً، ويُقدمون ولاءهم للقاعدة على ولائهم لأوطانهم؛ أي أن هؤلاء (الخونة)، سنة كانوا أم شيعة، هم بمثابة (الاستثناء) الذي يجب أن يؤكد القاعدة ولا يُلغيها. دون ذلك سيبقى التطاحن الطائفي بمثابة (الثقب) الذي ينفذ منه الإيرانيون، وربما غيرهم في المستقبل كما حصل في (السودان) مثلاً، عندما استُغِلَ التطاحن الطائفي بين المسلمين والمسيحيين ذريعة لتقسيم السودان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصيبتنا هذة النماذج
ابن الرافدين -

الكاتب ينطبق علية المثل القائل يعلم الناس للصلاة وهو ما يصلي ايران دولة متعددت القوميات والطوائف الاكثرية هية الطائفة الشعية طبيعي ان يكون نظام الحكم مستمد من نظام الطائفة الاكثر وهذا ليس فية اشكال ايران بعد االثورة اصبخت تمارس انظام الانتخابي الذي تفقدة الكثير من الدول الاقليمة الكاتب ينتقد الطائفية ويعمل بها اختزل الولاء والوطنية بالمذهبية الان في دول الخليج نقدر ان نقول ان هناك دولتين هما السعودية والبحرين تعامل مواطينها على اساس المذهب هولاء ليس ايرانين هم موطنين خليجين فالنضرة اليهم بحكم اعتقادهم بمذهب التشيع اصبح مواطنين من الدرجة العاشرة ايراني سني ماكو مشكلة وانا اعرف جيدا ان جهاز مخابرات الامارات هم ايرانين سنة ولكن اكتسبوا جنسية الدولة واصبح الترويج لهذة الفكرة خدمة مجانية الى ايران عندما اتهم ملك الاردن الهلال الشيعيي وحسني مبارك ان الشيعة ولاهم الى ايران هو دفع الشيعة العرب فعلا الى مولاة ايران والكفر بالعروبة التي يتكلم عنها هولاء ليش التركيز على ايران لاان ايران تتعبد بالمذهب الشيعي واللة لو ايران سنية كان حالها كحال تركيا هل يجيبنا الكاتب اذا اذن لماذا الوقف السلبي من العراق اشو بس تغير النظام ونزلت علينا رحمة اللة اشو الانتحارين تفريخ مدارس سعودية خالصة السورين احفاد بني امية الاردن قوم لوط شنو العراق هم شعبها فرس بس توضيح للكاتب عندما تقولون ايران تقصدون الشيعة وعندما نقول نحن الشيعة تقولون انتم ايرانين هذا الواقع اكيد ياحضرة الكاتب ربما سمعت بحديث النبي علية السلام يقول الى عمار (ض) ياعمار تقتلك الفئة الباغية وكان عمار مع الامام علي (ع) في معركة صفين عندما قتل عمار ماذا قال معاوية قال ان الذي قتلة هومن اتى بة الى المعركة هذا هو الحال الاعلام والكتاب الهجمة والتفجيرات والمخخات كلها حصد بالشيعة وعندما تشير الى القاتل اعترض عليك اصحاب معاوية ترى هذةالافعال من وراها ايران يابة اشلون ايران تقتل الشيعة الرد حتى تعمل فتنة طائفية بين السنة والشيعة هكذا افلام ومسرحيات متقنة .

Melting pot
Abdulaziz -

The Middle East by its geographic location and its history is a melting pot of different groups from all over the world. There are all kinds of religions, races, and cultures in that part of the world. The diversity of the population is a blessing that could be utilized for tremendous economic development and social progress. However, economic development and social progress depend on the adequacy of the constitution. The adequacy of a constitution requires that it unites people rather than separate them and treat them equally rather than preferentially. A racial, religious, or cultural constitution will serve one race, one religion, or one culture of that melting pot of the population in a Middle Eastern country. The only constitution that can serve a diverse population is a secular constitution that guarantees freedom, justice, and equality for everybody irrespective of religion, ethnicity, cultural, or social status.