ألغاز ميدان التحرير!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مكرم محمد أحمد
أخشي أن يتكرر ما حدث أخيرا في ميدان التحرير من صدام بين الشرطة وبعض جماعات الثوار الذين يحتلون الميدان, بسبب غياب الحد الأدني من الثقة المشتركة, ولأننا لم نتمكن من إجلاء حقيقة ما حدث, ولم ننجح في فك طلاسم عدد من الألغاز لاتزال تنتظر إجابات واضحة, ولم نعرف ما الذي أدي الي اختلاط الحابل بالنابل, وجعل الثوار والبلطجية يدا واحدة, يصممون علي اقتحام مبني وزارة الداخلية, ويشتبكون في هذا العراك المخيف الذي أعادنا الي المربع رقم واحد, وقد كنا علي وشك أن نخرج من عنق الزجاجة, الأمن يحقق تقدما مضطردا, وعجلة الاقتصاد تعود للدوران, ومحاولات الوصول الي حل وسط يردم الخلاف الواسع بين أنصار الدستور أولا وأنصار الانتخابات أولا تقترب من النجاح, والشرطة والشعب يتمكنان من صياغة علاقات جديدة تقوم علي الود المشترك والاحترام المتبادل, لكن جميع ذلك ذهب أدراج الريح, ومع الأسف لم نعرف بعد حقيقة هؤلاء الذين ظهرت صورهم في معظم الصحف عراة الصدور, يحملون علنا رشاشات ومسدسات وأسلحة بيضاء وهراوات ثقيلة, ولا يأبهون لشيء وهل كانوا من حلفاء الشرطة أم كانوا ضمن أسر الشهداء؟!, ولم نعرف بعد حقيقة هؤلاء الذين نقلوا أسر الشهداء من ماسبيرو الي مسرح البالون ومن مسرح البالون الي ميدان التحرير في ثلاثة أوتوبيسات قيل إنها كانت تتحرك جهارا, والأهم من ذلك أن أحدا لم يقل لنا لماذا بقيت أسر الشهداء حائرة علي امتداد أربعة أشهر لا تعرف كيف تتحصل علي حقوقها, برغم اعتراف التقارير الرسمية بأن هناك ما يقرب من 850 شهيدا, لايشك أحد في أنهم سقطوا في المواجهات التي حدثت في ميادين التحرير والأربعين في السويس والرمل في الاسكندرية خلال الأيام الأولي من الثورة, واذا كان هناك بعض الملابسات التي لاتزال تعوق التعرف علي عدد من الشهداء, فلماذا لا يوكل الأمر الي لجنة وطنية من الثوار وممثلي الحكومة وعدد من كبار القانونيين ورجال الدين الموثوق بهم يكون لهم القول الفصل في هذه القضية؟!
وأخيرا ما الذي يعوق صدور قواعد واضحة تنظم حقوق وواجبات المتظاهرين, يدخل ضمن مسئوليتها السماح بالتظاهر وحماية المسيرات كي لا يختلط الحابل بالنابل, ويتشابه علينا الأمر فلا نعرف إن كانوا من الثوار أم من جماعة البلطجية, المندسين, أم من فلول النظام السابق المصطلح اللغز الذي يتحمل كل الأوزار؟!