جريدة الجرائد

السعودية والصحافة الغربية وبالونات الاختبار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صفوق الشمري

إن العلاقة بين الصحافة الغربية والمملكة علاقة مثيره للاهتمام والتأمل، وهي تأخذ أشكالاً عديدة ولعله من المهم إلقاء الضوء عليها في هذه الفترة خصوصا لوجود تطورات جديدة !

ولأكون واضحا فيجب أن أقول إنني أتابع الصحافة الغربية منذ مدة طويلة خصوصا ما يتعلق بالشأن السعودي لأسباب عديدة منها أنني كنتُ أريد أن اعرف كيف ينظر الغربيون إلينا بكل تجرد، وأيضا معرفة بعض المواضيع التي كان من الصعب التطرق إليها سابقا في صحافتنا العربية وإن كان السبب الثاني قل حاليا بسبب حرية الصحافة لدينا والتي أصبحت أفضل بكثير وبسبب ثورة الاتصالات الحديثة.

سبب كتابتي لهذا الموضوع في هذا الوقت بسبب وجود تركيز على السياسة السعودية والعلاقة مع الغرب حاليا لدرجة انك تقرأ عشرات المقالات التي تتكلم عنها، ولكن قبل ذلك أريد أن اشرح بعض القواعد ومن ثم سأتطرق إلى أسباب الحملة الجديدة .

ومن خلال المتابعة نصل إلى عدة استنتاجات بخصوص العلاقة بين المملكة والإعلام الغربي.

أولى القواعد أن الصحافة الغربية حرة لكن موجهة ! قد يستغرب البعض ذلك لكنها الحقيقة، والتوجيه في الإعلام الغربي يكون غير مباشر فهو يختلف عن التوجيه المباشر الموجود في الصحافة العربية ! التوجيه غير المباشر يكون بسبب علاقة المصالح بين السلطة والصحافة! فالصحافة الغربية تحتاج الحكومات للحصول على الأخبار وتسريبها سواء بقصد أو بدون قصد، والحكومات تحتاج الصحافة والإعلام لبث بعض بالونات الاختبار أو توجيه بعض السياسات، أو تغيير مسار تركيز الأحداث إلى وجهة معينة إذن العلاقة هي مصلحة تبادلية بين الطرفين لذلك في اغلب الأحيان لا نستطيع أن نبعد التأثير الحكومي عن بعض الأخبار والحملات حتى لو ادعت الحكومات غير ذلك بحجة أنها صحافة حرة!

القاعدة الثانية من متتبع لمسار الأحداث لعدة سنوات إذا رأيت حملة أو زيادة أخبار ومقالات عن السعودية فاعرف أن هناك شيئاً يطبخ أو مسائل تعدّ، وقد تكون تختلف كليا عما يكتب في الصحافة ولكنها عملية مد وجزر، وفي كثير من الأحيان لاحظنا حملات معينة لا نعرف سببها وبعد فترة من الزمن عرفنا الحقيقة عن الموضوع بعد اكتمال الطبخة أو بعد أن زال السبب لإخفائها .

القاعدة الثالثة أن السعودية تحظى بمتابعة غريبة من الصحافة الغربية حتى في أصغر الأخبار وذلك نتيجة إمكانات السعودية ولأكون أكثر وضوحاً يوجد شيء يشبه إلى حد ما الابتزاز أو استخدامه لاحقا لأغراض معينة.

القاعدة الرابعة :النشاط الإعلامي لسفاراتنا في الخارج ضعيف وغير منسق وحتى شركات العلاقات العامة المتعاقَد معها حملاتها غير محترفة! وفي بعض الأحيان تكون الطريقة غير مناسبة بتاتا وأعتقد أن ذلك بسبب تدخل مسؤولي السفارات بالصياغة وكأنهم يتحدثون إلى مواطن عربي بالعواطف! أكثر من العقلانية التي يفضلها المتلقي الغربي!

الآن نرجع إلى أسباب الحملة الجديدة والتي لا املك أدنى شك أنها موجهة وأسباب توجيهها أعتقد انه إرسال بالونات اختبار لمعرفة الاستجابة السعودية، ولمعرفة كيف ستكون العلاقة السعودية - الغربية مستقبلاً، ووجهة النظر السعودية في عدة قضايا حساسة في المنطقة .لكن الجيد في هذه الحملة أن بالونات الاختبار أصبحت ترسل من الطرفين وهذا يعطي مدى أوسع للمناورة!

لذلك الأفضل للجميع الجلوس والمصارحة بدل إرسال البالونات! فيجب أن يضع الغرب في حساباته الأخذ بالمصالح والرغبات السعودية عند اتخاذ القرارات ولست أقولها لأنني سعودي ولكن الواقع والمنطق يقولان إن المملكة تملك من الأوراق أكثر من كل اللاعبين الآخرين، وإن كانت متسامحة لأصدقائها في بعض الوقت فقد حان الوقت لوضع المعادلات بطريقة صحيحة تحفظ للمملكة مصالحها بطريقه توازي مكانتها ونفوذها! والتحركات الاخيرة من بعض الأطراف الغربية يعرف الجميع أنها اجراءات مؤقتة لن تصلح الصورة، وفي الأخير سيبقى العلاج الناجع في يد السعوديين..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف