جريدة الجرائد

أردوغان والموقف من أحداث سوريا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يوسف مكي

في سلسلة مقالاتنا التي بدأنا بها قبل أربعة أسابيع عن المستقبل التركي بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، انتهينا بالسؤال عما إذا كان الإسلام السياسي قد تمكن من حسم الصراع نهائياً مع المؤسسة العسكرية لمصلحته، أم أن ما يحدث الآن هو استراحة محارب؟ تساءلنا أيضاً عن الأسباب التي حرّضت حكومة أردوغان على تغيير مواقفها السياسية والاستراتيجية، وتبني مواقف تندفع بقوة نحو اليمين، متسقة مع تدخل حلف الناتو في ليبيا؟ وأيضاً تزعزع العلاقة مع النظام السوري، بعد الحركة الاحتجاجية التي عمت المدن السورية في الشهور الأخيرة؟ هل يمثل ذلك انتقالاً آخر نحو الغرب، ومغادرة لاستراتيجية التوجه نحو العمق الاستراتيجي في الشرق والجنوب؟

وابتداء، نذكر بأن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان، رغم تبنيه لمواقف تبدو راديكالية، تجاه الغرب والكيان الصهيوني، لم تبلغ خلافاته معهما مستوى القطيعة . كان أردوغان بسياساته هذه يضيف أرصدة جديدة إلى علاقة تركيا بالخارج، ولم يعمل على إضعافها بمكان، وتقويتها بمكان آخر . أما أعضاء الناتو، فكانوا حريصين على استمرار دور تركيا في الحلف، بسبب ثقل موقعها الاستراتيجي، وقربها من حدود روسيا الاتحادية شمالاً، وإيران شرقاً والوطن العربي جنوباً .

الأمر نفسه لا يختلف بالنسبة إلى موقف الكيان الصهيوني من تركيا، فحكومة نتنياهو لا ترى مبرراً كافياً، لقطع الوصل مع أردوغان، ولا تعدّ موقف الحكومة التركية من القضية الفلسطينية أكثر من محاولة لتعزيز الحضور التركي في العمق العربي . ومن هذا المنظور، فإن تركيا يمكن أن تكون وسيطاً مستقبلياً مع السوريين نتيجة لرصيد تركيا مع النظام السوري الذي ساد إلى ما قبل اندلاع الحركات الاحتجاجية الأخيرة بالمدن السورية .

بمعنى آخر، إن جميع الأطراف، اتفقوا على أنه ليس من المصلحة تردي العلاقات الاستراتيجية والسياسية في ما بينهم . وبالنسبة إلى الأتراك فإنهم بسياستهم الجديدة، ضمنوا علاقة متميزة مع الغرب ومع الشرق والجنوب في آن معاً . وحين يتعلق الأمر بأردوغان شخصياً، فإنه ضمن عدة مواقع، بضمنها رضا العسكر الذين يخشون اختلال المعادلة التركية في العلاقة مع الغرب التي سادت منذ عهد أتاتورك، واستمرت في حلقات متصلة، بقليل من الإشكالات . كما ضمن حضوراً تاريخياً قوياً، باعتباره الزعيم التركي الذي توجه بحسم نحو العرب والمسلمين، وناصر القضية الفلسطينية .

أما التأييد التركي للغرب والقبول بتدخلات الناتو في الشؤون الداخلية ببلدان الثورات العربية، فهناك جملة من الأسباب التي تجعل الموقف التركي مفهوماً، وإن لم يكن مقبولاً لكثير من العرب .

لن يقبل الأتراك بتكرار تجربتهم مع العراق، في مكان آخر، وبشكل خاص حين يكون البلد المستهدف هو سوريا، البلد الذي يشبه العراق من وجوه كثيرة، لعل أهمها وقوعه على حدود تركيا الجنوبية، ولوحته الدينية والأثنية الفسيفسائية، ووجود نظام مماثل يقود المجتمع والسلطة . ولأن لأتراك يدركون طبيعة المشاريع الغربية، والتصميم على تنفيذها، فإن الموقف البراغماتي الذي طبع مسار حزب العدالة والتنمية، منذ تأسيسه، بعد سقوط حكومة نجم الدين أربكان يحتم على حكومة أردوغان التنسيق الكامل مع الغرب، في تحديد مستقبل الثورات العربية .

إن تداعيات الأحداث في البلدان التي برزت فيها الاحتجاجات العربية، تسهم هي الأخرى في تقديم الدعم لموقف الحكومة التركية . فهذه الاحتجاجات، ليست موضع إجماع من كل العرب، والانقسام حولها، بين مؤيد ومعارض، هو بمستوى التكافؤ . والتدخلات الغربية في البلدان العربية، تأتي بمنطق مختلف عن الذرائع التي سيقت كمبرر لاحتلال العراق . فالهدف المعلن هنا، هو حماية المدنيين العزل والدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية، وهو هدف إنساني ونبيل، يضيف تدخل الأتراك، من وجهة نظرهم عناصر جديدة تسهم في ترشيده وتوجيهه .

والنتيجة أن تدخل تركيا في شؤون سوريا، بخلاف التدخل الإيراني في شؤون العراق، يحظى بدعم واسع من عدد كبير من قنوات التلفزة العربية، وينظر إليه من قطاع واسع من الجمهور، على أنه خطوة عملية وإيجابية لمساندة الثورة الشعبية السورية، خاصة بعد تدخل الجيش السوري في جسر الشغور ومعرة النعمان، ومناطق أخرى قريبة من الحدود التركية . لقد نتج عن تدخل الجيش السوري في هذه المناطق، عبور ما يقرب من عشرة آلاف لاجئ سوري إلى تركيا، فتحت لهم مخيمات من قبل حكومة أردوغان، لتلبية احتياجاتهم من المأوى والغذاء .

علاوة على ذلك، فإن ما يطلق عليه مجازاً بربيع الثورات العربية، هو في حقيقته ربيع لحركة الإخوان المسلمين التي يعد حزب العدالة والتنمية أحد تفرعاتها . وإذاً، فنصرة هبة الإخوان المسلمين في سوريا، ينظر إليها من قبل حكومة رجب طيب أوردغان، على أنها نصرة لإخوة في الإسلام والجهاد .

ويشجع الحكومة التركية على اتخاذ موقفها هذا، أن حركة حماس التي شهدت انقساماً بين الداخل والخارج، حول الموقف الذي ينبغي تبنيه تجاه أحداث سوريا، ما لبتثت أن تمكنت من تجاوز خلافاتها . لقد أسهمت حركة الإخوان المسلمين في مصر، في التخفيف من حدة الخلاف بين الحركة في قطاع غزة ومركزها في دمشق، بالتلويح بأن القاهرة يمكن أن تكون مقراً مثالياً بديلاً عن دمشق لزعيم حركة حماس، خالد مشعل، بما يعني أن الضرر الذي يلحق بحماس من جراء سقوط نظام دمشق ليس بالحجم الذي تخيلته قيادة حركة حماس بالخارج في بداية انطلاق الحركة الاحتجاجية .

وربما تبادر إلى ذهن صانع القرار التركي، أن بلاده لن تخسر أي شيء في حالة فشل مشروع ldquo;الثورةrdquo;، واستمرار النظام في الحكم . فهم في كل الأحوال يملكون اليد العليا، إن في السيطرة على مياه الفرات، أو من حيث تحكمهم بخط الترانزيت المتجه للبلدان العربية، عبر الأراضي السورية، أو في حاجة الحكم السوري إلى وسيط يثق في نزاهته في حالة عودة المفاوضات السورية مع ldquo;الإسرائيليينrdquo; . إن ذلك يعني بداهة، عودة الأتراك بقوة إلى المسرح السوري، واستعادة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين .

تلك هي صورة المشهد التركي، في علاقته بالأحداث الجارية الآن على الساحة السورية، وهو مشهد ستتكفل الأيام المقبلة بالحكم سلباً أو إيجاباً عليه، وليس علينا سوى الانتظار .


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المخلص
عادل -

اردوغان هو منقذ الشعب السوري من أنياب نظام القتل الوحشي .... وهذا امل شعوب العالم والشعب التركي.

tatar
armni -

altatar almasoneen a7throhm ya 3rb

مواكبة الحضارة،
Rizgar -

لماذا تخاف تركيا من حق الشعب الكردي في كردستان سوريا؟ هل بسبب وجود الشعب الكردي في كردستان الشمالية؟ أليست الحقيقة هي الخوف من الهيمنة الثقافية للشعوب الأخرى على الضعف الثقافي التركي؟ عدم اعتراف تركيا بحقوق الكرد والأرمن والآشوريين وغيرهم في تركيا ودول الجوار تقوي النعرة القومية في ثقافات هذه الشعوب أكثر فأكثر، وتجعل من تركيا هدفا للعنف مما تجعلها تسير على خطى الأمبراطورية العثمانية المنهارة إذا ما عجزت عن مواكبة الحضارة، فتنهار تركيا كما إنهارت الأمبراطورية العثمانية المريضة.

tatar
armni -

altatar almasoneen a7throhm ya 3rb

مواكبة الحضارة،
Narina -

من الصعب لدولة مثل تركيا حماية الأمن في سوريا، وهي عاجزة أن تحمي أمنها الداخلي، وتدخل في صراع دموي وعنصري مع الشعب الكردي والشعب الأرمني ولا تفهم لغة الديمقراطية. كيف تستطيع تركيا أن تساعد السوريين لتحقيق السلام، وثقافتها في الأساس هي ثقافة القتل وهوية الطورانية المستبدة التي لا تستوعب معادلة السلام الأقليمي في المنطقة، ولا تتحدث إلا بلغة التهديد ضد الشعب الكردي

مواكبة الحضارة،
Narina -

من الصعب لدولة مثل تركيا حماية الأمن في سوريا، وهي عاجزة أن تحمي أمنها الداخلي، وتدخل في صراع دموي وعنصري مع الشعب الكردي والشعب الأرمني ولا تفهم لغة الديمقراطية. كيف تستطيع تركيا أن تساعد السوريين لتحقيق السلام، وثقافتها في الأساس هي ثقافة القتل وهوية الطورانية المستبدة التي لا تستوعب معادلة السلام الأقليمي في المنطقة، ولا تتحدث إلا بلغة التهديد ضد الشعب الكردي

خيانة
احمد -

الى عادلالخيانة ليست وجهة نظر.

كورد
PKK -

زواج المسيار الإسرائيلي التركي وعدائهما للكرد بمباركة أمريكية.

خيانة
احمد -

الى عادلالخيانة ليست وجهة نظر.

إسرائيل
تركيا -

ويبدو أن تركيا تريد أن تقوم بممارسات من منطلق القوة كإسرائيل، لكن تركيا تقع في الهاوية في ممارساتها الاستبدادية، كما أن إسرائيل واقعة في مستنقع العدوان. فإسرائيل بحكم قوتها الاقتصادية الكبيرة تحكم إقتصاديات العالم نسبيا، وتنظيمها السياسي والمخابراتي وقوى الضغط الموزعة بشكل منظم في الدول صاحبة القرار تعطيها القوة الكافية لإختيار رؤساء دول، والتأثير على الأحداث العالمية، ومناهضة قرارات الأمم المتحدة، ودورها المأثر على السياسات الأمريكية. لكنها مع ذلك عاجزة في توفير السلام لشعبها لرفضها الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم. ومن هنا نقول أن إسرائيل ليست صديقة لأحد سوى مصالحها. وحلف تركيا العسكري مع إسرائيل هو في خدمة إسرائيل وليس في خدمة تركيا. وتركيا تعجز في حكم نفسها ولذلك لا يمكن مقارنة تركيا بإسرائيل في التأثير على الأحداث على المدى القريب والبعيد. وقد تربح تركيا معركة معينة لكنها تخسر الحرب في النهاية.

إسرائيل
تركيا -

ويبدو أن تركيا تريد أن تقوم بممارسات من منطلق القوة كإسرائيل، لكن تركيا تقع في الهاوية في ممارساتها الاستبدادية، كما أن إسرائيل واقعة في مستنقع العدوان. فإسرائيل بحكم قوتها الاقتصادية الكبيرة تحكم إقتصاديات العالم نسبيا، وتنظيمها السياسي والمخابراتي وقوى الضغط الموزعة بشكل منظم في الدول صاحبة القرار تعطيها القوة الكافية لإختيار رؤساء دول، والتأثير على الأحداث العالمية، ومناهضة قرارات الأمم المتحدة، ودورها المأثر على السياسات الأمريكية. لكنها مع ذلك عاجزة في توفير السلام لشعبها لرفضها الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم. ومن هنا نقول أن إسرائيل ليست صديقة لأحد سوى مصالحها. وحلف تركيا العسكري مع إسرائيل هو في خدمة إسرائيل وليس في خدمة تركيا. وتركيا تعجز في حكم نفسها ولذلك لا يمكن مقارنة تركيا بإسرائيل في التأثير على الأحداث على المدى القريب والبعيد. وقد تربح تركيا معركة معينة لكنها تخسر الحرب في النهاية.

حقوق الشعوب
تركيا -

إن تطور الديمقراطية في المنطقة ستؤثرعلى الدولة التركية ذو تركيبة متعددة القوميات, وثقافات متناقضة ومعادية لبعضها البعض بحكم انعدام الأسس الأساسية للديمقراطية التي تتطلب الاعتراف بحقوق الشعوب والأقليات القومية وحقوق الإنسان.

حقوق الشعوب
تركيا -

إن تطور الديمقراطية في المنطقة ستؤثرعلى الدولة التركية ذو تركيبة متعددة القوميات, وثقافات متناقضة ومعادية لبعضها البعض بحكم انعدام الأسس الأساسية للديمقراطية التي تتطلب الاعتراف بحقوق الشعوب والأقليات القومية وحقوق الإنسان.

وصدام بالأمس
شاه إيران -

على النظام التركي أن تأخذ العبرة من يوغسلافيا المنهارة، والتي تحولت إلى بضعة دول مستقلة، رغم المساندة الكبيرة التي كانت تحظى من روسيا الإتحادية. وتمكنت الشعوب المتواجدة ضمن يوغسلافيا والتي كانت تحكمها العلاقات الاستعمارية من تحرير ذاتها وأرضها وتشكيل دولها المستقلة.وعلى النظام التركي أن تأخذ العبرة من صديقه نظام صدام حسين الذي مارس الظلم والاضطهاد بحق الشعب الكردي واستخدم السلاح الكيماوي بحق الكرد في كردستان, وبحق العرب الشيعة في الجنوب، لكن إرادة الشعوب أقوى من الدولار ياسادة. فقد تأخذ تركيا الدولار اليوم كما كان يأخذه شاه إيران وصدام بالأمس

وصدام بالأمس
شاه إيران -

على النظام التركي أن تأخذ العبرة من يوغسلافيا المنهارة، والتي تحولت إلى بضعة دول مستقلة، رغم المساندة الكبيرة التي كانت تحظى من روسيا الإتحادية. وتمكنت الشعوب المتواجدة ضمن يوغسلافيا والتي كانت تحكمها العلاقات الاستعمارية من تحرير ذاتها وأرضها وتشكيل دولها المستقلة.وعلى النظام التركي أن تأخذ العبرة من صديقه نظام صدام حسين الذي مارس الظلم والاضطهاد بحق الشعب الكردي واستخدم السلاح الكيماوي بحق الكرد في كردستان, وبحق العرب الشيعة في الجنوب، لكن إرادة الشعوب أقوى من الدولار ياسادة. فقد تأخذ تركيا الدولار اليوم كما كان يأخذه شاه إيران وصدام بالأمس

الرجل المريض
تركيا الكمالية -

على تركيا الكمالية الطورانية أن تفكر بالأمبراطورية العثمانية التي كانت تُحكَم من قبل الترك، والتي كانت أكثر تماسكا نسبيا من تركيا اليوم، ولُقبت بالرجل المريض وانهارت أمام ضربات الأحرار من الشعوب الأخرى

الرجل المريض
تركيا الكمالية -

على تركيا الكمالية الطورانية أن تفكر بالأمبراطورية العثمانية التي كانت تُحكَم من قبل الترك، والتي كانت أكثر تماسكا نسبيا من تركيا اليوم، ولُقبت بالرجل المريض وانهارت أمام ضربات الأحرار من الشعوب الأخرى

إلى الكاتب
د. بسام -

يا حضرة الكاتب، لقد صنعتم منذ 40 سنة البعبع الذي تريدون، من الإخوان المسلمين، وعن طريق تخويف الأقليات وغيرهم من هذا البعبع تستمر الديكتاتوريات في العالم العربي والإسلامي لتدعس على الشعوب وتهينها وتقتلها وتسرقها. أنا كعلوي أرحب بالإخوان المسلمين، وحتى بأعتى منهم عقيدة، وأفضلهم مليون مرة على حمامات وعصافير بيت الأسد وأي ديكتاتور يساري!

إلى الكاتب
د. بسام -

يا حضرة الكاتب، لقد صنعتم منذ 40 سنة البعبع الذي تريدون، من الإخوان المسلمين، وعن طريق تخويف الأقليات وغيرهم من هذا البعبع تستمر الديكتاتوريات في العالم العربي والإسلامي لتدعس على الشعوب وتهينها وتقتلها وتسرقها. أنا كعلوي أرحب بالإخوان المسلمين، وحتى بأعتى منهم عقيدة، وأفضلهم مليون مرة على حمامات وعصافير بيت الأسد وأي ديكتاتور يساري!

هولوكوستا كردية
جاسم,شكراً أيلاف -

عمار اليازجي:لم تعرف سوريا يوما شيئا يسمى كردستان سوريا كون أغلب الأكراد في منطقة الجزيرة من الوافدين إليها من تركيا سنة 1925 هربا من الأتراك وأملا بحياة أفضل، والجزيرة السورية تاريخيا هي موطن العشائر السريانية والعربية، بيد أن الكوردويون يقفزون على حقائق الجغرافيا والتاريخ فيعتبرون أن كردستان الغربية قد ألحقت بسوريا وتتحدث أدبياتهم عن مساحة 18 ألف كيلومتر مربع أي ما يساوي 16 بالمئة من إجمالي مساحة سوريا تقريبا. بل ويذهب بعضهم أبعد من ذلك قائلا بكردية الشمال السوري إضافة إلى لواء الإسكندرون الذي سلخ عن سوريا. الإستقواء بالخارج يطبع العمل الكوردوي في سوريا منذ سقوط بغداد، فقد اجتمع في كانون الأول من هذا العام ممثلين عن الكوردويون السوريون مع أعضاء في الإدارة الأمريكية بهدف التنسيق لدعم قضية الشعب الكردي في سوريا، وسيعقد في واشنطن إجتماع آخر في آذار العام المقبل بمناسبة مرور عامين على أحداث الشغب الكوردوية والتي يدعونها بانتفاضة الشعب الكردي بهدف زيادة الضغط على النظام البعثي في سوريا ودفعه على الإعتراف بالقومية الكردية والحقوق الكردية في الجزيرة السورية. وحتى يحين الوقت المناسب للمطالبة بالحكم الذاتي كما حصل في العراق نرى القيادات الكوردوية وهي تمارس تكريد أسماء المدن والقرى في الجزيرة السورية كما فعل الأكراد في العراق، مع محاولة فرض مصطلح كردستان الغربية أو كردستان سوريا على قوى المعارضة السورية والتي وقع بعضها بهذا المطب، الأمر الذي سيمهد فرض هذا المصطلح على الرأي العام السوري كحقيقة واقعة لا تقبل المناقشة، كما حصل في العراق. يرفض الكوردويون الإعتراف بأن الوجود الكردي في الجزيرة السورية حديث العهد وتقفز ماكينة الدعاية الكوردوية على حقائق التاريخ جاعلة للأكراد جذورا ضاربة في عمق تاريخ الجزيرة السورية عن طريق ربطهم بالميديين وهو الأمر الذي لم يثبت إطلاقا، لتبرير ضم هذه المنطقة إلى مشروع كردستان الكبرى، بل ويحتكر الكوردويون أيضا الإضطهاد وغياب الديموقراطية وحالة الطوارئ وكأنها موجهة ضد الأكراد فقط، متناسين أنها سياسات مطبقة على كافة أفراد الشعب السوري بغض النظر عن الإثنية أو الطائفة، لكن لم العجب؟ ألم يقم الصهاينة باحتكارالهولوكوست الهتلري وجعله حقا حصريا للشعب اليهودي فقط؟ وكأنما الحرب العالمية الثانية قد قامت فقط للقضاء على اليهود متناسين ملايين الغجر والسلاف الذين

هولوكوستا كردية
جاسم,شكراً أيلاف -

عمار اليازجي:لم تعرف سوريا يوما شيئا يسمى كردستان سوريا كون أغلب الأكراد في منطقة الجزيرة من الوافدين إليها من تركيا سنة 1925 هربا من الأتراك وأملا بحياة أفضل، والجزيرة السورية تاريخيا هي موطن العشائر السريانية والعربية، بيد أن الكوردويون يقفزون على حقائق الجغرافيا والتاريخ فيعتبرون أن كردستان الغربية قد ألحقت بسوريا وتتحدث أدبياتهم عن مساحة 18 ألف كيلومتر مربع أي ما يساوي 16 بالمئة من إجمالي مساحة سوريا تقريبا. بل ويذهب بعضهم أبعد من ذلك قائلا بكردية الشمال السوري إضافة إلى لواء الإسكندرون الذي سلخ عن سوريا. الإستقواء بالخارج يطبع العمل الكوردوي في سوريا منذ سقوط بغداد، فقد اجتمع في كانون الأول من هذا العام ممثلين عن الكوردويون السوريون مع أعضاء في الإدارة الأمريكية بهدف التنسيق لدعم قضية الشعب الكردي في سوريا، وسيعقد في واشنطن إجتماع آخر في آذار العام المقبل بمناسبة مرور عامين على أحداث الشغب الكوردوية والتي يدعونها بانتفاضة الشعب الكردي بهدف زيادة الضغط على النظام البعثي في سوريا ودفعه على الإعتراف بالقومية الكردية والحقوق الكردية في الجزيرة السورية. وحتى يحين الوقت المناسب للمطالبة بالحكم الذاتي كما حصل في العراق نرى القيادات الكوردوية وهي تمارس تكريد أسماء المدن والقرى في الجزيرة السورية كما فعل الأكراد في العراق، مع محاولة فرض مصطلح كردستان الغربية أو كردستان سوريا على قوى المعارضة السورية والتي وقع بعضها بهذا المطب، الأمر الذي سيمهد فرض هذا المصطلح على الرأي العام السوري كحقيقة واقعة لا تقبل المناقشة، كما حصل في العراق. يرفض الكوردويون الإعتراف بأن الوجود الكردي في الجزيرة السورية حديث العهد وتقفز ماكينة الدعاية الكوردوية على حقائق التاريخ جاعلة للأكراد جذورا ضاربة في عمق تاريخ الجزيرة السورية عن طريق ربطهم بالميديين وهو الأمر الذي لم يثبت إطلاقا، لتبرير ضم هذه المنطقة إلى مشروع كردستان الكبرى، بل ويحتكر الكوردويون أيضا الإضطهاد وغياب الديموقراطية وحالة الطوارئ وكأنها موجهة ضد الأكراد فقط، متناسين أنها سياسات مطبقة على كافة أفراد الشعب السوري بغض النظر عن الإثنية أو الطائفة، لكن لم العجب؟ ألم يقم الصهاينة باحتكارالهولوكوست الهتلري وجعله حقا حصريا للشعب اليهودي فقط؟ وكأنما الحرب العالمية الثانية قد قامت فقط للقضاء على اليهود متناسين ملايين الغجر والسلاف الذين

Kurdish success in T
The Guardian05/07/20 -

The Guardian05/07/2011 00:00:00In all reports of the recent Turkish elections (Report, 13 June), why has there been so little coverage in the UK media about the significant success of the Kurds or of their continued repression by the Turkish authorities? Because of a rigged electoral system, the pro-Kurdish Peace and Democracy party did not field candidates but stood as independents. Despite widespread "dirty tricks; by the authorities, including intimidation, threats, bribery and fraud, 36 Kurdish politicians were elected, nearly doubling the number of Kurdish representatives in parliament since the previous election. There has also been little coverage in the UK media of the imprisonment of 151 peace-seeking Kurdish politicians, human rights activists, elected mayors and lawyers, nor of Turkey''s denial of the use of the Kurdish mother tongue in education

Kurdish success in T
The Guardian05/07/20 -

The Guardian05/07/2011 00:00:00In all reports of the recent Turkish elections (Report, 13 June), why has there been so little coverage in the UK media about the significant success of the Kurds or of their continued repression by the Turkish authorities? Because of a rigged electoral system, the pro-Kurdish Peace and Democracy party did not field candidates but stood as independents. Despite widespread "dirty tricks; by the authorities, including intimidation, threats, bribery and fraud, 36 Kurdish politicians were elected, nearly doubling the number of Kurdish representatives in parliament since the previous election. There has also been little coverage in the UK media of the imprisonment of 151 peace-seeking Kurdish politicians, human rights activists, elected mayors and lawyers, nor of Turkey''s denial of the use of the Kurdish mother tongue in education

Hywel Williams MP
The Guardian05/07/20 -

It is heartening to see Leyla Zana elected and back in the parliament. Following her election 20 years ago, when she made her oath in Turkish and then repeated it in Kurdish, she was arrested and detained for 10 years in prison. The Turkish prime minister, Recep Erdogan, would do well to read carefully her thoughtful court defences to all the charges that today she still faces. The UK government has welcomed Turkey''s role as a negotiator in any Middle East peace process, and supported its aspiration to join the European Union. It is time our government reminded Mr Erdogan that he needs first to make peace in his own backyard, and that if he continues to deny some 15 million Kurds their basic democratic rights, Turkey will never be accepted in the EU. John Austin Former Labour MP Bruce Kent Lord Rea Hywel Williams MP

Hywel Williams MP
The Guardian05/07/20 -

It is heartening to see Leyla Zana elected and back in the parliament. Following her election 20 years ago, when she made her oath in Turkish and then repeated it in Kurdish, she was arrested and detained for 10 years in prison. The Turkish prime minister, Recep Erdogan, would do well to read carefully her thoughtful court defences to all the charges that today she still faces. The UK government has welcomed Turkey''s role as a negotiator in any Middle East peace process, and supported its aspiration to join the European Union. It is time our government reminded Mr Erdogan that he needs first to make peace in his own backyard, and that if he continues to deny some 15 million Kurds their basic democratic rights, Turkey will never be accepted in the EU. John Austin Former Labour MP Bruce Kent Lord Rea Hywel Williams MP