جريدة الجرائد

عزاءً للعرب في سلتهم الغذائية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز المقالح

خيراً كان في السودان ما تمنى العقلاء في الوطن العربي ألا يكون، وانفرط عقد السودان وصار سودانين، كما كان متوقعاً، وكما رسمته مخيلة القوى النافذة في العالم اليوم وساعدت عليه أنظمة غير مسؤولة تعاقبت على حكم السودان الشقيق وأوصلته إلى إنجاز هذه الخطوة الأولى التي تعد الأولى التي تسبق خطوات وتقسيمات أخرى، الاستعداد لها جارٍ وقائم على قدم وساق . وخوف العقلاء في الوطن العربي لا يقف عند السودان وحده، بل أن تمتد العدوى السلبية إلى بقية الأقطار العربية، فما السودان سوى النموذج الأول للتفتيت المنتظر والتطبيق الفعلي لمخطط جاهز ومعروف منذ عقود وإن حاولت القيادات العربية أن تتجاهله أو تتغابى عن معرفته لأسباب لا يمكن تبريرها أو إيجاد أي عذر للصمت عليها .


ومن النافل القول إن تمزيق الممزق في الوطن العربي وتفتيت المفتت أمر يشغل القوى المعادية تلك التي كانت ولا تزال تدعي أنها صديقة، ووقوف هذه القوى ضد أي حديث عن الوحدة أو الاتحاد وما تبذله من جهود وتعدّله من خرائط جديدة لم يعد مجرد تكهنات بل استقراء واقعي لأهداف ليس أقلها - كما يقول بعض الساسة في الغرب - إقامة دويلات صغيرة على شاكلة الكيان الصهيوني خوفاً عليه من عدوان الدول ذات العدد الكبير من الطاقات البشرية التي في مقدورها إذا ما وجدت قيادات وطنية مخلصة أن تشكل قوة لا يُستهان بها وحتى لا تصبح قادرة على تهديد الكيان الصهيوني فحسب وإنما تهديد أحلام ومشاريع القوى المعادية ذاتها، وهكذا تكون الأهداف أو أهم هذه الأهداف قد اتضح وصار معلوماً لكل العرب ولغير العرب أيضاً .


نحن لا نلوم العدو لما يجهزه من مخططات وما يعده من أساليب لتفتيت ما تبقى من وحدات قطرية في الوطن العربي ولكننا نلوم أنفسنا أولاً وأخيراً، نلوم القيادات التي انصرفت عن بناء هذه الأقطار بناءً حراً ديمقراطياً، وعن إعطاء كل فئة أو طائفة في هذه الأقطار حقها في التعبير والمشاركة في الحكم على قدر من المساواة واحترام المواطنة، ولو حدث ذلك لما حدثت الانشقاقات واتسعت مساحة التمرد والبحث عن وسائل أخرى تدمر الوطن وتفتت إمكاناته وتجعله في حالة مواجهة مع نفسه، على أمل بأنه في اللحظة المناسبة سوف يتدخل الأعداء ليضربوا ضربتهم تحت دعاوى غياب حقوق الإنسان، وحق تقرير المصير، وغيرها من الدعاوى الهادفة إلى تفتيت وحدة الشعوب والأمم .


وتجاه ما حدث ويحدث لسوداننا الشقيق لا شيء يقال سوى كلمات عزاء إلى بقية أبناء الأمة العربية القادمة على أسوأ التطورات في ما تبدو سلة الغذاء التي ظل المخلصون يحلمون بها ويعتقدون أنها ضمانة الأمن الغذائي للمنطقة بأكملها في لحظة انشطار وتناثر، ولا عزاء لمن أسهموا في هذا المصير ولمن تفرّجوا وكان في إمكانهم أن يفعلوا الكثير لتفادي التقسيم وإصلاح الخلل قبل فوات الأوان . والكرة الآن في ملعب الأقطار العربية المرشحة للتقسيم في أخذ العبرة والإسراع في اتخاذ القرارات السياسية العملية الصائبة التي تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تبدد على حد تعبير مشهور ومتداول لزعيم الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر قدس الله روحه في جنات النعيم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الظلم والغدر والفساد
عربي بن جنوب/جنوب -

عظيم جدا ان يتكلم رجل مثقف بحجم الدكتور عبدالعزيز المقالح ولكن كان الاْجدر ان يناقش مشكلة قطر اليمن الجنوبية الشعبية التي دخلت في شراكة وحدوية مع شقيقتها قطر الجمهورية العربية اليمنية وانقلب نظام القطر الشمالي والمقالح منه... وشن الحرب الظالمة صيف 1994م مستخدما كل اشكال وانواع الاسلحة ومستعينا بعصابات الارهاب العالمي ومنذ ذلك الوقت وشعب الجنوب يخوض نضالا سلميا تقابله قوات الجمهورية العربية اليمنية بالقمع والابادة الجماعية...فهل سيكون في صنعاء رجل حر مثل الزعيم السوداني الشمالي الصادق المهدي... ومثل الزعيم السوداني حسن الترابي ورئيس حر مثل حسن عمر البشير... اما تدمير الوحدة الوطنية وتدمير الوحدة القومية ثم التباكي على ان ذلك سيكون مثل حبوب السبحة فهذا المنكر ذاته... وفي حالنا في اليمن الجهوي فنحن دولة مستقلة ذات سيادة والحدود بين بلدينا مرسمة منذ عام 1903م تي اقدم حدود رسمت بين قطرين عربين متجاورين وتجددت عام 1934م في عهد مملكة يحيى حميد الدين المستقلة كما التزمت بها دولة استقلال الجنوب في 30نوفمبر 1967م... والتسليم بمنطق اصحاب الشمال في صنعاء يفتح الباب على مصراعية ويشكل سابقة جد خطيرة في العلاقات الدولية والعودة الى مسميات قديمة وامبراطوريات وصراعات لن ينجو منه العرب... وليس من حل غير الحفاظ على الوحدات الوطنية من خلال نشر العدل اما الطموح في التوسع والاستيطان كما يفعل نظام صنعاء مع الجنوب فذلك الهلاك ومركز الاْخطار....

الظلم والغدر والفساد
عربي بن جنوب/جنوب -

عظيم جدا ان يتكلم رجل مثقف بحجم الدكتور عبدالعزيز المقالح ولكن كان الاْجدر ان يناقش مشكلة قطر اليمن الجنوبية الشعبية التي دخلت في شراكة وحدوية مع شقيقتها قطر الجمهورية العربية اليمنية وانقلب نظام القطر الشمالي والمقالح منه... وشن الحرب الظالمة صيف 1994م مستخدما كل اشكال وانواع الاسلحة ومستعينا بعصابات الارهاب العالمي ومنذ ذلك الوقت وشعب الجنوب يخوض نضالا سلميا تقابله قوات الجمهورية العربية اليمنية بالقمع والابادة الجماعية...فهل سيكون في صنعاء رجل حر مثل الزعيم السوداني الشمالي الصادق المهدي... ومثل الزعيم السوداني حسن الترابي ورئيس حر مثل حسن عمر البشير... اما تدمير الوحدة الوطنية وتدمير الوحدة القومية ثم التباكي على ان ذلك سيكون مثل حبوب السبحة فهذا المنكر ذاته... وفي حالنا في اليمن الجهوي فنحن دولة مستقلة ذات سيادة والحدود بين بلدينا مرسمة منذ عام 1903م تي اقدم حدود رسمت بين قطرين عربين متجاورين وتجددت عام 1934م في عهد مملكة يحيى حميد الدين المستقلة كما التزمت بها دولة استقلال الجنوب في 30نوفمبر 1967م... والتسليم بمنطق اصحاب الشمال في صنعاء يفتح الباب على مصراعية ويشكل سابقة جد خطيرة في العلاقات الدولية والعودة الى مسميات قديمة وامبراطوريات وصراعات لن ينجو منه العرب... وليس من حل غير الحفاظ على الوحدات الوطنية من خلال نشر العدل اما الطموح في التوسع والاستيطان كما يفعل نظام صنعاء مع الجنوب فذلك الهلاك ومركز الاْخطار....

على من يقع اللوم؟؟
فرات عبدالله -

اللوم يقع على حكام العرب كما تقع على شعوب العربية.خلال تسعون عاما وتحديدا بعد حرب العالمية الاولى راينا ما رأينا من الاهوال والجرائم التي قاموا به حكام العرب ضد الاقليات في دول ما تسمى ب(الوطن العربي)واغلب الجرائم نفذت تحت شعارات قومية عنصرية عربية واحيانا اسلامية.اما الشعوب العربية اشتركت في هذه الجرائم خلال مشاركتهم في الجيش والشرطة وبأسم العشاير او حتى المثقفون منهم اشتركوا اعلاميا في هذه الجرائم.مثلا لو نظرنا في جرائم التي ارتكبت ضد الاكراد او الشيعة او جنوب سودانيين لوجدنا الجميع اشتركوا فيها.اعطاء القرارات من قبل الحكام وتنفيذ الجرائم بأيدي الجيش(المكون من الشعب) ودعمها ماليا واعلاميا وحتى دينيا(خلال الفتاوى علماء الدين) من جميع دول العربية.اذن اللوم لا يقع على من يطلب حقوقه انما يقع من يسلب حقوق الناس وثم يقتلهم ويرسلهم لمقابر جماعية.معلوم ان مصير العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وبعض دول الخليج ستكون كمصير السودان او الاسوأ.ثم منذ نصف قرن ونسمع ان سودان(سلة الغذاء) ولا نعلم ما دخل بلاد الشام والعراق البعيدة جغرافيا عن افريقيا بهذه السلة البعيدة جدا؟او ما هو الربط بين دول الخليجية النفطية الغنية بهذه السلة الغذائية البعيدة جدا جدا.

على من يقع اللوم؟؟
فرات عبدالله -

اللوم يقع على حكام العرب كما تقع على شعوب العربية.خلال تسعون عاما وتحديدا بعد حرب العالمية الاولى راينا ما رأينا من الاهوال والجرائم التي قاموا به حكام العرب ضد الاقليات في دول ما تسمى ب(الوطن العربي)واغلب الجرائم نفذت تحت شعارات قومية عنصرية عربية واحيانا اسلامية.اما الشعوب العربية اشتركت في هذه الجرائم خلال مشاركتهم في الجيش والشرطة وبأسم العشاير او حتى المثقفون منهم اشتركوا اعلاميا في هذه الجرائم.مثلا لو نظرنا في جرائم التي ارتكبت ضد الاكراد او الشيعة او جنوب سودانيين لوجدنا الجميع اشتركوا فيها.اعطاء القرارات من قبل الحكام وتنفيذ الجرائم بأيدي الجيش(المكون من الشعب) ودعمها ماليا واعلاميا وحتى دينيا(خلال الفتاوى علماء الدين) من جميع دول العربية.اذن اللوم لا يقع على من يطلب حقوقه انما يقع من يسلب حقوق الناس وثم يقتلهم ويرسلهم لمقابر جماعية.معلوم ان مصير العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وبعض دول الخليج ستكون كمصير السودان او الاسوأ.ثم منذ نصف قرن ونسمع ان سودان(سلة الغذاء) ولا نعلم ما دخل بلاد الشام والعراق البعيدة جغرافيا عن افريقيا بهذه السلة البعيدة جدا؟او ما هو الربط بين دول الخليجية النفطية الغنية بهذه السلة الغذائية البعيدة جدا جدا.