جريدة الجرائد

المصريون يعيدون الروح لـ«ثورة 25 يناير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

السفير اللبنانية

استعادت "ثورة 25 يناير"، أمس، زخمها بشكل غير مسبوق، حيث تدفق مئات الآلاف إلى الميادين والشوارع في تظاهرات حاشدة عمت مختلف المحافظات المصرية، احتجاجا على بطء وتيرة الإصلاحات، والتقاعس في محاكمة رموز النظام السابق، وطريقة إدارة المرحلة الانتقالية التي يتولاها المجلس العسكري للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي وحكومة عصام شرف.
وشارك مئات الآلاف في التظاهرة المركزية في ميدان التحرير في القاهرة، متحدّين الحر الشديد مع ارتفاع درجات الحرارة الى 37 درجة مئوية. وتجمع المتظاهرون في الميدان ملوحين بالعلم المصري، وهم يرفعون يافطات كتب عليها "ثورتنا مستمرة"، و"القصاص من قتلة الشهداء"، و"الثورة ما زالت مستمرة ولن تدرك النجاح إلا بعد محاكمة السفاحين والفاسدين"، و"مش حاسين بالتغيير... شلنا مبارك جبنا مشير".
وقال خطيب مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين، الذي أمّ صلاة الجمعة في الميدان، إن "قرار محكمة
السويس بإخلاء سبيل الضباط المتهمين بقتل 17 متظاهرا وإصابة أكثر من 300 آخرين استفز مشاعر اسر الشهداء". وتساءل "إذا كان الضباط أبرياء، فمن قتل الثوار"، مضيفاً "نحن إذاً نحتاج إلى المفتش كرومبو لكي يحل لنا هذا اللغز".
وشدد شاهين على أن "المصريين الشرفاء لن يتركوا فلول النظام السابق الذين أفسدوا الحياة السياسية وعبثوا بهذا الوطن"، داعياً إلى "القضاء على ذيول النظام والقلة الفاسدة من رجال الشرطة الفاسدين".
وكان لافتاً في تظاهرة ميدان التحرير أن أعداد المشاركين استمرت في التصاعد طوال اليوم، حتى بعد انسحاب أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" من الميدان عصراً. وكانت "الإخوان" أعلنت في اللحظة الأخيرة مشاركتها في تظاهرات أمس، لكنها رفضت الدعوات للاعتصام المفتوح. أما الجماعة الإسلامية فرفضت المشاركة في التظاهرات، معتبرة أنها "تتعارض مع الهدف من المرحلة الانتقالية".
ولم يلاحظ أي وجود لقوات الأمن في ميدان التحرير، حيث أعلن مسؤول امني أن عناصر الشرطة والجيش ستراقب الميدان عن بعد تفاديا لأي احتكاك قد يؤدي الى وقوع اشتباكات. وبذلك، تولى مئات المواطنين من أعضاء اللجان الشعبية ضمان الأمن داخل الميدان وعلى بواباته، حيث قاموا بتفتيش الوافدين، فيما تردد عن أنهم تمكنوا من توقيف عدد من البلطجية خلال محاولتهم مهاجمة المتظاهرين.
ولم تقتصر التظاهرات على القاهرة، حيث تظاهر مئات الآلاف أمام مسجد القائد إبراهيم في مدينة الإسكندرية مطالبين بالإصلاح السياسي. وردد المشاركون في التظاهرات هتافات من بينها "بلطجية بلطجية... هي وزارة الداخلية"، و"معتصمين معتصمين... مسلمين ومسيحيين"، و"يا طنطاوي كفاية عليك.. ثقة الشعب اتهزت فيك"، و"اللي لسه بيحمي مبارك عمره ما يحمي داري ودارك".
وفي مدينة السويس تجمع عشرات الآلاف في ميدان الأربعين، ووضعوا صور شهداء الثورة على منصة الخطابة. ورددوا هتافات من بينها "هنورّيهم الغضب.. هنعلمهم الأدب"، و"إيدي في أيدك بالحديد.. ثورة من أول وجديد"، و"يسقط يسقط المشير". يذكر أن أهالي السويس استبقوا التظاهرات بتنظيم احتجاجات شعبية منذ مطلع الأسبوع الحالي بعدما قضت محكمة الجنايات في المدينة بإخلاء سبيل تسعة مسؤولين أمنيين متهمين بقتل الشهداء.
ويدرس المعتصمون من أهالي محافظة السويس تصعيد تحركهم، حيث اقترح البعض منهم تنفيذ عصيان مدني يشمل جميع مؤسسات السويس، وأن يتم احتلال مبنى المحافظة بشكل كامل ومنع العاملين من الوصول إليه، وإغلاق المجرى الملاحي في القناة.
وفي الإسماعيلية، هتف آلاف المتظاهرين "اسقط اسقط يا طنطاوي"، و"القصاص القصاص من اللي ضربنا بالرصاص"، "مش هنفرّط مش هنبيع... حق الثورة مش هيضيع".
وأمام مستشفى شرم الشيخ حيث يعالج مبارك، هتف مئات المتظاهرين "يا مبارك غور غور... خلي شرم تشوف النور"، "يللا يللا... يا مبارك اطلع بره" و"بيقولوا عنده اكتئاب علشان يهرب من الحساب" و"أول مطلب لجنوب سينا رحيل مبارك من أراضينا".
وفي مدينة دمياط الساحلية تجمع المئات في "ميدان الساعة" مرددين هتافات تقول "لن نساوم على دمك يا شهيد.. القصاص هو الحل الوحيد"، و"اقتلوا فينا كمان وكمان... تحيا الثورة في الميدان"، و"هاتوا فلوسنا من الحرامية.. مصر تبقى مية المية".
وفي مدينة المنيا في جنوبي القاهرة نظم المئات مسيرة إلى مبنى المحافظة، ورددوا هتافات من بينها "يا شهيد نام واتهنّا... إحنا في نار وأنت في جنة". وحملوا صور أربعة من أبناء المحافظة سقطوا خلال الثورة.
كذلك، شارك آلاف المواطنين في تظاهرة جابت شوارع مدينة دمنهور، وهي عاصمة محافظة البحيرة في دلتا النيل، فيما خرج نحو 25 ألفاً في تظاهرة حاشدة في مدينة العريش في شمالي سيناء، فيما خرج الآلاف للتظاهر في قنا والمحلة والمنصورة وغيرها من المدن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف