جريدة الجرائد

لماذا اهتمام تركيا بما يجري في سوريا؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن عبداللطيف أل الشيخ

قول رجب طيب أردوغان في تبريره لاهتمام تركيا بما يجري في سوريا: (تركيا تعتبر ما يجري في سوريا مسألة تمس تركيا لأن سوريا دولة مجاورة، وهناك حدود ممتدة بمسافة 850 كيلومترا) . غير أن الجوار الجغرافي ليس فقط سرالاهتمام التركي بما يجري في سوريا، فهناك البعد الطائفي الذي لا يريد أن يتحدث عنه على ما يبدو أردوغان. لواء الأسكندرونة هو الجزء الجنوبي من تركيا، وغالبية سكانه عربٌ وتتركوا؛ ويقال: إن أكثر من 90% من سكان الأسكندرونة على المذهب العلوي أو المذهب (النصيري) كما هو الاسم التاريخي لهذه الطائفة قبل 1919م، فالفرنسيون إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا هم أول من أطلق عليهم اسم (علويين)، كما جاء في كتاب يوسف الحكيم (سوريا والعهد العثماني). وهو نفس مذهب الرئيس الأسد وأسرته الحاكمة في سوريا، وكذلك أغلب أعمدة النظام الحاكم السوري. ويبلغ تعداد علويي تركيا ما بين 10 إلى 15 مليونا (أي ما يعادل ثلاثة أرباع سكان سوريا)، وأغلبهم من العلويين البكتاشيين، وينقسمون جغرافياً إلى قسمين علويي الأسكندرونة وعلويي الأناضول. تاريخياً اعتاد علويو تركيا أن يُساندوا حزب مصطفى كمال أتاتورك (حزب الشعب الجمهوري)، على اعتبار أنهم ينسبون لأتاتورك فضل تخليصهم من اضطهاد الدولة العثمانية كما يقولون، إلا أن رجب طيب أردوغان غيّر هذا التقليد شيئاً فشيئاً، فانحازكمٌّ كبير من العلويين، وبخاصة الشباب منهم، إلى (حزب العدالة والتنمية)؛ ويحرص أردوغان لأسباب انتخابية على استقطاب هذه الطائفة إلى مساندة حزبه ككتلة لها ثقل سياسي مؤثر في صناديق الانتخابات. إحياء البعد الطائفي في الأحداث التي تعصف بسوريا الآن لا يمكن إغفاله عند قراءة المشهد السوري، وبالذات بالنسبة لأردوغان؛ لذلك فإن اشتعال أي حرب لها أبعاد طائفية بين السنة والعلويين في سوريا، سيمتد أوارها بالضرورة إلى تركيا بشكل أو آخر، وهذا في تقدير الكثيرين السبب الأول لاهتمام الأتراك بالأحداث السورية.

البعد القومي الكردي له علاقة بهذا الاهتمام أيضاً. هناك إحصائيات تقول: إن 15% من الشعب التركي هم من الأكراد، ويقدر عددهم في حدود 20 مليوناً، أي أن أغلب أفراد القومية الكرديــــة في العالم هم أتراك الجنسية. بينما أن ما يوازي 10 % مـــن سكان سوريا هم من الأكراد؛ أي حـــــوالي مليوني كردي. ويسكن أغلبهم في شمال شرق سوريا، ويمثلون أغلبية في مدن الحسكة والقامشلي وديريك. أن تضطرب الأوضاع في سوريا يعني أن الانفصاليين الأكراد الأتراك سيجدون بيئة مناسبة على حدود تركيا الجنوبية الشرقية في سوريا لدى بني عمومتهم لإحياء نزعتهم الانفصالية، واستئناف العمل المسلح للمطالبة بتكوين وطن قومي للأكراد من خلال حزب العمال الكردي. وكانت سوريا في عصر حافظ الأسد قد احتضنت حزب العمال الكردي، واستخدمته كورقة ضغط في الصراعات الإقليمية في المنطقة، غير أن تهديد تركيا باجتياح سوريا آنذاك وتعقب أعضاء حزب العمال التركي، أدت إلى طرد قائد الحزب أوجلان، وتم إغلاق الملف نهائيا.

أردوغان يعلم أن التعامل مع المطالبات الشعبية السورية من خلال القمع والحل الأمني واليد الحديدية وإراقة الدماء، كما هي ممارسات النظام السوري الحاكم، لن يجدي في نهاية المطاف. وهذا ما يكرس احتمالات أن تضطرب أوضاع سوريا السياسية أكثر، وفي المقابل تؤثر على استقرار تركيا.

ومن هذه الأبعاد، يجد أردوغان أن استقرار تركيا لأسباب وأبعاد تاريخية واثنية وطائفية، لا يمكن فصله عن الاستقرار الإقليمي في المنطقة؛ وهذا سر توجه السياسة الخارجية التركية بقوة نحو الشرق مؤخراً، ليكون لها دور مؤثر في الأوضاع الإقليمية. وكانت كل الأحزاب السياسية التي حكمت تركيا قبل حزب العدالة والتنمية تتجه غرباً نحو أوربا، فجاء أردوغان ليصحح المسار ويتجه إلى الشرق؛ فاستعادت تركيا دورها الإقليمي الذي ضرب به أتاتورك عرض الحائط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأكراد الأتراك !!!!
Rizgar -

أن الانفصاليين الأكراد الأتراك سيجدون بيئة مناسبة على حدود تركيا الجنوبية الشرقية في سوريا لدى بني عمومتهم لإحياء نزعتهم الانفصالية، !!!!!اسلوب عنصري بائس في الاهانة - أن الانفصاليين الأكراد الأتراك -للعقلية الشوفينية العربية مسميات حقيرة للتصغير والتقليل من شأن الآخرين والنظر الى الشعوب الاخرى كأدنى منهم مرتبة وانسانية.. فيسمون الكرد اكرادا والترك اتراكا والفارسي فرسا والايطاليين طليانا والحبشيين احباشا...الخ، فالقرآن لم يذكر العرب اعرابا الاَ للتحقير والتسفيه حين قال (الاعراب اشد كفرا ونفاقا). ولاتتوقف مهزلة هذه العقلية المتخلفة عند حذا الحد وخاصة بالنسبة الى الكرد، فهم يسمون كرد تركيا بأكراد اتراك!؟ وهي تسمية لا تنم الا عن عقلية مدعاة للسخرية، فكيف يمكن ان يكون احدهم او بعضهم اكرادا واتراكا في نفس الوقت؟ فكلمة اتراك تعني ان الشخص او الاشخاص المعنيون هم من القومية التركية الذين اسسوا دولةً باسمهم فاصبحت تركية او تركيا، مثل كلمة سورية التي تعني دولة السوريانيين او السريانيين وهم الاشوريين كما يسميهم البعض، والقوم لا يكنى بالبلد بل العكس هو الصحيح، فالكرد الذين اُسُتقطِعوا مع ارضهم التاريخية كردستان لضمهم الى دولة الترك هم كرد تركيا وليس اكراد اتراك، كما ان العرب في تركيا ليسوا اعرابا اتراكا! ولا الفارس فرسا اتراكا، ولا كرد ايران اكرادا فرسا او كرد العراق والسورية اكرادا اعرابا، بل هم كرد او عرب ايران وكرد سورية او العراق او عرب ايران وهلم جرا. فكفوا عن هذه السخافات الاعرابية العنصرية ايها المتخلفون الذين لاتجيدون حتى الاشتقاقات الصحيحة في لغتكم بسبب شوفينيتكم العمياء.

تركيا الدولار
Narina -

وعلى النظام التركي أن تأخذ العبرة من صديقه نظام صدام حسين الذي استخدم السلاح الكيماوي بحق الكرد في كردستان, ، لكن إرادة الشعوب أقوى من الدولار ياسادة. فقد تأخذ تركيا الدولار اليوم كما كان يأخذه شاه إيران وصدام بالأمس.

الكردستاني
اسوس الرسام -

الاسم الصحيح (حزب العمال الكردستاني) و ليس حزب العمال الكردي و الفرق كثير. وخوف تركيا فقط من الكورد ليس من اخرين .

iraq=syria=turkey
Same Genocide -

اربيل - 10 تموز - يوليو : اخرجت فرق تابعة لوزارة حقوق الانسان العراقية الاحد 222 رفات تعود الى ضحايا يرجح انهم اكراد قتلوا ابان نظام صدام حسين العام 1987، من مقبرة قرب محافظة الديوانية جنوب بغداد. وتقع المقبرة التي عثر عليها مطلع الشهر الجاري في منطقة الشنفية على بعد 70 كلم من الديوانية عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه وتقع على بعد 160 كلم جنوب بغداد. وقال زياد كريم مدير قسم المقابر الجماعية في وزارة حقوق الانسان لوكالة فرانس برس "استخرجنا رفات 222 ضحية بالتعاون مع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين". واضاف "تم نقل رفات الضحايا الى معهد الطب العدلي في محافظة النجف"، شمال الديوانية. ورجح ان يتم العثور على رفات اخرى قائلا ان "المقبرة تضم ستة مواقع وقد انجزنا اعمال الحفر في ثلاثة منها فقط حتى الان". وقال وزير حقوق الانسان محمد السوداني الذي عاين اعمال الحفر ان "هذه المقبرة تعد جريمة بحق الانسانية، تعود الى العام 1987 وهي واحدة من 84 مقبرة مسجلة لدى الوزارة وفتح منها 34 مقبرة". واكد ان وزارته "تسعى الى طرح هذه القضية امام المنظمات الاممية والدولية". واتهم زياد كريم "الاجهزة الامنية لنظام صدام بارتكاب هذه الجريمة اواخر العام 1987"، وقال ان "اغلب الرفات تحمل اثار طلقات نارية" مؤكدا ان "الدلائل تشير الى ان الرفات تعود الى مواطنين كرد". واكدت رئيسة لجنة حقوق الانسان في مجلس محافظة الديوانية وداد حاتم "العثور على رفات نساء واطفال في شكل جماعي داخل المقبرة