الدفاع السورية تجري تدريبات على العمل في أماكن محصنة تحسباً لتدخل عسكري دولي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تحسباً لتدخل عسكري دولي ضد النظام يستهدف المنشآت الستراتيجية
خاص
كشفت مصادر شديدة الخصوصية ل"السياسة", أمس, أن المهندسين والموظفين في مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع في سورية, تدربوا خلال الأسابيع القليلة الماضية على مواصلة العمل بشكل طبيعي ولفترة طويلة في أماكن محمية من الهجمات, وذلك في سياق خطة الإستعداد لحالة الطوارئ التي بلورتها وزارة الدفاع بإيعاز من الوزير علي حبيب.
وأوضحت المصادر أن اتساع رقعة التظاهرات التي تجتاح المدن والقرى السورية هي التي دفعت وزير الدفاع إلى إقتراح هذه الخطة, خشية تدخل قوات حلف شمال الاطلسي "الناتو" والبدء بقصف منشآت عسكرية وامنية تابعة للنظام على غرار ما يحصل في ليبيا, مشيرة الى ان التدريبات التي اجراها مهندسو وموظفو مركز البحوث قد تكللت بالنجاح وفقاً للضباط المشرفين عليها.
وأشارت المصادر إلى أن القلق الذي بدأ يساور كبار أركان النظام السوري من الإرتفاع الهائل في عدد القتلى جراء عمليات قمع المظاهرات, قد يفضي إلى موقف دولي موحد ضد النظام السوري يحمل معه قراراً بقصفه منشآت هذا النظام العسكرية والأمنية.
وأضافت أن كبار مسؤولي النظام يعتقدون ان قصفاً محتملاً في اطار هذا السيناريو, سيستهدف أولاً المنشآت الستراتيجية مثل مركز البحوث العلمية ومعامل وزارة الدفاع, ومن هنا جاءت التوجيهات بضرورة القيام بالتدريبات المذكورة آنفاً, وعلى الأخص القدرة على استمرار العمل في أماكن محمية من القصف, بغية الاستمرار في تصنيع وتطوير الاسلحة سواء الستراتيجية منها او المخصصة لقمع التظاهرات.
وأوعزت وزارة الدفاع إلى إدارة مركز البحوث بضرورة القيام بكل ما يمكن من اجل استمرار العمل بشكل طبيعي في جميع المعاهد التابعة للمركز وعدم إعاقة أو توقيف اي صفقة لشراء معدات او مواد او آلات خاصة المستوردة منها من ايران او من كوريا الشمالية.
كما تضمنت التوجيهات, وفقاً للمصادر, الإيعاز باستمرار وتطوير علاقات مركز البحوث مع شركات ومعامل خارج سورية, حسب خطة العمل التي اقرت للمركز لعام 2011, والتي تضمنت تزويده بأسلحة ومعدات ومواد اولية واجهزة من ايران وكوريا الشمالية.
وتضمنت أيضاً ضرورة استقبال جميع الوفود المقرر قدومها الى مركز البحوث من ايران وكوريا الشمالية.
وفي هذا الاطار, أفادت المصادر ان وفداً من شركة "KOMID" من كوريا الشمالية أبلغ مركز البحوث في منتصف شهر مايو الماضي, ان زيارة وفد الشركة المقرر لسوريا في 25 مايو الماضي, ألغي بسبب تطورات الاحداث في سورية.
يشار الى ان وفوداً من هذه الشركة تقوم بزيارة سورية مرات عدة خلال كل عام, حيث تعمل على فحص التحسينات التي يدخلها مركز البحوث على صواريخ السكود من نوع "دي" التي تلقتها سورية من كوريا الشمالية.
كما تقوم الوفود بفحص واعطاء موافقة على تمرير كل دفعة من الاسلحة المبنية على تقنيات كوريا الشمالية قبل نقلها الى "حزب الله" في لبنان.
وكشفت المصادر ان إدارة مركز البحوث قامت بإجراء اتصالات مكثفة مع ادارة الشركة في كوريا الشمالية ونجحت في اقناع وفد الشركة بالقدوم الى سورية في اواسط يونيو الماضي بغية الإستمرار في خطة العمل المقررة.
وختمت المصادر بأن وزارة الدفاع ألغت كل الزيارات المقررة لوفود من مركز البحوث الى اوروبا, بما في ذلك للمشاركة في مؤتمرات مهنية, ونقلت عن مهندسين في المركز قولهم إن ادارة المركز ووزارة الدفاع تخشيان من عدم عودة المهندسين الى سورية بعد سفرهم إلى الخارج.
وأشارت إلى أن العمل في مركز البحوث يجري على قدم وساق, وان مهندسي وموظفي المركز يعملون وفق التوجيهات والتدريبات التي تلقوها, من دون تحديد موعد لإعادة تقييم هذه الاجراءات او تعديلها.