زعيم عربي «يسوى ديرة»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد سليمان الأحيدب
لو نامت إسرائيل مائة سنة وأكلت قبل أن تنام أثقل وجبات الدسم لما حلمت ولو مجرد حلم بما تحقق لها اليوم من مكاسب إعلامية تتمثل في انكشاف بعض قادة خصومها العرب وحقيقة علاقتهم مع الشعب وانتمائهم لأوطانهم وأراضيهم وعدم اكتراثهم بها مقابل مصالحهم الشخصية ورغباتهم فكيف سيكون موقفهم مع الوطن العربي المسلوب (فلسطين) والأرض التي تحتلها اسرائيل؟!، لقد كشفت الثورات العربية حقيقة بعض القادة من ادعياء العروبة والقومية والشعارات الزائفة في مؤتمرات القمم العربية وعن الوجه الحقيقي الذي يمثل قمة الأنانية وحب الذات والتشبث بالسلطة والتضحية بكل شيء من أجل النفس بدلا من التضحية بالنفس من أجل الشعب والأرض وظهورهم أمام العالم في صور مخجلة تتمثل في قتل جماعي وتشبث بالسلطة وتحريض للشعوب على قتل الأخ لأخيه، وتواتر مقاطع الفيديو لأشكال الاغتصاب والتعذيب والركل والضرب للمواطن العربي، ليس ركلا من قدم اسرائيلية ولا ضربا بيد محتل كما تعود العربي ولكن ركل وضرب وقتل بدم بارد بنيران كان يظنها صديقة.
أغرب المواقف تأتي يوميا من ملك ملوك الغرابة وفاتح حصون العجائب في أزمنة الرخاء والشدة، وحالات الأمن والفوضى معمر القذافي، فهاهو بعد أن هدد بالتحالف مع القاعدة ثم اسرائيل من أجل بقائه في السلطة يهدد بانتحار طرابلس كاملة من أجله مسجلا أول حالة انتحار مدينة من أجل رجل واحد في زمن اختلف فيه العلماء حول مشروعية انتحار رجل من أجل مدينة!!، يقول موفد الكرملين إلى ليبيا ميخائيل مارغيلوف أن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي سوف يلجأ إلى تطبيق خطة "انتحارية" تقضي بتفجير العاصمة طرابلس في حال هاجمها الثوار، وأن رئيس الوزراء الليبي قال له في طرابلس خلال زيارته لها الشهر الماضي إنه إذا استولى الثوار على طرابلس فسوف نغطيها بالصواريخ ونفجرها.
كنا ولازلنا نسمع مثلا شعبيا يقول ممتدحا الرجل (فلان يسوى ديرة) كناية عن أن ذلك الرجل من شهامته وسمو أخلاقه يوازن في قيمته سكان مدينة أو بلد، وإذا أراد قائل المثل أن يسخر من رجل قال (فلان يسوى ديرة مافيها أحد) ومعمر القذافي يأبى إلا أن يفني جميع سكان طرابلس، حتى مؤيديه منهم لكي يثبت للعالم أنه (يسوى ديرة مافيها إلا هو) وهذا ليس هو الأمر العجيب، فالرجل عجيب غريب في الرخاء والزنقة، العجيب الغريب هو كيف يجد من يصبر عليه ليعبث كل هذا العبث؟!.