جريدة الجرائد

عبدالناصر وطنطاوي .. المقدم والمشير!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طلعت المغربي


تحتفل مصر بعد غد الأحد بذكري مرور 59 عاما علي قيام ثورة يوليو المجيدة، وهي مناسبة تدعو للأذهان رصد ما جري والمقارنة بين بطلي الثورتين، يوليو 1952- ويناير 2011، المقدم أو البكباشي جمال عبدالناصر والذي أصبح زعيما فيما بعد للأمة العربية وقائد ثورة يوليو، والمشير محمد حسين طنطاوي القائد الأعلي للمجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية، والذي يدير البلاد فعليا منذ انحياز الجيش الكامل للشعب في ثورته الديمقراطية التي انهت حكم الرئيس السابق مبارك، وإن كانت تداعيات الثورة وتفاعلاتها مازالت مستمرة لحين إقرار دستور جديد للبلاد وإجراء الانتخابات البرلمانية وانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وفي ذكري الاحتفال بثورة يوليو هذا العام لابد ان نشيد بداية بصاحب قرار الاحتفال بها، باعتبار أن التاريخ المصري سلسلة لا تنقطع، ولأن القاسم المشترك بينهما هو القوات المسلحة المصرية، في الأولي قامت بالانقلاب علي حكم الملك فاروق علي يد تنظيم الضباط الأحرار، ثم ما لبثت ان باركها الشعب والتف حولها وتحول الانقلاب الثوري إلي ثورة كاملة هي ثورة يوليو 1952 التي تعتبر رائدة حركات التحرر في العالم الثالث، وفي الثانية رد الجيش الجميل للشعب وأيد الثورة الديمقراطية في يناير وحماها ومازال من اعدائها الكثيرون في الداخل والخارج، وهو ما يتطلب إقامة نصب تذكاري للقوات المسلحة المصرية في ميدان بجوار تمثال شهداء الثورة بعد تسليم الحكم للمدنيين.

ومقارنة سريعة بين الثورتين نكتشف ان كليهما مكملة للأخري، فإذا كانت ثورة يوليو 1952 انهت حكم الملك فاروق وأسرة محمد علي للأبد وسعت للقضاء علي الفساد والاقطاع وطردت قوات الاحتلال الإنجليزي من مصر في العام 1956 وحققت الاستقلال فعلا، وألغت الفوارق بين الطبقات، وجعلت إقامة حياة ديمقراطية سليمة آخر أهدافها، فإن سجلها في حقوق الإنسان كان مترديا، ثم ما لبث ان عادت الفوارق الطبقية في زمن الانفتاح غير السعيد بأبشع صورها مما كانت عليه قبل يوليو 52، لتصل في عهد مبارك الي صورة مزرية لا يمكن قبولها، وليتحول الفساد الي دولة قائمة بذاتها، ناهيك عن غياب الحريات وتزوير الانتخابات وتحول جهاز أمن الدولة الي كابوس مرعب لكل زواره، وهو ما أدي في النهاية إلي قيام ثورة يناير التي كان عنوانها: الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

وفيما يتعلق بجمال عبدالناصر ومحمد حسين طنطاوي أبطال المشهدين الثوريين في يوليو 1952 ويناير 2011، فالثابت ان كليهما صعيدي، ناصر من أسيوط وطنطاوي من أسوان، واعتقد أن الجذور الصعيدية لهما ليست غريبة عن الصعيد نفسه موطن الرجال وصاحب الصفحات البيضاء في التاريخ المصري كله، باعتبار ان مينا موحد القطرين كان صعيديا - من المنيا - وأحمس الذي طرد الهكسوس من طيبة - الأقصر، بل ان شيخ العرب همام بن يوسف، صاحب أول جمهورية في التاريخ المصري الحديث - 1756 - 1759 - كان صعيديا كذلك وأقام جمهوريته في قنا وجعل فرشوط عاصمة لها.

بخلاف الصعيد.. القاسم المشترك بين ناصر وطنطاوي، هناك الأمجاد والبطولات، حيث شارك جمال عبدالناصر في حرب فلسطين 1948 وحوصر في الفالوجا وعرف الكثير عن الفساد في الجيش والقصر الملكي مما دفعه الي تشكيل تنظيم الضباط الأحرار والقيام بالثورة فيما بعد، أما المشير محمد حسين طنطاوي الحاكم العسكري، فهو القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، تخرج في الكلية الحربية سنة 1956، ثم كلية القيادة والأركان. شارك في حرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة. وبعد الحرب حصل علي نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان. وفي حرب أكتوبر المجيدة 1973 كان قائد الفرقة 16 التي قدمت بطولات رائعة في معركة المزرعة الصينية، وهي إحدي المعارك الفاصلة في تلك الحرب المجيدة حتي ان شارون نفسه قال في شهادته عنها "كان المصريون أشبه بالأشباح ويتحركون في كل موقع وقدموا بطولات كبيرة".

كذلك يبدو القدر .. قاسما مشتركا بين ناصر وطنطاوي، حيث علم الملك فاروق بخطة تنظيم الضباط الأحرار للقيام بالثورة ولكن عبدالناصر بكر بموعد الثورة الي ليلة 22 يوليو فأجهض خطة الملك فاروق، أما طنطاوي فقد قرأ المشهد السياسي جيدا، وأدرك ان الشعب المصري سيتحرك عند إعلان جمال مبارك مرشحا رئاسيا ووضع خطته منذ البداية بالانحياز الي الشعب ضد مبارك، لانه شاهد وسمع الكثير مما كان يجري في الكواليس، وخدمه القدر بفشل اللواء حبيب العادلي في تفريق المتظاهرين في 25 يناير، وهو ما دفع طنطاوي الي التحرك لتأمين البلاد والانحياز الي الثورة التي قرأها جيدا منذ البداية، فأجبر مبارك علي التنحي لبدء صفحة جديدة في تاريخ مصر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المقارنة ظالمة
اميرو -

ياسيدى هذة المقارنة ظالمة ومجحفة ايش جاب لجاب عبد الناصر ثائر ومحارب اما طنطاوى ......حتى عسكريا خان شرف القسم بلاش خلط وتلفيق

المقارنة ظالمة
اميرو -

ياسيدى هذة المقارنة ظالمة ومجحفة ايش جاب لجاب عبد الناصر ثائر ومحارب اما طنطاوى ......حتى عسكريا خان شرف القسم بلاش خلط وتلفيق

اين الثرى من الثريا
علي البصري -

عبد الناصر الاسطورة ساحر العروبة في التاميم وسد اسوان وصد العدوان الثلاثي واول وحدة عربيةووووو بعده انحدر العرب للدرك الاسفل وهو انسان وليس ملاك طنطاوي قائد عسكري فهم قواعد اللعبة وهو الوحيد في الساحة لتدارك الامور فهل يؤدي دوره بجدارة ونزاهة الايام سوف تجيب.

اين الثرى من الثريا
علي البصري -

عبد الناصر الاسطورة ساحر العروبة في التاميم وسد اسوان وصد العدوان الثلاثي واول وحدة عربيةووووو بعده انحدر العرب للدرك الاسفل وهو انسان وليس ملاك طنطاوي قائد عسكري فهم قواعد اللعبة وهو الوحيد في الساحة لتدارك الامور فهل يؤدي دوره بجدارة ونزاهة الايام سوف تجيب.

نصف كلمه
سهيل اليماني-صنعا -

تحيه لثوره يوليو الخالده وزعيمها العظيم جمال عبد الناصر.

نصف كلمه
سهيل اليماني-صنعا -

تحيه لثوره يوليو الخالده وزعيمها العظيم جمال عبد الناصر.

ظلمت نفسك ياأخ العرب
احمد - البحرين -

الناس تقارن التفاح بالتفاح والبرتقال بالبرتقال- أماالصحفي طلعت المغربي فيقارن المشمش بالتفاح والحيار بالموز...جمال عبدالناصر زعيم وقائد الامة بلا منازع, اما المشير طنطاوي فهو قائد فرقة وحاكم عسكري لا أكثر ولا أقل

ظلمت نفسك ياأخ العرب
احمد - البحرين -

الناس تقارن التفاح بالتفاح والبرتقال بالبرتقال- أماالصحفي طلعت المغربي فيقارن المشمش بالتفاح والحيار بالموز...جمال عبدالناصر زعيم وقائد الامة بلا منازع, اما المشير طنطاوي فهو قائد فرقة وحاكم عسكري لا أكثر ولا أقل

الفاشلون
هنبكه -

المعلقون يمجدون جمال عبد الناصر ولا يتذكرون أنه خسر كل المعارك التى قام بها ضد اسرائيل وبضمنها يوم كان محاصرا فى الفالوجة وفكت الأمم المتحدة الحصار عنها. يظهر أن العرب يحبون الخاسرين الفاشلين. كده ولا ايه؟

الفاشلون
هنبكه -

المعلقون يمجدون جمال عبد الناصر ولا يتذكرون أنه خسر كل المعارك التى قام بها ضد اسرائيل وبضمنها يوم كان محاصرا فى الفالوجة وفكت الأمم المتحدة الحصار عنها. يظهر أن العرب يحبون الخاسرين الفاشلين. كده ولا ايه؟