جريدة الجرائد

ماذا نفهم من مليونية الإسلاميين في مصر؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مأمون فندي

يدعي الإسلاميون في مصر أنهم هم من كانوا في الشارع يوم الجمعة قرابة المليونين وليس المليون الواحد. أيا كان الرقم ترى ما هي دلالة مليونية الإسلاميين في الداخل والخارج؟ هنا سأطرح ثلاثة مستويات للتحليل من أجل الفهم، الأول يخص أرقام المليونية وعلاقتها بالمجتمع الأوسع، والثاني يخص جغرافية الشرعية، أما الثالث فهو تحليل سياسي لمساعدة المجلس العسكري في اتخاذ قرار صائب فيما يخص شرعنة المرحلة الانتقالية قبل أن يذهب البلد في مهب الريح.

بداية فيما يخص تعداد الذين حضروا في ميدان التحرير وعلاقتهم بالوطن الأوسع. لنفترض أن المليونين هم بالفعل انعكاس لحالة إسلامية في مصر، أي أن المليونين تقف خلفهم أسر مكونة من خمسة أفراد لكل شخص، إذن نحن نتحدث عن عشرة ملايين إسلامي في مصر من تعداد وطن وصل إلى خمسة وثمانين مليون نسمة، وهي كتلة قريبة لتعداد الأقباط الذي يتراوح ما بين عشرة وخمسة عشر مليون مسيحي مصري. إذن يستطيع الأقباط أن يكونوا كتلة مماثلة بالحجم نفسه وعكس الاتجاه. النقطة هنا هي أنه ليس هناك شيء مخيف في مليونية الإسلاميين إذا ما وضعنا الأمور في سياقها الطبيعي وبالأرقام. فنحن نتحدث عن أقلية صغيرة شديدة التنظيم وعالية الصوت فقط ويجب ألا ترسم ملامح الوطن حسب رغبة أقلية صغيرة زاعقة مهما كانت قدرتها على حشد البشر ودفعهم إلى الميادين دفعا.

أما على مستوى السياسة، فهناك من سمى مليونية الإسلاميين بمليونية المجلس العسكري لأنها جاءت كرد فعل على المعتصمين الذين ذهبوا إلى العباسية للتظاهر أمام مقر المجلس العسكري وضربوا هناك، ودافع الإسلاميون عن المجلس بالشعارات في التحرير وبهجومهم على المتظاهرين في العباسية، ولكن نتائج ذلك مخيفة لو تأملناها.

بداية هذه المليونية الضخمة تخلق حالة من الاستنفار في الخارج مما سوف يدفع بالغرب تحديدا للضغط على المجلس العسكري للتدخل السريع حتى يمنع وقوع المحظور، أي دولة إسلامية في مصر. وبهذا تفتح هذه المليونية باب الضغط الخارجي، إن لم يكن التدخل المباشر. ثانيا، المليونية الإسلامية تستنهض مليونية مسيحية، وبهذا يدخل الداخل المصري في صراع طائفي ما أغنانا عنه، وليس في مصلحة مصر أو مصلحة المجلس أن يحدث شيء ولو قريب من هذا. يستطيع الأقباط بكلمة من البابا أن يخرجوا مليونية أكبر من مليونية الإسلاميين لو أرادوا، فقادة "الإخوان" والسلفيين هم من طلبوا من مريديهم الذهاب إلى الميدان وهم من أتوا إليهم بالحافلات للذهاب من المحافظات إلى القاهرة في مظهر من مظاهر استعراض القوة. ويستطيع الأقباط أن يفعلوا الشيء نفسه لو أرادوا، ولكن تبعات ذلك على الوطن ستكون جسيمة رغم أن هناك بالفعل كلاما كثيرا عن مليونية قبطية بعد مليونية الإسلاميين. هذا على مستوى الأرقام. أما ثالثا، ففي مليونية الإسلاميين ابتزاز للمجلس العسكري يجب أن يكون مرفوضا. فرسالة المليونية للمجلس لا تخطئها العين، والتي تقول نحن من يحميكم من اعتصامات التحرير، ونحن القادرون على طرد المعتصمين من الميدان.. ومن هنا لا بد للمجلس أن يختار الإسلاميين ذراعا شعبية له إن أراد فض الاعتصامات.

أما عن جغرافية المليونية، فواضح أن الإسلاميين لا يملكون المليونين في القاهرة ولا حتى المليون، لذلك لجأوا لاستجلاب السلفيين من المحافظات المصرية البعيدة عن طريق الحافلات التي تكلفهم ثمن المواصلات والوجبات المصاحبة، ولو كانت لديهم الأعداد الكافية في القاهرة والمحافظات لكان الأجدر بهم في لحظة استعراض القوة أن تكون هناك أكثر من مليونية من أسوان إلى السلوم، حتى يستطيعوا إقناع المصريين بأن مصر بالفعل في قبضة الإسلاميين. هذا لم يحدث وبالتالي نحن نتحدث عن وجود محدود للإسلاميين حتى في القاهرة ذاتها. وحتى لو استطاع الإسلاميون جمع حتى مليون واحد في القاهرة، فهو واحد على ستة عشر من تعداد العاصمة نفسها. فليس من المعقول أن يتبنى المجلس العسكري رؤية أقلية صغيرة في المجتمع لرسم خارطة طريق المستقبل.

في ظل هذا أقترح ألا يجرب المجلس مشروعه في الوطن كله مرة واحدة من خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقترحة، وليجرب المجلس مثلا أن تكون هناك شرعية لاقتراحه الخاص بالمبادئ الحاكمة للدستور من خلال انتخابات تجرى في المحافظات لانتقاء لجنة تشارك في صياغة هذه المبادئ، أي من كل محافظة عضوان أو أربعة يتم اختيارهم بالانتخاب من كل محافظة، وبهذا تكتسب المبادئ شرعية محلية في الوطن كله وليس في القاهرة وحدها، بدلا من رمي المبادئ الدستورية من فوق والسلام. وهذه فرصة ليتعلم الناس الممارسة الديمقراطية في انتخاب هؤلاء الأعضاء، وربما انتخاب المحافظين بعد ذلك، قبل أن نجرب في الانتخابات البرلمانية والرئاسية مرة واحدة. الإسلاميون أيها المجلس العظيم مهما علا صوتهم هم أقلية منظمة ليس إلا، هم جزء من الوطن وليس كله، فهلا وضعنا مستقبل مصر نصب أعيننا بدلا من أن نغرق في أوهام مليونيات لا تعكس روح الوطن ولا أهله؟


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أحسنت التحليل
Ken -

أحسنت التحليل والتعليق

أحسنت التحليل
Ken -

أحسنت التحليل والتعليق

أوهام
المعلم الثاني -

Just wishful thinking

أوهام
المعلم الثاني -

Just wishful thinking

الذى افهمه
عقيد مكاوى -

الذى افهمه من مليونية الإسلاميين في مصريا سيد فندى ، ان ما تم يوم الجمعة 29 يوليو ، هو استخدام غير مسئول للعسكر والقوي الدولية صاحبة المصلحة العليا فى المنطقة والعالم ، للورقة الاصولية الاسلامية ، لخدمة المقاصد التوراتية الجديدة فى مصر والمنطقة والعالم ، عن طريق اعادة صياغة نظام مبارك وتأهيله !!! بدعم مجلس جنرالاته الغير شرعى !!! الذى ما هو الا امتداد تاريخى عضوى وظيفى لنظامه الذى لم يسقط بعد !!! ونسخة طبق الاصل منه من حيث ، الماهيه ، والاهداف ، والوظيفة والدور ، وحقيقه المقصد ، والغرض من الوجود !!! هذا المليونية الخطيرة لا يمكن تقزيمها فى صورة نسبتها وتناسبها مع اجمالى عدد السكان وومقارنها بنسبة الاقلية المسيحية !! بل يجب النظر اليها والحكم عليها من حيث الغرض والهدف والنتائج فالرسالة وصلت !!! والهدف تحقق !!! والنتائج قادمة لا محالة بكل تداعياتها الدراماتيكية الماحقة الساحقة المهلكة !!! والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين

الذى افهمه
عقيد مكاوى -

الذى افهمه من مليونية الإسلاميين في مصريا سيد فندى ، ان ما تم يوم الجمعة 29 يوليو ، هو استخدام غير مسئول للعسكر والقوي الدولية صاحبة المصلحة العليا فى المنطقة والعالم ، للورقة الاصولية الاسلامية ، لخدمة المقاصد التوراتية الجديدة فى مصر والمنطقة والعالم ، عن طريق اعادة صياغة نظام مبارك وتأهيله !!! بدعم مجلس جنرالاته الغير شرعى !!! الذى ما هو الا امتداد تاريخى عضوى وظيفى لنظامه الذى لم يسقط بعد !!! ونسخة طبق الاصل منه من حيث ، الماهيه ، والاهداف ، والوظيفة والدور ، وحقيقه المقصد ، والغرض من الوجود !!! هذا المليونية الخطيرة لا يمكن تقزيمها فى صورة نسبتها وتناسبها مع اجمالى عدد السكان وومقارنها بنسبة الاقلية المسيحية !! بل يجب النظر اليها والحكم عليها من حيث الغرض والهدف والنتائج فالرسالة وصلت !!! والهدف تحقق !!! والنتائج قادمة لا محالة بكل تداعياتها الدراماتيكية الماحقة الساحقة المهلكة !!! والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين

تحليل مغلوط
نور -

لأ فعلا تحليل خطير الاسلاميين عملوا مليونية ومع ذلك فهم قلة منظمة والليبراليين ومن معهم من لاقباط والعلمانيين هم الأغلبية رغم انهم دعوا لعدة مليونيات متعاقبة بمسميات مختلفة لعدة اسابيع ومع ذلك لم يستطيعوا حشد الملايين في التحرير لو كانوا متأكدين من هذه الحقيقة لماذا يرفضون الانتخابات ويصرون على الدستور أولاوالتي من المفروض أن تأتي بهم كأكثريةفي مجلس الشعب والشورى على اعتبار ان لهم شعبية جارفة بين المصريين ووقتها يضعون الدستوركما يشتهون وبموافقة الشعب الذي انتخبهم الواقع يقول أن هؤلاء العلمانيين شعبيتهم قليلة جدا في مصر لكن صوتهم عالي لأن الأعلام معهم أما الاسلاميين الاقلية كما تدعي فحتى من لم ينتمي لهم من المصريين فهو يتعاطف معهم و يثق فيهم عكس العلمانيين من ليس معهم فهو ضدهم

تحليل مغلوط
نور -

لأ فعلا تحليل خطير الاسلاميين عملوا مليونية ومع ذلك فهم قلة منظمة والليبراليين ومن معهم من لاقباط والعلمانيين هم الأغلبية رغم انهم دعوا لعدة مليونيات متعاقبة بمسميات مختلفة لعدة اسابيع ومع ذلك لم يستطيعوا حشد الملايين في التحرير لو كانوا متأكدين من هذه الحقيقة لماذا يرفضون الانتخابات ويصرون على الدستور أولاوالتي من المفروض أن تأتي بهم كأكثريةفي مجلس الشعب والشورى على اعتبار ان لهم شعبية جارفة بين المصريين ووقتها يضعون الدستوركما يشتهون وبموافقة الشعب الذي انتخبهم الواقع يقول أن هؤلاء العلمانيين شعبيتهم قليلة جدا في مصر لكن صوتهم عالي لأن الأعلام معهم أما الاسلاميين الاقلية كما تدعي فحتى من لم ينتمي لهم من المصريين فهو يتعاطف معهم و يثق فيهم عكس العلمانيين من ليس معهم فهو ضدهم

هههههههه
شهم سوري -

المضحك أن المعلقين كل واحد منهم عامل نفسه محلل والأنكى من ذلك أن المقال كلام فاضي لا يساوي شيئا حتى يعلق عليه .

هههههههه
شهم سوري -

المضحك أن المعلقين كل واحد منهم عامل نفسه محلل والأنكى من ذلك أن المقال كلام فاضي لا يساوي شيئا حتى يعلق عليه .