جريدة الجرائد

عاشت سورية الممانعة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد كريشان

ما الذي يمكن أن يقوله الآن كل الذين اختاروا الوقوف مع النظام السوري منذ بداية الاحتجاجات الشعبية ضده في آذار/مارس الماضي؟!! كم يشتاق المرء الآن إلى جلسة مع أحد هؤلاء المثقفين أو الإعلاميين أو الفنانين، من السوريين ومن والاهم من اللبنانيين وغيرهم، عساه يلمس منهم تعديلا صغيرا أو كبيرا في معزوفة المؤامرة التي يتعرض لها نظام الممانعة ضد إسرائيل وواشنطن وقوى الاستكبار العالمي كما يحلو للبعض تسميتها. لا يدري المرء بعد كل ما حدث في الأيام القليلة الماضية من قتل مروع للمدنيين، بمن في ذلك الأطفال وبعضهم ذبحا، كيف يمكن لكائن من كان أن يركن باقتناع وطيب خاطر إلى تبرير هذا القمع الأعمى من نظام ضد شعب يطالب بالحرية والكرامة؟
أكثر من ذلك هؤلاء المهووسون بنظريات المؤامرة ضد دمشق والذين لا يعلو صوتهم مدويا إلا ضد إسرائيل هم أنفسهم من كانوا يطربون لثورة التونسيين ضد بن علي والمصريين ضد مبارك واستاءوا من التخاذل في الوقوف مع احتجاجات البحرينيين فإذا بهم اليوم يتخندقون مع حكم عربي قتل من أبناء شعبه إلى حد الآن أكثر مما قتله بن علي ومبارك مجتمعين. وطالما أن هؤلاء يعشقون التنديد بإسرائيل، في كل شاردة وواردة، فبكل حزن وأسى ما قتله نظام الممانعة في سورية من أبناء شعبه يفوق ما قتله العدو الإسرائيلي في حرب تموز/يوليو 2006 في لبنان وما قتله بعد ذلك في حرب غزة أواخر عام 2009. الأقسى والأمر هو القول بأن ما قتله الحكم السوري الحالي من أبناء البلد زمني الأسد الأب والابن يفوق ما قتلته إسرائيل في حروبها جميعا ضد سورية!.
عام 1982 وبعد ما ارتكب من مذابح مهولة في حماة على يد القوات السورية كتبت مقالا في جريدة 'الرأي' التونسية بعنوان 'حماة عوض الجولان!!'. لم يكن يخطر ببالي أبدا أن مثل هذا العنوان يمكن أن يصلح لمقال يتناول نفس الملابسات ونفس النظام ونفس المأساة بعد ثلاثين عاما كاملة!!. ما زالت حماة مستهدفة وغيرها من المدن في حين ينعم الجولان المحتل بأمان لا مثيل له في أي مكان له في العالم. الشراسة والتصميم اللذان أبدتهما القوات السورية في قمع وقتل مواطنيها في حماة عشية شهر رمضان المبارك كان يكفي أقل من نصفه لاستعادة الجولان. غريب أن يكون لأي نظام، يقدم نفسه نظاما ممانعا وعصيا على الخضوع لإسرائيل، نفس طويل وصبر أطول في تحمل ذل احتلال أراضيه ولا يبدي من سعة البال مع شعبه مثقال ذرة. هو لا يتصور هذا الشعب قادرا على فهم أي شيء إلا لغة القمع والإذلال لكن السوريين تخلصوا من هذه العقدة ولم يعد الخوف يكبل ألسنتهم أو تحركاتهم. الرد على مطالب شرعية بديهية لعموم السوريين يستحق القصف بالمدافع وإطلاق الرصاص على الصدور العارية أما انتهاك إسرائيل للمجال الجوي السوري، بما في ذلك فوق أحد قصور الرئاسة، وقصف مشاريع كتلك التي أنشئت في دير الزور، واغتيال قادة من المقاومة على أراضيها.... كل ذلك لا ترى دمشق الرد عليه إلا 'في الوقت المناسب والمكان المناسب' كما دأبت البيانات الرسمية السورية على إعلانه حتى صار محل تندر لأن هذا الرد قد لا يأتي إلا مع قيام الساعة.
هؤلاء الذين اختاروا الوقوف مع نظام دمشق في مواجهته مع شعب لا يطالب سوى بالحرية والكرامة وبعثوا المشاريع الإعلامية الجديدة لشد أزره وأزر حلفائه لا أستطيع أن أتخيلهم في مستقبل الأيام يقفون للتنديد بوحشية قمع إسرائيلي مقبل هنا أو هناك اللهم في مشهد درامي مثير للشفقة والسخرية في آن واحد. كيف يمكن لهؤلاء، ولأي متخاذل آخر عما يجري الآن، أن يخرجوا ليرفعوا عقيرتهم ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي مع أنهم التزموا صمت القبور تجاه ما يقوم به نظام عربي ممانع ضد أبناء شعبه!! إذا كان من حق النظام في دمشق أن يطلق على نفسه الأوصاف التي يراها، وأولها المقاوم والممانع، فكيف يمكن أن يصل عمى الألوان ببعض مناصريه إلى هذا الحد؟!!



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاحتفاظ بحق الرد
عبدالله العثامنه -

الأحتفاظ بحق الرد لا يتقنه الا القليل من الناس وانت تعلم اننا نحن العرب نأخذ بثارنا لو بعد اربعين سنه!! ربما يقصد النظام السوري هذا !! اي انه سيأخذ بثاره من اسرائيل بعد اربعين سنه اي انه ضمن عمره القادم لأكثر من اربعين سنه.... لكن الأدهى انه ضمن ايضا ان اسرائيل ستعيش لأكثر من هذه المده !!! الم اقل ان فن الأحتفاظ بحق الرد لا يتقنه الا القليل.

الجواب الشافي
محمد السوري -

شكرا أستاذ محمد , سبق أن كتبت لك أننا نحن السوريين نعرف أعدائنا جيدا , وأل الاسد وخدمهم يعرفون أعدائهم جيدا , أما أعداء الشعب السوري الحقيقيين فهم إيران والكيان اليهودي ومن بعده أوربا , ثم الأنظمة اللاشرعية في الوطن العربي , أما أعدء أل الاسد فهم ثمانون في المئة من السوريين وخمسة وتسعون في المئة من المسلمين !لذلك فالحرب بين السوريين وأل الأسد هي حرب أمة وطليعتهاالشعب السوري , فلا يستغرب أحد من السكوت الدولي والرسمي العربي عن ذبح أبناء السوريين وتنكيلهم تحت سمع العالم وبصره ,ولكن النصر قادم وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون .

من انجازات الثورة
عربي -

هل تعلم ياسيد محمد ان من اكبر انجازات الثورة السورية هو كشف الطائفيين اللبنانيين والسوريين والايرانييين الذي يطربون لمقتل الشعب السوري لانه سني وخوفهم ورعبهم من ان يحكم سوريا السنة بالرغم من انهم اكثرية الشعب ولهم الحق في ذلك حتى لو كانوا اقلية انظر الى دفاعهم المستميت الفاضح عن هذا النظام وتخوفهم هم واسرائيل واميركا راعية الهلال الشيعي والذي اتمته في العراق انظر الى خوفهم من سقوطه وفشل المشروع الاميركي بوضع هلال شيعي من ايران الى لبنان مقابل الدول السنية الاخرى وهل يجرأ احدا منهم بعد اليوم ان يخرج ليتحدث عن الثورات كما كانوا يتخدثون قبل الثورة السورية والله والله حتى لو لم تنجح الثورة السورية فيكفيها فخرا انها كشفت طائفية هؤلاء القوم الذين كانوا يخدعون ابناء الأمه بشعارت المقاومة والممانعه ليزايدوا على اعدائهم بالرغم من انهم يحرسون اطول واصعب حدود مع اسرائيل ((على فكرة:في آخر المطاف لاأستبعد ان تقوم اسرائيل بالاتفاق مع النظام السوري على حرب لرفع اسهمه او مع تابعه وتابع ايران حزب اللات كما فعلت في 2006 لانقاذ سمعة النظام السوري الطائفي وحزب اللات عندما قتلوا الحريري وانكشف اجرامهم او ان يقوم حلف الناتو بحرب مصطنعه لاتنتج شيئا ولاتسقط النظام بل ترافع اسهمه كما تريد اسرائيل وكما يفعلوا بلعبتهم الآن مع نظام القذافي فامريكا لايمكن ان تتخلى عن حلم الهلال الشيعي مهما كلف الأمر ولو ان الجرائم التي تحدث في سوريا ضد الشعب تحدث في بلد آخر لرأيتم الطائرات الامريكية والغربية تدك هذا النظام))

أنت الأعمى
غافر -

صدقني يا محمد كريشان أنت الأعمى أو المتعامي لأنك تكتب من وراء البحار وتحكم بشىء لست تراه - من يرى لاكمن يسمع لقد رأيت بأم عيني مايفعته الارهابيون في حماه من قتل وتمثيل بالجثث ورميها في الأنهار أو القائها في مكب النفايات وهم يصيحون الله أكبر في مشهد تقشعر له الأبدان ولا يرضاه دين الا ربما الاسلام - كيف لنا ان نقول بعد كل هذا أن الاسلام ليس دين الارهاب أهذا هو البديل الذي يبشر السوريين به أهذه هي الحرية والديموقراطية أم أن حقدكم على النظام السوري أعماكم عن رؤية الشمس - واأسفاه عليك يامحمد كريشان كنت أرى فيك محررا لماحا ورائعا أما بعد مدحك وتبريرك لهذه الطريقة في الوحشية قيا للأسف.

حول المقال
مواطن سوري -

النظام السوري اسرائيلي بالدرجة الاولى يخدم دولة اسرائيل أكثر مما يخدم شعبه ، و الدليل على ذلك شعاراته الممانعة و المقاومة . وليس لديه مشكلة من قتل المواطنين العزل ابدا .

العمى أصاب الجزيرة
Malik -

العمى أصاب الجزيرة وأخواتها عن كل محاولة للاصلاح بغير الفوضى وطريق الدم. أين العلماء الذين أفتو بالقتال بين الناس لماذا لايظهروا ليخبروا الناس بالتوفق أو الاستمرار.

العمى أصاب الجزيرة
Malik -

العمى أصاب الجزيرة وأخواتها عن كل محاولة للاصلاح بغير الفوضى وطريق الدم. أين العلماء الذين أفتو بالقتال بين الناس لماذا لايظهروا ليخبروا الناس بالتوفق أو الاستمرار.

يجب
سامي الفاخري -

يجب علي قاده حزبولا قراءه هذا المقال بتمعن و رويه

يجب
سامي الفاخري -

يجب علي قاده حزبولا قراءه هذا المقال بتمعن و رويه

كلاهما محتل
ابو العتاهيه -

من حق النظام السوري (بطل الممانعه والصمود)أن يفتك بالذين يريدون أحتلال حماةوعفرين والبوكمال وحمص,,بالأمس خسر النظام السوري الجولان بعد أحتلالها من قبل الأسرائيليين وهو لايريد أن تزداد الأراضي المقتطعه لذلك يعمل على الأباده بالعدو السوري الذي يحاول أحتلال بقية الأراضي السوريه,,لقد مانع النظام السوري مماأدى الى نوم اليهود قريري العين من جهة الجولان,واليوم وبعد أن ضعفت الممانعه قرر الصهاينه بناء جدار فاصل بين الجولان وسوريا

كلاهما محتل
ابو العتاهيه -

من حق النظام السوري (بطل الممانعه والصمود)أن يفتك بالذين يريدون أحتلال حماةوعفرين والبوكمال وحمص,,بالأمس خسر النظام السوري الجولان بعد أحتلالها من قبل الأسرائيليين وهو لايريد أن تزداد الأراضي المقتطعه لذلك يعمل على الأباده بالعدو السوري الذي يحاول أحتلال بقية الأراضي السوريه,,لقد مانع النظام السوري مماأدى الى نوم اليهود قريري العين من جهة الجولان,واليوم وبعد أن ضعفت الممانعه قرر الصهاينه بناء جدار فاصل بين الجولان وسوريا

بن جدو مثالاً!
ناصر -

بالفعل لقد سقط الكثير من المثقفين و الإعلاميين بشكل مفجع في دعمهم لإرهاب النظام السوري.. وفي طليعتهم غسان بن جدو!.. بعد سنوات من الإستعراض و بيع الشعارات..

بن جدو مثالاً!
ناصر -

بالفعل لقد سقط الكثير من المثقفين و الإعلاميين بشكل مفجع في دعمهم لإرهاب النظام السوري.. وفي طليعتهم غسان بن جدو!.. بعد سنوات من الإستعراض و بيع الشعارات..

شكر
رامان خالد -

الشكر لك يا استاذ محمد وعاشت سوريا الثائره في وجه العصابه الحاكمه وكلابه التي تستخف بعقول الناس في القرن الحادي والعشرين وتنبح بمصطلحات بعيدة كل البعد عن الواقع الاليم

شكر
رامان خالد -

الشكر لك يا استاذ محمد وعاشت سوريا الثائره في وجه العصابه الحاكمه وكلابه التي تستخف بعقول الناس في القرن الحادي والعشرين وتنبح بمصطلحات بعيدة كل البعد عن الواقع الاليم