السؤال ليس مني... والوضع في سورية سيئ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جهاد الخازن
منذ بدء التظاهرات والمواجهات في سورية والنظام يستعمل العنف وسيلة واحدة في الرد. غير أن الأشهر الأربعة الأخيرة أظهرت أن العنف لم يحل شيئاً وإنما زاد الأزمة سوءاً، ومع ذلك فالعنف مستمر وهناك ضحايا كل يوم، وقد بلغت الحكومة والمعارضة نقطة اللارجوع، وبقي أن يتعلم طرف أن القيادة عمل وليست منصباً، وطرف آخر أن يطلب المستطاع ليطاع.
هي سياسة انتحارية أبشع ما فيها أنها لم تكن السياسة الوحيدة المتاحة في البداية، وهناك بدائل لها اليوم، غير أن النظام ماضٍ في استعمال الشدة، ومشاريع الإصلاح كلام، والمعارضة تريد كل شيء، والطرفين يتصرفان وكأن كلاً منهما يريد أن يربح حرباً مع زلزال، لذلك سيخسران والخسارة قد لا تقف عند حدود سورية.
تغيير الحكم أو الحاكم في مصر لا يخيفني، ففي النهاية يذهب رئيس سنّي ويأتي رئيس سنّي. في سورية التغيير مخيف لأن البلد يضم أقليات، وثمة خطر حرب أهلية أو مجزرة حتى لو أنكر أصحاب العلاقة ذلك. لم يبقَ من جيل الخمسينات والقادة الوطنيين أحد، والبديل اليوم مخيف مهما أنكر المعارضون...
شخصياً، لا أكاد أصدق ما يحدث. قبل سنة كنت أسمع برنامج الأحد على راديو هيئة الإذاعة البريطانية، وكان عبارة عن ساعة غزل بتعايش الطوائف في سورية، ومقدم البرنامج قسيس أذهله وجود المساجد إلى جانب الكنائس، وحضور نساء محجبات في حفلة زفاف صديقة لهن في كنيسة. وقبل أشهر كتبت في هذه الزاوية أن سورية تستطيع أن تصبح سنغافورة الشرق الأوسط، منطلقاً من فكرة للصديق نمير قيردار، رئيس بنك الاستثمار العربي انفستكورب، راجعت تفاصيلها معه وزدت عليها ما توافر لي من معلومات بحثية.
أين التعايش وأين سنغافورة مما نحن فيه الآن؟ اليوم نحن أمام دعوات لحصار على سورية، وثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ يحرضون الرئيس أوباما ومعهم إعلام ليكودي الهوى مثلهم.
أتمنى أن يغيّر الرئيس بشار الأسد أسلوب التعامل مع التظاهرات، ولا أتوقع ذلك، وأريد من المتظاهرين أن يختبروا نوايا الحكومة ضمن فترة زمنية قصيرة ومحددة، ولا أتوقع ذلك أيضاً.
ما أتوقع هو ما لا أصدق من أخبار الإعلام الرسمي الذي لا يجد في التظاهرات سوى عصابات جريمة ومتطرفين، ومن أخبار معارضين من دون اسم أو رسم يعطون الصحافة الخارجية ما يوافق هواهم، فيما الحقيقة تحت أرجل طرفي النزاع، وإلى درجة أنهما لا يريان التهديدات الغربية للنظام بالتدخل، وهو وضع لا يمكن أن يقبل به أي سوري عاقل ووطني.
وأبقى مع الموضوع وأنا أنتقل إلى "حزب الله"، فالوضع السوري أدخله في مأزق من صنع الآخرين، ما يعني أزمة لبنانية مقبلة.
على سبيل التذكير، عندما وجد صدام حسين نفسه في وجه العالم بعد احتلال الكويت أطلق صواريخ على إسرائيل، أسفرت عن موت إسرائيلي واحد خوفاً بسكتة قلبية، ومع ذلك أكسبته شعبية رخيصة لفترة قصيرة لم تدفع النهاية الحتمية.
هل نصل إلى وضع في سورية يطلق "حزب الله" فيه صواريخه إلى إسرائيل لقلب الأوضاع في المنطقة؟ السؤال ليس مني، وإنما تردده الميديا الغربية كل يوم، نقلاً عن مسؤولين ومصادر استخبارات ودور بحث وغيرها.
هم يقولون إن "حزب الله" تلقى بعد صيف 2006 صواريخ أكثر وأقوى وأبعد مدى مما كان عنده قبل تلك الحرب. وكنت سمعت معلومات عن الموضوع من اللواء عمر سليمان الذي أثق به، غير أنني أقرأ الآن معلومات إضافية عن صواريخ مداها مئات الكيلومترات، وبعضها يستطيع أن يحمل في رأسه طناً من المتفجرات، مع دقة بالغة في التوجيه.
هل هذا صحيح، أم هو تلفيق من مصادر عدوة بهدف خلق أجواء تبرر ضرب سورية مع "حزب الله"؟ لا أعرف، لكنّ ثمة إجماعاً في الغرب على أن "حزب الله" لا يملك أمر نفسه، وإنما ينفذ ما تطلب إيران وسورية، وهو قد يبدأ مواجهة مع اسرائيل لتخفيف الضغط على النظام في دمشق.
الأضرار من مثل هذه المواجهة ستزيد أضعافاً على نتائج حرب 2006، ولا أراها ستخفف صعوبات النظام السوري أو تزيدها، وإنما هي رغبة إسرائيلية لأن "حزب الله" أكبر خطر حالي على إسرائيل، والخطر منه أكبر كثيراً من قنبلة نووية إيرانية في المستقبل، لأن صواريخه، وأتوكأ مرة أخرى على معلومات اللواء عمر سليمان، لا دفاع ضدها بسبب قربها من أهدافها الإسرائيلية، وإسرائيل لا تستطيع أن تشنّ غارات على الإنشاءات النووية الإيرانية قبل تحييد قدرات "حزب الله".
الغرب يرى "حزب الله" منظمة إرهابية حتى كأن هذه العبارة اسمه الآخر، غير أنني أعتبر "حزب الله" حركة تحرر وطني وإسرائيل منظمة إرهابية، وكنت أتمنى لو أن الحزب اكتفى بالتحرير فهو علة وجوده، وابتعد عن السياسة الداخلية اللبنانية حتى لا أختلف معه يوماً.
في غضون ذلك، الوضع في سورية سيء، وسيسوء أكثر إذا لم تغيّر الحكومة أسلوب العنف في التعامل مع المعارضة.
التعليقات
غدا نلتق
عبالله حمدي -بعنا الجولان برمتها وقبضنا ثمنها اربع لوادى العث ( جاءت العث سهوا لكنها ابلغ تشبيه للبعث العفلقي )رسالته لقبضت ثمن الاقرع - القباني . لو استكمل البعث ماتبقى من رسالته التدميرية لقبض المستثمرين في صفقة بيع الاقرع اتعابهم قبل الامين المساعد القطري محمد سعيد بخيتان . ولكن حان موعد السحور الخازن ومن قبله العرعور والمحرر محتار فينا . لقاءنا مع الخازن يو غد لنساله شو جاب سوريا على بالو اليوم ؟ لماذا لم يسمعنا اليوم اسطوانة المحافظين الجدد وعصابة اسرائيل ؟ بعدين الاغرب انو يطلب من الشعب السوري المستطاع ؟ لان عصابة الاسد معسرة والشعب السوري يطالب بزيادة رواتب الموظفين ! المستطاع ؟
لا هدوء في الأفق
على باب الله -كان جهادا في السطور لتخرج هذه الحكمة المعتادة من الأستاذ الخازن ..ولكن المقالة الطيبة النية لن تكون أكثر من رأي في الأزمة وليست حلا..فلا نظام الأسد يأخذ بها ولا ترتضي المعارضة غير سقوط الأسد..والذي لن يسقط بسهولة فمصيره مصير العسكر ومخابراته وان كان الجوار يريد ذلك ومتخوفا منه في الوقت ذاته (عدا حزب الله) وسوف تجر المنطقة إلى اقتتال ستبتعد إسرائيل عنه كما ابتعدت عن الرد على محاولات صدام لجرها إلى حرب تعصف بالأعداء والأصدقاء معا..لأجل الكرسي طبعا ..واشك بهدوء سوريا..سوريا الجميلة والفقيرة الموارد ستشتعل بحرب داخلية في أحسن الأحوال و كان الله في عونهم ..فطالما عابنا السوريون على التخلي عن قائد محب للحروب والمشاكل .
الطبخة
على النار -عندما أرى هذا التناغم المفاجىء بين ردات الفعل العربية والدولية , والتي تجمع على ادانة شديدة لفمع نظام الأسد للمعارضين مصحوبة بتدابير معينة , فأقولها بثقة .... هناك طبخة أميركية على النار ستكون مريرة على النظام , ولن يعجب الرئيس الأسد مذاقها ..!.
God Bless u
ayman -isnt it time for you to retire Mr. Khazen.. The stories about ur ; friends in the arab regimes are becoming boring and insulting to your newspaper intelligent readers, to say the the least and ur stories about the israeli lobby are becoming painfully repetitive..spare us please, God bless u.
عاشت المعارضة
سوري حر -جهاد الخازن رجاء بلا دس السم بالدسم متل عادتك. ارحنا من تطبيلك وتزميرك لبشار المجرم. ؟؟؟ ؟؟
قسيس
دمشقية... -مللنا من هذه الاسطوانة المشروخة عن المؤامرة والصمود والتصدي والسلفية والمقاومة والصهيونية والامبريالية وكل هذا العلاك المصدي. يعني على أساس سورية في قمة الدول من حيث التكنولوجية والاقتصاد والتعليم والديموقراطية؟ وإذا كنت تخاف من الإسلاموية ,فلماذا لم توجه هواجسك للطغمة الحاكمة عندما كانت تسابق الزمن في السنوات الماضية لتشجيع التطرف وتغذيته لإستخدامه فيمابعد كفزاعة ووسيلة لضرب استقرار المنطقة وابتزازها والحفاظ على الكرسي...نريد حرية..ديموقراطية..دولة قانون نزيه..ولا نريد ايديولوجيات من أي نوع,سواء كانت دينية أو قومية أو عرقية. .تحيا سورية حرة أبية لكل السوريين..
لا بد من التغيير
قاسيون دمشق -ليس المطلوب حالياً هو تغيير الأنظمة فقط بل لا بد من أن يتعدى ذلك إلى الوسط الإعلامي والثقافي العربي هؤلاء المعلقين الذين يعيشون على ما حصل سابقاً وعلى علاقاتهم برموز القهر في الوطن العربي ليس لديه أية حلول لأية مشكلة وليس لديهم أي توقع لما يمكن أن يحدث في المستقبل فهم في الحقيقة لايزيدون عن أي رجل بسيط يمشي في الشارع وأظن أن هذا الرجل البسيط قادر وبفطرته أن يحدد من يسرق قوت يومه ومن يذله وليس بحاجة لكل هذه الفذلكات وأنا أيضاً كماقسيسك الذي تفاجأ من وجود المسيحي بحوار المسلم وهو متفاجئ يبدو أنه جاهل ولم يقرأ التاريخ ولم يعلم أن حي باب توما هو في وسط دمشق بملاصقة الجامع الأموي مركز الخلافة الأموية واستمر وجود المسيحيين في هذا المكان منذ ماقبل الاسلام وحتى الآن فأي فضل للنظام في ذلك وكذلك حي لليهود وحي للشيعة نرجو قراءة تاريخ وجغرافية سوريا قبل الحديث عنها.
روح يا أستاذ جهاد...
معاوية -كعادته الاستاذ جهاد الخازن يقف في الرمادي عندما يتعلق الأمر بمسؤول عربي، إذ لم أجد في المقال أبيض أو أسود، مع أو ضد، فوق أو تحت، مهما هَوّلت المعارضة السورية لا ينكر عاقل بأن بشار أسد يقتل الشعب السوري، ومهما قال حسن ايران فلا ينكر هو نفسه بأنه يريد تحويل لبنان الى ولاية خمينية. وهنا لا يحضرني سوى رد فعل جدتي في مثل هذه المواقف عندما تشك بحسن نية المتحدث اليها فتقول : روح يا فلان ابن فلانة الله يعطيك على هوا نيّتك.
ماهو المطلوب من سوري
Oltina Males -بشكل يومي يتم قتل الشرطة ورجال الجيش والتمثيل بجثثهم ورميهم في النهلر وإلى ماهنالك من الإجرام السني السلفي وكل الدنيا تطلب من رئيس سوريا أن يوقف العنف. في أي دولة بالعالم يسمح لمظاهرة بلاترخيص بالخروج للشارع ؟ ومع ذلك يطلبون من سوريا أن توقف العنف ولاأحد يطلب من هؤلاء المجرمين الكف عن أذى الناس. أتحدى كل هؤلاء الكلاب الإرهابيين أن يتركوا الرئيس يعما انتخابات ديمقراطية لأنه سيفوز فيها غصب عن الغرب والعرب وكل الإرهابيين وكل سوريا تعرف هذا الأمر. المسألة هي طائفية وتغذيها رأس الحية السعودية والغرب والأخوانجي التركي. على الجيش السوري حماية السكان حتى لو كلف ذلك تدمير حماة ودير الزور وغيرها من المدن الأخوانجية. ولهؤلاء المجرمين ومن خلفهم نقول لن تستلموا الحكم بسوريا والسماء زرقاء.
سبب إشتعال الثورة
ماني سمعان -الاستاذجهاد:كنت أرجوان تنضم الى مجموعةالمثقفيناللبنانيين لكنك لاتستطيع للتاريخ: سبب إشتعال الثورة السورية قلة قليلة من السوريين باستثناء أهالي درعا ، كما نستطيع أن نخمن ، تعرف حقيقة ما جرى وأدى إلى اندلاع شرارة الانتفاضة الشعبية في سوريا .. ابتداء من درعا نفسها. ولأنه من المستحيل تتبع مسار الحماقة الذي سار عليه بشار الأسد منذ آذار / مارس الماضي دون معرفة تفاصيل القصة الجديرة بأن تروى للأجيال ، نسجلها فيما يلي كما سمعناها من أصدقاء ورفاق"حوارنة"على صلة وثيقة بأهالي الفتيان "الدرعاويين" و "الوجاهات" التي قصدت المحافظ النذل فيصل كلثوم سعيا للإفراج عنهم. بعد اعتقال الفتيان وتعذيبهم على يد المجرم عاطف نجيب ، توجه أربعة أو خمسة من "وجهاء" المنطقة ، لم يكن بينهم أي من ذوي الفتية المعتقلين ، إلى المحافظ وطالبوا بإطلاق سراحهم ، ليس لأنهم فتية قاصرون ، ولا لأنهم عذبوا ، ولكن لأن تغيبهم عن المدرسة أكثر من ثلاثة أسابيع يمكن أن يؤدي إلى طردهم منها و تخريب سنتهم الدراسية. ولم يترددوا في إبلاغ المحافظ بأنهم على استعداد للبقاء في السجن بدلا من الفتية إذا كان الأمر كفيلا بأن لا يحرمهم من سنتهم الدراسية.ومن لا يعرف الأهمية التي يحتلها التعليم في وجدان وحياة وثقافة أهالي درعا ، لا يستطيع أن يفهم مغزى ما قالوه وما عرضوه.لم تكن شجاعة ونخوة فيصل كلثوم أفضل حالا من شجاعة ونخوة بقية الفئران والجرذان "الذين" يحكمون المحافظات كواجهات للأجهزة الأمنية ، أو للجان الأمنية الفرعية التي يمثلها رؤساء الفروع في تلك المحافظات . ولهذا كانت إجابته للأهالي : " لا أستطيع أن أفعل شيئا لكم . حل القضية بيد عاطف نجيب وليس بيدي"! ولكي يثبت لهم "أن له ذيلا أضعف من ذيل الفأر" ، على قول مظفر النواب في أمراء النفط وهم يخرون سجودا للشاه ، اتصل بممثل الرب في درعا وأخبره بأن أهالي الفتية موجودون في مكتبه!"مسافة الطريق" ودخل نجيب مكتب المحافظ كما يدخل أي كراج أو مقهى أو علبة ليل . فالمحافظ ليس بالنسبة له أكثر من "غوّاد"( قواد) للأجهزة الأمنية ، وهو يعرف حدود وظيفته!دون مقدمات ، وحتى دون إلقاء تحية على الضيوف ، توجه إليهم قائلا ما معناه بعد تفصيحه :" ليس لديكم عندنا أولاد . اذهبوا إلى نسائكم وضاجعوهن لينجبن لكم