جريدة الجرائد

الخليج بين الثورة والسلفية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شملان يوسف العيسى

دول الخليج هي صمام الأمان لاستقرار الثورة في مصر



التحول المتسارع في المنطقة العربية يتطلب من دول الخليج العربية اعادة النظر في سياساتها وتحالفاتها القديمة، فانصار الثورات العربية من الشباب في كل من مصر وتونس يوجهون الاتهامات لدول الخليج العربية بانها تدعم وتمول التيارات السلفية في مصر. وهذا الاتهام لم يأت من فراغ فالقيادي السلفي المصري جمال المراكبي رئيس جمعية انصار السنة السابق اكد في القاهرة بانهم لا يتلقون أي أموال من السعودية بل من قطر والكويت والامارات في صورة تمويل لانشطة خيرية للانفاق على الايتام وبناء المساجد.. ورفض المراكبي الافصاح عما اذا كان يتم صرفها بالفعل عليهم أم تذهب لامور اخرى مؤكدا ان هذا شأن خاص بهم.
الزميل مشاري الزايدي كتب في الشرق الاوسط بان احد انصار الثورة وهو الكاتب المعروف محمد سلماوي كتب في الاهرام اخيرا ان هناك من يريد تحويل مصر الى دولة اصولية وانه يجب الانتباه الى خطط الجماعات الاصولية السياسية بدلا من الاغراق في الحديث عن فلول النظام السابق.
لماذا تأتي هذه الاتهامات والتلويحات الآن ضد دول الخليج؟ الجواب واضح وهو ان الساحة العربية تشهد بعد اندلاع ثورات الربيع العربي في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا وسورية تنامي قوى اسلامية على نطاق واسع.. وقد استعرضت هذه القوى قوتها في مصر يوم الجمعة 29 يوليو الماضي حيث حشدت التيارات الاسلامية اكثر من مليون شخص في استعراض للقوة ورفعت شعارات جديدة معادية للثورة ومبادئها والتيارات اليسارية والقومية والليبرالية التي قادتها. فالشعارات الجديدة مثل "اسلامية.. اسلامية مش عاوزينها ليبرالية" والشعب يريد تطبيق الشريعة.. "لا اله الا الله والعلماني عدو الله" .. "يا اوباما يا اوباما كلنا هنا اسامة". واضح جدا بان من رفع هذه الشعارات من التيارات الاصولية الاسلامية لا يؤمن بالديموقراطية ولا بالتعددية الفكرية او الدينية.. لذلك يرفضون فكرة المشاركة في الحكم مع غيرهم.. ويصرون على مصادرة حقوق الآخرين وحرياتهم.. هذه التيارات الدينية المتشددة مطلوب من دول الخليج وغيرها من الدول العربية التصدي لها لانهم ببساطة لا يؤمنون بالمفاهيم الديموقراطية الاصيلة وهي التركيز على مفاهيم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع والايمان بدولة القانون والحريات باحترام حقوق الانسان.
لماذا تتخوف القوى الليبرالية والعلمانية والقومية والوطنية واليسار العربي من وصول الاسلام السياسي الى سدة الحكم؟
تنبع هذه المخاوف من حقيقة ان هذه التيارات ذات النزعة الاصولية ستصادر الديموقراطية والدولة المدنية ودولة الدستور والقانون.. وهذا ما فعلته الانظمة العسكرية الاستبدادية التي حكمت المنطقة العربية لفترة طويلة حيث ساد نظام الحزب الواحد والزعيم الاوحد والدولة الشمولية القهرية. ما نتخوف منه في الخليج فعلا هو ان تأكل الثورة ابناءها. فالثورات العربية شارك فيها شباب وموظفون وعمال وطلاب ينتمون الى جماعات سياسية مختلفة من الطبقة الوسطى فيهم اليساري والقومي والاسلامي واسماء قادة الثورة ولكن بعد نجاح الثورة قفزت على الساحة قوى سياسية سلفية متعصبة طرحت شعارات تقسم الشعب المصري الواحد وتحاول ابعاد الاقباط والاقليات العرقية الاخرى.. واخيرا نرى بان دول الخليج هم صمام الامان لاستقرار الثورة في مصر.. فهذه الدول يمكن ان تلعب دورا رئيسيا في دعم الاقتصاد المصري فالخبراء الدوليون يؤكدون بان الانهيار الاقتصادي سيصيب مصر عندما تتضايق دول الخليج من دفع فواتير لمصر لتدعم الشعب والحكومة المدنية في مصر.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف