جريدة الجرائد

خبير: سحب السفراء الخليجيين من دمشق لدفع الاسد لخيار خليجي ـ تركي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خبير: سحب السفراء الخليجيين من دمشق هدفه دفع الاسد لخيار خليجي ـ تركي على حساب التحالف مع ايران


سمير ناصيف


علق خبير سوري، مطلع بشكل مكثف على الموقف السوري الرسمي بالنسبة للاحداث الاخيرة، على مواقف بعض الدول العربية الخليجية التي استدعت سفراءها من دمشق كالسعودية والكويت والبحرين، وعلى الموقف السوري عموما، في حديث خاص اجري معه في لندن وفضل فيه عدم ذكر اسمه لكونه تكلم بصفته الشخصية.
وقال في هذا الصدد: 'الخطة الامريكية تقضي بان يضع المشروع التركي ـ الخليجي سورية امام خيارين، لا ثالث لهما، وهو ان تقف سورية الى جانب الهيمنة التركية ـ السعودية، او ان تستمر في تحالفها الوثيق مع ايران'.
واضاف 'سورية حتى الآن كانت بارعة في سياستها من حيث تحقيق التوازن بين هذين المحورين وهو توازن يؤمن استقرار المنطقة'.
ورأى الخبير ان 'بعض السياسيين الامريكيين يفضلون سورية ضعيفة وساحة للصراعات ويوعزون الى حلفائهم في المنطقة بدعم هذه السياسة. وقال 'ان التصعيد الميداني والعنف سيجران المنطقة الى حالة من الفوضى ستصيب في المدى البعيد دول الخليج اكثر من سورية، والهدف من زعزعة سورية هو كونها قوة فاعلة اعطت للمقاومة القدرة على تهديد أمن اسرائيل'.
اما بالنسبة الى امكان وجود مشروع لتقسيم سورية الى اقاليم ذات طابع طائفي ديني اثني وعشائري على شاكلة ما حدث في العراق مؤخرا، فقال الخبير السوري: 'التقسيم هو هدف اسرائيلي اكثر منه امريكي، فامريكا ربما تفضل سورية موحدة ولكن ضعيفة، على سورية مقسمة تكمن فيها مجهولات، كما ان تقسيم سورية الآن ليس بالامر السهل كما يتصوره البعض. اقصى ما يمكن لاسرائيل الطموح اليه هو محاولة دفع الاقليات السورية كالعلويين الى اقامة دولة على الساحل. وهذا الامر يضعف سورية كدولة اذ يحرمها من ساحلها ويمزق الجيش السوري'. واضاف: 'ربما يسعى داعمو هذا المشروع لارضاء روسيا من خلال تأمين مصالحها على الساحل السوري (القواعد البحرية والنفط، الخ...)'.
وعما اذا كان بالامكان ايجاد دور لرجال الاعمال السوريين الكبار في حل الازمة السورية الحالية، كما فعلوا في الماضي، وكما فعل امثالهم في لبنان، قال الخبير السوري: 'من الصعب التأثير على المجموعات الغاضبة في سورية حاليا والمتعددة الاهداف من خلال رجال اعمال من الطائفة السنية، هناك كثيرون فقدوا اعزاء في الاحداث ويطلبون الانتقام وهناك سلفيون، بالاضافة الى وجود سنة سوريين يطالبون باعادة التوازن الطائفي. الامر الاهم الذي يؤثر على الجميع هو تقديم اصلاحات حقيقيةن خصوصا فيما يتعلق بكرامة السوريين الذين اهينت كرامتهم والتخفيف من التوجه المذهبي، وهذه الامور تزيل الغطاء عن الذين يتسترون بهذه الامور. اهم خطوة هي ليست في تبوؤ البورجوازية السنية بدور بارز في سورية ولكن في تعريف الامن ودوره في البلد بشكل ادق وتوحيده في سياسة واحدة تمارسها جهة رسمية سورية واحدة والمطلوب اولا تحقيق جو من الهدوء أمنيا. ولكن اعداء سورية لا يساهمون في ايجاد مثل هذه الاجواء ويشجعون على استمرار العنف'. ودعا الخبير الى ان تقوم البورجوازية السورية السنية في الداخل والخارج، بمبادرة وطنية تجمع السوريين غير الطائفيين في البلد وليبادروا الى الاجتماع في مؤتمر وطني للحوار مع السلطة قد يجري في بيروت او في سورية قريبا جدا'. وعبر الخبير عن تقدير سورية وشعبها للدور الذي يقوم به لبنان على الصعيدين الرسمي والشعبي للمساهمة في تحقيق الاستقرار في سورية'.
واكد الخبير اهمية دور الاقليات في سورية بالنسبة الى التعددية والحريات الديمقراطية في سورية، والعالم العربي عموما. على هذه الاقليات القيام باي ممارسات قد تدفع الجهات الاخرى الى الشعور بالقهر، والى الرغبة بالانتقام اذ ان ذلك سيؤدي الى نجاح مشروع اعداء سورية والعالم العربي والانسانية عموما'.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف