جريدة الجرائد

أميركا معك؟ هناك خطأ ما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نصري الصايغ

"ليس مهماً أن تكون ضد أميركا، المهم أن تكون أميركا ضدك". قيل هذا الكلام في زمن الكلام، عندما كانت مواجهة أميركا تتم بالكلام وجعجعة المواقف. من كان يريد، في زمن الكلام فقط، بطاقة انتساب لقوى اليسار والقوى القومية، كان يتمرن على الصراخ والمزيد من القبضات الهوائية.
أما إذا كانت أميركا ضدك، فأنت موجود بالفعل. أنت جزء من معادلة الصراع، وأنت حامل الخطر في الاتجاهين: خطر فعلي إزاء السياسات الأميركية، وخطر التعرض لسياسات الشطب الأميركية لوسائل عديدة، تبدأ بالسياسة والشراء وتنتهي بالقبضات السرية والحروب الخفية.
كانت يومها أميركا لا تسمع إلا من يؤلمها، أو من يؤذي اسرائيل.
وقيل أيضا: "إذا التبست عليك الأمور، فقف حيث لا تقف أميركا". الموقع الصح، هو الموقع المناهض لسياسات واشنطن. والحجة بيّنة: أميركا، في ما له علاقة بفلسطين ومن معها، هي اسرائيل الكبرى.. أميركا في هذا الخندق، لا تقيم وزنا للمعايير والقيم والحقوق والقرارات الدولية والمصالح العربية للدول المتحالفة معها من أنظمة ساجدة على جباهها.. أميركا في الخندق الاسرائيلي ترسانة وجبهة قتال وشبكة حماية وصندوق تمويل.. أميركا الاسرائيلية، لا يعنيها عدد القتلى من المدنيين في مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل في مصر. لا تعنيها الطفولة البريئة في قانا، عاصمة الشهادة لمرتين. تسمي المجرم قديساً وتطوّب شامير وشارون وبيغن ونتنياهو.
"حيث تكون أميركا، لا تقف، الوقوف معها إدانة ناصعة". والحجج الأخرى أكثر بلاغة ودقة. هي مع اسرائيل، عدو فلسطين بالاحتلال، وعدو العرب بالإكراه والضغط والابتزاز والحرب إذا لزم الأمر.
وهي أيضاً عدو الشعوب العربية كافة، لتحالفها مع أنظمة استبدادية، أفرطت في التبعية والطاعة لأميركا، ولم تتورع اعتقال أمة لعقود وتبديد ثروات بالمجان وامتهان كرامات إنسانية وتحويل الوطن إلى محفظة مالية، كل أرقامها، من عرق الشعب.
قيل، والقول سليم، "كن حيث لا تكون أميركا". وان تنفيذ هذه الوصية سهل على كثيرين، وتحديدا أصحاب الوعي والمدركين والعارفين، أن لأميركا مصالح. تفاوض وتقاتل من أجلها، ومبادئ تتنازل عنها عند الضرورة.
ماذا لو قررت أميركا ان تكون إلى جانبك؟ ماذا لو قررت ان تختار الرصيف الذي تقف عليه؟ ماذا لو حملت لواء مطالبك وقضاياك وحقوقك؟ ماذا لو حرّضت حلفاءها المستبدين، ليكونوا إلى جانب مطالبك بالديموقراطية والحرية والعدالة والتعددية؟ ماذا لو راحت تحض العالم ليكون معك في معركتك ضد الاستبداد، ولتغيير نظام ولتبديل سياسات؟ ماذا لو أقنعت دول متخلفة ورجعية وإسلاموية، بالوقوف إلى جانب طموحك الذي تدفع ثمن تحقيقه دماً، لإقامة مجتمع مدني ودولة علمانية؟ ماذا لو...
ثق عندها، بأنك في خطر، بل في معمعة أخطار.. سهل إغماض العيون عن صداقة أميركا لك، ولو من طرفها، وغض الطرف عن جموحها الانتهازي، بحجة مقتضيات المعركة ومطالب الصراع.. سهل جداً تبرير أمركة الأمر الواقع العربي الديموقراطي، بدعوى ان المحافظين الجدد في زمن جورج بوش، وبلسان ريتشارد بيرل، سعوا إلى قلب أنظمة عربية، لإقامة أنظمة ديموقراطية، ثم أقلعوا عنها، خوفاً من ديموقراطية تأتي نتائجها وخيمة على أميركا، بفوز إسلاميين أو متطرفين معادين لها، ممهورين بالشرعية الانتخابية.
إذا كانت أميركا معك اليوم، فلكي تكون عليك غداً، وضدك دائماً، إذا قررت أن تكون صاحب السيادة التامة على قرار بلدك ومصالح بلدك وحقوق شعبك، إضافة إلى فلسطين.
عليك أن تشكك قليلاً وتتنبه كثيراً، وتوازن بين الآني الضروري. وبين الاستراتيجي الملزم. والدليل، دعوا أحداً يدلنا على علاقة موزونة أو متوازنة بين أميركا وأي دولة عربية، بمعزل عن موقفها من اسرائيل. هل علاقة أميركا بدول الخليج طوباوية؟ متوازنة؟ أم ماذا؟.. هل علاقة أميركا بدول الجنوب موزونة؟ كيف كانت مع مصر؟ وكيف هي مع العراق؟
من واجب المعارضة السورية أن ترسم خطاً أحمر عريضاً بينها وبين أميركا... إن الصمت لا يجوز أبداً. فما تريده أميركا من سوريا، ليس ما تريده المعارضة أبداً. فلتعلن المعارضة موقفاً... كي تطمئن القلوب وتصفو النوايا.
ليس هذا الكلام اتهاماً... انه من باب الحرص على نقاء المعارضة ومشروعية أهدافها وصوابية استراتيجيتها لدور سوريا في محيطها، وهو دور وطني وقومي وإنساني، ينبع منها، ولا يملى عليها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نصري الصايغ
د. بسام -

لعلك تريدنا أن ننتحر، وأن نضمن لبيت الأسد مئة سنة أخرى. أرى أن هذا ما تريد صنعه معنا، وزمن الشعارات إنتهى بالنسبة لنا. لا يمكن أن يأتي إلينا أي شيء أكثر ظلماً وظلاماً، وتخلفاً من حكم المجموعة التي حكمتنا منذ عام 1970. أهلاً بأمريكا!

رد
د.سعد منصور القطبي -

دائما لايجد اعداء امريكا سوى كلام انشائي غير مفيد خلاصته ان الوطنية هو معاداة أمريكا بينما العكس هو الصحيح تماماوسأثبت كلامي بحقائق دامغة وليس كما يفعل الكاتب فأعداء أمريكا ثلاث هم ألأنظمة الطاغية مثل هتلر وموسوليني وصدام والقذافي وخامنئي وألأسد وحاكم كوريا الشمالية وحاكم موزمبيق وكل هؤلاء هم جوعوا شعوبهم وأخروا التقدم في بلادهم وهجروا الملايين من شعبهم وخلقوا الحروب وألأزمات وثانيا من يعادي امريكا هم المجرمون والعملاء مثل اسامة بن لادن وحسن نصر الله والزرقاوي ومقتدى وعصائب الحق وغيرهم ممن تسببوا بقتل ألألاف اماالصنف الثالث فهم الجهلة الغير مطلعين بينما نرى الدول الغير معادية لأمريكا مثل اوربا ودول الخليج العربي واليابان وكوريا الجنوبية وهذه دول طورت بلدانها وعيشت شعوبها عيشة كريمة وللحديث بقية .

تكملة
د.سعد منصور القطبي -

أما بالنسبة لدول الخليج فعلاقتها باأمريكا هي علاقة صحيحة وصحية فدول الخليج صاحبة مواقف قومية واسلامية وانسانية رائعة ومساعداتها للشعوب الفقيرة ومساعداتها للمناطق المنكوبة أكثر من الدول التي تطبل ليل نهار عن معاداة أمريكا ولم تؤثر علاقاتها مع امريكا على مواقفها وكل مواقف دول الخليج يدل انها دول حرة ومستقلة ألأرادة ودليلي انها تبيع النفط لأمريكا بنفس السعر العالمي وليس أقل ولو بنس واحد وقد يقول قائل أن أنظمة الخليج ليست ديمقراطية فأجيبه ان أنظمة الخليج أفظل مليون مرة من ألأنظمة الديمقراطية لأن حكامها هم شيوخ أجلاء وهم أبناء شيوخ وأحفاد شيوخ منذ مئات السنين وقد طوروا بلدانهم ودللوا شعوبهم وربما لو كانت أنظمة الخليج ديمقراطية لما وصلت الى التقدم الهائل التي وصلت اليه حاليا فبشهادة الجميع فأن ماوصلت اليه ألأمارات من تقدم ورقي هو أفظل من كل الدول ألأوربية وقد قرأت في أحدى الصحف ألأمريكية جملة تقول للقراء أذا اردتم معرفة كيف تكون المدن في المستقبل فأذهبوا الى دبي ..وللحديث بقية ... وللحديث بقية .

تكملة
د.سعد منصور القطبي -

أن ألأنظمة الظالمة مثل صدام وألأسد هي التي تفرق بين ابناء الشعب الواحد لأنها أنظمة عنصرية تميز الفئة القريبة منها وتظطهد الفئات ألأخرى بيما الحاكم العادل هو الذي يوحد شعبه ولنا في الشيخ زايد رحمه الله خير مثال فهذا الشيخ العظيم وحد ألأمارات السبعة وبفظل عدله وحكمته أنصهرت هذه ألأمارات مع بعظها وأصبحت متداخلة بشكل يستحيل أن تتفرق مرة ثانية وأعود الى موضوع معاداة أمريكا وهي دعوة خبيثة من الكاتب لأطالة عمر الطاغية ألاسد وأطالة معاناة الشعب السوري الذي عندما يتخلص من حكم عصابة البعث سيعيش مترف مثل دول الخليج لابل ربما أفظل لما تتمتع به سورية من خيرات وفيرة لذلك اقول أن العلاقة الطيبة مع أمريكا هي الوطنية بعينها فأمريكا هي التي حررتنا نحن العراقيين من ابشع وأحقر نظام عرفه التاريخ وهي التي انارت الطريق لكل الشعوب المقهورة للثورة ضد ألأنظمة الطاغية وأخيرا أدعوا الى تسمية هذه الثورات بربيع الشعوب المظلومة وليس الربيع العربي .

أساليب شيطانية
أبو محمد الكردي -

أضم صوتي إلى الأخ د.بسام و أقول أيضاً أهلاً بأمريكاً و سُحقاً للظالمين و لو كانوا من بني جلدتنا... هل أمريكا هي التي إرتكبت مجزرة حماة و تل الزعتر ؟؟؟ هل أمريكا هي التي تدك المدن السورية بالمدافع و الدبابات و السفن الحربية ؟؟؟ ما أرى فيك إلا بوقاً من أبواق النظام يريد أن يبعد عنه شبح التدخل الخارجي ليتسنى لهم سحق ثورتنا بكل راحة... يالها من أساليب شيطانية ؟؟؟