ماذا بعد القذافي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الوطن السعودية
لا أحد يشك في أن الأوضاع في "ليبيا ما بعد القذافي" ستكون أفضل، في حال استطاع الليبيون تجاوز خلافاتهم، وتمكنوا من الحفاظ على الأمن في طرابلس على وجه الخصوص، تجنبا لتكرار نماذج الانفلات الأمني، وأعمال السلب والنهب التي تحدث في مثل هذه الظروف.
المجلس الانتقالي يحظى بثقة دولية جيدة، إذ تتالت الاعترافات به، ما يعني أن ليبيا مهيأة لمرحلة جديدة، لتبرز معها تساؤلات كثيرة حول أساليب إدارة ليبيا في فترة ما بعد القذافي.
هل تستطيع ليبيا تجاوز التجربتين البطيئتين في تونس ومصر، من خلال الإسراع في صياغة دستور جديد، وتنظيم انتخابات حرة، تمهيدا لإعادة الإعمار الاقتصادي، وبناء دولة قانون حقيقية، بعد استئناف تصدير النفط والغاز؟
هذا الأمر الأساس، يحتاج إلى جدولة زمنية واضحة، ومصالحة وطنية قائمة على التوافق والاحتكام إلى القانون، وهو ما تنبه إليه المجلس الانتقالي، منذ ظهور المؤشرات الدالة على سقوط نظام القذافي، إذ وضع المجلس خريطة طريق، تتضمن انتقال المجلس من مقره في بنغازي إلى طرابلس، على أن يقوم خلال شهر واحد، باختيار مكتب تنفيذي مؤقت، أو حكومة انتقالية مهمتها تصريف شؤون البلاد، على أن تكون مهمتها الرئيسة العاجلة تنظيم انتخابات لاختيار ما أسموه بالمؤتمر الوطني، في مهلة أقصاها 240 يوما، ليكون هذا المؤتمر برلمانا انتقاليا يضم 200 عضو، ويكون بديلا للمجلس الانتقالي، ومكتبه التنفيذي، على أن يعين هذا البرلمان الانتقالي رئيسا للوزراء، يشكل حكومة تطرح لنيل الثقة في البرلمان.
المجتمع الدولي لن يقف متفرجا على تطورات الأوضاع في ليبيا؛ بيد أن أي جهد دولي لن يكون مثمرا إلا في حال استطاع الليبيون أنفسُهم العمل بشكل محكم، متجاوزين أخطاء سابقيهم، ومتخلصين من دوافع الانتقام، وأسباب الفرقة.
الجهد الدولي يتمثل في إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن الدعوة إلى عقد قمة عاجلة حول الوضع في ليبيا، يحضرها قادة الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، ومنظمات إقليمية أخرى، ما يعني استعداد العالم بتقديم العون لليبيا في المسائل الأمنية، والموضوعات المتعلقة بالدستور والانتخابات.
وعي المجلس الانتقالي بخطورة المرحلة، وتبكيره بوضع الخطط الاستباقية، وحرص المجتمع الدولي، عواملُ تجعل المراقبين يشعرون بالكثير من التفاؤل، حيال المستقبل الليبي، بعد تجاوز المعمعة الكبرى، وهي إزاحة القذافي وكتائبه.