جريدة الجرائد

الصحافة الإسرائيلية: تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية... وتحذير من اكتساح غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تل ابيب


توتر مصري إسرائيلي، ودعوات لرد قاس على قطاع غزة، وتطورات المشهد الليبي، والتحذير من حرب جديدة على غزة... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.

العلاقات المصرية الإسرائيلية

حذرت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء من وصول العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى حافة الهاوية إثر العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي على الحدود مع سيناء وأسفرت عن مقتل خمسة مصريين من بينهم ضابط وجنديان. وذلك بعد تسلل عناصر مسلحة إلى داخل إيلات وقتلها لثمانية مواطنين إسرائيليين. المشكلة التي زادت من تأجيج الوضع، حسب الصحيفة، هي تصريح وزير الدفاع، إيهود باراك، الذي حمل مصر مسؤولية ضعف مكافحة الإرهاب على الحدود، الأمر الذي أثار زوبعة في القاهرة مع تصاعد حدة الانتقادات الموجهة لتل آبيب وخروج الشارع المصري للاحتجاج أمام السفارة الإسرائيلية، لذا تنتقد الصحيفة الطريقة التي تعاملت بها السلطات الإسرائيلية مع الحادث وضعف التواصل مع الجهات المصرية ما خلف نوعاً من التذمر لدى الجانب المصري، ليس فقط من قتل مواطنين، بل أيضاً من إلقاء اللوم عليها في تسلل المسلحين، علماً أن البلاد تمر حالياً بمرحلة مخاض سياسي أعقبت سقوط النظام السابق. لكن الأهم بالنسبة للصحيفة هو عدم رضاها عن ردة فعل الجيش الإسرائيلي نفسه بعدما رفض إلى حد الآن فتح تحقيق تشرف عليه أطراف خارجه لمعرفة ملابسات الحادث واستجلاء الحقائق التي ينتظر الساسة والرأي العام معرفتها، كما انتقدت تصريحات إيهود باراك التي قال فيها إن الجيش قادر على التحقيق بنفسه في تفاصيل ما جرى. وتشير الصحيفة إلى أن سجل الجيش معروف بتحقيقاته التي تسعى إلى إخفاء إخفاقاته أكثر من عرضها على الجمهور، فليس معروفاً مثلاً لماذا اخترق الجيش الإسرائيلي الحدود المصرية وأطلق النار على عناصر الأمن المصري؟ وما علاقة ذلك بتسلل مسحلين إلى إيلات وقتل مواطنين إسرائيليين؟ كل ذلك يتعين كشفه في تحقيق مستقل تجريه سلطة خارج الجيش حتى تحظى نتائجه بالمصداقية.

غياب المعارضة في إسرائيل

في افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي انتقدت "هآرتس" ردة فعل حزب "كاديما" على أحداث العنف الأخيرة التي هزت جنوب إسرائيل بعد تعرضه لعملية مسلحة وقصف بلداته بصواريخ من قطاع غزة، فمع أن الصحيفة تقر بخطورة الوضع ومعاناة سكان جنوب إسرائيل الذين يعيشون في خوف مستمر كلما انطلق صاروخ من غزة، إلا أنها أيضاً تحذر من مغبة الانجرار إلى عملية عسكرية واسعة على شاكلة "الرصاص المصبوب" في عام 2008، وبدلاً من أن تقف المعارضة ممثلة في حزب "كاديما" حائلًا بين الحكومة الإسرائيلية والانخراط مجدداً في حرب مكلفة مالياً وسياسياً ينكب أعضاء الحزب داخل الكنيست في مزايدات عقيمة على نتنياهو و"اليمين" الحاكم في إبداء استعدادهم لدعم أي حملة عسكرية ضد "حماس"، وهكذا ترفض الصحيفة تصريحات بعض السياسيين المحسوبين على الحزب الوسطي مثل شاؤول موفاز رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست، الذي قال في نبرة تحدٍ خطيرة "يتعين على الدولة توسيع تحركها ضد "حماس" والقضاء على بنيتها التحتية"، وهو نفس الموقف الذي تبناه نائبه في الكنيست "يوهان بلينزر" الذي تعهد بأن اللجنة "تؤيد أي تحرك حكومي من شأنه استعادة قوة الردع ضد "حماس" وباقي المنظمات"، وكأن الأمر لا يكفي انضمت زعيمة الحزب "تسفني ليفني" إلى جوقة المزايدة على اليمين عندما صرحت يوم الجمعة الماضي بأنها مستعدة لدعم حكومة نتنياهو في أي ضربة عسكرية ضد غزة، هذه المواقف المتشددة تعكس في رأي الصحيفة غياب المعارضة السياسية في إسرائيل التي يفترض بها رفض أي تصعيد للموقف الأمني في المنطقة وتذكير الحكومة بمسؤولياتها والحاجة إلى ضبط النفس.

الرسالة الليبية

خصصت "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء للحديث عن التطورات المتسارعة على الساحة الليبية بعد إعلان الثوار دخول طرابلس، وقرب انتهاء نظام القذافي الذي يبدو الآن في لحظاته الأخيرة. الصحيفة تشيد بالتقدم الذي حققه الثوار وانتصار الشعب الليبي على الاستبداد، لكنها في الوقت نفسه تحذر من مرحلة ما بعد القذافي وما ستشهده من تحديات لفرض الأمن والاستقرار وبناء الدولة الليبية التي حرمت طيلة العقود الماضية من مؤسسات حقيقية ومن مجتمع مدني يساعد في ملء الفراغ السياسي، الذي سينشأ بعد سقوط النظام... هذه المعضلات وغيرها تحتم على المجتمع الدولي، وتحديداً حلف شمال الأطلسي، تقديم المساعدة والوقوف إلى جانب الليبيين حتى لا يكون مصير البلاد مشابهاً لما يجري في العراق وأفغانستان.

وحتى لا تطفو إلى السطح الصراعات والتناقضات القبلية والعرقية والمناطقية، ولأن الوضع في ليبيا هش للغاية واحتمالات عدم الاستقرار والتطاحن، إما بسبب الاختلافات السياسية، أو لاستمرار فلول النظام في التخريب، ترى الصحيفة أن حلف شمال الأطلسي وفي مقدمته الولايات المتحدة مطالبون اليوم بتأمين الديمقراطية في ليبيا، ومنع البلد من الانزلاق إلى الفوضى. وفي هذا السياق تدعو الصحيفة أيضاً الولايات المتحدة إلى لعب دورها وعدم ترك الساحة، أو الركون إلى عقيدة أوباما التي جربها في ليبيا على مدى الستة أشهر الماضية والقائمة على "القيادة من الخلف" وترك الأمور للأوروبيين لأن ما سيجري في ليبيا بعد القذافي سيكون له تداعيات كبيرة على المحيط الجغرافي وسيبعث برسالة مهمة إلى الشعوب العربية الأخرى التي تصارع الأنظمة بأن نتيجة الثورة ليست الفوضى، كما تحذر من ذلك الأنظمة، بل مزيد من الديمقراطية والتحرر.

لا حرب ضد غزة

يدعو الكاتب والمعلق الإسرائيلي "حانوش دوم" في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرنوت" يوم الإثنين الماضي السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس عقب تجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة صوب بلدات الجنوب الإسرائيلي، وعدم الانجرار إلى عمليات عسكرية كبرى تجتاح فيها الدبابات القطاع لما لذلك من تداعيات سلبية على إسرائيل وعلى المنطقة، فالإرهاب، وفقا للكاتب، سيظل مستمراً مهما فعلت إسرائيل، مشيراً إلى أن الآلة العسكرية وحدها لن تكون قادرة على وقف كل صاروخ، كما أن ظروف المنطقة في الوقت الراهن لا تحتمل حرباً أخرى، لا سيما في ظل الثورات التي تقوم بها الشعوب العربية ضد الأنظمة.

ويحذر الكاتب في هذا السياق من أن حرباً جديدة تشنها إسرائيل على قطاع غزة ستصرف انتباه الشعوب عن الثورة السورية التي يسعى الشعب من خلالها إلى التحرر وتعطي فرصة للنظام لمواصلة جرائمه ضد مواطنيه. هذا ناهيك، عن أن توحد العرب بضغط من الشارع ضد إسرائيل في حال انخرطت هذه الأخيرة في عملية واسعة ضد الفلسطينيين بقطاع غزة، بل الأكثر من ذلك يضيف المعلق أن الحرب ستقضي على المساعي الإسرائيلية في إقناع الدول الأوروبية بعدم التصويت على المطلب الفلسطيني بالاعتراف بالدولة من قبل الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، كل ذلك ستتجنبه إسرائيل لو مارست أقصى درجات ضبط النفس وابتعدت عن المزايدات السياسية التي تحثها على اكتساح قطاع غزة في حركة غير محسوبة ستأتي حتماً، في نظر الكاتب، بنتائج عكسية.

إعداد: زهير الكساب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف