جريدة الجرائد

هروب «الأسد».. و«الملالي» في قفص المحاكمة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شريف عبدالغني

حينما حطت طائرة "الخميني" في طهران عائدا من منفاه الباريسي، هلل قطاع كبير من العرب لهذا القائد الذي أزاح نظام "الشاه" العميل. تغاضينا عن إصراره على الحديث بـ "الفارسية" وعلى وجود مترجم عند لقائه مع أي عربي رغم أنه يجيد "العربية" بطلاقة. لا بأس فالرجل معتد بأصله وبلغته الأم، ولا لوم عليه حتى لو كرر من باب الفخر البيت الشهير لـ "أبي نواس" الذي قال اعتزازا بفارسيته وعلو شأنه على العنصر العربي: "فأين من البدو إيوان كسرى.. وأين من الميادين الزروب"!
في مصر وجَّهنا اللوم للرئيس الراحل السادات الذي فتح البلاد حضنا ومأوى ومستقرا ومدفنا للشاه المخلوع الذي لفظته كل عواصم الدنيا. اعتبرنا أن السادات نثر بذور سوء العلاقة مع دولة شقيقة هي رصيد للقوة العربية والإسلامية. التمس بعضنا العذر لـ "الملالى" حينما وضعوا اسم "خالد الإسلامبولي" قاتل السادات على الشارع الذي يضم السفارة المصرية في عاصمتهم. قلنا "واحدة بواحدة" والبادئ أظلم. لما قصّ صدام حسين شريط افتتاح حرب الخليج الأولى، انتقد كثيرون الدعم العربي الرسمي له، ولم نختلف على حق إيران في الدفاع عن نفسها.
لكن في كل مرة ندافع عنها كانت طهران تخذلنا وتضعنا في حيرة من أمرنا. صحيح أن "صدام" هو من بدأ الحرب، لكن الثابت والموثق أنه أيضا من أعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد عامين من اندلاع المعارك، ووافق على قرارات مجلس الأمن بهذا الصدد، بينما "آيات الله" هم من رفضوا إنهاء المسلسل الدموي، ووضعوا "مفاتيح الجنة" في صدور شباب غض ودفعوا بهم في أتون هجير النار. أداموا أمد الحرب 6 سنوات أخرى لتحصد مئات الألوف من أرواح هنا وهناك، وتدمر اقتصاد البلدين حتى تجرع الخميني "كأس السم" -حسب تعبيره الشهير- ووافق على القرار الدولي بوقف النار ليحتفل العراقيون بانتهاء "قادسية صدام" لصالحهم.
بعدها بعامين فقط جاءت الفرصة أمام "الملالي" على طبق من ذهب لتعويض ما فات وشرب نخب الانتصار "حسب الشريعة طبعا".. وقعت خطيئة "غزو الكويت"، وحتى لا يفتح زعيم العراق جبهة جديدة على نفسه حاول تحييد "الأعداء القدامى" ووافق على إعادة العمل باتفاقية "الجزائر" بشأن تقاسم "شط العرب" مع الإيرانيين، وهي الاتفاقية التي اندلعت بسببها حرب السنوات الثماني. فرحت طهران وانتظرت المزيد. خلال القصف الجوي العنيف لـ "العدوان الثلاثيني" -كما سمته بغداد- والذي تبين أن هدفه ليس فقط إخراج العراق من الكويت وإنما تدمير بلاد الرافدين، حاول صدام إنقاذ طيرانه. استجار بجاره الشرقي وأرسل طائراته إلى المطارات الإيرانية ظنا أنها في أيد أمينة، على أن يستعيدها بعد توقف صواريخ أميركا وحلفائها عن نشر الخراب. لكن هذه الطائرات لم تعد حتى الآن. اعتبرها "الملالى" غنيمة حرب.
"أعطني قيراط حظ وارمني في البحر".. ربما اخترعوا هذا المثل خصيصا من أجل "آيات الله"، فمثلما أعطاهم جورج بوش "الكبير" فرصة الانتقام من صدام وتأليب الجنوب الشيعي عليه أثناء الانسحاب من الكويت، ثم أخذ موطئ قدم دائم بعد فرض "الحظر الجوي" في تلك المنطقة، فقد جاء بوش "الصغير" ليستكمل المهمة ويخلص "الملالي"، وهم جالسون في حوزاتهم ودون أن يصرفوا "ريالا إيرانيا" واحدا، من عدوهم الشرقي: "طالبان" أفغانستان، قبل أن يقدم لهم الهدية الكبيرة: "رأس صدام" ومعها العراق كله مرتعا وملعبا وتابعا.
قبلت طهران الهدية، ومن يومها معروف الدور الذي لعبته وتلعبه في "البوابة الشرقية العربية" عبر حاملي جنسيتها الذين يحكمون بغداد الكسيرة الحزينة.
رغم هذا كله، قلنا "اللي فات مات"، والمهم ما هو قادم، وأن الحفاظ على القوة الإيرانية هو واجب عربي لأنها حتما تصب في رصيدهم، والعمل على درء أي محاولة أميركية أو إسرائيلية لمهاجمة إيران هو مصلحة عليا. ارتفعت الدعاوى خاصة في القاهرة بسرعة إنهاء الوضع الشاذ في علاقتها بطهران، وتطبيع العلاقات وعدم التوقف عند الصغائر. لكن كلما حاول القلب العربي أن يصفو تجاه "الجار والشقيق" الإيراني، فإن سادة طهران يأتون بفعلة تعيدنا معه إلى النقطة "صفر".. انتهاكات مستمرة ضد "عرب الأحواز" ومعاملة أهلها على أنهم "مواطنون درجة ثانية"، وإهمال المنطقة من أي تنمية رغم أن باطنها يحمل النفط الذي هو عصب اقتصاد الدولة.
ما يغيظني شخصيا في مواقف "الملالي"، هو ازدواجية المواقف والتصرفات.. يتحدثون كثيرا عن "حقوق الإنسان"، ثم تبث وكالات الأنباء صورا مروعة لشبان في عمر الزهور من المعتقلين السياسيين يجري إعدامهم بطريقة بشعة.. يقف الواحد منهم على كرسي، ثم يلتف حبل حول رقبته مربوط في "ونش" من ذلك النوع المستخدم في رفع السيارات من الشوارع. الأوناش متراصة وترفع "الذبائح" معلقة وألسنتهم مدلاة من أفواههم، والعرض متاح أمام تجمع من البشر في مشهد يصل بمرتكبيه إلى حدود همج ما قبل التاريخ واختراع القانون!
حكام طهران الذين هللوا للربيع العربي، وراحوا يذرفون الدموع حينما دخلت قوات "درع الجزيرة" إلى البحرين، ماذا فعلوا حينما هبت رياح الربيع على سوريا والتي قابلها "الأسد" برغبة محمومة في إبادة شعبه؟
أولا: فرع الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، وتحت قيادة حجة الإسلام حسين تائب، ساعد في تدريب قوات الأمن السورية الباسلة ومعها وحدات الجيش "الممانع" على سحق المحتجين السلميين، وبحسب تقارير فقد شارك هذا الفرع في بعض الهجمات، وعلى سبيل المثال، مرافقة خمسة من الحرس الثوري نظراءهم السوريين في الهجوم على منزل للطلاب في دمشق الشهر الماضي، وأن نحو 47 ضابطا من وحدة حجة الإسلام حسين تائب، توجهوا إلى عدد من المدن السورية بناء على طلب رئيس المخابرات السورية عبدالفتاح قدسية. لكن بعدما اتهمت تركيا إيران بأنها تشارك في "جرائم الحرب" التي ترتكب في سوريا، قرر الحرس الثوري الإيراني تجنيد جنود ناطقين باللغة العربية من مناطق مثل الأحواز وإرسالهم إلى سوريا وبالذات إلى دمشق ليحلوا محل الجنود الناطقين بالفارسية.
ثانيا: تقديم مساعدات اقتصادية مباشرة لنظام الأسد بمبلغ 7 مليارات دولار.
ثالثا: مساعدة "جزاري دمشق" على فرض قوانين أكثر صرامة على البنوك الإسلامية والخاصة، لكبح جماح هروب رؤوس الأموال.
رابعا: المساعدة على زيادة فرص العمل والنمو الاقتصادي.
خامسا: منح الحكومة السورية، على الفور، 300 ألف برميل نفط يوميا، وذلك بدءا من شهر يونيو الماضي.
بعد هذا كله، وعقب السقوط الحتمي لـ "الأسد" والمتوقع هروبه.. مَن سيمثل في قفص العدالة على غرار "مبارك"؟
أظن أنه لا يوجد غيرهم: "الملالي"!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
زي العسل
على باب الله -

قرأت مقالتك راح بالي لبرنامج مصري أسمه أرجوك متفتيش وآخر ..زي العسل يا أفندم

زي العسل
على باب الله -

قرأت مقالتك راح بالي لبرنامج مصري أسمه أرجوك متفتيش وآخر ..زي العسل يا أفندم

لا يا شريف !!
علي الأحوازي -

نرى تكرار خطأ السيدة الموقرة والكاتبة السياسية الشهيرة هدى الحسيني في الشرق الأوسط بحق الأحوازيين اذا كانت إيران تملك العشرات من المليشيات المدربة و المسلحة في العراق ولبنان و تمتلك مئات الآلاف من الخلايا الواعية و اليقظة و النائمة و الموقوتة ما حاجتها الى تجنيد الأحوازيين التي تخاف منهم اشد الخوف و هي تمنع اولادهم حتى من ممارسة الرياضة مثل المصارعة والتكواندو و الكونغ فو صحيح العرب يتعمدون في غمض اعينهم عن رؤية الواقع الأحوازي و مقاومته لمحاولات محو الهوية العربية لكن لا يعني ذلك ان يسمح بعض الجهلة بالواقع الأحوازي لأنفسهم رمي ضعفهم و فشلهم في التصدي للتمدد الإيراني على الأحوازيين ... ثمة فرق يا عزيزي الكاتب بين الأحوازي الذي يقاوم الإحتلال بكل ما أوتي من قوة و جميع الطرق السلمية و غير السلمية و بين الأقزام الذي باعوا انفسهم لطائفية الملالي لتخريب أوطانهم وديارهم اتمني ان تتطرق بعلم ودراية ومعرفة للأحواز و لا تتحدث عن جهل و تكرر كلام زميلتك هدى الحسيني شكرا لإيلاف اذا تسمح لنا الأحوازيين بالرد و الدفاع عن انفسنا تجاه هذه الإتهامات

لا يا شريف !!
علي الأحوازي -

نرى تكرار خطأ السيدة الموقرة والكاتبة السياسية الشهيرة هدى الحسيني في الشرق الأوسط بحق الأحوازيين اذا كانت إيران تملك العشرات من المليشيات المدربة و المسلحة في العراق ولبنان و تمتلك مئات الآلاف من الخلايا الواعية و اليقظة و النائمة و الموقوتة ما حاجتها الى تجنيد الأحوازيين التي تخاف منهم اشد الخوف و هي تمنع اولادهم حتى من ممارسة الرياضة مثل المصارعة والتكواندو و الكونغ فو صحيح العرب يتعمدون في غمض اعينهم عن رؤية الواقع الأحوازي و مقاومته لمحاولات محو الهوية العربية لكن لا يعني ذلك ان يسمح بعض الجهلة بالواقع الأحوازي لأنفسهم رمي ضعفهم و فشلهم في التصدي للتمدد الإيراني على الأحوازيين ... ثمة فرق يا عزيزي الكاتب بين الأحوازي الذي يقاوم الإحتلال بكل ما أوتي من قوة و جميع الطرق السلمية و غير السلمية و بين الأقزام الذي باعوا انفسهم لطائفية الملالي لتخريب أوطانهم وديارهم اتمني ان تتطرق بعلم ودراية ومعرفة للأحواز و لا تتحدث عن جهل و تكرر كلام زميلتك هدى الحسيني شكرا لإيلاف اذا تسمح لنا الأحوازيين بالرد و الدفاع عن انفسنا تجاه هذه الإتهامات

تأليه بشار
عبدالله العثامنه -

لو كان نظام الملالي نظاما اسلاميا لرفض تأليه بشار الاسد على شاشات الفضائيات ولقطع العلاقات مع الحكومه السوريه التي اباحت كل الكفريات من هدم المساجد وقتل المصلين وتدنيس المصاحف وقتل الاطفال والشيوخ والنساء...لو كان الملالي اسلاميين لتبرأوا من هذاالنظام ولكن على شكلو شكشكلو.

تأليه بشار
عبدالله العثامنه -

لو كان نظام الملالي نظاما اسلاميا لرفض تأليه بشار الاسد على شاشات الفضائيات ولقطع العلاقات مع الحكومه السوريه التي اباحت كل الكفريات من هدم المساجد وقتل المصلين وتدنيس المصاحف وقتل الاطفال والشيوخ والنساء...لو كان الملالي اسلاميين لتبرأوا من هذاالنظام ولكن على شكلو شكشكلو.