جريدة الجرائد

صوت الجامعة.. أخيراً تحدثت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اليوم الإلكتروني

أخيراً تحرّكت الجامعة العربية وتداولت الأوضاع في سوريا.. واضطرت الجامعة، بضغط من الشعوب العربية، والمظاهرات أمام مقرها، أن تصدر تحذيراً إلى النظام السوري بضرورة أن يستجيب لتطلعات شعبه وأن يوقف إراقة الدماء التي تهدرها آلة البطش الأمنية.
ويبدو أن الجامعة تأخرت كثيراً، إذ كانت الدماء تسفك يومياً في مدن سوريا والجامعة العربية صامتة ولا ترى ولا تسمع، بل إن أمينها العام نبيل العربي وهو ابن الثورة المصرية، أدلى بتصريحات فسّرتها الشعوب العربية على أنها دفاع عن نظام الأسد وآلته العسكرية.
وردّت سوريا بتعالٍ وببرود على بيان الجامعة العربية، قائلة إنها تعتبره كأن لم يصدر.. ومثل هذا الرد سبق أن أدلى به وزير الخارجية السوري رداً على مطالبة بلدان الاتحاد الأوروبي للنظام السوري بإجراء إصلاحات والامتناع عن انتهاج قتل المدنيين العزّل، إذ قال الوزير إنه سيتجاهل أوروبا ويعتبرها غير موجودة.
ويبدو أن التجاهلات السورية كثيرة تبدأ من تجاهل ثورة الشارع والسوريين ولا تنتهي عند تجاهل بيانات المجتمع الدولي.
وليس مهماً أن يقتنع النظام السوري بأي فكرة، بقدر ما هو مهم أن يجنح النظام إلى الرشد والتعقل ويلجم آلة القتل الجهنمية التي تهاجم الناس وتداهم المنازل وتسوق الناس بالآلاف إلى السجون والمعتقلات.
والمهم أن يعمل النظام من أجل سوريا، لأن الحلول الأمنية التي انتهجها نظام الأسد، لم تقدّم إلى الآن، سوى المزيد من سفك الدماء وتصاعد ثقافة الكُره، وانهيار في الاقتصاد واتجاه سوريا إلى منحدر خطير ليس في صالح النظام ولا في صالح الناس ولا في صالح البلاد.
والحل الأمني هو مغامرة محفوفة بالمخاطر ليس لها أمل بالنجاح إلا بإراقة مزيد من الدم، وحتى إراقة الدماء ليست ضماناً لنجاحها.
وعلى قادة النظام السوري الآن ترك نصائح المستفيدين الذين يصادرون القرار السوري لصالح القوى الأجنبية، وأن يفتحوا العقل والعين على ما يحدث في سوريا ويستخلصوا العِبر من سجلات التاريخ وانتصارات الثورات الحديثة في مصر وتونس وليبيا. وقطعاً السوريون ليسوا أقل بأساً أو شجاعة أو تصميماً من أي آخرين. ومن الحكمة أن يتعامل النظام السوري مع الدعوة العربية باعتبارها مبادرة تهدف إلى مساعدة سوريا على الخروج من مخاطر الأوضاع الراهنة، وأن يمتنع عن مواصلة سياسة التجاهل التي لا يبدو أنها تؤدي سوى إلى أن تكون الأمور أكثر سوءاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف