زعماء بين حجري «رحى»... وفوبيا «الثورات» تقف عند باب «العمرة»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
زعماء دول عربية وإسلامية بين حجري "رحى"... وفوبيا "الثورات" تقف عند باب "العمرة"
جدة - زياد العنزي
منذ خديعة الرئيس الموريتاني السابق، ولد سيدي أحمد الطايع وانقلاب جيشه على نظامه والإطاحة بحكمه في عام 2005، أثناء وجوده في المملكة للمشاركة في مراسم التشييع والعزاء بوفاة الملك فهد بن عبدالعزيز، وزعماء الدول العربية والإسلامية كأنهم "تأبطوا شراً" أمام هذا المشهد، خشية أن تكون بلادهم هي الأخرى حبلى بـ "الثورات" التي تسقط "التاج" من فوق رؤوسهم.
وكشفت "عمرة" هذا العام، أن هؤلاء الزعماء عالقون بين حجري "رحى"، وقلقون على مستقبل نظامهم، عندما آثروا البقاء في قصورهم على غير العادة، خوفاً من الوقوع في "مصيدة" تحيلهم للتقاعد أو المحاكمة، ولم يتجرأ على الخروج من بلاده من الزعماء العرب سوى ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ونائب رئيس دولة الإمارات محمد المكتوم عندما قدما لأداء العمرة، ليكونا أول الواصلين وآخرهم لمكة المكرمة، فيما أدى العمرة من زعماء الدول الإسلامية الرئيس السنغالي عبدالله واد ورئيس الغابون علي بونجو ورئيس وزراء باكستان يوسف جيلاني والرئيس الُأفغاني حامد كرزاي.
لقد تنازل بقية الزعماء عن نسكهم لهذا العام، بعد أن شاهدوا الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي وقد سقطت كلمته، ليهجر بلاده إلى أجل غير مسمى بعد 24 عاماً من امتطائه العرش، ليعززه بعد ذلك مشهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك وهو في قفص "المحاكمة" بعد ثورة 25 يناير، التي أتى عليها "الفراعنة" الشباب خلال أيام معدودة.
لم يؤد طواف العمرة ويهرول في المسعى سوى "الهاشمي"، الذي رصدته عدسات المصورين دون سواه من الزعماء، ربما لانشغال الكثيرين منهم بمصير العقيد القذافي، الذي دك "الثوار" الليبيون أحصنته وتخلخلت أسوار حكمه، ولم تشفع له خبرته العسكرية والقيادية في درء هذا البلاء على رغم أنه يعد أقدم حاكم على وجه الأرض حتى الآن.
ويرى المراقبون أن عمرة رمضان هذا العام، قد أماطت اللثام عن وجوه القلقين من زعماء الدول الإسلامية والعربية على "كرسي الحكم"، ولو أبانوا عكس ذلك على الشاشات الفضائية، إذ "يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو"، حتى حوّر البعض منهم "الآيات" لمصلحته على غير هدى "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض"، هكذا بدأ يتصدى البعض منهم لردات فعل رعاياهم المعاكسة لمواقفهم.
لم يحلق هؤلاء الزعماء بطائراتهم الخاصة للمرة الأولى إلى بلاد الحرمين الشريفين لأداء عمرتهم، تاركين حجوزاتهم على قوائم الانتظار "طواعية"، ولم يكن المبرر سوى انشغالهم بقراءة الأحداث ومجرياتها لأندادهم ممن سقطوا، أو ممن لا يزالون يصارعون موجة غضب شعوبهم بانتظار القول الفصل في هذه الأزمات المتلاحقة التي هزت أراضي بعض هذه الدول.
"الليل أعمى وللنهار عيون" مثل استعان به الكثير من قادة الدول العربية والإسلامية، كناية عن الحذر والتمسك قدر المستطاع بـ "شعرة معاوية" في ما بينها وشعوبها، حتى لا يكونوا رقماً جديداً، بعد أزمة حضارة سبأ وبلاد اليمن السعيد التي تشهد محافظاتها مظاهرات شرسة، تطالب بتغيير نظام رئيسها علي عبدالله صالح والإطاحة بحكمه. وفيما كانت عمرة رمضان لهؤلاء الزعماء كـ "الرمضاء" التي فضحتهم أمام الرأي العام، ليتسلل حديث النفس إلى عقولهم "أتواصوا بك" بعد الرئيس السوري بشار الأسد الذي صرخ في وجه الجامعة العربية أخيراً، رافضاً نصحها في مساومة شعبه على استقرار بلاده التي أرهقها حمام الدم ومخازن الجثث "البريئة".
التعليقات
الله الملك الوطن
مهند حداد -للعلم فقط ملكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله كل عام يؤدي العمره هو واولاده واخوانه وهي عاده من عادات ابيه الحسين بن طلال رحمه الله والملوك الهاشميين العظام...حفظ الله الاردن وقائده وشعبه وكل عام وهم جميعا بالف خير وعيد سعيد للامه العربيه والاسلاميه