خارطة جديدة بتحالف تركي مصري

أنقرة، القاهرة: أحمد ياسين، هاني زايد

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان عن "تعليق كامل" للعلاقات العسكرية والتجارية مع إسرائيل، مشيراً إلى أن تركيا ستواصل فرض المزيد من العقوبات عليها. وتعهد إردوغان أمس، في أول رد فعل علني له على تقرير الأمم المتحدة بشأن الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية لغزة العام الماضى، بزيادة وجود تركيا فى منطقة شرق البحر المتوسط، التي وقع بها الهجوم الإسرائيلي وأدى إلى مقتل 9 أتراك على ظهر السفينة "مرمره الزرقاء". وقال "سفننا ستشاهد بصورة أكثر تكراراً في تلك المياه". ولفت إردوغان إلى أنه ربما يزور غزة، عقب زيارته لمصر الاثنين المقبل.
وبدوره أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية "غير شرعي" نجم عنه حصار القطاع. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني إلى أنقرة نبيل شعث أن بلاده ستواصل المعركة القانونية بالمحافل الدولية لإنهاء احتلال غزة والضفة.
في المقابل، أعلن مسؤول إسرائيلي أمس أن إسرائيل لا ترغب في المزيد من التدهور في علاقتها مع تركيا. وقال "خلال الأشهر الماضية كانت هناك العديد من المحاولات لخلق ديناميكية إيجابية للحفاظ على العلاقة بين إسرائيل وأنقرة، ولكن هذه الجهود لم تنجح حتى الآن".
وفيما رحبت حركة حماس بالقرار التركي وزيارة إردوغان المحتملة لغزة، أكد مصدر دبلوماسي مصري لـ "الوطن" أن بلاده تبحث الطلب التركي بالسماح بزيارة إردوغان لغزة عن طريق مصر، لكنه لم يعط أي تفاصيل عن التوجهات المصرية حيال هذا الطلب.
ورفض المصدر التعليق على القرار التركي بتعليق العلاقات مع إسرائيل، لكن
محللين وسياسيين مصريين أشادوا به واعتبروه استهلالاً لإعادة رسم الخريطة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح لـ "الوطن" مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق والمرشح الرئاسي المحتمل الدكتور عبد الله الأشعل، أن "تركيا أرادت أن ترسل رسالة إلى إسرائيل بأنها لم تعد اللاعب الوحيد في المنطقة حتى لو غاب العرب عن المشهد، وأن تركيا أصبحت لاعباً آخرا في شرق المتوسط التي لن تكون بعد اليوم بحيرة إسرائيلية". وقال الأشعل إن "التحالف التركي- المصري يمتلك كثيراً من مقومات النجاح، لكنه يظل مرهوناً بقدرة مصر على الانتقال من المرحلة الانتقالية التي تعيشها حالياً".
من جهته، وصف الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي، الموقف التركي بأنه "شجاع"، لكنه قلل من احتمالات قيام تحالف تركي ـ مصري في ظل الظروف التي تعيشها مصر حالياً. وأكد في الوقت ذاته أن "وجود تحالف تركي ـ مصري سيعود بالنفع على المنطقة كلها في ظل الثقل السياسي الذي تتمتع به البلدان، خاصة في ظل ما أعلن عن أن أردوغان سيوقع اتفاقية عسكرية ثنائية خلال زيارته المرتقبة إلى مصر.
وحول الشأن الفلسطيني الداخلي، تواصلت جهود تبذلها الولايات المتحدة لإيجاد صيغة تتبناها اللجنة الرباعية الدولية ويقبلها الفلسطينيون والإسرائيليون تتيح استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وتدفع القيادة الفلسطينية لتجنب طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. والتقى المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية توني بلير مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية لبحث بلورة صيغة لاستئناف مفاوضات مقبولة من الطرفين. وسيستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل بعد مكالمة هاتفية جرت مساء أول من أمس بين عباس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
من جهة أخرى، أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن بلاده أجرت أمس تدريباً موسعاً تم خلاله محاكاة لهجوم صاروخي على مفاعلها النووي قرب ديمونة بصحراء النقب جنوبي البلاد.