جريدة الجرائد

قانون العفو عن الأراذل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عدنان حسين


أصبحنا قاب قوسين أو أدنى، أو على مرمى حجر من إقرار مجلس النواب مشروع القانون الخاص بالعفو العام الذي صُمم ليشمل مرتكبي جرائم مختلفة، بينها ما هو خطير مخلّ بالشرف كجرائم القتل على الهوية الطائفية والقومية وجرائم الغش والتزوير في شهادات مدرسية ووثائق رسمية.

مشروع القانون سيمرره البرلمان بعد تمثيلية من فصل واحد يُطلق فيها بعض النواب بعضاً من الزعيق بما يُوحي بمعارضة كتلة أو أكثر للقانون، ليُصبح بعد انتهاء هذه التمثيلية قانوناً نافذاً، ستبدع الحكومة في وضعه موضع التطبيق في الحال بسبب الحاجة الماسّة لأطراف في الحكومة والبرلمان لخدمات هؤلاء المجرمين الذين يرتبط كثير منهم بهذه الأطراف. وربما سيلحق العقاب بمن يمتنع عن تنفيذ القانون أو يعارض تنفيذه، فالقوانين من هذا النوع خصوصاً محترمة في دولتنا وواجبة التطبيق حتى لو كانت تتعلق بزرع ألغام في الشوارع والأزقة والأسواق، قابلة للانفجار في أية لحظة، وكل واحد من هؤلاء هو في الواقع لغم لا يحتاج إلا لنزع صاعقه.
ليس هذا بالذات ما يقلقني، فلا بدّ لنا ان نجد طريقة للتكيّف مع القانون الوشيك الصدور ومع جيش المشمولين به، مثلما نتكيّف مع كل المساوئ في حياتنا، وفي المقدمة منها وجود طبقة حاكمة لا تتورع عن إضفاء الشرعية على جرائم شنيعة كالتي سيشملها العفو العام، ولا تتردد في تحريم وتجريم أعمال يكفلها الدستور كحقوق ثابتة، مثل انتقاد الأداء السيئ لمؤسسات الدولة والمسؤولين عنها، بالتظاهر أو عبر وسائل الإعلام.
المقلق هو حال المعتقلات والسجون التي سيغادرها المشمولون بالعفو، وهم بعشرات الآلاف، وحال القائمين عليها وهم بالآلاف. ما الذي سنفعله بهذه المباني الكبيرة الكثيرة؟ وما الذي سيقوم به المدراء والمساعدون والحراس؟ بالتأكيد لن تُترك السجون والمعتقلات لتتحول إلى مستعمرات للهوام والقوارض ولن تُترك طواقمها للبطالة المقنعة.
طبقتنا الحاكمة لا بد أنها فكّرت في الأمر ملياً، فهي طبقة ذكية وتتأمل الأشياء بعقلية إستراتيجية، ولا بدّ أنها توقّعت أن إطلاق سراح هذه الأعداد الغفيرة من أرباب السوابق من السجون والمعتقلات ومكافأة المزوّرين ولصوص الوظائف بإبقائهم في مناصبهم وعلى كراسيهم سيتسببان في مشاكل كثيرة مع ضحايا الجرائم التي ارتكبها المعفو عنهم، فالقتلة ستسعى عائلات ضحاياهم الى الانتقام منهم ومزورو الشهادات والوثائق سيشعر أصحاب الشهادات الحقيقية بالحنق تجاههم، خصوصا مع استمرار عطالتهم بسبب سرقة وظائفهم واستشراء الفساد المالي والإداري. والنتيجة أن "مجرمين" جدداً سيُلقى القبض عليهم ويُحالون إلى المحاكم ويُحكم عليهم بالسجن وربما الإعدام أيضاً، وهكذا تزدهر الحياة من جديد في السجون والمعتقلات ويُقضى على البطالة المقنعة بين صفوف مدرائها ومساعديهم وحراسها.
هذا بالذات ما يُقلقني من تمرير مجلس النواب لقانون العفو العام، فمن المرجح أن تتحول السجون والمعتقلات إلى محاجر لخيرة بنات العراق وأبنائه ويُصبح المجتمع في المقابل ملعبا مفتوحاً لأراذل الناس.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حزب الدعوة والتزوير
عراقي متشرد -

حزب الدعوة له باع طويل في التزوير منذ أن فتح مكتبأ في دمشق في السبعينات.كانت هناك هجرة جماعية للكفاءات العراقية الى مختلف دول العالم في السبعينات لكن سفارات صدام كانت بالمرصاد لهؤلاء المهاجرين أينما حلوا وأول ما فعلته تلك السفارات هو سحب جواز كل من يراجعها لغرض التجديد أو التمديد وأعطاءه جواز مرور.تنبه حزب الدعوة الى ذلك فصار يصدر جوازات عراقية ويبيعها للعراقيين الذين كانوا يذهبون الى دمشق لشراءها. كان هذا في السبعينات وبعد الحرب مع ايران صار هذا الحزب يبيعها لكل من هب ودب فأقبل عليها الملايين من غير العراقيين لغرض الحصول على اللجوء السياسي في الغرب ولهذا فلا غرابة في أن يكون ثلاثة أرباع اللاجئين المسجلين كعراقيين هم ليسوا عراقيين.كانت السلطات السورية تعلم بذلك والمضحك أن كل دول العالم كانت تعلم بذلك ولهذا كانت تتغاضى في تدقيق تلك الجوازات في المطارات.بعد أن أكمل المالكي الذي لم يحصل على البكالوريا جامعة السليمانية فرع اللغة العربية التي لا يفرق في خطبه بين الفاعل والمفعول به هرب الى سوريا بسبب التجنيد الآجباري وانضم الى حزب الدعوةوعمل في قسم تزوير الجوازات الى يوم تحرير العراق فنفش ريشه وكأنه هو من أسقط صدام وعاد الى العراق وهو كبقية الذين حكموا بعد التحرير كانوا يعيشون على فتات موائد الدول واستغل سذاجة بعض العراقيين ليصبح في هذا المركز وليصدر قانون العفو عن المجرمين والمزورين من أتباعه وحلفاءه.............

حزب الدعوة والتزوير
عراقي متشرد -

حزب الدعوة له باع طويل في التزوير منذ أن فتح مكتبأ في دمشق في السبعينات.كانت هناك هجرة جماعية للكفاءات العراقية الى مختلف دول العالم في السبعينات لكن سفارات صدام كانت بالمرصاد لهؤلاء المهاجرين أينما حلوا وأول ما فعلته تلك السفارات هو سحب جواز كل من يراجعها لغرض التجديد أو التمديد وأعطاءه جواز مرور.تنبه حزب الدعوة الى ذلك فصار يصدر جوازات عراقية ويبيعها للعراقيين الذين كانوا يذهبون الى دمشق لشراءها. كان هذا في السبعينات وبعد الحرب مع ايران صار هذا الحزب يبيعها لكل من هب ودب فأقبل عليها الملايين من غير العراقيين لغرض الحصول على اللجوء السياسي في الغرب ولهذا فلا غرابة في أن يكون ثلاثة أرباع اللاجئين المسجلين كعراقيين هم ليسوا عراقيين.كانت السلطات السورية تعلم بذلك والمضحك أن كل دول العالم كانت تعلم بذلك ولهذا كانت تتغاضى في تدقيق تلك الجوازات في المطارات.بعد أن أكمل المالكي الذي لم يحصل على البكالوريا جامعة السليمانية فرع اللغة العربية التي لا يفرق في خطبه بين الفاعل والمفعول به هرب الى سوريا بسبب التجنيد الآجباري وانضم الى حزب الدعوةوعمل في قسم تزوير الجوازات الى يوم تحرير العراق فنفش ريشه وكأنه هو من أسقط صدام وعاد الى العراق وهو كبقية الذين حكموا بعد التحرير كانوا يعيشون على فتات موائد الدول واستغل سذاجة بعض العراقيين ليصبح في هذا المركز وليصدر قانون العفو عن المجرمين والمزورين من أتباعه وحلفاءه.............