تفاصيل ليلة اقتحام السفارة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة - العرب
720 دقيقة قضاها المتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية منذ أمس، وأمس الأول، 360 دقيقة منها بدأت من السادسة مساء جمعة "تصحيح المسار" في تكسير ما عرف إعلاميا بـ "الجدار العازل" أمام مقر السفارة، و360 دقيقة أخرى بدأت من الثانية عشرة من صباح السبت (بتوقيت القاهرة)، وكانت أكثر سخونة من الساعات الأولى للتظاهر أمام ميدان نهضة مصر، حيث شهدت حرائق، وإطلاق الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع، ونزع اللافتات الدعائية والإرشادية التابعة لأجهزة المرور.
رصدت "العرب" تفاصيل 6 ساعات كاملة، وعنوانها "الكر والفر" بين المتظاهرين، وقوات الشرطة والجيش بعد أن تبادلوا إلقاء الحجارة، والزجاجات الفارغة، وقنابل المولوتوف والغاز المسيل للدموع.
ففي الثانية عشرة صباح السبت شب حريق هائل أمام السفارة السعودية في إحدى الحافلات التابعة للسفارة السعودية، وقام المتظاهرون بإطفائه، وبعدها بدقائق قليلة نشبت مشادات بين أفراد الأمن بمديرية أمن الجيزة، وبعض المتظاهرين الذين كانوا متجهين لمحاصرة منطقة السفارة الإسرائيلية، وسرعان ما تجددت الاشتباكات بين الجانبين، بعد أن ألقى المتظاهرون زجاجات المولوتوف والحجارة والزجاجات الفارغة على مقر المديرية، فردت أجهزة الأمن عليهم، بعدد كثيف من قنابل الغاز، ومجموعة من الطلقات النارية من أسلحة متعددة في الهواء، وحاولت الأجهزة الأمنية تطويق المنطقة ومنع المتظاهرين من التواجد بها، إلا أن محاولة الأجهزة الأمنية فشلت في بداية الأمر، بسبب إصرار المتظاهرين على اقتحام مبنى المديرية، وبعدها بدقائق، شب حريق آخر بحديقة الأورمان المطلة على السفارة الإسرائيلية والمجاورة لمبنى المديرية، لأسباب مجهولة، ونشب الحريق في عدد من الأشجار، وأعقبه حريق آخر في حديقة الحيوان، ثم مجموعة من الحرائق الأخرى في إطارات السيارات، وبعض الأشجار واللوحات الإعلانية، فيما اقتحم عشرات الشباب مقر السفارة بعد أن قاموا بإنزال العلم الإسرائيلي، وألقوا جميع الأوراق والمستندات الموجودة بمكاتب السفارة من الشرفة بالدور الـ19 إلى الشارع.
ومن الواحدة صباحا وحتى الثالثة، شهد كوبري الجامعة معارك عنيفة بين الطرفين، بدأتها الأجهزة الأمنية عندما قامت بقطع التيار الكهربائي عن كوبري الجامعة والمباني المجاورة للسفارة، وألقت نحو 100 قنبلة من الغاز المسيل للدموع، والذي وصفه المتظاهرون بأنه أصعب وأشد من غاز الأيام الأولى للثورة، وقالو إنه لا يقاوم بالخل أو بالمياه الغازية، أو البصل، واستطردوا: "يبدو أنه نوع أميركي جاء هدية من أوباما"، فيما سقط نحو 20 قنبلة منها في النيل، ونتيجة لكثافة إطلاق قنابل الغاز في محاولة من أفراد الشرطة لتفريق المتظاهرين، تم إطلاق أكثر من 15 قنبلة في شرفات المنازل والعمارات المطلة على السفارة والكوبري، ونتيجة الدخان الكثيف سقط المئات من المتظاهرين في حالة إغماء وإعياء تام، وتم نقلهم عبر سيارات الإسعاف التي انتشرت بعدد كبير في ميدان "نهضة مصر" والشوارع المؤدية إليه، إلى مستشفيات بولاق الدكرور، و "الشرطة" بالعجوزة، وأم المصريين بالجيزة.
وتكرر مشهد دهس المتظاهرين بالسيارات المصفحة والمدرعات الذي حدث يوم 28 يناير الماضي في جمعة الغضب، وسط ميدان التحرير وميدان عبدالمنعم رياض، حيث انطلقت من مديرية أمن الجيزة سيارات مسرعة نحو المتظاهرين لتفريقهم، وقامت بدهس عدد كبير منهم بعد أن رفض المتظاهرون التراجع عن مقر مديرية الأمن، وأصابت عددا منهم وتم نقلهم إلى المستشفيات، وهو ما جعلهم يشعلون النار في مؤخرة إحدى المدرعات، واستمروا في التظاهر، فيما قامت 30 مدرعة تابعة للجيش بحماية مبنى السفارة السعودية ومديرية الأمن.
واضطر المتظاهرون إلى الاحتماء بمسجد الرحمة المواجه للسفارة الإسرائيلية، وأثناء خروج البعض منهم قامت قوات الجيش بالقبض عليهم مما أغضب المتظاهرين فقاموا بنزع اللافتات وإشارات المرور والعلامات الإرشادية وحاولوا إحراق مسرح الجامعة (فاطمة رشدي)، والسيارات المتواجدة بشارع المنيل، وفي تلك الأثناء نجحت مجموعة أخرى من المتظاهرين في اقتحام نقطة شرطة إطفاء الحرائق بالمنيل وتمكنوا من تشغيل إحدى السيارات وانطلقوا بها نحو مقر السفارة بهدف تجديد المواجهة مع أفراد الأمن المركزي والشرطة العسكرية كرد فعل على احتجاز مجموعة من زملائهم، إلا أنهم فشلوا في تشغيل خراطيم المياه.
وفي الرابعة صباحا ظهر مجموعة كبيرة من البلطجية وحارسي العقارات وقاموا بسرقة بعض الأمتعة الخفيفة من نقطة شرطة المطافي، وفي ذلك التوقيت نجحت إحدى المدرعات في اختراق صفوف المتظاهرين قادمة من قصر العيني، في اتجاه السفارة الإسرائيلية عن طريق كوبري الجامعة، مما أدى إلى تفريق المتظاهرين من جديد، وتراجعهم إلى أول الكوبري.
وعادت الأحداث إلى التصاعد من جديد بعد أن هتف المتظاهرون ضد الحكم العسكري، وهو ما استفز قوات الشرطة العسكرية، فخرجت في السادسة من صباح أمس، وقامت بفصل المتظاهرين عن طريق نشر شريط لعدد كبير من الجنود على كوبري الجامعة، وهو ما فرق المتظاهرين إلى قسمين، وتولت الشرطة المدنية التعامل مع الجانب الآخر وقامت بإبعادهم بالقوة باستخدام القنابل المسيلة للدموع، حتى أخرجتهم من محيط السفارة ومديرية الأمن ووصلت بهم إلى جامعة القاهرة، أما المتظاهرون الذين تم فصلهم على كوبري الجامعة فتعاملت معهم الشرطة العسكرية حتى أبعدتهم عن مقر السفارة تماما، وهدأت الأحداث، حتى السابعة صباحا.