كلّ العرب أعداء لسورية!ري!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سورية لن تسمع قيادتها أي صوت عاقل، إلا من يوقع على مذكرة، وموقف ثابت يؤيدانها، وأمين عام الجامعة العربية الذي زار دمشق وبشّر بوقف للعنف، وقع في خدعة مكشوفة للشعب السوري وغيره، ثم دعوة المجلس الوزاري العربي بما تضمنه المشروع العربي لنزع فتيل الأزمة بين الشعب والحكومة، فكان الرد، تقديم مشروع سوري ينادي بإصلاحات داخل جامعة الدول العربية ويصف بيان الجامعة بالعدائي..
المنطق أن الإجماع العربي لم يأت إلا من خلال الوقائع المشاهَدة، وعملية أن تنقل المعركة لداخل جامعة الدول العربية للمناداة بالإصلاحات والشعب السوري غارق في الدم والبؤس، فذلك أمر يدعو للضحك، فهذه الدول لم تكن على عداء مع سورية، ولا تستطيع السلطة أن تنشر بالوثائق أنها جزء من الأزمة، لكن الوضع المتفجر، قاد لأنْ تكون كل الدول الأعضاء في موقف العداء..
المبرر غير منطقي، ولاموضوعي إذا كانت الإدانات تأتي من داخل سورية، وعملية أن يتم إصلاحٌ من الداخل فشيء مستحيل لأن السلطة تريد إدارة الحكم وفق مواصفاتها دون غيرها، والدليل أن من تحاورت معهم من المعارضة وطالبوا بإصلاحات لا تخضع فقط لرغبة الدولة، غيّب أو قتل كل معارض، ما ينفي نية الحوار وتجاوز الأزمة من الداخل..
الجامعة العربية نعرف سلفاً، أنها لن تغير من طبيعة الأشياء، إذا كانت دمشق تقف في وجه معظم دول العالم، إلا نسبة ضئيلة تربطها بها مصالح تخشى أن تتضرر أو تنشأ عنها أزمة ما بعد الحكم القائم، وعملياً سواء رفضت أو دعمت الموقف العربي، فلا أحد يستطيع أن يتهم شعباً ثائراً بأنه يقوم بدور خارجي لمؤامرة دولية، وهي حجة سبق أن ادعاها زعماء الدول الذين خرجوا من كراسيهم، وحتى لو قبلنا هذا الافتراض، هل يمكن أن يُجمع شعب على عقوق مواطنته، ويقبل بالموت على الحياة؟! ولو كانت السلطة على وفاق مع شعبها لما حدثت المظاهرات، وصارت عنواناً لمحطات الفضاء ووسائل الاتصال الأخرى، وعملياً فالقضية داخلية بحتة، ومَن يقرر المستقبل ليس المدفع والرشاش والدبابة، بل من يريدون انتزاع حرياتهم وحقوقهم، وحتى لو ناصر العالم كله حكومة دمشق، فإن الشعب وحده هو من يؤكد دوره وفعله..
الانتحار المتبادل لن يعطي نتائج لغسل الدم، ومن يفهم التاريخ يتعظ به، لكن حكومة دمشق التي رأت مشهد الثورات العربية، اعتقدت أنها في مأمن، وقد نسيت أن تلك الأنظمة أحاطت نفسها بنفس القوة والعيون المراقبة، لكنها أدركت أن الوطن لا يرتهن بنظام أو شخص، ومع افتراض أن الزمن سيلعب دور المرجّح، وهي ليست استنتاجات تبنى على الفرضيات، بل الحقائق، فإن الطريق للحرية مفروش بالضحايا..
فالخراب واهتراء السلطة لم يمنعا انهيار الاتحاد السوفياتي كقوة عظمى، ولم يحميا نظام الشاه الذي اعتُبرت استخباراته الموجهة ضد الشعب أقوى جهاز في المنطقة كلها، ومع أن العالم يستنكر ولا يتدخل إلا بضغوط سياسية واقتصادية، فالآراء تتفق أن الشعب سيحسم المعركة حتى لو تناثرت الجثث، لأن المعيار الذي تقاس به إرادة الشعوب أنها لا تهزم ولا تقهر، والشعب السوري على نفس المنوال في الثقة بموقفه وإرادته..