11 سبتمبر بعد الربيع العربي ومقتل بن لادن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد عثمان
في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، قام 19 شابا باختطاف أربع طائرات ركاب أميركية، ووجهوها للاصطدام بعدة بنايات في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، فقتلت نحو 3 آلاف شخص. وتبين بعد ذلك أن جميع الشبان الذين قاموا بهذه العملية، هم من الشباب العربي المسلم، يعملون مع تنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن. الآن وبعد مرور أكثر من عشرة أعوام على هذه العملية الإرهابية، هل يمكن للشباب العربي القيام بمثل هذا العمل مرة أخرى، أم إن مقتل بن لادن وبزوغ شمس الربيع العربي قد غيرا مسيرة هذا العمل؟
حتى يمكننا التعرف على مستقبل حركات الإرهاب الإسلامية بعد غياب بن لادن، يجب النظر أولا إلى الأسباب التي أدت إلى قيام تنظيم القاعدة. فقد تكونت الغالبية العظمى لهذه الحركات منذ منتصف القرن الماضي، انشقاقا عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية التي ظهرت عقب سقوط الخلافة العثمانية. فبعد قرار تركيا إلغاء الخلافة الإسلامية سنة 1924، شعر المسلمون في الدول العربية بحالة من الضياع وفقدان الهوية. وفي محاولة لملء هذا الفراغ ظهرت حركتان مختلفتان في الشرق الأوسط؛ واحدة قومية تعمل على استقلال البلدان العربية من النفوذ الأجنبي، والثانية دينية تعمل على إعادة نظام الخلافة الإسلامية. ظهرت جماعات صغيرة عند نهاية القرن التاسع عشر في القاهرة ودمشق وبيروت، تبشر بالقومية، قادتها شخصيات مثل بطرس البستاني في بيروت، والشيخ رافع رفاعة الطهطاوي في مصر، وميشيل عفلق في سوريا. وفي ذات الوقت ظهرت حركة تحاول إحياء دولة الخلافة الإسلامية، وفي مايو (أيار) 1926 عقد مؤتمر في القاهرة بهدف الاتفاق على نظام الخلافة الجديدة، إلا أن غالبية المندوبين الحاضرين لم يتفقوا على ضرورة إحياء الخلافة.
بعد عامين كانت جماعة الإخوان المسلمين هي أول تنظيم للإسلام السياسي، أسسها حسن البنا في مصر في 1928، وكان هدفها الرئيسي تكوين حكومة إسلامية تعمل على توحيد الدول الإسلامية وتكوين الخلافة. كما كون "الإخوان" جناحا عسكريا (الجهاز السري) الذي بدأ يقوم بأعمال إرهابية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة. وفي ديسمبر (كانون الأول) 1948 عثرت الحكومة المصرية على مخزن للسلاح لدى الجهاز السري لـ"الإخوان"، فقرر محمد فهمي النقراشي رئيس الوزراء حل جماعة الإخوان المسلمين. وبعد بضعة أسابيع من قرار النقراشي، قام واحد من أفراد الجماعة باغتيال رئيس الوزراء انتقاما منه لهذا القرار، وبعد نحو شهرين، تم اغتيال حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.
وعندما قاد جمال عبد الناصر الانقلاب العسكري للضباط الأحرار في 1952، ساندته جماعة الإخوان المسلمين في البداية. لكن شهر العسل بين عبد الناصر و"الإخوان" سرعان ما انتهى، بعد محاولة قام بها بعض أعضاء الجهاز السري لاغتيال عبد ناصر في 1954، فقرر جمال إلغاء الجماعة وألقى القبض على الكثير من أعضائها. عند ذلك هرب الآلاف من "الإخوان المسلمين" خارج مصر إلى البلدان المجاورة.
ورغم أن جمال عبد الناصر - مثله في هذا مثل حسن البنا - كان لا يعتقد بأهمية الحدود القومية لكل بلد عربي ويخطط لإقامة وحدة عربية شاملة، فإنه كان يختلف عن "الإخوان" في طبيعة دولته العلمانية التي لا تتفق مع الخلافة الإسلامية. آمن عبد الناصر بالقومية العربية التي تدعو إلى الوحدة بين البلدان العربية، من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. إلا أن مشروع الوحدة العربية فشل، وعادت فكرة الوحدة الإسلامية من جديد لتبدو كأنها خيط النجاة.
في تلك الفترة حدث تطور درامي في مجال الفكري للإسلام السياسي ذهب إلى أن الطريقة الوحيدة لبناء الدولة الإسلامية هو استخدام العنف. فقد كتب سيد قطب - الذي كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين - كتابا اقترح فيه إقامة نظام سياسي إسلامي من دون حكومة. قال قطب إن العالم الإسلامي لم يعد قائما في نظره، حيث عاد المسلمون إلى عصر الجاهلية. وعلى ذلك ذهب سيد قطب إلى أنه في المستقبل عند قيام الدولة الإسلامية الصحيحة، يجب عليها الجهاد - أي القتال - ضد الدول الأخرى لنشر الحكم الإسلامي عليها بالقوة.
تبنت الجماعات الإرهابية فكر سيد قطب - مثل "الجهاد" و"القاعدة" - وانتشرت آراؤه عن طريق شقيقه محمد. كما اطلع بن لادن نفسه على آراء سيد قطب. لكن الوضع قد تغير الآن بعد التغير الذي حدث في أنظمة الحكم في عدد من الدول العربية، مما سمح لجماعة الإخوان المسلمين ومشتقاتها بالمشاركة في العمل السياسي، وأعطاهم الأمل في تحقيق هدفهم عن طريق صناديق الاقتراع. وسواء حقق "الإخوان" حلمهم أم لا، فلم يعد شبابهم الآن ينظر إلى الجهاد في ساحة القتال، حيث وجد أن طريق العمل السياسي أصبح أكثر سهولة. ومن المؤكد أن موت بن لادن وبداية الربيع العربي سيكونان نقطة انتقال في نشاط جماعات الإسلام السياسي، وسوف يجد الشباب فرصة أفضل أمامهم لتحسين أوضاعهم في بلادهم، دون حاجة للجوء إلى أساليب العنف والإرهاب.
التعليقات
يا شباب المسلمين
أبو سامر، محسن خليفة -نعم سيجد الشباب فرصة أفضل لتحسين أوضاعهم في بلادهم ، دون حاجة للجوء الى أساليب العنف و الإرهاب .. فقد دلت كل التجارب أنّ العنف لا يحل مشكلة ، وأنّ الحرب ليس فيها منتصر و منهزم ، انّما دمار للطرفين ، ومؤكد أنّ ما تقوم به القاعدة يتنافى و القيم الحضارية و القيم الإسلامية..إنّ تنظيم القاعدة اقترف فى حق المسلمين الأبرياء و الذين لا يحملون سلاحاً فظائع لا تحصى ولا توصف ، من تقتيل و تشريد للنّاس و سلب للأموال وابادة للممتلكات .إنّ زعماء القاعدة جبناء لا يحاربون، بل يهربون أمام القوات الأمريكية متخفين في ثياب النّساء تاركين أتباعهم وقوداً للنّار ..فيا شباب المسلمين باعدوا بينكم وبين هذا التنظيم ، والتفتوا لبناء أوطانكم ، فهى أحوج ما تكون اليكم فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية . أبوسامر
يا شباب المسلمين
أبو سامر، محسن خليفة -نعم سيجد الشباب فرصة أفضل لتحسين أوضاعهم في بلادهم ، دون حاجة للجوء الى أساليب العنف و الإرهاب .. فقد دلت كل التجارب أنّ العنف لا يحل مشكلة ، وأنّ الحرب ليس فيها منتصر و منهزم ، انّما دمار للطرفين ، ومؤكد أنّ ما تقوم به القاعدة يتنافى و القيم الحضارية و القيم الإسلامية..إنّ تنظيم القاعدة اقترف فى حق المسلمين الأبرياء و الذين لا يحملون سلاحاً فظائع لا تحصى ولا توصف ، من تقتيل و تشريد للنّاس و سلب للأموال وابادة للممتلكات .إنّ زعماء القاعدة جبناء لا يحاربون، بل يهربون أمام القوات الأمريكية متخفين في ثياب النّساء تاركين أتباعهم وقوداً للنّار ..فيا شباب المسلمين باعدوا بينكم وبين هذا التنظيم ، والتفتوا لبناء أوطانكم ، فهى أحوج ما تكون اليكم فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية . أبوسامر
يا شباب المسلمين
أبو سامر، محسن خليفة -نعم سيجد الشباب فرصة أفضل لتحسين أوضاعهم في بلادهم ، دون حاجة للجوء الى أساليب العنف و الإرهاب .. فقد دلت كل التجارب أنّ العنف لا يحل مشكلة ، وأنّ الحرب ليس فيها منتصر و منهزم ، انّما دمار للطرفين ، ومؤكد أنّ ما تقوم به القاعدة يتنافى و القيم الحضارية و القيم الإسلامية..إنّ تنظيم القاعدة اقترف فى حق المسلمين الأبرياء و الذين لا يحملون سلاحاً فظائع لا تحصى ولا توصف ، من تقتيل و تشريد للنّاس و سلب للأموال وابادة للممتلكات .إنّ زعماء القاعدة جبناء لا يحاربون، بل يهربون أمام القوات الأمريكية متخفين في ثياب النّساء تاركين أتباعهم وقوداً للنّار ..فيا شباب المسلمين باعدوا بينكم وبين هذا التنظيم ، والتفتوا لبناء أوطانكم ، فهى أحوج ما تكون اليكم فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية . أبوسامر