جريدة الجرائد

السلام مع إسرائيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله بن بخيت

لماذا لا تريد إسرائيل السلام مع العرب؟ إذا قرأنا التاريخ على مدى السبعين سنة الماضية سنتحقق أن إسرائيل لم تتقدم بأي مبادرة سلام أو مشروع أو حتى فكرة لإنهاء الصراع مع العرب. كل المشاريع التي طرحت إما أنها جاءت من العرب أو من دول أخرى كأمريكا ورفضتها إسرائيل بشكل صريح أو مراوغ. لا تملك إسرائيل إلا كلمة واحدة تصلها بالعالم: الأمن. يرى البعض أن هاجس الأمن مجرد لعبة إسرائيلية لتبرير الاحتلال ولكنها ليست كذلك.

لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما تريده إسرائيل. ليس لأن الأمر بهذا التعقيد السياسي لكن دولة إسرائيل في حد ذاتها حالة معقدة. هي الدولة الوحيدة تاريخيا التي لا تملك حق الضعف. تشاد زمبابوي سيرلانكا وغيرها دول ضعيفة. لا تملك جيوشا تدافع بها عن نفسها إلا أنها مستمرة في وجودها. وقعت تحت الاستعمار وخرجت. تصارعت مع جيرانها وتصالحت واستمرت في العيش مثلها مثل الشعوب الأخرى. إسرائيل لا تملك هذا الحق من المناورة. الجميع مقتنع بهذه الحقيقة.

بقاء إسرائيل مرهون بقوتها العسكرية الضاربة وتحالفها مع القوى الكبرى. لا تملك حق وجود نابع من ذاتها. كنخلة تزرع في الاسكا. لا يمكن أن تعيش كبقية الأشجار الطبيعية هنا. وجودها يحتاج لرعاية خاصة. كل إسرائيلي يعرف أن اعتراف بعض العرب بوجود إسرائيل مؤقت لا يقوم على أسس موضوعية. لخص شارون الموقف العربي أفضل تلخيص عندما قال: العرب اعترفوا بقوة إسرائيل لا بحق إسرائيل في الوجود. هذه هي حالة إسرائيل وعلاقتها بجيرانها وبالعالم.

حالة الأمن التي يتحدث عنها الإسرائيليون وبسببها يرفضون مبادرات السلام حالة حقيقية وليست تبريرا هدفه التهرب من السلام.

لكي تضمن إسرائيل استمرار وجودها عليها أن تصون ثلاثة أشياء أساسية طوال تاريخها. أولا أن تكون أقوى دولة في المنطقة. أقوى من جميع دول المنطقة مجتمعين. هذا هدف معلن. الهدف الثاني أن تعمل على إضعاف خصومها. لا يمكن أن تستمر قويا وخصمك يملك القدرة على اكتساب القوة وتنميتها. لن تضمن قوتك إلا إذا ضمنت ضعف خصمك. من يدعي أن إسرائيل لا تسعى لإضعاف العرب لم يقرأ خطاب الوجود الإسرائيلي جيدا. الثالث لكي تبقى إسرائيل على العنصرين السابقين يجب أن تضمن تحالف القوى الكبرى معها باستمرار. ترتبط إسرائيل بالدول الغربية بعلاقات عميقة أكثر تعقيدا من التسطيح السائد في الصحف العربية فيما ينسب إلى قوة اللوبي الإسرائيلي المزعومة. لا أحد يستطيع أن ينكر الحضور القوي لليهود في المجتمعات الغربية إلا أن الارتباط العقدي هو العنصر الأقوى في هذه العلاقة وسأتحدث عن هذا في مقال قادم.

وجود كل شعب في هذا العالم قائم على ذاته عدا إسرائيل وجودها مرهون بالآخر. متعلق حتى بالعدو. الشيء الذي أريد أن ألفت النظر إليه في هذه المقالة أن وجود إسرائيل يتناقض مع وجود العرب ولا يملك أي من الطرفين حلا له. كل منهما يحاول أن يلغي وجود الآخر مهما كانت الأوراق التي سوف توقع مستقبلا.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحقيقة المرة
رشيد -

الخلاصة التي خرج بها الكاتب من المقال هي:( وجود إسرائيل يتناقض مع وجود العرب ولا يملك أي من الطرفين حلا له. كل منهما يحاول أن يلغي وجود الآخر مهما كانت الأوراق التي سوف توقع مستقبلا). هذه هي الحقيقة المرة التي يعرفها العرب والإسرائيليون، وإذا كانت الحكومات العربية تداريها بالحديث المتناسل عن السلام، فإن إسرائيل تأخذها كجقيقة بعين الاعتبار، وتبني عليها قواعد وأسس وجودها. الا تملك إسرائيل أكثر من 200 قنبلة نووية؟ ألا تملك أسطولا من الطائرات المقاتلة يقترب في عدده من الألف طائرة؟ ألا تقوم بشكل دوري بمناورات عسكرية استعدادا لحروب طاحنة قد تنشأ في كل لحظة بينها وبين العرب، أليس كل أفراد دولة إسرائيل مسلحين ومدربين على القتال..؟؟

الحقيقة المرة
رشيد -

الخلاصة التي خرج بها الكاتب من المقال هي:( وجود إسرائيل يتناقض مع وجود العرب ولا يملك أي من الطرفين حلا له. كل منهما يحاول أن يلغي وجود الآخر مهما كانت الأوراق التي سوف توقع مستقبلا). هذه هي الحقيقة المرة التي يعرفها العرب والإسرائيليون، وإذا كانت الحكومات العربية تداريها بالحديث المتناسل عن السلام، فإن إسرائيل تأخذها كجقيقة بعين الاعتبار، وتبني عليها قواعد وأسس وجودها. الا تملك إسرائيل أكثر من 200 قنبلة نووية؟ ألا تملك أسطولا من الطائرات المقاتلة يقترب في عدده من الألف طائرة؟ ألا تقوم بشكل دوري بمناورات عسكرية استعدادا لحروب طاحنة قد تنشأ في كل لحظة بينها وبين العرب، أليس كل أفراد دولة إسرائيل مسلحين ومدربين على القتال..؟؟