جريدة الجرائد

أين جماعة «لكن»؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان


في بيان شديد اللهجة، نددت هيئة حقوقية جزائرية، تابعة للرئاسة، بالتدخل الفرنسي في ليبيا "تحت ذريعة حماية الديموقراطية والحرية من التعسف". وقال رئيس الهيئة: "رفض الليبيين للقذافي أمر يخصهم وحدهم، لكن موقفنا جاء من زاوية حقوقية بحتة لأن تصرفات فرنسا في ليبيا فضيحة".

بعيداً من موقع هذه الهيئة ودوافعها، وهل يعبر بيانها عن موقف الجزائر من التدخل في ليبيا أم لا، فإن مضمون البيان غريب على مسامعنا، وهو أصبح شبه محرّم في الخطابين الإعلامي والثقافي في العالم العربي. حتى جماعة "لكن" الذين كانوا يدّعون رفض صدام، ويلتفون على هذا الموقف بـ "لكن" وصولاً الى حماية وجوده، غاب حضورهم. لم يعد هناك من يرفض تدخّل الدول الغربية في ليبيا، ولو على طريقة "لكن". والأسوأ أن جماعة "لكن" التي كانت تسوّغ احتلال الكويت، بحجة رفض الاستعانة بالقوات الأجنبية، أصبحت هي التي ترحب بالتدخل الأجنبي، وتتهم من يرفضه بالخيانة.

لا شك في أن موقف بعض النخب العربية، وإن شئت ما يسمى "اليسار العربي"، من قضية التدخل الأجنبي لتغيير الأنظمة بالقوة، محيِّر. هؤلاء عاشوا عقوداً يتحدثون عن خطورة الاستعمار المعنوي، فأصبحوا اليوم يخوّنون مَن يدعون الى رفضه، رغم انهم، قبل عقدين من الزمن، أثاروا جدلاً وصل إلى عنان السماء خلال الاستعانة بقوات التحالف لإخراج صدام من العراق، وتحوّل التدخل الغربي في ليبيا في عرفهم إلى قضية مختلفة.

التدخل في ليبيا لن يختلف عن التدخل في العراق، ومن يقرأ بعض الصحف الفرنسية والأوروبية سيجد ان النقاش حول دور "الناتو" في ليبيا لا علاقة له بالحرية والديموقراطية.

الأكيد ان نظام العقيد القذافي مارس التسلط والقمع، واقترف جرائم بحق شعب ليبيا، وبدد ثروتها على قضايا الإرهاب. ولا جدال حول الوقوف الى جانب الليبيين في حربهم على هذا النظام، لكن الخلاف هو حول السكوت عن مناقشة قضية التدخل الأجنبي، والتعامل معه باعتباره وسيلة للحرية، فضلاً عن ان مقاربته بهذا التبسيط في حال ليبيا، ستفضي الى تكرار التجربة في دول اخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماذا اردت ان تقول؟
ليبي متابع للاستاذ -

ماذا تريد ان تقول يا استاذنا؟ يعني الباين انك معترض عن دور الناتو في ليبيا. يا استاذ نعم كان للناتو اجندات خفيه و هي اسقاط القذافي و لكن يا استاذنا لا تستطيع ان تنكر ان تدخل الناتو في ليبيا حفظ ارواح آلاف ان لم يكن مئات الآلاف من اهالي المدن الشرقيه في ليبيا من ارتال القذافي التي رأيناها كلنا على اليوتيوب.

ماذا اردت ان تقول؟
ليبي متابع للاستاذ -

ماذا تريد ان تقول يا استاذنا؟ يعني الباين انك معترض عن دور الناتو في ليبيا. يا استاذ نعم كان للناتو اجندات خفيه و هي اسقاط القذافي و لكن يا استاذنا لا تستطيع ان تنكر ان تدخل الناتو في ليبيا حفظ ارواح آلاف ان لم يكن مئات الآلاف من اهالي المدن الشرقيه في ليبيا من ارتال القذافي التي رأيناها كلنا على اليوتيوب.

النظام الرسمي العربي
رشيد -

أتفق معك الأستاذ داود الشريان، لا ينبغي السكوت على الاحتلال الأطلسي المقنع لليبيا، فهذه مسؤوليتنا جميعا، وليست مسؤولية فقط جماعة لكن كما أسميتهم، حتى وإن كنا نندد بطريقة القذافي في إدارة شؤون ليبيا واضطهاده لشعبها الشقيق. إذا أردنا محاسبة من سمح بهذا التدخل في ليبيا ومن مهد له الطريق، فإننا سنقف على أن الجامعة العربية تحت إشراف أمينها العام السابق عمرو موسى هي التي قدمت الغطاء السياسي لدول الحلف الأطلسي لتدمير ليبيا، وللتاريخ فلقد لعبت دول الخليج وأساسا الرياض والدوحة دورا رئيسيا في هذا الصدد. أنت مشكور في دعوتك لضرورة عدم التمييز بين غزو أمريكي مكشوف للعراق، وغزو مقنع لليبيا من طرف الأطلسي، ولكن علينا أن نشير بالأصبع للنظام الرسمي العربي بخصوص الوضع الحالي في لبيا. فكما كان له باع طويل في غزو العراق واحتلاله وتدمير دولته، فإن لهذا النظام أيضا نفس الباع في ما يقع في ليبيا الآن، حتى وإن اختلفت المبررات.

النظام الرسمي العربي
رشيد -

أتفق معك الأستاذ داود الشريان، لا ينبغي السكوت على الاحتلال الأطلسي المقنع لليبيا، فهذه مسؤوليتنا جميعا، وليست مسؤولية فقط جماعة لكن كما أسميتهم، حتى وإن كنا نندد بطريقة القذافي في إدارة شؤون ليبيا واضطهاده لشعبها الشقيق. إذا أردنا محاسبة من سمح بهذا التدخل في ليبيا ومن مهد له الطريق، فإننا سنقف على أن الجامعة العربية تحت إشراف أمينها العام السابق عمرو موسى هي التي قدمت الغطاء السياسي لدول الحلف الأطلسي لتدمير ليبيا، وللتاريخ فلقد لعبت دول الخليج وأساسا الرياض والدوحة دورا رئيسيا في هذا الصدد. أنت مشكور في دعوتك لضرورة عدم التمييز بين غزو أمريكي مكشوف للعراق، وغزو مقنع لليبيا من طرف الأطلسي، ولكن علينا أن نشير بالأصبع للنظام الرسمي العربي بخصوص الوضع الحالي في لبيا. فكما كان له باع طويل في غزو العراق واحتلاله وتدمير دولته، فإن لهذا النظام أيضا نفس الباع في ما يقع في ليبيا الآن، حتى وإن اختلفت المبررات.