جريدة الجرائد

الربيع المقدسي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

زياد الدريس


(1)

lt; تنعقد هذه الأيام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وما يشغلنا ويشغل العالم في هذه الدورة التي تعد استثنائية، أنها تناقش في جدول أعمالها الاعتراف بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة كسائر دول العالم.

وكي ندرك ما يعنيه هذا القرار يجب أن نعرف أنه يتضمن ثلاثة مكاسب أساسية: الأول أنه سيصبح لدى الفلسطينيين دولة وليست أراضي محتلة، ما يجعل أي اعتداء إسرائيلي عليها هو اعتداء على دولة عضو في الأمم المتحدة وليس على أراض متنازع عليها. الثاني وهو أهم من الأول، أن الملف المقدم للاعتراف بدولة فلسطين قد وضع القدس عاصمة لها، وليس رام الله، وذلك استناداً إلى الشرعية الدولية في شأن حدود 1967 والقدس المحتلة. المكسب الثالث أن الوضعية الجديدة للدولة الفلسطينية ستتيح لها العضوية الكاملة في كافة المنظمات الدولية والمعاهدات المدنية والعسكرية، وذروة هذا هو الانضمام لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ما يعني قدرة الفلسطينيين على جرجرة مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية... مع سلوبودان ميلوسوفتش ورادوفان كارادزيتش وأمثالهما.

(2)

تحظى هذه الخطوة الاستثنائية في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي بمقاومة غربية ولا مبالاة عربية!

أما المقاومة الغربية فهي ليست موقفاً أصلياً من صاحب الموقف بل هي امتداد للضغوط التي تتعرض لها الدول الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية من المتطلبات الإسرائيلية والابتزاز اليهودي لسداد فاتورة الهولوكوست، الألماني الحديث والأوروبي القديم، ضد العرق اليهودي.

أما اللامبالاة العربية فهي امتداد للثقة المفقودة في كفاءة السياسة العربية وفي نزاهة العدالة الدولية لحل المشكل الفلسطيني بقرار أممي لا تبذل فيه الدماء، إذ الأرض التي سرقت بالدم لا تسترجع إلا بالدم! وينسى رافعو هذا الشعار أن هذه الخطوة المتقدمة في الموقف الدولي من فلسطين ما كانت لتتحقق لولا دماء زكية بذلت طوال سنوات ماضية.

كي نتعاطف مع هذا الجنين المنتظرة ولادته، بإذن الله، يجب أن ندرك أنه ما كان ليكون لولا عاملين اثنين أساسيين: الأول والأكبر هو الانتفاضة الفلسطينية التي أسمعت الإسرائيليين، وربما أيضاً بعض الفلسطينيين!، والعالم كله أن فلسطين لم تمتْ والحق الفلسطيني لم يُنس، وحتى لو أن البعض قد قام ببيع ما يستطيع، فإن الانتفاضة تريد أن تسترجع كل ما تستطيع.

العامل الثاني في تسويغ وترويج هذا الملف هو: الربيع العربي، الذي ساهم في شكل كبير في التذكير برسالة الانتفاضة، لمن نسيها، وأن العالم العربي كله وليس فلسطين وحدها يعيش انتفاضة شاملة لتصحيح أوضاعه واسترجاع ما ضاع من حقوقه.

(3)

إذا نجحت خطوة إعلان (دولة فلسطين) ولم تُجهض من الخارج ولم تُخذل من الداخل، فإننا قبل أن نشكر أي أحد آخر يجب أن نشكر أبطال الانتفاضة، الذين سقطوا لتقوم هذه الدولة... وماتوا لتحيا.

* كاتب سعودي






التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف