جريدة الجرائد

نظام الأسد: مراسم الدفن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حسين شبكشي


يبدو أن النظام السوري بدأ يدرك أن أبواب الخيارات قد أغلقت أمامه، وأن بقاءه على رأس السلطة مسألة مستحيلة، فبدأ خطط مرحلة الخروج النهائي. ولعل أبرز ملامح هذه الخطة هي تأجيج غضب الناس، وخصوصا الذراع الاقتصادي للشعب، على الثورة والثوار، وهو ما حصل حين قامت السلطة السورية بمنع الاستيراد ورفع أسعار المواد النفطية بشكل خيالي، مما بات يسبب الضرر على المصالح، وأدى إلى أن يرفع تجار حلب وثيقة احتجاجية واعتراضية للدولة (وهي سابقة خطيرة ولافتة، لأن تجار حلب كانوا دوما محسوبين ومؤيدين للنظام بشكل كبير)، كما يواصل النظام استخدام اللعب على الطائفية بامتياز، فهو يوظف "المسيحيين" لصالحه بشكل خبيث؛ لأن تحركات الجيش الوحشية بحق الشعب والثوار توجه من قبل وزير الدفاع "المسيحي"، وكذلك يوظف الطائفة العلوية بشكل مهم، كما حصل في "اختطاف" المنشق الأول حسين هرموش، الذي خطف بعد تخديره من قبل عناصر استخباراتية تركية تنتمي إلى الطائفة العلوية، وهو الأمر الذي تسبب في إحراج شديد للسلطة التركية. كذلك حرك النظام السوري الورقة الكردية المحسوبة على حزب العمال الكردي المعارض، الذي يتزعمه عبد الله أوجلان، وهو كردي ولكنه ينتمي للطائفة العلوية، وتم توظيفهم لأعمال إرهابية داخل الأراضي التركية. ويبدو لافتا، ولكن مهما، اختيار النظام السوري مناطق حمص وحماه والبوكمال وجسر الشغور والرستن والصنمين لدكها بقوة، كما هو حاصل الآن، وبالنظر بتمعن ودقة إلى الخارطة السورية نرى أن الدك والقصف من قبل النظام السوري بكل قوة وضراوة، أدى إلى تهجير أعداد مهولة من سكان المناطق هذه إلى أماكن أخرى داخل وخارج سوريا، وسوف يؤدي إلى خط متكامل يربط لواء إسكندرونة في تركيا (ذا الغالبية العلوية) مرورا ووصولا إلى الساحل وجباله، المتمركزة فيه الطائفة العلوية في سوريا نفسها، وقد يصل إلى طرابلس لبنان وفي جبل محسر، فيها الحي ذو الوجود العلوي المعروف.
النظام يعتقد أنه في حالة خسارته الكيان السوري، كما هو معروف جغرافياً، فسيحيي الدولة العلوية القديمة التي وعد بها الاحتلال الفرنسي في يوم من الأيام، وهي خطة "شيطانية" ولكنها تتوافق مع الخط الذي تسير عليه الأمور اليوم، وهو قد يفسر المكالمة الهاتفية التي تسربت بين ماهر الأسد وعمه رفعت من باريس، والتي يتضح فيها عدم قناعة ماهر بقدرة أخيه بشار الأسد على الاستمرار، وبدأ هو وعمه "قامع حماه في الثمانينات" إعداد الخطة البديلة التي تقدم حزب رفعت الذي أسسه، وتقدم رفعت من خلاله مرشحا ديمقراطيا في الانتخابات التي قد يعلن عنها، وهو يراهن على قدرته على الحصول على 30 في المائة من أصوات الشعب! حينما سئل رفعت عن مذابح حماه قال: سأقول إن "حافظ هو اللي أمرني وأحضر فريق محامين قويا!". ويوصيه بأن يقتل أكبر عدد من المتظاهرين في هذه الفترة، ويقوم بالتنسيق بين ماهر ورفعت أبناء رفعت.
هذا الوهم الكبير يعيشه النظام بين واقع على الأرض يحاكي الانشقاقات التي زادت بحيث تحولت إلى جيش آخر باسم الثوار، وبين آلام الناس التي في ازدياد، وغضب الناس الذي لا حدود له وهم يستقبلون الشهر الثامن من ثورتهم المباركة. عقوبات جديدة سيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة، تشمل أسماء العشرات من رجال الأعمال المستخدمين كواجهات جديدة للنظام، وكذلك هناك مقاطعات وحظر للبضائع السورية في دول كثيرة حول العالم، باعتبارها داعمة ومحولة لآلة القمع السورية. الصين وروسيا تستعدان لعقد صفقة مهمة مع الثوار، وأهم ملامحها أن الثوار سيبقون على قاعدة روسيا العسكرية بمزايا أفضل، في حال تأييدهم للثورة ورفضهم لنظام الأسد، وهذا ما تم الاتفاق عليه مبدئيا وسيتم الإعلان عنه قريبا، والصين طلبت منها دول نافذة عدم الاعتراض على قرار أممي قريب يجري إطلاقه.
الخطة الأخيرة للنظام السوري هي محاولة أخيرة عاجزة لتجميل ما لا يمكن تجميله. حفرت الحفرة وأعد الكفن، وتم إعداد كل مراسم الدفن، والعالم يستعد لإعلان وفاة نظام الأسد قريبا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نظام يترنح
عبدالله العثامنه -

معك حق فكل المؤشرات تؤكد هذه النهايه المحتومه للنظام، لكن شكل النهايه واخراجها وبأي سيناريو هو الذي لا يزال غامضا، فلا تستبعد ان تحصل تصفيات جسديه لأركان الحكم قبل السقوط الأخير على اساس انقاذ ما يمكن انقاذه لذر الرماد في العيون او حدوث تغييرات لأزلام النظام وعلى رأسهم بشار الأسد للحفاظ على مكتسبات الطائفه التي عجز الرئيس عن المحافظه عليها وحمايتها،، اضف ان السياسه الفاشله التي تدار بها وتعالج بها الأحداث ستؤدي لمحاسبة المخططين والمنفذين من اركان النظام على قاعدة العجز الذي ادى الى الفشل الذريع في قمع الثوره واخمادها، وها هي بثينه شعبان اطلت بالأمس لتؤكد وتحذر من فتنه طائفيه ستحدث، وكأنها تحضّر ذهن الراي العام لهذه الفتنه قبل حدوثها مما يدلل على انهم طبخوها سوية بعد ان افلسوا لتكون الورقه الأخيره التي يلعبون بها .... فأن نجحت كانت مقدمه لكيانات طائفيه خصوصا في جبل العلويين كي لا يخرج النظام خالي الوفاض!! لأنه وجد لأجل هذه الغايه وحينها سيقول النظام الذي يجلس وحيدا على الجبل الم اقل لكم ان المؤامره الأمريكيه الأسرائيليه التركيه الخليجيه هي التي اوصلتنا الى ما نحن فيه وقسمت البلاد وقضت على سوريا الممانعه... وسيجد هبلا يصدقون روايته.

ألف تحية
محمد السوري -

ألف تحية للصوت الحقيقي , ومزيد من فضح الإرهابي بشار البربري وشرذمته قطاع الطرق , سالخي جلود البشر

مقارنة المرأة بالشاة
عدو الأغبياء -

يكفي المرأة السعودية شرفا أنها سوف تصبح من عداد البشر وأنها سوف تركب الى جانب زوجها وليس مع الأغنام في صندوق الوانيت.وأنها سوف تمشي بقربه بعد أن كان مسموحا لها بالسير خلفه على مسافة 20 مترا هذا ما كان يحدث في الثمانينات من القرن الماضي.الأن وقد تغير الأمر 100 جلدة تكفي حتى تعيدها الى صوابها وتقتنع بأن الحرية التي تتمتع بها نظيرتها السورية لا زالت في حكم الخيال فليحدثنا الكاتب قليلا عن ذلك.ولقارن بين حرية المرأة في النظام الدكتاتوري والحكم الذي لا اسم له.

النظام البشع لجزاركم
قيس منصور -

معذرة أيها السوريون فنحن أيضا جبناء، نمارس حياتنا، ونتناول طعامنا أمام التلفزيون بلذة ونحن نشاهد أجساد أبنائكم وهي تتلوى قبل أن تخترق الرصاصة الأخيرة الجسد المليء بالثقوب لتستقبل السماء شهيدا جديدا في زمن الربيع العربي .. والعذاب السوري. ضعونا جميعا في قائمة العار .. زعماء وقادة وسياسيين وإعلاميين وكل من يستطيع أن يقدم لكم دعما أو مساندة أو مظاهرة أو أي صورة من صور الاحتجاج ثم يتردد هنيهة واحدة أو أقل. لماذا لم تقطع الدول العربية كلها، وبدون استثناء، علاقتها مع النظام البشع لجزاركم الشيطاني، مع اعتذاري لإبليس على هذا التشبيه؟ ربما يكون قادتنا قد وضعوا لضمائرهم حدا أقصى لتحمل المشهد، قد يكون مئة ألف شهيد، أو نصف مليون أو نصف عدد السكان أو ربما الشعب السوري بأكمله، وهنا يلقي الزعيم العربي خطبة عصماء أمام مقبرة الشعب السوري يعاتب فيها سفاحكم وجيشه أمنه لأنهم أفرطوا في استخدام القوة

عصابات أل الاسد
عبدالرحمن الخطيب -

عصابات أل الاسد هي المسؤولة عن كل ما حدث أو سيحدث في سورية ولا بد من إزالتهم , هم وحدهم المشكلة في سورية ليرحلوا وستنتهي كل مشاكل سورية , أما المعارضة السورية فهي أكثر توحدا من أي وقن مضى ,أما إذا كان الحديث عن معارضة مزورة مثل هيئة التنسيق وأشباههم , فهؤلاء معارضة اسمية لا تستطيع تحريك مئة شخص في حمص أو اي منطقة سورية ,هذه معارضة بالإعلام أما على الأرض فالمعارضة ماضية حتى إعدام الإرهابي بشار

كشف غطاء العصابه
احمد ابراهيم -

جزيل الشكر لك أستاذ حسين لكشفك أساليب هذه العصابه التي تتحكم في الشعب السوري.وجرائمها التي فاقت كل الحدود ..تحيه من القلب لك ولكل أصحاب الضمائر الحيه

نصيحة مخلصة
احمد -

مقالات الكاتب عن الوضع السوري تنطبق عليها حكمة المثل العربي ووجوب الأحتذاء به ( اذهب مع الذي يبكيك ولاتذهب مع الي يضحكك ).