جريدة الجرائد

تركيا و"الربيع الكردي"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد نور الدين

في خضم انشغالات تركيا المفتوحة بالوضع في الشرق الأوسط، تبرز التطورات المتصلة بالمسألة الكردية في تركيا تحديداً .

فبعد انتهاء الانتخابات النيابية في 12 يونيو/ حزيران الماضي كان من المتوقع أن تتفرغ حكومة ldquo;حزب العدالة والتنميةrdquo; لمعالجة هذه المسألة ضمن معالجة معظم الثغرات في الوضع الداخلي التي كان وضع دستور جديد في أولويتها .

غير أن أنقرة استمرت في الاهتمام بالثورات العربية التي أضيف إليها مؤخراً التوتر التركي مع ldquo;إسرائيلrdquo;، والصراع على ثروات النفط والغاز الطبيعي مع قبرص اليونانية في ldquo;المياه الاقتصاديةrdquo; لجزيرة قبرص .

وإذا كان أردوغان قد قال إنه لا توجد في تركيا قضية كردية، كان بذلك يدفع الأمور في اتجاهات لا يمكن التنبوء بنهاياتها .

وقد حصل ما كان متوقعاً عندما بدأت حدة الصراع تزداد مع رفض نواب ldquo;حزب الديمقرطية والسلامrdquo; الكردي أداء اليمين في البرلمان حتى الآن، ما يبقي الصوت الكردي شاغراً في المجلس النيابي وما يعنيه ذلك من رجحان كفة الخيارات غير السلمية على غيرها من الخيارات .

وفي هذا الوقت كُشف عن اتصالات سرية مباشرة بين الدولة التركية وممثلي حزب العمال الكردستاني في أوروبا في النرويج . وهو ما طرح علامات استفهام عن توجهات الحكومة التركية التي تعدّ حزب العمال منظمة إرهابية . أيضاً في هذا الوقت تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية لحزب العمال الكردستاني بحيث لا ينقضي يوم من دون عملية أو من دون قتلى في صفوف الجيش التركي .

تصارع تركيا على عدة جبهات من ليبيا إلى سوريا، ومن ldquo;إسرائيلrdquo; إلى قبرص واليونان، ولا تنتهي عند نصب الدرع الصاروخية على أراضيها مع امتعاض روسي وإيراني واضح .

لم يسبق أن عرفت تركيا هذه التحديات مجتمعة خصوصاً أن سياسة ldquo;تصفيرrdquo; المشكلات معها كانت قد أحرزت إنجازات كثيرة لكنها تحولت وانقلبت على نفسها لتعود تركيا مجدداً إلى المربع الأول الذي سبق وصول ldquo;حزب العدالة التنميةrdquo; في علاقاتها الإقليمية .

مع ذلك تبقى تركيا أمام المشكلة الأهم والأخطر، أي المشكلة الكردية التي قال عنها الرئيس التركي عبدالله غول إنه من دون حلّها لا يمكن لتركيا أن تعرف الاستقرار .

يرى العديد من المراقبين أن الاضطراب الإقليمي من عوامل تجدد البعد العنفي للمسألة الكردية في تركيا . ومع أن هذه المسألة لم تعد شأناً تركياً داخلياً بالكامل، غير أن عوامل تجدد شرارتها تبقى داخلية من ألفها إلى يائها .

وفي الواقع، أن الحكومة التركية أخطأت عندما لم تتحرك لمنع استمرار سجن بعض النواب الأكراد وغير الأكراد مع أنهم نجحوا في الانتخابات، بل إن ldquo;العدالة والتنميةrdquo; سارع إلى القبول بتعيين بعض مرشحيه نواباً بدلاً من المسجونين في عملية وصفت ب ldquo;السرقةrdquo; لنواب الأحزاب الأخرى .

ومن أخطاء الحكومة التركية أنه بدلاً من مواجهة مطالب الشعب الكردي المرفوعة، ومنها حقوق ثقافية بديهية مثل التعلم باللغة الأم، بادرت الحكومة إلى إطلاق حملة اعتقالات واسعة في صفوف الناشطين الأكراد وصلت إلى مئات المعتقلين يضافون إلى معتقلين سابقين .

كما بادرت أنقرة إلى القيام بعمليات قصف جوي للقواعد الكردية في شمال العراق، وهي تستعد للقيام باجتياح بري على ما يرد في تصريحات المسؤولين الأتراك .

وفي هذا تسقط تركيا في الحفرة نفسها التي تتهم غيرها من أنظمة عربية في السقوط فيها، وتجاهل مطالب الشعب وقمعها دموياً .

فالخيار العسكري الذي تواصل الحكومة التركية انتهاجه بغياب أي مبادرة سلمية لتحقيق المطالب الكردية، وهي مطالب فئة كبيرة لها خصوصيتها وتقارب ال 15 مليوناً، لا يمكن أن يوصل إلى أي مكان في زمن يقول رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان نفسه إن شرق أوسط جديداً يولد قوامه إرادة الشعوب .

وتركيا لا يمكن أن تكون بمنأى عن تأثيرات ldquo;الربيع العربيrdquo;، لكن الخطر أن يتعدى ldquo;الربيع الكرديrdquo; شقيقه العربي ليمس بالوحدة الجغرافية لجمهورية لم تعرف استقراراً حقيقياً منذ تأسيسها في عام 1923 .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إنسانية أردوغان
Rizgar -

لايُعقَل ان نُصّدِق ، إنسانية أردوغان وداود اوغلو ، في تدخلهما في ليبيا وسوريا من اجل تحرير شعوبهما من الدكتاتورية .. في نفس الوقت الذي يقمعان ويضطهدان الشعب الكردي في تركيا !.

تركيا زائله
الباتيفي -

ان تركيا تتقوئ بالغرب وهي لا تستطيع مواجهه 2000 مقاتل مزودون فقط باسلحه خفيفه وبسيطه فيا ويلها لو ثار عليها اكثر من 15 مليون كوردي ونحن كورد العراق سوف نبخل علئ اخواننا بكل الدعم وبارواحنا من اجل تحرير كوردستان الكبرئ ونشكر الكاتب علئ المقال الرائع لانه فعل وضع العرب في موقع حرد لحبهم لاردوغان مع انه يناقض الواقع والحقيقه

لن ينتظر الشعوب بعد
صخر -

رأي صائب و منطقي و مجرد من التحيز . لا يمكن حل مشكلة شعب كامل بالمراوغة و التضليل و التشكيك أو الهروب من المواجه العقلانية العلمية والمنطقية ..... يجب على الساسة الأتراك أن يتركوا السياسات المتذبذبة لأن أرجاء حل مشكلة شعب كامل داخل أسوار وطنهم لا تتحمل التأخير و هم في منطقة تغلي بثورات الشعوب للمطالبة بحقوقهم لأن البيب من الأشارة يفهم .

تركيا زائله
الباتيفي -

ان تركيا تتقوئ بالغرب وهي لا تستطيع مواجهه 2000 مقاتل مزودون فقط باسلحه خفيفه وبسيطه فيا ويلها لو ثار عليها اكثر من 15 مليون كوردي ونحن كورد العراق سوف نبخل علئ اخواننا بكل الدعم وبارواحنا من اجل تحرير كوردستان الكبرئ ونشكر الكاتب علئ المقال الرائع لانه فعل وضع العرب في موقع حرد لحبهم لاردوغان مع انه يناقض الواقع والحقيقه

غزاةواكرمناهم فرحلون
بو سمعة صفر -

اقراو يا عرب .صدق الكاتب ولو كذبوه .اجرأ مقال منطقي سلمت يداك

العرب والحقائق
kisho -

لو ان المقال والكاتب تغنئ ومدح وهلهل لاردوغان كما يفعله بعض من الكتاب وجعل من معجبيه يعيشون لحظات من ااحلام اليقضه ولو انك ياسيد الكاتب كتبت عن تحرير القدس ودحر اليهود والصهيونيه العالميه علئ يد الخليفه الجديد ولو بالخيال العلمي لكان هناك عشرات والكثير من الزوار والمرسلين لهذه المقاله الواقعيه لكنك اضهرت للعرب الحقيقه اعني العرب من متابعي الاخبار الاردوغانيه الصاروخيه فهم اي ليس كل العرب... لا يهتمون بقضيه شعب مسلم جار لهم يتجاوز عدده 50 مليون بينما يصلون ويدعون الله لكي يفرج عنهم كربهم وضلماتهم ثم يتناسون الاحاديث الشريف للرسول عليه الصلاه والسلام والايات القرانيه الكريمه التي تدعو الئ حب الخير لكل مسلم وانسان لايؤمن احدكم حتئ يحب لاخيه ما يحب لنفسه فاين انتم من هذا الحديث الشريف ام انتم غير معنين به

غزاةواكرمناهم فرحلون
بو سمعة صفر -

اقراو يا عرب .صدق الكاتب ولو كذبوه .اجرأ مقال منطقي سلمت يداك

مقال جميل
برجس شويش -

اعتقد نحن جميعا و اقصد كل الشعوب التواقة الى الحرية و استرداد الحقوق التي سلبت امام مرحلة جديدة لا داعي فيها على الاطلاق حمل السلاح من اجل التحرر فالعصيان المدني و الاحتجاجات و حدها كافية لنيل الحقوق فالوضع الدولي و الظروف و المستجدات لا تسمح بالمعتدي على الحقوق ان يقوم بعمليات قمعية او شن حرب ابادة ضد من يطالب بحقوقه المشروعة, اعتقد من الافضل للشعب الكوردستاني في كل اجزاءه ان يوحدوا صفوفهم و القيام بالاحتجاجات و المظاهرات اليومية في كل مدن كوردستان وخاصة الكبيرة و ايضا في مدن تركيا و ايران و سوريا و التي تواجد فيها الكورد بكثافة كاستنبول و دمشق و حلب وغيرها, نظام حافظ اسد قتل و اباد اكثر من 30 الف في حماة وحدها و خلال عشرين يوما بينما بشار السفاح عاجز ان يقتل اكثر من 20 باليوم فلو ان الظروف الدولية و الاقليمية التي كانت سائدة ايام حافظ نفسها الان لفتك بشار بشعبه و لقتل عشرات الالوف من شعبه لينقذ حكمه من السقوط, الظروف الدولية و طريقة تعامل المجتمع الدولي مع القضايا تغيرت جذريا و هي التي تردع المعتدي بان لا يتمادى اكثر في اعتدائه و قمعه فهذه قوة اضافية و زخم كبير للشعوب لمقارعة المعتدين على الحقوق بالعصيان المدني و الاحتجاجات السلمية, اعتقد الافضل ل ب ك ك ان تترك السلاح و ان تعمل ضمن المدن الكوردستانية

كلنا اوردوكان
تركماني -

انا مع السيد الطيب اوردوغان فهو رجل يستحق التقدير والاحترام لانه اوقف البرزاني في احدى زيارته الى تركيا واستجوبه واهانه والسبب معروف لدى الجميع عندما قام البرزاني بوضع العلم الكردي الذي لا نعلم من اي شئ اتخذوه علما قذرا لهم وابدله السيد اوردوغان بعلم العراق العظيم

مقال جميل
برجس شويش -

اعتقد نحن جميعا و اقصد كل الشعوب التواقة الى الحرية و استرداد الحقوق التي سلبت امام مرحلة جديدة لا داعي فيها على الاطلاق حمل السلاح من اجل التحرر فالعصيان المدني و الاحتجاجات و حدها كافية لنيل الحقوق فالوضع الدولي و الظروف و المستجدات لا تسمح بالمعتدي على الحقوق ان يقوم بعمليات قمعية او شن حرب ابادة ضد من يطالب بحقوقه المشروعة, اعتقد من الافضل للشعب الكوردستاني في كل اجزاءه ان يوحدوا صفوفهم و القيام بالاحتجاجات و المظاهرات اليومية في كل مدن كوردستان وخاصة الكبيرة و ايضا في مدن تركيا و ايران و سوريا و التي تواجد فيها الكورد بكثافة كاستنبول و دمشق و حلب وغيرها, نظام حافظ اسد قتل و اباد اكثر من 30 الف في حماة وحدها و خلال عشرين يوما بينما بشار السفاح عاجز ان يقتل اكثر من 20 باليوم فلو ان الظروف الدولية و الاقليمية التي كانت سائدة ايام حافظ نفسها الان لفتك بشار بشعبه و لقتل عشرات الالوف من شعبه لينقذ حكمه من السقوط, الظروف الدولية و طريقة تعامل المجتمع الدولي مع القضايا تغيرت جذريا و هي التي تردع المعتدي بان لا يتمادى اكثر في اعتدائه و قمعه فهذه قوة اضافية و زخم كبير للشعوب لمقارعة المعتدين على الحقوق بالعصيان المدني و الاحتجاجات السلمية, اعتقد الافضل ل ب ك ك ان تترك السلاح و ان تعمل ضمن المدن الكوردستانية

ابلاو سكم
موفق -

السيد تركماني رقم 7...لا تكن ساذجا,لان زيارات الساسة الكبار تخضع للبروتوكولات,لا تشبه السيد بارزاني بنفسك.يوجد اختلاف كبير.....................................

ابلاو سكم
موفق -

السيد تركماني رقم 7...لا تكن ساذجا,لان زيارات الساسة الكبار تخضع للبروتوكولات,لا تشبه السيد بارزاني بنفسك.يوجد اختلاف كبير.....................................

7كردوفوبيا
Rizgar -

كردوفوبيا, فوبيا جديدة - قديمة و هي ما يمكن أن نسميها بالكردوفوبيا أو الخوف من الكرد الى حد الهوس . هل من المعقول أن يثير هذا الشعب المحروم من أبسط الحقوق الأنسانية الهلع في نفوس كل هذه الدول و الدوائر و الأفراد ؟ لماذا تثير مطالبة الكرد بحقوقهم القومية المشروعة كل هذه الفوبيا لدى أناس لا تتضرر مصالحهم من قريب أو بعيد من جراء تمتع الكرد ببعض حقوقهم ، بل أن الكثيرين من المنغمسين في هذه الحملة الغير مقدسة ضد الكرد سيكونون على رأس المستفيدين من تطور الأوضاع بإتجاه تحقيق الأماني القومية للكرد ؟ أليس من الغريب أن تثير مطالبة الكرد ذات الأمكانيات العسكرية المحدودة بحقوقهم الهلع في نفوس جنرالات يمتلكون ثاني أكبر جيش في دول حلف شمال الأطلسي ويمارسون سياسة التهديد و الأبتزاز بحق الدول المجاورة ؟ .

Fake Democracy
Neutral -

I do thank the athuor for his couregous and neutral comments on Mr. Erdogan''s Fake democracy. Turkey is trying to distract the world from its internal human right vioaltions and supressing all other ethnicitie like Kurds, Arabs, Armans and etc. by talking about Plaestine and Syria and giving lessons in democracy to the other nations in the region, while Mr. Erdogan Governement is commenting crimes aginst its own citizens. Arabs should contemplate in issues not just being emotional toward Mr. Erdogan''s hypocrisy in the region. Arab should remember that this is the same Turkey which backed by Israel''s weapon threatening to invade Syria. Turkey has never recognized not just Kurds but even Arabs in Turkey as other ethnicities. Turkey''s file in human right violations is darker than any other country in the region. I just don''t understand how Mr. Erdogan talks about the democracy while his country holds the most racial constitution on this planet. Mr. Erdogan is trying to use Islam on one hand and West on the other hand to establish another Ottoman empire in the region.

Fake Democracy
Neutral -

I do thank the athuor for his couregous and neutral comments on Mr. Erdogan''s Fake democracy. Turkey is trying to distract the world from its internal human right vioaltions and supressing all other ethnicitie like Kurds, Arabs, Armans and etc. by talking about Plaestine and Syria and giving lessons in democracy to the other nations in the region, while Mr. Erdogan Governement is commenting crimes aginst its own citizens. Arabs should contemplate in issues not just being emotional toward Mr. Erdogan''s hypocrisy in the region. Arab should remember that this is the same Turkey which backed by Israel''s weapon threatening to invade Syria. Turkey has never recognized not just Kurds but even Arabs in Turkey as other ethnicities. Turkey''s file in human right violations is darker than any other country in the region. I just don''t understand how Mr. Erdogan talks about the democracy while his country holds the most racial constitution on this planet. Mr. Erdogan is trying to use Islam on one hand and West on the other hand to establish another Ottoman empire in the region.

الأنتصار قادم
لا محاله -

الشعب الكوردي لم يستكين مالم ينال حقوقه،،الأتراك شعب شوفيني لا يقبل بغير قوميتهم والتاريخ القديم والحديث شاهد أثبات،،أردوغان عليه أن يصالح شعبه قبل أن يبحث عن مصالح باقي الشعوب وهنا يحضرني قول الشاعر في أردوغان,,,لا تنه عن خلق وتأتي مثله/// عار عليك إن فعلت عظيم