تريم عمران في حضرة المجلس الوطني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أمل خالد القاسمي
تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام مرحلة جديدة، وطناً وحكومة وشعباً، في تاريخ التنمية السياسية لتعزيز المشاركة الفعالة للمواطن في بناء هذا الوطن . هذه الانتخابات التي أجريت كجزء من برنامج ldquo;التغيير التدريجي والتنمية الشاملةrdquo; الهادف إلى توسيع المشاركة السياسية كما صرح الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، حيث عبر فيها الإماراتيون عن رغبتهم الحقيقية والصادقة في لعب دور أكثر فاعلية في رسم مستقبل دولة الإمارات .
والمتتبع لمراحل انتخابات المجلس الوطني هذا العام يعي حجم الجهد المبذول لإنجاح هذه الحملات بقيادة حكومتنا الرشيدة ، واللجنة العليا المنظمة للانتخابات، حيث اختارت الهيئات الانتخابية ممثليها في المجلس الوطني الاتحادي ضمن إجراءات تميزت بأعلى درجات الشفافية والصدقية، وارتأت اللجنة نظام التصويت الإلكتروني الذي استطاع أن يحسم التصويت والنتائج خلال ساعات معدودة بكل ثقة وإيمان على دقة وأمانة العملية الانتخابية ، ولعب الأمن دوراً رائداً في تنظيم وتسيير الانتخابات .
عدت بذاكرتي إلى الوراء محاولة استرجاع وجه رجل بقيت صورته محفورة في ذاكرة المجلس الوطني، وفي ذاكرتنا جميعاً، ورغم من سبقوه ومن لحقوا به في ترؤس المجلس الوطني بقي وحده في ذاكرتي رجلاً مختلفاً بمعنى الكلمة، المرحوم بإذن الله تعالى تريم عمران تريم، الذي انتخب في عام 1977، رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي لفصلين تشريعيين، والذي أثرى المجلس بفكره العميق وجهده العظيم وخدم الوطن والمواطنين حتى آخر لحظات عمره . كان رائداً في مساهماته للحركة الثقافية بجانب شقيقه الدكتور عبدالله عمران تريم، وهما يقودان سفينة جريدة ldquo;الخليجrdquo; .
لقد قدم تريم عمران خلال رحلة حياته لدولة الإمارات بشكل عام، وللمجلس الوطني الاتحادي بشكل خاص، ما لا يحصى ولا يعد، وكان يمثل لجيلنا النموذج الأمثل للمواطن الغيور على وطنه والعربي الحريص على لحمة الشعوب العربية . لقد تتلمذت كغيري على يده من خلال أدواره المتنوعة طوال فترة حياته ثقافياً كأحد رواد الحركة الثقافية في دولة الإمارات، وكمؤسس لجريدة ldquo;الخليجrdquo; التي حملت على عاتقها منذ تأسيسها وحتى الآن الكثير من التحديات من أجل كلمة الحق ، وكدبلوماسي محنك في توليه منصب أول سفير لدولة الإمارات العربية المتحدة في مصر، وأول مندوب في الجامعة العربية بعد قيام دولة الإمارات عام ،1971 وفي عام 1977 انتخب رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي لفصلين تشريعيين متتاليين، حيث أعطى التجربة البرلمانية الإماراتية في تلك الفترة زخماً من خلال التركيز على القضايا المتصلة بدعم الكيان الاتحادي الجديد، وتكريس حضور دولة الإمارات ضمن الأسرة العربية .
تريم عمران تريم تاريخ من العطاء المخلص الصادق لدولة الإمارات وللمجلس الوطني الاتحادي، والذي تم تكريمه على عطائه في المسيرة البرلمانية من قبل المجلس الوطني بإطلاق اسمه على مكتبة المجلس الوطني، حيث تم تطويرها لتصبح ldquo;مركز تريم عمران تريم للمعلوماتrdquo; لدعم عمل المجلس الوطني، وليكون مرجعاً وثائقياً للحياة البرلمانية في الدولة . ويحتوي المركز على أحدث التقنيات المتخصصة في الخدمات المكتبية والمعلوماتية لتزويد رواده بأحدث البيانات والبحوث والدراسات الحديثة .
ويحتوي المركز على معرض الصور الإلكتروني وقاعات الكتب والدوريات والمراجع، وقاعة المطالعة وقاعة عرض الأفلام المرئية والمسموعة، ويهدف القائمون على المركز إلى أن يكون نواة لأول مكتبة برلمانية في المنطقة، تُمكن الباحثين والدارسين من الاستفادة من محتويات المركز الذي يضم 11 ألف عنوان، وخدمات سمعية وبصرية للمواد والعناوين المتوفرة في المركز .
لقد أُسس ldquo;مركز تريم عمران للمعلوماتrdquo; كما ذكر ليخدم أعضاء المجلس الوطني الاتحادي بتقديم مختلف وسائل المعرفة لمتخذي القرار، وصناع السياسات من خلال إتاحة بيانات ومعلومات ذات صلة بالقضايا المحلية التي يناقشها المجلس، كما يقدم خدماته للباحثين من خلال توفير المعلومة في الوقت المناسب، وبالجودة المطلوبة لنشر الثقافة والمعلومات السياسية والقانونية والبرلمانية، وتوفير المعلومات عن طريق استخدام التقنيات الحديثة .
هذه دعوة لكل من يطرق باب المجلس الوطني باحثاً عن مقعد له في المجلس ، أن يقترب من حياة رجل سوف يقوده رغم رحيله إلى مصاف النموذج الأمثل للمواطن الحقيقي الغيور على وطنه وأمته، ليكون الصوت الحقيقي لكل مواطن . ادخلوا المجلس وجوبوا أروقته وابحثوا عن المرحوم بإذن الله تعالى تريم عمران تريم، وسوف تجدونه في حضرة المجلس الوطني الاتحادي رغم رحيله .