جريدة الجرائد

العقل التركي العثماني الجديد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نبيل علي صالح

إنها تركيا أيها العرب.. عقلية إدارية غربية بفكر إحيائي إسلامي وعباءة تقليدية عثمانية. تقارب تركيا الملف السوري الشائك -والعصي على الحل كما يبدو حاليّاً- من زوايا ووجوه سياسية واستراتيجية عدة، يمكن اختصارها فيما تؤكد عليه القيادة التركية برئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، من أن هذا الملف السوري المتأزم والمعقد هو مشكلة داخلية لتركيا قبل أي شيء آخر.. وهذا يعني -بلغة الترجمة السياسية- أن درجة الاهتمام به من قبل القيادة التركية الحاكمة تصل إلى المستوى السياسي والعسكري الأول، خاصة مع الحضور السياسي والإعلامي الدائم لهذا الملف في مجمل المشهد السياسي والمجتمعي التركي.

وربما يكون من أسباب هذا الاهتمام التركي الخاص بهذا الملف وجود رغبة شعبية عربية وسورية بالأخص للمساعدة في الحل، بسبب من الجوار التاريخي والثقافي الديني،مضافاً إليه أن القيم التركية المؤسسة من الديمقراطية وحقوق الإنسان والنجاح الاقتصادي التنموي تتطابق مع مفردات الربيع العربي ونسائم الحرية العليلة التي بدأت مع ثورة تونس.


وبعد تصاعد حدة الأزمة السياسية السورية الداخلية، وعجز الساسة السوريين -منذ بداية الأحداث في درعا- عن احتواء خلفيات المشكل البسيط الذي تسبب في التفجر، وعدم إيجاد مخارج حكيمة وعقلانية سلمية لتلك المشكلة التي تفاقمت لاحقاً وتدحرجت ككرة الثلج، سعى الأتراك للعب دور الوسيط السياسي المتوازن، والحامل والضامن والمرشد لمشروع الإصلاح السياسي السوري. هذا في حين كان هناك إصرار دائم لدى المسؤولين في سوريا على رفض وإنكار تسمية المظاهرات في سوريا، بأنها مظاهرات سلمية إصلاحية، على رغم وصفهم لتلك المطالب المرفوعة في البداية بأنها مطالب "محقة وعادلة".. فكل ما يجري حاليّاً في نظرهم هو "مؤامرة خارجية" حيكت ضد سوريا الشعب والنظام في ليل أليل، شاركت فيها تركيا، بالتعاون والتنسيق مع دول أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، وتهدف تلك المؤامرة إلى إسقاط النظام السوري الممانع وآخر حصون وقلاع المقاومة، ومعاقبته على احتضانه الدائم السابق والحالي لمشروع وثقافة الممانعة.
ولكن الذي جعل المواقف تتصاعد وتنضغط أكثر فأكثر مؤخراً، بحيث زادت في سخونة المرجل، ورفعت في درجات تسخين مسار العلاقات بين تركيا وسوريا على وجه الخصوص، حتى وصلت إلى حد القطيعة الكاملة حاليّاً، هو تصريح لأردوغان أكد فيه "عدم الرغبة في الحديث مستقبلاً مع الأسد"، معتبراً أنه "ينبغي على القادة السياسيين أن يؤسسوا حكمهم على العدالة، ورضى الناس، وليس على الدم والعنف، وأن من يحكم بالدم سيذهبه الدم".

والسؤال: ما الذي باستطاعة تركيا أن تفعله على حدودها الجنوبية؟! وهل ستبقى هي نفسها في مأمن من لهيب، وربما حرائق المنطقة، وخاصة أنها تسعى لتأمين وتحقيق سلم أهداف اقتصادية وتبادلات تجارية وثقافية مع دول الشرق والجنوب، بعد أن تضاءل أملُها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أدى إلى قيامها بتكثيف مجمل نشاطاتها وعلاقاتها بالمشرق العربي والإسلامي؟

في مواجهة تحديات الجوار العربي والسوري يبدو القادة الأتراك في موقف لا يحسدون عليه، وهم يسيرون على حد الشعرة المربوطة فوق مراجل أودية المنطقة العميقة.. مما يجعلهم في حالة ترقب وقلق دون شك مثل غيرهم، ولكن بدرجات أقل جداً.. وإن كانوا غير متعبين، لأن لديهم أوراقاً كثيرة للعب السياسي وغير السياسي.. والعقل التركي العثماني عرف عنه تقليديّاً عدم تهيبه للأهوال والمصاعب، بل ووقوعه فيها، من منطلق "إذا هِبت أمراً فقع فيه". والأمر ربما يحتاج منهم فقط إلى بعض المحاذرة، وليس إلى مزيد من المناورة!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أردغان الإرهابي
أمريكي أصل سوري -

تركيا مشهود لها بجرائم إبادة بحق شعوب وبحق شعبها الكوردي نذكرك يا كاتب قبل أيام الجيش التركي قتل ٣٦ كردياً برئً بدم بارد والحبل علجرار ، وأعلمك وأزيدكَ خبراً بل أصححه لك بأن الرئيس الأسد رفض التحدث مع أردغان حيث قال الأسد نحن بسوريا لن نتعاون مع الإرهابيين قاتلي شعبهم و عدم الرغبة في الحديث مستقبلاً مع أردغان الإرهابي . أمريكي أصل سوري

لولا الكورد في سوريا لما اشتراكم تركيا بليرة تركية
Rizgar -

كم هي كثيرة تلك الاصوات و الاقلام و الحناجر التي تنادي الكرد قائلة بملء الفم:أيها الأكراد، الوقت ليس وقتكم و الدور ليس دوركم فأعيرونا صمتكم لأننا نعيش ربيعنا.أيها الأكراد، لا تستعجلوا في المطالبة بحقوقكم لأن ذلك يضر بثوراتنا العربية و يفتح أبواب جبهاتٍ جديدة.أيها الأكراد، تواروا عن الأنظار، أو تظاهروا على أنكم عرباً كي لا تشير السلطات إلى خطر الانفصال على البلاد فتضعف همّة الثوار الميامين و يتركوا الثورة العربية كي لا يستفيد منها الانفصاليون.أيها الأكراد، أنحنوا لأننا نريد أن نمتطيكم كي نصل إلى ما نصبو إليه و لن ننسى جميل حملكم لنا كما فعلنا طوال تاريخنا الطويل.أيها الأكراد، لا تصدروا صوتاً كردياً إلا لأجلنا، فأنتم مدينون لنا على مرّ التاريخ.

قتل جماعي للكورد .
ليرة -

تركيا تغطي فشل سياساتها بالقتل الجماعي للكورد .

الجنس التتاري،
الإفتراس، -

العملة التي يتم تداولها في كلٍ من تركيا وسوريا، تحمل صورتين متناقضتين من حيث الشكل الخارجي، فيهما من القبح ما يجمعهما، فالأول ملتحى ببعض الشعيرات الدقيقة في الحنك كما هو عليه الجنس التتاري، وهي كل ما إستورثه صاحب الصورة تلك من الخلافة العثمانية، وأما الصورة الثانية، فلا يكاد يظهر للعيان ما يميز صاحبها مع ذلك هو تحت مسميات ليست ببعيدة عن هذا المفترس، فهو تارة وحش من آل الوحش وأخرى أسد، والمهم في كل هذا وذاك هو أنهما يحملان جينات وراثية صبغتها الإفتراس، تفتك بكل ما فيه للبشر من صفات .

قيادة لاتملك سوى رغبة القتل لكل ماهو كردي
شباب -

آخر ضحايا الذئب أردوغان، شباب لم يكن لديهم سبيل آخر سوى أن يسيروا عليه كأبائهم وأجدادهم تحت نير الحصار الخانق لمناطقهم من قبل جيوشه ومخابراته، وهو أن يجتازوا خطوط الموت ليستمروا في الحياة، أن يجتازوا أرضٍ تخصهم مغروسة بألغام الحقد والكراهية، إلا أن الأعظم هو أنهم قتلوا بطائرة غير مسكونة، يوجهها قيادة لاتملك سوى رغبة القتل لكل ماهو كردي

جريمة جديدة لنظام أردوغان في منطقة شرناخ والكل ين
التأريخ -

التأريخ يعيد نفسه , جريمة جديدة لنظام أردوغان في منطقة شرناخ والكل ينفي علمه بالحقيقة , لكن الحقيقة إن كل أركان نظام أردوغان هم المذنبون ولا إنسان بريء من بينهم لان منذ ٩٠ سنة ترتكب النظام أبشع الجرائم بحق الشعب الكوردي وكل طرف يعلن برائته عن الجرائم , فالعسكر يأخذ الأوامر من الحكومة والشرطة ترتكب أعمالا وحشية منها الإغتيال والخطف والتعذيب في سرادق السجون . والصحافة والإعلام تلتزم السكوت ولم تكن ولا مرة حيادية وحتى المثقفين والصحافين كلهم أو أغلبهم واقفين في صف السلطة وتستر على جرائمهم .حتى الوجه الحقيقي للشعب التركي لا تحمل صفة البرائة تجاه الشعب الكوردي لأنهم يحملون وزر دعم حكوماتهم في معاداة الكورد ويحملون نبرة الحقد والعنصرية . كأن الدماء التي تسيل في عروقهم ليس دماء إنسانية وكأن عيونهم مصابة بالعمى حول ما يجرى في العالم , وإن تاريخ دولة آل عثمان لن ترجع مهما تفاخروا وتمجدوا ولن يقبل أي شعب أن يتعايش معهم .لكن للتأريخ نقول نحمل أكراد تركيا جزء من المسؤولية نتيجة لتخاذلهم وجبنهم والركض وراء الشعارات الرنانة ..

التراث القمعي لسلاطين آل عثمان
التراث القمعي لسلاطين آل عثمان -

تمارس الجمهورية التركية منذ قيامها عام 1923 سياسة في غاية العنصرية تجاه الشعب الكردي في هذه البلاد و تنتهج في تعاملها مع مواطنيها الكرد أساليب أقل ما يقال عنها أنها لا إنسانية. تواصل الحكومات التي تعاقبت على دست الحكم تلك السياسات مستندة على مايبدو على التراث القمعي لسلاطين آل عثمان و الإتحاديين و لكن بوحشية أشد و بأساليب أكثر تفننا و تدميرا . الغريب أن المؤسسات التركية كلها إنغمست في هذه العلمية لتؤدي باندفاع و إصرار غريبين الأدوار الموكولة اليها على هذا الطريق . فالجيش التركي كان و لا يزال يقمع الكرد و حركاتهم و يدمر قراهم و مزارعهم، والمجلس الوطني الكبير (البرلمان) يصدر القوانين و القرارات المعادية للكرد و الهادفة الى صهرهم و إزالة وجودهم القومي . وتقوم المدارس و المؤسسات التعليمية و التربوية الأخرى بدورها بفرض اللغة و الثقافة التركيتين و تعمل كل ما في وسعها على إزالة أي أثر للكرد و بلادهم في اذهان الأطفال ، فارضة أن يرددوا كل صباح الأناشيد التي تمجد الأمة التركية و الجيش و (أبو ) الأتراك و غيره من (عظماء) الترك على مر التاريخ البشري من أمثال أتيلا وهولاكو وجنكيزخان و تيمورلنك و غيرهم من مدمري الحضارات الأنسانية

السلطات التركية
كردستان -

وتشهد كردستان على مدى العقدين الأخيرين حملات قمع و تنكيل واسعة تقوم بها السلطات التركية لقتل روح المقاومة لدى الناس هناك. ولاتجد هذه السلطات في ظل الدعم الغربي و بخاصة الأمريكي صعوبة كبيرة في ايجاد التبريرات لممارساتها القمعية. فالإتهامات بحق الحركة الكردية جاهزة دوما و يجري تكييفها مع متطلبات العصر . ففي العشرينات عندما كانت افكار التحديث و الخلاص من مفاهيم و اعباء القرون الوسطى تستحوذ على اهتمام الناس و عقولهم ، كان الكرد يتهمون ( بمعاداة التطور و العمل على اعادة الخلافة و السلطنة و العمالة للدول الإستعمارية). ومع قيام الحرب الباردة اصبحت تهمة الشيوعية تلاحق أي تحرك سياسي كردي و هي تهم لا يجمعها جامع . الغريب أن ما كانت تسمى بدول (المنظومة الاشتراكية) كانت تتهم الكرد بدورها ( بالعمالة للغرب و تهديد امن الإتحاد السوفيتي ) . ومع ظهور بوادر انهيار الاشتراكية و انتهاء الحرب الباردة اصبحت تهمة الارهاب تلصق بالحركة الكردية لأن العالم المتحضر ينبذ الأرهاب و يدعو الى الأنفتاح و الديموقراطية و رعاية حقوق الأنسان. وهكذا تبقى تركيا و معها الدول الأخرى التي تسيطر على كوردستان تفبرك الأتهامات بحق الوطنيين الكرد و حركاتهم التحررية و لا تفكر بدلا من ذلك في البحث عن الأسباب الحقيقية للحركات الكردية و التجاوب مع المطامح القومية المشروعية للأمة الكردية

الأوساط الحاكمة في تركيا
حلا -

إذا ارادت الأوساط الحاكمة في تركيا أن تجد حلا للقضية الكردية في تلك البلاد ، فمن الضروري أن تقر دستوريا بالوجود الكردي و تثبت حقوقه السياسية و المدنية و القومية و الثقافية و تزيل المفاهيم العنصرية و الكراهية القومية من الدستور . و ستبقى وعود المسؤولين الأتراك كلمات تسبح في الهواء و لن تتحول الى اجرءات عملية على أرض الواقع دون القيام بهذه الخطوة المهمة و الضرورية .

some Arabs
Narina -

At the end, I agree, it’s a complete joke that some Arabs are big fans of the racist state named turkey, but maybe it’s because they have a lot of things in common.

،الشرق الاوسط القديم
الشعوب -

لم تعد جرائم الشعوب الهمجية ضد الضعفاء قابلة للاخفاء،الشرق الاوسط القديم لم يعد صالحا للاستعمال بكل المقاييس، ويجب ان يتغير

سوريا
القوى الكوردية -

ينبغي على القوى الكوردية في سوريا أن تفكر و تضع المصالح القومية للشعب الكوردستاني فوق جميع المصالح الاخرى و تنطلق منها في تحالفاتها و تحركاتها السياسية. و عليها أن لا تنسى أن جميع الانظمة المحتلة مستبدة و قاتلة و ظالمة. ليست هناك دولة محتلة عادلة. صفة الاحتلال تمحي العدالة.

يجب معاقبة تركيا
أمريكي أصل سوري -

يجب معاقبة تركيا الإرهابية وإعطاء حقوق الأكراد المشروعة