جريدة الجرائد

العراق إلى أين؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز المقالح

ما يحزن في موضوع العراق اليوم أن المتفائلين من أبنائه وأشقائهم لم يعودوا يتحدثون عن عراق واحد وإنما عن ldquo;عراقاتrdquo; وأقاليم تتوزعها الأهواء الطائفية والمذهبية، وتلك واحدة من أهم مخلفات الاحتلال الأجنبي الذي طالبت به ورحبت بوجوده بعض المكونات السياسية التي تجاهلت حقيقة أن الشعوب التي لا تستطيع أن تحرر نفسها بنفسها من الطغاة الذين صنعتهم بصمتها وخضوعها لا تستحق الحرية ولا حتى الحياة، وهي جديرة بأبشع وأشد أنواع الطغيان والديكتاتوريات . ولأنها تستعين بالآخر الاستعماري، لدحر المستبد الداخلي، تكون كالمستجير من الرمضاء بالنار . وما حدث في العراق بالأمس القريب لم يكن ليختلف عما كان يحدث عبر التاريخ من نماذج الاستعانة بالأعداء على الحاكم الظالم وكيف أن العدو لا يمكن أن يكون منقذاً أو محرراً، وهو الذي ينتظر بفارغ الصبر لحظة الانقضاض على البلد والشعب المستعين به لتمزيق أبنائه ونهب ما استطاع من ثرواته .

والذين أوقعوا العراق في مأساته الراهنة، التي حتماً ستترك آثارها الكارثية على العراق لزمن طويل بذهابهم إلى استدعاء العدو المتربص لتحريرهم من الديكتاتور، لم يكونوا أغبياء لا يدركون الفارق بين الرمضاء والنار وبين الخطر والأخطر، بل كانوا يدركون الفارق ويقرأون العاقبة، لكن الأطماع الصغيرة والمؤقتة والخصومة السياسية تعمي الأبصار وتجعل الرؤية الآنية تحجب ما وراءها، وكيفما كان الحال فقد تم الأمر وعاش العراق أعواماً تسعة تحت وطأة الاحتلال الذي جثم على صدر الشعب في العراق ومارس طوال هذه السنوات السوداء كل ما كان يحلم به من رسم خريطة التقسيم السياسي والطائفي ldquo;سايكس الثانيةrdquo;، ولم يخرج إلا بعد أن حقق للكيان الصهيوني أهم هدف كان يرنو إليه، وهو تحطيم القوة العظمى التي كانت تتهدد وجوده ممثلة في العراق البوابة الشرقية للعرب، العراق الذي هب بعد النكبة في عام 1948م، وهب في عام النكسة ،1967 وكان واحداً من الحصون المنيعة للعروبة عبر التاريخ .

إن عراق ما بعد الاحتلال هو عراق مفكك تتنازعه الأهواء، وغالبية أبنائه تعيش على كف عفريت من الطائفية والمذهبية والعرقية، وبعد أن كان عراقاً واحداً أصبح ldquo;عراقاتrdquo; متعددة الانتماءات والمواقف: عراق للأكراد، وعراق للسنة، وعراق للشيعة، وعراقات صغيرة أخرى للأقليات التي ستجد نفسها بعد انفراط وحدة الوطن الواحد وتدمير مقومات المواطنة المتساوية في أسوأ حالة، ولن ينقذها سوى اللجوء إلى القوى الأجنبية الكبرى بحثاً عن الأمان وحماية مكوناتها الذاتية، وهو بعض ما كانت تلك القوى الأجنبية تبحث عنه وتخطط له، وهو أيضاً ما برع الاحتلال في إبرازه والتمكين له والعمل على وضعه .

والعجيب أن العرب الذين تفرجوا على مسرحية الغزو الأمريكي للعراق وبرروه وشرعنوه، وتابعوا المشهد وكأنه يتم خارج وطنهم الكبير، بل خارج الكوكب الأرضي الذي ينتمون إليه ويعيشون على ظهره، هؤلاء العرب مايزال موقفهم مما يحدث في العراق نفسه، يتفرجون في صمت ويرون العراق يتفتت ويتلاشى وكأنه في كوكب آخر، وإن تجزئته وتدمير مقوماته الوطنية والثقافية ستعود عليهم بأخطر العواقب، ولا حقيقة في ما يذهب إليه البعض من أن العرب منشغلون بما هو أهم، بالانتفاضات والثورات التي تقرع أبوابهم وتسعى إلى الانقضاض على ما تبقى من الكيانات الوطنية التي استطاعت الإخلاد إلى النوم الطويل ورفض كل محاولة للتغيير نحو الأفضل استجابة لمنطق الحياة ولسنة الله التي لن يجد لها البشر تبديلاً .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Leave us arabs
christian iraki -

Why arabs dont live us to live peacefuly?? Federalism is one basic constitute in Iraki Constitution and no body can take it from us, gulf states should grant thier citizines thier basic rights than interfering in Iraki affairs

تنبيه
أبو الوليد -

الكاتب عبد العزيز صالح المقالح (1937م)، أديب وشاعر وناقد يمني، ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إب في اليمن...يتكلم عن العراق وكأن علي عبدالله صالح أوصل اليمنيين الى القمر بعلمهم وتراثهم ..ألم يكن الكاتب رئيسا لجامعة صنعاء يفخ بالرئيس صالح نفخ القربة بالهواء.....لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

تنبيه
أبو الوليد -

الكاتب عبد العزيز صالح المقالح (1937م)، أديب وشاعر وناقد يمني، ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إب في اليمن...يتكلم عن العراق وكأن علي عبدالله صالح أوصل اليمنيين الى القمر بعلمهم وتراثهم ..ألم يكن الكاتب رئيسا لجامعة صنعاء يفخ بالرئيس صالح نفخ القربة بالهواء.....لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

لماذا لا تكتب عن يمنك!!!
عمر احمد -

وكان الكاتب من النرويج وليس من اليمن التعيس!!!العراق بخير مادام امثالك ينتقدوه ولايعجبهم كن على ثقة .

أفكاركم ككومة من القش لا تصمد أمام الواقع و ....
صخر -

لم تكن يوما العراق بدولة المواطنة و أنما فرضت على شعوبها عنوة و الأنسان في واد و الحكام العروبيين في واد آخر .... و جربوا كل ما حرمه الله و الشرائع من المسيئات و وسائل القهر و القتل و التنكيل ضد الشعب و دام لهم القوة ذلك ثمانون عاما الى أن أرسل ألله الباري مسعفا و خلص عباده من رموزكم النازيين .... أما أن تلومون العراقيين على أنشاء كيانات خاصة لهم فهذا أمر شرعه الله لعباده قبل كل شيء ألم تسمع بأن الله خلقكم أحرارا .... و أذن لم العيش كعبود لأهواءالآخرين و ترضية أهواء من أمثال حاملي أفكاركم .... و ماذا جنينا من تراثكم البطولي المزيف؟!!!

أفكاركم ككومة من القش لا تصمد أمام الواقع و ....
صخر -

لم تكن يوما العراق بدولة المواطنة و أنما فرضت على شعوبها عنوة و الأنسان في واد و الحكام العروبيين في واد آخر .... و جربوا كل ما حرمه الله و الشرائع من المسيئات و وسائل القهر و القتل و التنكيل ضد الشعب و دام لهم القوة ذلك ثمانون عاما الى أن أرسل ألله الباري مسعفا و خلص عباده من رموزكم النازيين .... أما أن تلومون العراقيين على أنشاء كيانات خاصة لهم فهذا أمر شرعه الله لعباده قبل كل شيء ألم تسمع بأن الله خلقكم أحرارا .... و أذن لم العيش كعبود لأهواءالآخرين و ترضية أهواء من أمثال حاملي أفكاركم .... و ماذا جنينا من تراثكم البطولي المزيف؟!!!

....
كاظم بهمن - ايران -

العراقيون قتلة الحسين.....

....
كاظم بهمن - ايران -

العراقيون قتلة الحسين.....

شكرا لاهتمامك
قيس حسن -

ان يكتب المقالح عن العراق فهذا شيء مفرح فهو يشير الى ان المثقف العربي مهموم ليس ببلده فقط بل بالمجتمعات العربية عموما ، ولكن ما اثارني في مقالة المقالح هو المقدمة التي بنى عليها المقالح استنتاجه ، المقدمة المغلوطة جاءت بنتائج من جنسها ، فهو يقول بالنص ( والذين أوقعوا العراق في مأساته الراهنة، التي حتماً ستترك آثارها الكارثية على العراق لزمن طويل بذهابهم إلى استدعاء العدو المتربص لتحريرهم من الديكتاتور)وربما يعرف الاستاذ المقالح بانه ليس هناك قوة في العالم كانت قادرة على منع الولايات المتحدة من غزو العراق فهل يعتقد ان الذين جاءوا بها الى العراق من قواه المعارضة للسلطة استطاعوا ان يخدعوا الولايات المتحدة الى هذا الحد ؟ هل فقدت الادارة الامريكية صوابها ورشدها بمجرد رغبة الساسة العراقيين ؟ الامر اكبر من ساسة العراق " واستدعائهم " للامريكان . مقدمة المقالح لاتخلوا من البساطة والشعبية ... كنت اتوقع ان يكتب في السياسة بمستوى ما يكتب في النقد فخاب ظني .. المقالح تقبل تقديري

شكرا لاهتمامك
قيس حسن -

ان يكتب المقالح عن العراق فهذا شيء مفرح فهو يشير الى ان المثقف العربي مهموم ليس ببلده فقط بل بالمجتمعات العربية عموما ، ولكن ما اثارني في مقالة المقالح هو المقدمة التي بنى عليها المقالح استنتاجه ، المقدمة المغلوطة جاءت بنتائج من جنسها ، فهو يقول بالنص ( والذين أوقعوا العراق في مأساته الراهنة، التي حتماً ستترك آثارها الكارثية على العراق لزمن طويل بذهابهم إلى استدعاء العدو المتربص لتحريرهم من الديكتاتور)وربما يعرف الاستاذ المقالح بانه ليس هناك قوة في العالم كانت قادرة على منع الولايات المتحدة من غزو العراق فهل يعتقد ان الذين جاءوا بها الى العراق من قواه المعارضة للسلطة استطاعوا ان يخدعوا الولايات المتحدة الى هذا الحد ؟ هل فقدت الادارة الامريكية صوابها ورشدها بمجرد رغبة الساسة العراقيين ؟ الامر اكبر من ساسة العراق " واستدعائهم " للامريكان . مقدمة المقالح لاتخلوا من البساطة والشعبية ... كنت اتوقع ان يكتب في السياسة بمستوى ما يكتب في النقد فخاب ظني .. المقالح تقبل تقديري

لمَ ايها المقالح ؟
منى -

أبعدَ كل هذه الأنهيارات التي تعصف ببلدانكم ولم تتقوا الله في بلد اسمى من ان تطاله سموم انفاس لطالما نفخت حتى استحالت عاصفة تلتهم ولا تذر دويلات ظل العراق سيدهاشاءت ذلك ام ابت ؟، احذروا فللعراق كرامة من الله بانت بوادرها .نتمنى النشر سادة إيلاف

لمَ ايها المقالح ؟
منى -

أبعدَ كل هذه الأنهيارات التي تعصف ببلدانكم ولم تتقوا الله في بلد اسمى من ان تطاله سموم انفاس لطالما نفخت حتى استحالت عاصفة تلتهم ولا تذر دويلات ظل العراق سيدهاشاءت ذلك ام ابت ؟، احذروا فللعراق كرامة من الله بانت بوادرها .نتمنى النشر سادة إيلاف