جريدة الجرائد

.. ولماذا لا يحكم الإسلاميون؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يوسف الكويليت

طبيعي أن ينقسم الرأي العربي حول وصول الإسلاميين إلى المراكز المتقدمة في الانتخابات، بدءاً بتونس، ثم ليبيا، فمصر، وربما اليمن وغيرها، والسبب أن التجارب الماضية من حكم الشيوعيين للعراق ثم اليمن الجنوبي، سابقاً، ونشوء أحزاب أقرب لليسار أيضاً حكمت أكثر من بلد عربي، ثم ما حدث من صراعات وقتال على الكراسي، انتهيا إلى فساد هائل في المؤسسات الحاكمة، ليكون الشعب هو الضحية في الملاحقات السياسية، أو الحرمان من أبسط تأمين السلامة الذاتية، أو الاقتصادية، عندما تراجعت التنمية لصالح شعارات تحرير فلسطين، والنفقات العسكرية، وغيرهما، هذه التجارب بمجملها كانت في الواقع المعاش، تكريساً للفساد السياسي والعسكري..

الإخوان المسلمون وغيرهم من التنظيمات المشابهة، هم من تعرضوا للتهجير والقمع والسجون، ومع ذلك ظلوا القوة المنظمة حتى في ظروفهم القاسية، وبعيداً عن الشطحات، التي تحدث لتكون باعث خوف على الحقوق المدنية، أو المداخيل الاقتصادية من السياحة غيرها، ورعب طالبان الذي أخذ حجماً من الدعاية المخيفة عالمياً، وإسلامياً لنموذج غير متطابق مع العصر، لكن تجربة هذه التنظيمات يبدو أن فيها من يفكر بلغة العصر، بل هناك من حسبوا على العلمانية وتيارات أخرى، لا يظهرون التشاؤم الحاد منهم، وعملية أن يختار أي شعب من يمثله، فإننا إذا كنا نؤمن بالاقتراع الحر، فهؤلاء وصلوا لهذه المناصب بقوة، وإرادة كل شعب، وبالتالي، فالخيار هناك منطقي ومنصف..

التحدي القادم ليس سهلاً، فالخروج من عباءة الحزب إلى الدولة يبدو أنه أمر صعب، لأن الأفكار والمطالب، وحتى العمل أمور مختلفة بين جماعات متناسقة ومتضامنة، وبين دولة ذات مطالب كبيرة في الاقتصاد والأمن، والتنمية الشاملة، سواء في قطاعات التعليم والصحة والمواصلات والاتصالات وغيرها، أو بين الفكر العام الوطني الذي توجد فيه العديد من التناقضات، ما يعني أن هذه الأحزاب، إذا لم تحقق المطالب الأساسية في التغلب على المشاكل الفورية، فإنها ستواجه موقفاً يختلف فيه كسب الشارع بالشعارات عن إدارة دولة لها علاقات دولية متشابكة، ومطالبات شعبية ملحة..

من وصلوا للبرلمانات، أو سيصلون للحكم من الإسلاميين، هم من جذور الوطن أي لم يُستوردوا من خلال انقلاب، أو حزب تسنده المؤسسة العسكرية وقبضتها، ونحن أمام مفترق طرق جديدة، فالإسلاميون يجب أن يأخذوا فرصتهم، وهي ليست أماني، بل جاءت سلطتهم من خلال رغبة شعبية، ودعونا نرَ كيف ستكون المقدمات ثم النهايات، لأن أي حكم، غير مبرر، من طرف راديكالي لا يلتقي مع طروحاتهم، وأفكارهم، أو ليبرالي اتخذ خط التخويف في حرب باردة، فإن الإخوان أو غيرهم سيبقون في مواجهة كل الشعب، وهنا لابد من إدراك أن كوادرهم ليست بالهامشية أو التي تريد تفجير المواقف، بل هناك ممن يملكون فكراً سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً متقدماً، ويبقى طرح مشروعهم بشكل معلن لا يترك للتعليلات والتسويفات أن تأتي كهزات أرضية على مقاييس مدمرة، ولا نعتقد أن هذه التصورات غائبة عن من خاضوا تجارب السجون، والأفكار الواعية والمتطرفة، أن يسلكوا ما يخلّ بتوازنهم، ويزيل صورتهم عن مجتمع ينتظر الكثير، وأقلها الإصلاحات الجذرية غير المتطرفة..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العاطفة مسلكهم
adison -

الاسلاميون سيحكمون البلدان العربية وسترى بأم عينيك كيف سيعم الفساد الساسي والاداري والمالي وستعم الفوضى والمحسوبية في كل مؤسسات الدول العربية ونحن نؤمن بالاقتراع الحر والديمقراطية والحرية لكن الاحزاب الاسلامية انتهازية وصولية بمجرد وصولها لسدة الحكم ستتنكر وتنبذ الديمقراطية والحريات المدنية والتهميش والاقصاءوالقمع يأخذ طريقه الى التطبيق في كل مناحي الحياةوحسن شحتوالقيادي بالجماعة الاسلامية في مصر يقول اذا ماوصلنا سدة الحكم سنخير مسيحيي مصر امابدفعهم الجزية او تهجيرهم من مصر وتجربة العراق مع الاحزاب والتيارات الدينية لهي مقدمة لفشل حكم الاحزاب الاسلامية الانتهازية فالاحزاب الاسلامية لايوجد لديها ما يمنكها من خبرات في ادارة البلدان العربيةوالرسي بهاالى بر الامن والامان وانتهازيتهالاتسمح لهالقبول بالآخر مهما كان دينه وطائفته والمحسوبية والفاسد السياسي والمالي سيقف حجرة عثرة ويعرقل الانتعاش الاقتصادي والرفاهيةللشعوب العربية والاحزاب الاسلامية فقط خبرتها في خلط الاوراق واثارة الازمات بين ابناء الشعب الواحد بأثارة العواطف الدينية والطائفيةونحن برأينا ان اللجوء الى العواطف هو ملجأ الضعفاء من الجهلة والمتخلفين الذين لايجيدون لغة العقل والعقلانية

العاطفة مسلكهم
adison -

الاسلاميون سيحكمون البلدان العربية وسترى بأم عينيك كيف سيعم الفساد الساسي والاداري والمالي وستعم الفوضى والمحسوبية في كل مؤسسات الدول العربية ونحن نؤمن بالاقتراع الحر والديمقراطية والحرية لكن الاحزاب الاسلامية انتهازية وصولية بمجرد وصولها لسدة الحكم ستتنكر وتنبذ الديمقراطية والحريات المدنية والتهميش والاقصاءوالقمع يأخذ طريقه الى التطبيق في كل مناحي الحياةوحسن شحتوالقيادي بالجماعة الاسلامية في مصر يقول اذا ماوصلنا سدة الحكم سنخير مسيحيي مصر امابدفعهم الجزية او تهجيرهم من مصر وتجربة العراق مع الاحزاب والتيارات الدينية لهي مقدمة لفشل حكم الاحزاب الاسلامية الانتهازية فالاحزاب الاسلامية لايوجد لديها ما يمنكها من خبرات في ادارة البلدان العربيةوالرسي بهاالى بر الامن والامان وانتهازيتهالاتسمح لهالقبول بالآخر مهما كان دينه وطائفته والمحسوبية والفاسد السياسي والمالي سيقف حجرة عثرة ويعرقل الانتعاش الاقتصادي والرفاهيةللشعوب العربية والاحزاب الاسلامية فقط خبرتها في خلط الاوراق واثارة الازمات بين ابناء الشعب الواحد بأثارة العواطف الدينية والطائفيةونحن برأينا ان اللجوء الى العواطف هو ملجأ الضعفاء من الجهلة والمتخلفين الذين لايجيدون لغة العقل والعقلانية