جريدة الجرائد

اعتذار عراقي حضاري- فليكتمل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سعد بن طفلة العجمي


في أكثر من لقاء مع شخصيات عراقية مسؤولة أكرر سؤالاً: لم يرفض العراق الرسمي الاعتذار للكويت وشعبها عن غزو العراق للكويت عام 1990 وما صاحب ذلك الغزو من ممارسات قمعية فظيعة ضد الشعب الكويتي لأنه رفض الانصياع والخنوع لصدام حسين؟ وماذا يضير العراق أن يقدم اعتذاراً لأشقائه الكويتيين كبادرة حسن نوايا وكعربون ثقة بأن الماضي لن يتكرر، وأن العراق الجديد بريء من تركته الثقيلة الدامية.





ويأتي الجواب مكرراً أيضاً: لا ذنب لنا فيما اقترفه نظام صدام حسين من جرائم ضد الكويت أو إيران أو الأكراد أو غيرهم، فقد كنا جميعاً ضحايا لذلك النظام، فلم نعتذر عن جرائم لم نرتكبها؟

اعتذرت الداخلية العراقية الأسبوع الماضي عما ارتكبته أجهزتها الأمنية ضد المواطنين العراقيين إبان حكم صدام حسين، وجاء في بيان بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس وزارة الداخلية العراقية: "يعتذر أبناء القوات الأمنية في وزارة الداخلية إلى الشعب العراقي عن الممارسات التي حدثت خلال حكم النظام السابق المقبور إثر زجهم في ممارساته التي لم تكن من واجباتهم أصلاً". وقد جاء الاعتذار الرسمي العراقي غير مسبوق في ثقافة بناء الثقة ويسجل إيجابيّاً للحكومة العراقية، لكنه يعيد السؤال: لم لا يعتذر العراق الرسمي عما اقترفه جيشه وأيضاً "القوات الأمنية" -كما جاء بالبيان- ضد الشعب الكويتي؟ فلقد ذاق الكويتيون ألواناً من العذاب استمرت سبعة أشهر، واعتقل الآلاف منهم وعذبوا وقتلوا ولايزال مئات منهم مجهولي المصير بعدما اعتقلتهم أجهزة المخابرات الصدامية أثناء احتلال الكويت، فالاعتذار العراقي الرسمي للشعب الكويتي مستحق أيضاً لما اقترفته أجهزة العراق الأمنية، وهي الأجهزة نفسه التي ارتكبت شنائع في حق الكويتيين وغيرهم، فلم يتوقف الاعتذار عند العراقيين وحدهم؟

كررت اليابان للصين وكوريا اعتذارها عما ارتكبته قواتها أثناء احتلال البلدين، واعتذر رئيس وزراء أستراليا الأسبق كيفن رود عما ارتكبه أسلافه في حق السكان الأصليين لأستراليا من الأبوريجنيز، وثقافة الاعتذار هي كلام عبارة عن حمام سلام وعربون ثقة وتقدم نحو الأمام، وخصوصاً حين تكون الثقة متزعزعة بين الطرفين إثر خلافات بين فترة وأخرى تختلقها أطراف لا تريد الخير لمستقبل البلدين.

بعد سقوط نظام صدام حسين، ظن كثيرون أن ممارسات الأجهزة الأمنية القمعية قد ولت إلى الأبد، وأن عهداً من الديمقراطية وحقوق الإنسان، قد شع نوره على العراق، لكن الممارسات القمعية استمرت بالاعتقالات والتصفيات حتى اليوم، وبلغت أبشع مراحلها في عهد وزير الداخلية السابق باقر جبر صولاغ في حكومة إبراهيم الجعفري عام 2005، حيث مورست أنواع من التعذيب تضاهي سابقاتها في عهد صدام حسين، فاستخدم "الدريل" والكهرباء وتقطيع الأطراف وقلع الأظافر واقتلاع العيون وانتشرت جثث "الزبل" (أي الزبالة)، فقد كان المعارضون يختفون ثم يظهرون فجأة في حاوية للقمامة وقد بدت على أجسادهم آثار التعذيب واضحة جلية، وهي ممارسات مخزية لم ينفها الوزير صولاغ نفسه حينها في مقابلة مع التلفزيون الألماني، معتبراً أن كل دول العالم تمارس مثل هذه الممارسات للحفاظ على أمنها متسائلاً: أو لا تقومون بمثل هذه الممارسات بألمانيا لو تعرض أمنكم للخطر؟

السيد صولاغ انتقل من وزارة الداخلية إلى وزارة المالية، وهو حاليّاً عضو في مجلس الشعب العراقي، فهل يعتذر السيد صولاغ أو تعتذر الحكومة العراقية نيابة عن مرحلته والمراحل السابقة لسقوط نظام صدام حسين عما تم ارتكابه من انتهاكات شنيعة لحقوق الإنسان في عهده؟

أظنني أفرطت في التفاؤل بالطلب من حكومة السيد المالكي الاعتذار للكويت عن غزو بلاده لها عام 1990!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من يعتذر
bably88 -

سبب الاعتذار ان يكون الطف المذنب مذنبا ولكن اسال سعد العبدالله الصباح حين قال في مجلس الامه لا تدورو عن زيد وعبيد انا المسؤل عن الغزو العراقي للكويت ...فمن يعتذر ولو عاد الزمان لعدنا وكررنا العميله لسبب بسيط لان اسبابه لا زالت قائمة ولان الكويتيين يتعآلون على انفسهم اولاً قبل الغير

المعتذر من غير ذنب يوجب ع
محمد الراوي -

يقول الامام علي (المعتذر من غير ذنب يوجب على نفسه الذنب) وحكومة الكويت هل التي يجب ان تعتذر للشعب العراقي عندما زودت صدام ب20 مليار دولار وجعلت موانيها تعمل على مدار الساعة تنقل كل انواع الاسلحة وحتى الكمياوية والتي اباد بها عشرات الالاف من العراقيين وغيرهم ن واذا استمريت بهذه المناكفه من اجل وضع الاعذار لنهب ثروات العراق وانقاص سيادته من خلال تمسككم بالفصل السابع فاني اقسم صدادقا سوف لن تجدوا لكم صديقا من الشعب العراقي واخشى ما اخشاه ان ينادي مغامر كفى استعمارا واستغلال وهيا لايقاف نهب ثروات العراق من قبل الكويت واني على يقين انه ستلتحق به الملايين وخاصة في هذا الوقت الذي بدء النجم الامريكي بالافول والخروج من الخليج ارجوكم فكروا بعيدا ياعقلاء الكويت والعاقل هو من يكسب الشعوب وخاصة المجاورة فان الشعوب باقيةسيما وانكم ستقطعون الاموال من العراق كي تمنحوها هدايا الى شعوب بعيدة لاتفيدكم في الملمات ورجائي ايضا لاتسمعوا للطائفيية منك فوالله انهم يتمنون حرق الكويت قبل العراق

لا واللة ماتصير الكم جارة
ابن الرافدين -

الكويت سكينة خاصرة كل هذة المصائب التي صبت على العراق وشعبة من جيران السوء الحقد الطائفي............... ..... لا تنسى الكم الهائل من المخابرات في الاردن والبحرين ولامارات بعدين انت خرجت عن سياق الموضوع ما علاقة اعتذار وزارة الداخلية للشعب العراقي بموضوع غزو الكويت غزو الكويت بظاعتكم ردت اليكم لاانكم ساعدتم صدام بقتل الشعب العراقي انتم تقولون سادنا صدام التزام بالعروبة احنا هاي العروبة اللي جمعتكم انتم وصدام ما نشتريها بفلسين ذكرت ان وزارة الداخلية مارست اعمال اسوء من صدام يعني هاي المفخخات ولاحزمة الناسفة الذين يقتلون الشيعة منهم هولاء مسيح يهود بوذين هندوس سيخ اولا اطلب من المحرر نشر التعليق بدون حذف حتى لا يفقد المعنى وشكرا .

من يعتذر لمن!؟
احمد الواسطي -

اولا المؤسسات العراقية يجب ان تعتذر للشعب العراقي عن كل تقصير وهذا شأن داخلي يجب ان لا يحشر الكتاب العرب انفسهم فيه وخصوصا ان كتاباتهم تاخذ بعدا طائفيا!! ونحن كعراقيين اصحاب البيت نتقاتل نتخاصم نعتذر لبعض هذه حياتنا ونحن نتأثر بها اولا وأخيرا! ثانيا يجب ان تعتذر دول الخليج والكويت خصوصا للشعب العراقي وليس العكس!! فنحن نتذكر صدام عندما جمع قادة العرب في بغداد وهذا قبل حرب تحرير الكويت بأشهر وقال لهم نحن حاربنا الفرس واوقفنا تمددهم فاسقطوا ديونكم عنا او لاتزيدوا في تخفيض اسعار النفط!! ولكن بدون جدوى!! ولناتي لآخر الاحداث، أنا شخصيا مع تحرير العراق من صدام حسن ولكن هناك ملايين من العراقيين ناقمين على الاحتلال فمن سيعتذر لهؤلاء!!؟؟ نحن نعرف في بيئتنا الشرقية ان الاخ الصغير يعتذر لاخيه الكبير، فكيف وان الاخ الصغير هي الاخت الصغيرة! تحياتي

سيبقى الثأر
جاسم السعد -

بعدكم يا كويتيون عن الرضا ببيننا وبينكم وسيبقى الثأر القديم الى ابد الأبدين.العراق لن ينسى موقفكم من تمرير الاحتلال وسرقة النفط والثروة والتعويضات الباطلة،فأنتم الذين يجب ان تعتذرون للعراقيين .

الكويت فوق هذا المستوى
عادل-الكويت -

الكويت دائما في الأعلى هي ودول الخليج ولاتطلب الاعتذار من الدمار وبلد المليشيات الطائفية المسمى بالعراق والذي انتهى للأبد واطلقت عليه رصاصة الرحمه عام 2003 والذي تعيش فيه مجموعات بشرية تتذابح وكل واحدة تنتظر الانقضاض على الأخرى واخير اقول اللهم لاشماته فقط قال عراق قال ولنا الفخر ان دماركم اتى من اراضينا وجعلناكم تدفعون الثمن وتذوقون الخراب والدم وستذوقونه دائما وابدا ايها الهكرية ولم يعد باقي منكم سوى السنتكم

اعتذر
h -

اعتذروهل اعتذرت الشاعرة الكويتية الشيخة سعاد صباح للشعب الكويتي عن قصيدتها في مدح صدام

لغة رخيصة
mahmood -

هذه اللغة تعبر عن المستوى الثقافي المتدني لفئة من الشعب الكويتي لانه علميا لا يمكن التعميم ووضع الشعب الكويتي في سلة واحدة وهذه الفئة ستقود حتما الى خراب الكويت في المستقبل لان الغرور مهما كان صاحبه يملك من مال او علم فانه ساقط لامحالة وهذه سنة الهية لذلك الحذر من هذه الفئة المغرورة الجوفاء في علمها واخلاقها ان تكون سيدة الموقف في الكويت اسال الله ان يوفر للبلدين الحكماء الذين يبنون المستقبل ولا يوغلوا في نكأ جراح الماضي التي لا يتحمل الشعبين المسؤولية هنااللهم اسالك الهدى وحسن النية لابناء البلدين

الكويت والعراق أخوة
علي -

أسلوب بعض الكويتيين مع العراق يجعل العراقي البسيط يقول حسنا فعل صدام معهم وأنهم يستحقون الغزو والدمار..ولكن العراقي طبعا لن يقول ذلك لأن صدام قتل الانفس ودمر خيرات هذا البلد الصغير وأهله الطيبين..هناك أنفس زكية في الكويت قد قتلها صدام..والعراق يعرف صدام جيدا ولذلك لا يتمناه لغيره..على الكويت أن تفتح صفحة جديدة مع العراق خاصة أن الشعب العراقي عانى الكثير من صدام ولا يريد العداء مع جيرانه..وحقا الشعب العراقي الآن تعبان من المشاكل ولا يريدها.

لغة رخيصة
mahmood -

هذه اللغة تعبر عن المستوى الثقافي المتدني لفئة من الشعب الكويتي لانه علميا لا يمكن التعميم ووضع الشعب الكويتي في سلة واحدة وهذه الفئة ستقود حتما الى خراب الكويت في المستقبل لان الغرور مهما كان صاحبه يملك من مال او علم فانه ساقط لامحالة وهذه سنة الهية لذلك الحذر من هذه الفئة المغرورة الجوفاء في علمها واخلاقها ان تكون سيدة الموقف في الكويت اسال الله ان يوفر للبلدين الحكماء الذين يبنون المستقبل ولا يوغلوا في نكأ جراح الماضي التي لا يتحمل الشعبين المسؤولية هنااللهم اسالك الهدى وحسن النية لابناء البلدين