جريدة الجرائد

هل يتغير السلفيون؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالرحمن الراشد

ليست مفاجأة فوز الإخوان المسلمين بنحو خمس وأربعين في المائة في انتخابات مجلس الشعب المصري، بل توقعنا أن يحققوا أغلبية ساحقة بناء على ما كان يقال عن انتشارهم. السلفيون هم المفاجأة. بلا تجربة، ولا شهرة، وحضور سياسي صفر تقريبا، مع هذا فازوا بأكثر من ربع الأصوات. فازوا رغم الهجوم ضدهم. كانوا موضع تهكم الجميع، بما فيهم الإخوان، وصار هناك شبه إجماع بين القوى السياسية ضد السلفيين، واتهمتهم الصحافة بالعمالة والارتشاء من الخارج، وأنهم "نبتة خبيثة" و"دسيسة". في الوقت الذي غازلت فيه القوى المختلفة الإخوان بعد أن كانت في الماضي تتهمهم بالتبعية الخارجية والتخلف.

لكن اليوم يجلس السلفيون على ربع مقاعد البرلمان الأول في مصر الذي ليس فيه أغلبية حاسمة لأحد. ولم يعد ممكنا اتهام ممثلي ربع الشعب المصري بالعمالة وبيع ذممهم، ولا الاستمرار في السخرية منهم، على أنهم الحزب الذي يحرم على المرأة لمس الخيار والموز، ويرضى بالتعامل مع إسرائيل! النتائج المصرية تقول إن المصريين، والعرب من حولهم، أمام واقع جديد، السلفيون فيه جزء لا يستهان به في الخريطة السياسية.

لكن السلفية رغم قدم تاريخها فإنها حديثة عهد بالعمل السياسي المستقل. ولا تزال مشروعا سياسيا في طور النشوء لم يكتمل بعد، بخلاف حركة الإخوان التي عمرها ثمانون عاما تقريبا. ولم يعرف العرب والعالم نظاما سلفيا حتى يحكموا عليه سوى النظام السعودي، ولهذا السبب دائما الرياض متهمة بسلفيي العالم، مع أنها قد تكون أول المتضررين منه وآخر المستفيدين، كما حدث وألصقت بها شبهة تنظيم القاعدة في البداية. ولا نعرف في العمل المستقل نجاحا لهم يذكر اللهم إلا في الكويت.

ورغم مزاحمتهم لهم يبدو أن الإخوان أكبر من استفاد من ظهور السلفيين، وضعوا المجتمع المحلي والغرب أمام خيارين، الإخوان المتأنقين أو السلفيين الملتحين "المتخلفين". لهذا ركضت وزارات الخارجية في العالم تعبر عن ارتياحها لفوز الإخوان وتشيد بمواقفهم الحضارية؛ غامزة "بهمجية السلفيين". وأنا لا أستبعد أن الإخوان شاركوا في هذه الهجمة على السلفيين معتقدين أنها تصب في صالحهم.

لكن عليهم ألا يحتفلوا بانتصار الانتخابات الأولى؛ فالمعركة في بدايتها. السلفية، التي هي حركة اجتماعية في معظم وجوهها، مؤهلة للتبدل وقد تصبح مستقبلا إشكالية سياسية كبيرة ما لم يتم احتواؤها. إسلاميا تقف على يمين الإخوان، الذين لا يستطيعون المزايدة عليها دينيا، ومن المؤكد أن أكثر الناخبين تدينا سيصوتون لها. والسلفيون الشباب الذين تولوا إدارة الحركة الانتخابية في معسكرهم هم في حالة تثقف سياسي، ومن يلحظ خطابهم الانتخابي سيجد تبدلا يقترب من خطاب الإخوان السياسي، وهنا لا يمكن إلا أن تعجب بقدرات نجمهم الصاعد نادر بكار.

أما ما يخيف في السلفية فليس برنامجهم الاجتماعي المتزمت بل احتمال تقلباتهم السياسية. وهذا يذكرنا بما حدث للحركات الجهادية في أفغانستان حيث اختلط السلفيون مع الإخوان في معسكرات أفغانستان في الثمانينات والتسعينات وأنجبوا مخلوقا ثالثا، كما رأينا في "القاعدة"، أكثر شراسة سياسيا من الإخوان وأكثر انغلاقا من السلفيين. السلفيون الذين عرفوا بطروحاتهم المتشددة في قضايا دينية واجتماعية وتحديدا المرأة إلى درجة الاستفزاز، مثل مقولة أحدهم إن وجه المرأة مثل فرجها؛ كلها عورة، سياسيا غدا سيكونون أكثر تشددا وسيطالبون بما يعجز الحاكم عن تنفيذه، وعندها يصبح الخروج عليه واجبا دينيا بعد أن كان محرما تماما. السلفيون في الخليج كانوا تقليديين، يؤمنون بفصل رجال الدين عن أهل السياسة، أي نظرية وجوب طاعة ولي الأمر، ليسوا كذلك الآن إلا قلة. وقد أصبحوا أقرب إلى الإخوان المسلمين إنما بثياب خليجية، معظم نقاشاتهم سياسية، وبسبب محدودية تجربتهم هم أقل مرونة من الإخوان.

وأخشى أن ضعف ثقافتهم السياسية سيدفعهم للمواقف المتصلبة، كما أن التنافس مع الإخوان سيجعلهم أكثر تطرفا في العمل السياسي، أمر ستمتحنه الساحة المصرية خلال السنوات الأربع المقبلة. وهذا كله ستدور رحاه وسط ظروف صعبة بسبب هشاشة النظام المصري الجديد واستعداد كل الأطراف التي خسرت في الانتخابات لتأجيجها، مثل الأحزاب الوطنية والمجلس العسكري أيضا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Australia
D.Jacob -

لو كنا محظوظين ...وتغيروا.سيسمحون للمرأة بلمس الموز والخيار.وهل هذا كافي؟

سلفية أم تجارة بالدين؟
خالد محمد حكيم -

كلنا مسلمون نتبع السلف الصالح .. أما من يميزون أنفسهم ويطلقون على أنفسهم "السلفيون" فهم جماعات تتاجر بالدين للوصول إلى السلطة كخطوة أساسية على الطريق للوصول لهدفهم الأكبر الذي يسعى إليه زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وهو العودة إلى مصر كزعيم تلتف حوله هذه العناصر "السلفية" وتحميه - بما يضمن عدم محاكمته. أليس "السلفيون" هم الذين رفعوا صور بن لادن ورددوا شعارات "القاعدة" في التظاهرات منذ بضعة شهور ؟ .. فالسلفية في مصر ترتبط إرتباطاً وثيقاً بأطماع الظواهري.

سلفية أم تجارة بالدين؟
خالد محمد حكيم -

كلنا مسلمون نتبع السلف الصالح .. أما من يميزون أنفسهم ويطلقون على أنفسهم "السلفيون" فهم جماعات تتاجر بالدين للوصول إلى السلطة كخطوة أساسية على الطريق للوصول لهدفهم الأكبر الذي يسعى إليه زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وهو العودة إلى مصر كزعيم تلتف حوله هذه العناصر "السلفية" وتحميه - بما يضمن عدم محاكمته. أليس "السلفيون" هم الذين رفعوا صور بن لادن ورددوا شعارات "القاعدة" في التظاهرات منذ بضعة شهور ؟ .. فالسلفية في مصر ترتبط إرتباطاً وثيقاً بأطماع الظواهري.

السلطه غيرتهم 180درجه
محمد الراوي -

يااستاذ انت فين السلطه غيرتهم 180 درجة وما كانوا يحرمونه يحللونه اليوم وما كانوا يخوون خصومهم به يمارسونه الم ترى الحاسدي والذي كان يرسل الانتحاريين للعراق لقتل الابرياء بحجة تعاونهم مع المحتل الكافر كيف استضل بطائرات الناتو لاسقاط القذافي الم ترى القرضاوى الذي خون حسني مبارك بسبب تعامله مع الصهاينة والامريكان واليوم يوصي اخوانه من الاخوان بالتعامل بحكمة مع اليهود والغربيين الم ترة ياسر حماد الناطق باسم السلفيين في مصر كيف يتحدث مع قناة الجيش الاسرائيلي مطمئنا بانهم سيحمون الاسرائليين وسيعترفون باتفاقية كامب ديفد الم ترى كيف يستعملون الانتخابات للوصول للسلطه بعد ان كانوا يحرمونها الم ترى كيف انشاؤا الاحزاب بعد ان كانوا يحرمونها الم وسترى كيف يحللون البنوك الربويه وسيحللون نوادي القمار والخمور والشواطئ العارية وكل من اجل التسلط على العباد والبلاد والغرب الذي دعمهم يعرف لك ولهذا اسبدلهم بعملائه القدامي .......)

السلطه غيرتهم 180درجه
محمد الراوي -

يااستاذ انت فين السلطه غيرتهم 180 درجة وما كانوا يحرمونه يحللونه اليوم وما كانوا يخوون خصومهم به يمارسونه الم ترى الحاسدي والذي كان يرسل الانتحاريين للعراق لقتل الابرياء بحجة تعاونهم مع المحتل الكافر كيف استضل بطائرات الناتو لاسقاط القذافي الم ترى القرضاوى الذي خون حسني مبارك بسبب تعامله مع الصهاينة والامريكان واليوم يوصي اخوانه من الاخوان بالتعامل بحكمة مع اليهود والغربيين الم ترة ياسر حماد الناطق باسم السلفيين في مصر كيف يتحدث مع قناة الجيش الاسرائيلي مطمئنا بانهم سيحمون الاسرائليين وسيعترفون باتفاقية كامب ديفد الم ترى كيف يستعملون الانتخابات للوصول للسلطه بعد ان كانوا يحرمونها الم ترى كيف انشاؤا الاحزاب بعد ان كانوا يحرمونها الم وسترى كيف يحللون البنوك الربويه وسيحللون نوادي القمار والخمور والشواطئ العارية وكل من اجل التسلط على العباد والبلاد والغرب الذي دعمهم يعرف لك ولهذا اسبدلهم بعملائه القدامي .......)