جريدة الجرائد

حذار من الجامعة العربية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خالد القشطيني


هذا تحذير مهم! لا تدخل مبنى الجامعة إلا في ثلاث حالات: أن تحصل على وظيفة فيها أو تنال مقاولة منها أو تكون متعبا وتجد سريرا شاغرا في أحد مكاتبها الوفيرة المعدة للنوم وتنام عليه. فهذه المؤسسة التي صنعها الإنجليز بعد الحرب العالمية الثانية وعجز العرب عن تطويرها أو إضافة أي شيء إليها لها مقدرة عجيبة في إفساد أي شيء من الديمقراطية والحرية إلى ساندويتشات الفلافل والشاورمة. مر الآن أكثر من أسبوعين ولم تستطع بعثتها أن تتحقق مما تفعله حكومة الأسد بشعبها. أي إنسان يستطيع من الأقمار الصناعية والإنترنت أن يرى ما يجري حيا هناك لحظة بلحظة. كانت العملية من أولها لآخرها فسحة ظريفة أخرى يستمتع بها أعضاء البعثة ومهلة إضافية للحكومة العلوية قبل أن يواجهوا العدالة التي تنتظرهم.

وهذه غلطة كبيرة ارتكبها السوريون. ما كان على المجلس الوطني السوري المعارض أن يفعله هو الاحتذاء بالعراقيين. وقعت المعارضة العراقية الساعية لإسقاط صدام حسين في شتى الأخطاء ولكنها لم تقع في هذا الخطأ بطرق أبواب الجامعة العربية. من أول يوم، جعلت نصب عينيها تحاشي الجامعة العربية والتحدث لمن بيده الصول والجول فقط. أميركا وبريطانيا والقوى الغربية. عقدت مؤتمراتها في فيينا ولندن وواشنطن وتحدثت للرئيس بوش والمستر بلير. خدعت الغرب وأقنعتهم بأن صدام حسين ينتج أسلحة الدمار الشامل فجاءوا بأساطيلهم ودباباتهم وطائراتهم وأسقطوه في بحر أيام قليلة ثم أخرجوه من البالوعة وسلموه للعراقيين ليقتصوا منه. ثم ندموا على ما فعلوا كما يبدو.

ما كان يجدر بالسوريين أن يفعلوه هو أن يشيروا إلى بشار الأسد ويقولوا هذا اختصاصي من لندن في أمراض العيون واستطاع أن يطور غبارا كيمياويا يصيب أعين الإسرائيليين واليهود بالعمى. سيصدقهم الأميركيون السذج ويتصورون أن العرب قادرون على فعل مثل ذلك، فيبعثون بقواتهم ويسقطونه.

رغم زياراتي العديدة للقاهرة فإنني لم أدخل مبنى الجامعة. أشار أحد زملائي إليها وقال هذه بناية الجامعة العربية فعبرت الشارع فورا إلى الرصيف المقابل خشية أن تصيبني بعض جراثيمها وأقع فريسة لمرض النوم الأفريقي.

ما هو السر في هذا التلكؤ في مطالبة مجلس الأمن بالتدخل عسكريا لإنقاذ الشعب السوري؟ أعتقد أنه الخوف من أن تتحول هذه المبادرات إلى سوابق تعتد بها القوى الغربية للتدخل في أي بلد عربي أو إسلامي ومنع حكومته من إبادة شعبها. فالكثير من هذه الحكومات تحرص على حريتها في تقتيل أبناء شعبها كما تشاء. البارحة العراق ثم تلته ليبيا والآن سوريا، وماذا بعد؟ اليمن؟ السودان؟

يستغرب البعض من تعلقي بالنظام الملكي. ففي العهد الملكي، انتفض العراقيون ضد حكومة صالح جبر. قتل نحو 30 متظاهرا. ذهب لمقابلة الوصي على العرش ليستأذن في مواصلة القمع بالقوة. قال له، كلا. لقد قتلت ما فيه الكفاية. هات استقالتك! سقطت الحكومة وانتهت المشكلة وخرجنا نحتفل بكلمات الجواهري:

حف بالتاج بنوه فتعالى وتعالى صاحب التاج جلالا

وفي جمهورية البعث والثورة يموت سبعة آلاف متظاهر، وعلى عينك يا تاجر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لانريد موتمر قمة في بغداد
حسام -

لانريد عقد مؤتمر لدول الارهاب العربية التى ترسل المفخخين والمفخخات الى الغراق لقتل الاطفال والنساء وافراد المجتمع العراقي على الحكومة العراقية طلب تاجيل المؤتمر الى وقت اخر والمفروض ان الجامعة الفاشلة لاتطلب عقده الان لان العراقيين مشغولين بلعق جراحاتهم بسبب تفجيرات الارهابيين العرب اصدر القرضاوي وهو بمرتبة السيستاني لدى السنه فتوى وقد جاء تفجير البصرة استجابة لهده الفتوى بجواز قتل الشيعة الدين يشاركون في مراسم كربلاء . والسؤال اين دور منظمات المجتمع المدني في اقامة دعوى على القرضاوي لدى المحاكم الدولية لاسيما وان هناك اكثر من عشرة الاف منظمة مجتمع مدني في العراق ؟ اي جامعة عربية اي بطيخ ؟؟؟؟روحوا اعقدوها في قطر الدولة الاعظم في المنطقة .

الى حسام رقم ١
عراقي أنا -

كم كلامك مضحك ياصديقي ومتى جائت المحاكم بحقوق الناس؟ التفجيرات حلها بسيط جدا وهو العين بالعين والبادئ اظلم، فالتفجير يرد عليه باثنين وصدقني بعد عشرة عمليات سترفع الرايات البيضاء وبعدها لاتسمع باسم تفجير وبغيرها ستنطبق مقبرة كربلاء بالنجف، فهل عرفت الحل السحري المجرب ياصديقي.

كيف؟
منصف -

يفتي الكاتب في كيفية إنهاء الأزمة السورية بالتالي: ( ما كان يجدر بالسوريين أن يفعلوه هو أن يشيروا إلى بشار الأسد ويقولوا هذا اختصاصي من لندن في أمراض العيون واستطاع أن يطور غبارا كيمياويا يصيب أعين الإسرائيليين واليهود بالعمى. سيصدقهم الأميركيون السذج ويتصورون أن العرب قادرون على فعل مثل ذلك، فيبعثون بقواتهم ويسقطونه). أظن أن الكاتب يمزح، وإلا هل نسي من موقعه كعراقي أن الأمريكان حين كانوا يخططون لغزو العراق تصوروا أن دخولهم للبلد سيكون بمثابة نزهة طبقا لما كانت تبشرهم به المعارضة العراقية، ولكنهم حين احتلوه تفجرت تحت أقدامهم مقاومة زلزلزت كيانهم في بلاد الرافدين فاضطروا للفرار منه تحت جنح الظلام يجرون من ورائهم ذيول الخيبة والهزيمة بعد أن سلمو العراق في صينية من فضة لخصمهم اللذود إيران؟؟ كيف يخطر على بال الأمريكان العودة مجددا لإسقاط نظام بشار الأسد وهم ما زالوا يمسحون دموعهم من تبعات المآسي التي ألحقتها بهم مغامرتهم في العراق؟؟